"الشـيخ" المدلل

موضوع: "الشـيخ" المدلل الجمعة مارس 08, 2013 3:32 am

"الشـيخ" المدلل
2013-03-07 01:47:53

تتناقل وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى أخبار شيخ صيداوي يتخذ من أحد المساجد مركزا لقيادة حراك مذهبي يتزعمه، الغاية المعلنة هي نزع سلاح حزب الله من جهة، ومدّ "الثوار" في سوريا بوسائل القوة ضد الدولة من أجل هدمها و إقامة "دولة إسلامية" بديلة مكانها من جهة أخرى.

تارة نسمع أن الشيخ توجه إلى محطة للتزلج، ونسمع تارة أخرى أنه ألقى خطابا مذهبيا وسط العاصمة بيروت. ناهيك عن تفقده الدوري لمواقع "المجاهدين" في طرابلس وعرسال. ولا تسل عن الاعتصامات في شوارع صيدا، وإنذاراته المتكررة بأخلاء شقق ومراكز حزب الله في المدينة و ضواحيا.

السؤال الذي يلح على المراقب هو عن الجهة أو الجهات التي تقف وراء هذا الشيخ الغريب الأطوار، والذي يمثل من وجهة نظري تدني الانحطاط إلى درجة الصفر في الممارسة السياسية، وفي العبث بمصير الناس. بمعنى آخر إن الشيخ المذكور يـُعدُّ في رأيي رائدا، أو بالأحرى دليلا على أقصر الطرق إلى الهاوية أو المأزق الذي يقود أليه أسر الدين و استخدامه في السياسة لمصلحة حزب أو فئة.
و ما أود قوله هنا، بكلام أكثر وضوحا وصراحة، هو أن الشيخ الصيداوي لا تتوفر فيه على الأرجح المواصفات الأساسية لرجل الدين الصادق الإيمان ، والمتخلق بتعاليم الرسالة المحمدية. لقد و قع نظري على صور يظهر فيها، بلباس عسكري أو راكبا دراجة عاري الساقين. وقرأت له في الأشهر القليلة الماضية ، تصريحات يتصبب منها الشحن والتحريض المذهبي.

أنا على يقين بانه "شيخ أزعر"، واستنادا إليه، أستنتج بأن الحكومة اللبنانية هي حكومة "زعران". هذا ليس جديدا بالنسبة لي. ولكن تساهل هذه الحكومة مع الشيخ الأزعر، هو بمثابة تواطؤ على الأمن والسلم في هذه المرحلة الدقيقة حيث تتعرض المنطقة لعاصفة أستعمارية رجعية عاتية.

ويحق في السياق نفسه، اتهام الجهات التي مولت حراك الشيخ الأزعر وزودت أنصاره بالسلاح، بأنها تعمل على تخريب البلاد، و بأن عملها يندرج في السيرورة التي بادر إليها المستعمرون وأعوانهم من أمراء النفط الخليجي تحت عنوان "الثورة"، و التي بلغت ذروة القبح والإجرام والبربرية في سورية. ولا شك في أن ظهور الشيخ الأزعر يشكل حرجا كبيرا لحزب الله، فمن خلال عربدته يفتضح أمر الإسلام السياسي. وامتناع حزب الله عن ردعه وإسكاته هو دلالة واضحة على أن هذا الحزب ينهج سياسة مذهبية تبيح مذهبة المدن والمناطق اللبنانية، ينجم عنها أن كل ميليشيا مذهبية حرة التصرف في مناطقها.

خلاصة القول... صار لبنان سوقاً.. أو بازاراً تجاره زعران وخونة!

بالله عليك قل لنا كيف تريد من حزب الله ان يرد على شخص انت نفسك وصفته بالازعر. تريد منه ان ينزل الى هذا المستوى الدنئ و ينزلق الى الفخ الذى نصبه هذا الدجال و اسياده؟ تصرف حزب الله هو التصرف الامثل في مثل هذه الظروف و إلا فالإنزلاق البديهي الى الصراع المذهبي.. من يجب عليه الرد و توقيف هذا الازعر هي الدولة.