ماذا جرى في اللقاء بين لافروف وكيري؟
.... نضال حمادة ما بين روسيا والولايات المتحدة حرب هادئة وتراضٍ بلون الشك
والريبة التي تطبع العلاقات الشخصية بين الرئيسين بوتين وأوباما، وبالتالي بين
الطاقمين السياسيين الأمريكي والروسي برغم محاولات التزيين والتوضيب التي يجهد
سياسيو البلدين في إشاعتها أمام الرأي العام العالمي.
"سوريا محور خلاف كبير بين الدولتين، ولكنها ليست الوحيدة. وهي
ركن أساس من كباش يمتد من دمشق مروراً بالدرع الصاروخية وصولا الى البرنامج النووي
الإيراني وانتهاءً بطريق الغاز حيث سيفقد الغاز 30 بالمائة من قيمته في حال نجح
الغرب بإسقاط نظام الرئيس الأسد في سوريا" وفق ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي
لافروف لوفد سياسي التقاه هذا العام.
وفي اللقاء الذي جمع وزيري خارجية روسيا والولايات
المتحدة سيرغي لافروف وجون كيري في السادس والعشرين من الشهر الماضي في برلين لبحث
الأزمة السورية، أعرب لافروف عن انزعاجه من عملية التسليح المتسارعة التي يقوم بها
حلفاء واشنطن العرب والأوروبيون لمسلحي المعارضة السورية".
وقال كيري
انه "على روسيا المساعدة في إيجاد الحل عبر الضغط على الأسد كي يرحل"، فأجاب
لافروف: "نحن لن نضغط على الأسد للرحيل، وإذا ضغطنا عليه سوف يرفض، وسوف نفقد من
نفوذنا لديه. اذهبوا انتم وأقنعوه بالرحيل إذا استطعتم .نحن لن نفعل ذلك".
وهنا أجاب كيري: "نحن وإياكم متفقون على الأساس الذي ينبع من اتفاق جنيف
لكننا نختلف في الأمور الصغيرة".
ومن دون تحديد ماهية الأمور الخلافية
الصغيرة التي تفرّق بين البلدين، ومن دون أن يتفق الطرفان على طريقة حل جديّة
وواضحة باستثناء التمسك باتفاق جنيف ـ كلٌّ حسب فهمه ونظرته ـ أنهى وزيرا خارجية
واشنطن وموسكو اجتماعهما في برلين على خلاف، اللهمّ إلا اتفاقا ضمنيا واحدا وهو
عدم الصدام المباشر بين روسيا وأمريكا.
غير أن الأجواء حسب مصادر لـ
"العهد" الاخباري، تفيد بأن الروس يعملون على مدى منظور يصل الى موعد الانتخابات
الرئاسية في سوريا في ربيع العام 2014، وهذا ما ترفضه واشنطن مدفوعة من حلفائها
الإقليميين والأوروبيين.
وأفادت معلومات خاصة لـ "العهد" أن وزير
الخارجية الروسي رفض في أحد اجتماعاته حول الأزمة السورية مطلبا بوقف امداد الجيش
السوري بالسلاح ما دام أن الغرب وحلفاءه يسلحون المعارضة، ونُقل عن لافروف قوله
"ان وقف تصدير السلاح الى سوريا يجب أن يتم بصورة متزامنة من جميع الاطراف
الدوليين والإقليميين".
وفي السياق نفسه، استقبلت موسكو وفدا عن "إعلان
جنيف 2" للمعارضة السورية يضم الدكتور هيثم مناع ( العودات) والمحامي رجاء الناصر،
والتقى الوفد لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف. وقد علم موقعنا أن مناع سوف يزور
نيويورك الأربعاء ترافقه ريم تركماني من تيار بناء الدولة ممثلين لإعلان جنيف،
وسوف يزور الوفد واشنطن بعد نيويورك، فيما نفت مصادر في هيئة التنسيق ما نقل عن
تفكك القطب الديمقراطي الذي شكل مؤخراً بين "الهيئة" وتيار "بناء الدولة" في
اجتماع عقد في باريس الأسبوع الماضي.
[/b]