جامعة الدول العربية .. أم جامعة حمد واّل سعود
الخميس , 7 اذار 2013 - 04:20 الناشر : بانوراما الشرق الاوسط
المهندس ميشيل كلاغاصي
من يراقب عمل الجامعة العربية و منذ نشأتها يلاحظ و دونما عناء , أنها لم تكن لتعبرعن ارادة و طموحات الشعب العربي و لو لمرة واحدة .
لم يكن من السهل على الانسان العربي أن يذهب بفكره بعيداً ليرى أبعد من الضعف أو عدم التفاهم و اختلاف الرؤى حول قضايا الأمة و التي طرحت في كل القمم العربية , و لم يكن له أن يتخيل دولاً عربيةً قد ترضى لنفسها و بنفسها مهمة خيانة العرب و العروبة رغم بعض المؤشرات اّنذاك , و لكن الزمن تكفل بكشف ذلك لاحقاً .
فلم يكن يخطر على بال الانسان العربي أن دورها الهامشي و عدم قدرتها على النمو و امتلاك القوة اللازمة للدفاع عن حقوق الأمة ليس قدراً بل بفعل فاعل خفي .
لقد حوّلها هذا الفاعل لآلة شجب و تنديد في مرحلة , وحرمها منه في مرحلة أخرى .
لم تتخذ الجامعة قرارات مصيرية هامة إلا ما ندر و بقدرة الفاعل الخفي تمت عرقلة و تعطيل اًلية تنفيذ ما صدر عنها و بذلك بقيت قراراتها حبراً على ورق .
أرادها الفاعل الخفي جامعة لزرع الشقاق و الخصام و التفرقة عبر شتائم و مواقف شخصية لحرفها عن دورها المفترض بها , فقد استجر الفاعل الخلافات تمهيداً لخلق الذريعة و أخذ المواقف القاتلة , نعم لقد حدث الشرخ و أصبحت الدول العربية تحت قبتها فريقان أو أكثر , لقد رضي لها فريق الفاعل أن تلعب دور ” جامعة قتل العرب للعرب ” , فعملت على محاصرة هذا البلد العربي و معاقبة ذاك تحت العناوين المختلفة .
لقد نفّذت أجندات الغرب بحذافيرها و لعبت و تاّمرت على القضية الفلسطينية , و دوراً مدمراً في لبنان ابان الحرب الأهلية , و الأمر نفسه في حرب تموز 2006 و حرب غزة 2008 – 2009 و ضاعت أصوات الشرفاء تحت قبتها فمنهم من هددوه و منهم من حاصروه , و بقي الصوت السوري شبه وحيد .
و جاءت الأعوام الأخيرة صريحة واضحة , و كشّر الفاعل عن أنيابه و خلع عن وجهه اّخر الأقنعة و بتنا نرى الوجوه الكالحة على حقيقتها , انه ملك السعودية و حاكم مشيخة قطر , و من لف لفهم من الأمراء و الملوك و بعض الحكام العرب . و بتنا نراهم يركبون المقعد الأول في قطار ” الربيع العربي ” تاركين بلادهم كعنز شارد في غياهب التخلف و الظلم و القمع و الاستبداد , و تراهم يلّوحون برايات الحرية و الديمقراطية التي يفتقدون , و تحت مسمى جامعة الدول العربية .
لقد حولوها لجامعة اّل سعود و اّل ثاني , و لعبوا بمصائر شعوب بعض الدول العربية مثل ليبيا و مصر و تونس و اليمن و السودان …تمهيداً لوصولهم لسوريا و ها قد وصلوا .
لقد أظهروا العداء لشعوب الأمة عامةً و للشعب السوري خاصةً أكثر من العدو الأصلي نفسه ( الولايات المتحدة الامريكية , اسرائيل ) فقد جعلوا من الجامعة العربية رأس حربة في معارك الدم عبر أموالهم و أسلحتهم و حقدهم و فكرهم المتطرّف . فعلى يدهم سال الدم السوري بغزارة و دمّرت المدن و القرى و البنى التحتية بفضل ارهابهم و ارهابييهم و بمالهم القذر و أسلحتهم اللعينة .
لقد خلقوا المشكلة و عرقلوا الحل , ووظفوا ” نبيلاً عربياً ” مسخاً حقيراً مداساً لأقدامهم و أقدامنا و عبره و بفمه جمّدوا عضوية سورية و أرادوا نزع علمها الوطني و استبداله بعلم الذّل و العار و الانتداب .
لقد أضحت الجامعة العربية بفضلهم رهينة الموقف السياسي المنحاز لقطر و السعودية اللذان سعيا و منذ البداية الى استحضار التدخل العسكري الخارجي .
و الاّن و بعد الصمود التاريخي السوري و اقتناع مشغليهم قبلهم بعدم امكانية سقوط سورية و لا بد من الحل السياسي , بدأوا يبحثون عن مقعد على طاولة الحل , هذا يبدو مستحيلاً فبعد كل ما فعلوه و الانحياز و العداء الذي أظهروه , لا يمكن الحديث معهم و لا عبرهم فقتل أي ارهابي يشكل صفعةً لهم و حسبهم هذا مؤقتاً و فليحصّنوا دفاعاتهم ما استطاعوا , لأن الزلزال السوري قادم و اطاحتهم و ازالتهم واجبة وواقعة لا محالة .
نحيي شرفاء الأمة ممن وقفوا مع سورية في هذا الامتحان الرهيب و ما أكثرهم و نخص بالذكر وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الذي اعتبر قرارات الجامعة ساهمت بتصعيد العنف في سوريا , و طالب برفع تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية .
كذلك وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي اعتبر بدوره أن الجامعة هي جامعة دول عربية و ليست جامعة معارضات .
أما المسخ العربي و ” نبيلها ” لا يزال يراوغ و يراوح مكانه . فقد توصل لاستنتاج أن الائتلاف المعارض غير مؤهل لشغل مقعد سورية في الجامعة العربية واضعاً بين ثنايا تصريحاته طلب المزيد من التحريض و العنف و القتل ليصبح الائتلاف مؤهلاً .
لن تنالوا مبتغاكم , بائدون مهما فعلتم فمصير الجامعة سيقرره النصر السوري من جهة و ارادة الشعب العربي الذي نفر منكم و بات مستعداً لسحقكم من جهة أخرى , فسوريا في قلب كل مواطن عربي من المحيط الى الخليج , و أن حقدكم و مالكم القذر و ارهابكم سرّع النتيجة الحتمية بأنه أصبح للأمة قائدها و رمزها و بنصره سينتهي ربيعكم و يتحول خريفاً تتساقطون فيه و أوراقكم و يكون مصيركم الفناء و الزوال وفي سجل العار خالدين .