لماذا فتحت الجزيرة ملف إغتيال عرفات؟

لماذا فتحت الجزيرة ملف إغتيال عرفات؟

إتهام سوريا والجهاد الإسلامي بتنسيق إسرائيلي قطري أم إسقاط عباس لحساب مشروع المملكة المتحدة بقيادة الأخوان؟

خاص "توب نيوز"

سؤال طرق أبواب الكثيرين منذ أن أعلنت الجزيرة عن سبق إعلامي تحقيقي قامت به في الكشف عن ظروف وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وما تكبدته وأنفقته للوصل إلى نتيجة مفادها أنه مات مسموما بمادة البولونيوم وفقا لفحوصات مختبرات سويسرية متخصصة.

السؤال هو لماذا قررت الجزيرة فتح ملف إغتيال ياسر عرفات ولماذا تاخرت ثمان سنوات وما الهدف اليوم؟ ولماذا تنظم الجزيرة حملة ملاحقة للملف؟

آخر شيئ يمكن للجزيرة والقيمين عليها إدعاءه هو الوفاء لروح عرفات والشعب الفلسطيني أو مجرد البحث عن الحقيقة فالجريمة عمرها ثمان سنوات والجزيرة بدأت تتبعها مطاع عام 2012 فأين كان الوفاء والبحث عن الحقيقة؟

الإحتمال الأول الذي وضعه مراقبون إعلاميون فرنسيون كان سعي الجزيرة لترميم صورتها المتهالكة بعد الأزمة السورية وإضطرار الجزيرة خدمة لدور قطر السياسي والمخابراتي بالخروج عن كل أصول المهنة الصحفية والإعلامية وصرف الكثير من الرصيد الذي راكمته وحاجتها لتعويض بعضه بتناول قضايا ذات تاثير في وجدان العرب والمسلمين.

لكن هذا التفسير على صحته يصطدم حسب الإعلاميين أنفسهم بسؤال خطير وهو هل تستطيع الجزيرة السير حتى النهاية في هذا الملف وهي الحليف السري الذي صار علنيا لإسرائيل وحكوماتها واجهزتها في العلم العربي والحليفان يشتغلان بتنسيق تام في كل التفاصيل خصوصا ان قراءتهما المشتركة للملف السوري تحظى برعاية أميركية مباشرة فهل يسمح بالنيل من الحلف للعبة تكتيكية في لحظة مخاطرة إستراتيجية ؟

الجواب الإفتراضي كان أن إسرائيل لا يضيرها يهوديا الإتهام ولا عربيا وإسلاميا فهي متهم أصلا لكن بالتأكيد لن تتسامح إسرائيل وأميركا بجر شخصيات إسرائيلية أمنية وعسكرية إلى المحاكم الدولية بداعي التحقيق ولاحقا ربما توجيه الإتهام وسبق لواشنطن أن مارست أكثر من فيتو في مجلس الأمن لمنع تشكيل لجان تحقيق دولية في جرائم مثبتة بحق الإسرائيليين فما هو سلم النجاة الذي جرى إعداداه هنا بالتنسيق القطري الإسرائيلي والمحكم مخابراتيا؟

في ذات الجلسة التي إنعقدت في احد مطاعم باريس وحضرها صحفيون وديبلوماسيون فلسطينيون وفرنسيون وبينهم ضابط مخابرات فرنسي سبق وعمل في المنطقة تمت مراجعة كل الفرصيات فبقيت إثنتان:

- أن يكون كبش الفداء هو محمود عباس الذي تم التوافق على إزاحته من الواجهة السياسية لإنتهاء الصلاحية ووضع إسرائيل يدها على الضفة الغربية في قلب مشروع المملكة المتحدة الأردنية الفلسطيينة الذي تشتغل له قطر وإسرائيل بهدم الإستقرار الأردني وتسليمه لإسلاميين تحت جناح الأخوان المسلمين والسلفيين يقبلون تكريس التفاهم مع إسرائيل ضمن سلطة إدارية على الضفة الغربية مقابل تكريس مرجعية حماس الأخوانية في غزة لكن كل ذلك مشروط بالنجاح في مشروع تغيير النظام في سوريا وعندها يكون التحقيق قد توصل لتحديد إسم أحد مرافقي عرفات المحسوبين على محمود عباس ويوجه عبره الإتهام لعباس بالوقوف وراء تصفية عرفات بالتعاون مع أحد رجال الأعمال الذي إشتغل بتجارة المحرمات في سوق السلاح العالمي والذي صار وقت التخلص منه وحاول عباس منفردا ذلك وفشل.

- أن يصمد النظام في سوريا ويصبح خطر صموده على المنظومة القطرية الإسرائيلية وجوديا فيفجر المحققون قنبلة ان أحد الطهاة في مطبخ عرفات كان على صلة بحركة الجهاد الإسلامي التي تزودت بالمادة المشعة من مفاعلات سوريا النووية ويفتح الملف مجددا على التفتيش النووي في سوريا وعلى طلب التحقيق مع شخصيات سورية في النظام لتعويض الفشل في محكمة إغتيال رفيق الحريري وتكون بيضة بصفارين لتجريم حركة الجهاد الإسلامي المتمسكة بخط المقاومة والتي تسبب إحراجا لحركتي فتح وحماس وفتح باب جديد للحرب على سوريا ونظامها الصامد بوجه حرب كونية بتحميله وزر دماء الراحل ياسر عرفات.

يعلق سفير فرنسي سابق خدم في تل أبيب في نهاية الجلسة بقوله سيتاريو يمكن لإسرائيل وحدها صياغته وتصنيع ما يستدعيه من أدلة مزورة وقطف ثماره وإذا صح ذلك تكون قطر قد تحولت إلى ذراع مخابراتية وإعلامية إسرائيلية وعلى السعودية ومصر الإنتباه جيدا. (ج.ع)

» أسرار خطيرة في كتاب فرنسي: محمد دحلان نفذ عملية إغتيال ياسر عرفات؟!
» خفايا «معركة كسب» .. خبراء وجنود من «الأطلسي» .. وحدود فتحت للألبان والشيشان
» فلسطين مقابل الأسد؟ صار مفهوما لماذا فتحت واشنطن جبهة أوكرانيا لمواجهة روسيا!؟
» لهذا السبب فتحت معركة “كسب”
» mi6 فتحت طريق استخبارات الغرب إلى دمشق