هوجو شافيز .. حى رغم الكفن .. خالد فى لوح الزمن
الخميس , 7 اذار 2013 - 01:51 الناشر : بانوراما الشرق الاوسط
محمود كامل الكومى
1970 ترك جمال عبد الناصر الدنيا وما عليها وصار اللحن حزينا ترويه دموع الملايين من احرار العالم فى افريقا وآسيا وأمريكا اللاتينيه (الوداع ياجمال يا حبيب الملايين , ثورتك ثوره كفاح عشتها طول السنين ), مرت السنوات , وفى العام 1992 بزغت شمس الناصريه فى فنزويلا ,حيث أعلن مجموعه من الضباط الناصريين برنامجها الثورى للخلاص من الرئاسه العميله للمخابرات الأمريكيه , ومن الهيمنه الأفتصاديه والسياسيه والعسكريه للولايات النتحده الأمريكيه على فنزويلا .
عندما تولى الملازم هو جو شافيز زعامه هذا التيار , سارت محاولاته الأنقلابيه على السلطه العميله والخاضعه لأداره الشر الأمريكيه .حتى نجح أنقلابه الأخير فى العام 1996 فى الأطاحه بأذناب السى اى ايه …. بعدها بدأت الأنتخابات الديموقراطيه . الى أن جاءت الأنتخابات الرابعه فى أكتوبر 2012 , خاضها شافيز ضد عملاءالهيمنه الأمريكيه وقوى الشر فيها وقوى الرأسماليه العالميه (بمالها من أمكانات اعلاميه وماليه هائله )وضد أعداء الثوره , كانت واشنطن تقف ضده على طول الخط تمالىء خصومه , فأضمرت له الدسائس والمكايد ومولت خصومه السياسين الذين يعملون على رهن اراده فنزويلا للأداره الأمريكيه , وأنفقت الغالى والنفيس من اجل ان يغيب شافيز عن اداره فنزويلا ,ولكى تعود فنزويلا من جديد الى حضن الأمبرياليه الأمريكيه لكى ترتبط رأسماليتها بالرأسماليه العالميه التى تدمر الشعب الفنزويلى المطحون , لكن الشعب عرف طريقه ورفع شافيز فوق رؤوس الأعداء وداس الشعب الفنزويلى على عملاء الأمبرياليه الأمريكيه , وفاز شافيز أمل شعوب العالم الثالث بقياده الشعب الفنزويلى من جديد , وسادت الأشتراكيه الفنزويليه والتى أطلق عليها أشتراكيه القرن ال 21.
كان شافيز (الممارسه والفكر والتطبيق)تعبيرا حقيقيا عن الأشتراكيه الناصريه التى أعتبرها طريقا له وأعتبر عبد الناصر ملهما لكل أحرار العالم ولكل ثوار أمريكا الاتينيه ,وصار كل الأشتراكيون فى فنزويلا -وتحديدا شافيز -يطلقون على تيارهم التيار الثورى الناصرى ,وسادت أفكار العداله الأجتماعيه والنضال ضد سيطره رأس المال وأنتزاع حقوق الفقراء من براثن عملاء الرأسماليه العالميه .وتأييد الحركات التحرريه فى كل بلدان العالم , وصار القرار نابعا من صميم أراده الشعب الفنزويلى ودشنت فنزويلا أستقلال قراها السياسى والأقتصادى وقاومت كل الضغوط والأملاءات الأمريكيه ومحاوله فرض أرادتها على الواقع السياسى والأقتصادى والثقافى ل فنزويلا- حتى صار شافيز رمزا للنضال ضد الهيمنه الأمريكيه فى العصر الحديث , ونصيرا لكل القوى التى تحاول أمريكا أن تفرض أرادتها وهيمنتها عليها .
لم يكن شا فيز مناضلا من فراغ , لكنه كان زعيما له جذوره النضاليه من أرض فنزويلا فهو سليل النضال الوطنى والتحرر الأنسانى الذى قاده سيمون بوليفار محرر أمريكا اللاتينيه من الأستعمار الأوربى والهيمنه الأمريكيه (الأقتصاديه والسياسيه والثقافيه ), حتى نالت القاره الأمريكيه أستقلالها من الأستعمار الأسبانى والانجليزى , ولم تتح الولايات المتحده لشعوب القاره اللاتينيه أن تبنى أوطانها معتمده على حريتها وأستقلال أرادتها , فثارت فنزويلا ضد الهيمنه الأمريكيه .
كان عبد الناصرقد بزغ نجمه وصارت أشتراكيته ثؤثر فى كل دول العالم الثالث , وكان نضاله ضد الأستعمار من أجل الحريه وأستقلال القرار السياسى ,وأقامه مجتمع العداله الأجتماعيه بما يمثله من كفايه فى الأنتاج وعداله فى التوزيع ,كل هذه الأفكار الناصريه أستأثرت بجل أهتمام زعماء أمريكا اللاتينيه الثوريين والتحرريين والأشتراكيين ,وتأثرت فنزويلا ومعظم بلدان أمريكا الاتينيه بعبد الناصر فصار ملهمها ونموذجا يحتذى , وغدى التيار الناصرى مؤثرا فى فنزويلا وكل التيارات الثوريه فى القاره الأمريكيه , وتلاقى التيار الناصرى مع التيار الأشتراكى الذى تزعمه الزعيم الكوبى قيدل كاسترو .
كان أستقبال ناصر للمناضل الثورى نشى جيفارا , وخطب عبد الناصر التى أمتد تأثيرها لكل شعوب العالم الثالث فى أسيا وأفريقيا و خاصه أمريكا اللاتينيه , وكان خطابه فى الجمعيه العامه للأمم المتحده وما حواه من دفاع عن الشعوب المقهوره وهجومه على الأمبرياليه الأمريكيه والأستعمار ونضاله من أجل أستقلال القرا السياسى والأقتصادى , وتلاقى الزعيميين كاسترو وناصر ,كل ذلك أدى الى صعود الناصريه فى أمريكا اللاتينيه وثمين دورها .
هذا الزخم الثورى والنضالى شكل وجدان المناضل هوجو شافيز , فكانت مرجعيته البوليفاريه , الناصريه , الجيفاريه , فصار على الطريق من أجل تنميه المجتمع الفنزويلى وأقامه مجتمع الكفايه والعدل والأرتفاع بمستوى معيشه الطبقات الكادحه , وعلى الصعيد السياسى قاوم الهيمنه الأمريكيه ولم تستطع أمريكا (طيله حكم شافيز )أن تفرض أرادتها على الشعب الفنزويلى , وحفظ شافيز لشعبه وبلده حريته وأستقلاله وأرادته الحره ,وعلى المستوى الأقتصادى قاوم شافيز الرأسماليه الأمبرياليه , ونحى نحو الأشتراكيه الناصريه من أجل الطبقات الكادحه وأقامه مجتمع العداله الأجتماعيه .
كان هوجو شافيز هو النصير الأول فى عصرنا الحالى (عصر الذئاب)لكل الحركات التحرريه ضد الهيمنه الأمريكيه وغدى نصيرا ومؤيدا لها , وقف مع الكفاح الفلسطينى ضد الأستيطان الصهيونى , وطرد السفير الأسرائيلى من كاراكاس – أيد لبنان وكفاح حزب الله ضد العدوان الصهيونى 2006 – والى ساعات مضت كان مع سوريا حكومه وشعبا ضد المؤامره الكونيه عليها, .
هاهو شافيز الثائر الأمريكى اللاتينى الفنزويلى الناصرى :يقف مع شعبنا العربى ضد هيمنه قوى الشر الأمريكيه على مقدراته وثرواته , ومع شعبنا الفلسطينى من أجل تحرره من الأستيطان الصهيونى ,ويقف مع الشعب العربى فى سوريا ولبنان وكل الأمه العربيه يكسر الحصار الأقتصادى على شعوبها ويمدها بالبترول والغاز , ويقف مع شعوب أمتنا فى نضالها ضد الهيمنه السياسيه التى تحاول نزع قرارها السياسى وخضوعها للهيمنه الأمريكيه ,, كان دور شافيز مع الثوره الأيرانيه ناصع البياض نبيل المقصد معبرا عن أخلاق الفرسان , فمازالت مواقفه ضد الحصار الأقتصادى والسياسى على أيران ,تنير وتضىء وتعطى الأمل والزخم للثوره الأيرانيه وتقوى عزيمتها للصمود ضد الهجمه الأمريكيه ومحاولاتها الدنيئه لضرب ايران وتحقيق أمن أسرائيل .
ولذلك فأن هوجو شافيز يعيش فى قلب شعبنا العربى , فى الوقت الذى يثور فيه على حكامه عملاء الناتو والموساد والأمريكان من حكام الخليج (خاصه فى السعوديه وقطر والبحرين )(ونظم الحكم الأخوانيه فى مصر وتونس التى تتماهى مع مخططات أمريكا والصهيونيه .
محمود كامل الكومى
فلا عجب حينما نرى شعبنا العربى يذرف الدمع على شافيز لأنه فى القلب والوجدان ,مناضل ضد هيمنه أمريكا وأستيطان الصهاينه فى فلسطين ,
ويثور الآن على نظم الحكم الأخوانيه فى مصر وتونس والسعوديه وقطر والبحرين لأنهم عملاء أمريكا وجنود أمن اسرائيل .
ف الى مزبله التاريخ سيصير حكام الخليج والأخوان
وسيبقى هو جو شافيز فى القلب والوجدان
حى رغم الكفن ………… خالد فى لوح الزمن .