أسرار جبهة النصرة لأهل الشام.. جزء 4 لماذا يقود الجبهة أردنيون..؟
أحد المصادر الذي تحدّث لـ"جهينة نيوز" مازال حتى الساعة يطلق على بن لادن لقب الشيخ أسامة بن لادن، ويصف الظواهري بالعميل الأمريكي، ويصرّ مصدرنا على القول بأن بن لادن كان حقاً يجهّز فيلقاً لتحرير القدس قبل أن يخدعه الظواهري بما سمّاه توسيع الصراع، ويضيف: كان الشيخ أسامة يجري أبحاثاً على كيفية بناء دولة إسلامية، والتي كانت همّه الشاغل بعد خروج السوفييت من أفغانستان، لأنه كان يدرك بأن نظم الممالك والإمارات السائدة في الخليج هي نظم غربية عاشت في القرون الوسطى في أوروبا، وزرعها الاستعمار الأوروبي ولا مثيل لها في التاريخ الإسلامي ولا علاقة لها بالإسلام، ويستطرد المصدر: لكن غدر الإخوان المسلمين دمّر كل شيء ودمّر تنظيم القاعدة، وقد وضّحنا ذلك في الجزء الثالث من هذه السلسلة.
وعن "جبهة النصرة لأهل الشام" يقول مصدرنا: كلّف الزرقاوي في سورية أبو القعقاع لبدء تأسيس خلايا تحت مسمّى "جند الشام"، وظهر التنظيم للعلن بعد مقتل الحريري، حيث بدأ استهداف سورية ولكن فشل العدوان على لبنان كشف للسوريين الكثير عن هذا التنظيم وقتل متزعمه أبو القعقاع، وهنا تأكد المشرفون على التنظيم من انتهاء التنظيم، فتمّ تكليف الأردني أبو محمد الجولاني بإعادة لملمة ما تبقى من "جند الشام"، وكل شخص لم تكشفه المخابرات السورية تحت مسمّى "جبهة النصرة لأهل الشام"، وعندما نسأله عن الجولاني بأن اسمه يوحي بأنه من نازحي الجولان، يقول: لو كان من نازحي الجولان لقال سنحرّر الجولان ونعيد النازحين ولكن "جبهة النصرة" أعلنت أنها لن تحرّر الجولان لأن سكانه حسب وصفها كفار في إشارة لطائفة الموحدين التي تشكّل أغلبية من بقي من أهالي الجولان، وحين نسأله عن هوية أبو محمد الجولاني يقول: لا أحد يعلم اسمه الحقيقي ولكن الظواهري وبرغبة أمريكية أصرّ على أن تكون قيادات التنظيم أردنية وعدم تسليم أي منصب للسوريين. وعن سبب هذا الإجراء قال: لكي لا يهرب أي شخص من التنظيم، فهروب السوري إلى سورية يعني وصول كنز من المعلومات للاستخبارات السورية، بينما هروب الأردني سيعاد عبر المخابرات الأردنية التي تتعاون مع الأمريكيين، ويجزم بأن كل قيادات تنظيم "جبهة النصرة" أردنيون، وما الخرق الذي قام به ضابط استخبارات أردني إلا انتقاماً من تدمير تنظيم القاعدة حسب اعتقاد مصدرنا.
ونسأله لماذا الأمريكي قتل الزرقاوي؟ هل كان سينقلب على الأمريكيين؟!.. فينفي ذلك ويقول: الزرقاوي مقاتل شرس جداً ولكن لا علاقة له بالسياسة وقتله كان كبادرة حسن نية من الأمريكيين تجاه سورية وإيران بأن تخفيف العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية سيقابل بوقف عملية تقسيم العراق واستهداف المدنيين العراقيين، فضلاً عن المصالح الانتخابية الأمريكية، ويضيف المصدر: حين خرج حزب الله من الحرب منتصراً عام 2006 قامت سورية وإيران بحشد كل الجهود ضد الاحتلال الأمريكي للعراق الذي بدأ يتراجع إلى أن قبل الأمريكي بجدولة انسحابه من العراق، ومن ضمن التراجع الأمريكي كان تصفية الزرقاوي المسؤول عن قتل العراقيين وتقسيم العراق سكانياً. ويتابع المصدر: الخطاب الطائفي لم يكن في كل أدبيات تنظيم القاعدة إلى أن دخل الظواهري وحركة الجهاد التنظيم، ويؤكد أن الكثير غرّر بهم الخطاب الطائفي وخصوصاً إبان الاحتلال الأمريكي للعراق والضخ الإعلامي غير المسبوق الذي أشرفت عليه قناة "العربية" السعودية, وفي هذه النقطة طرحنا ما قاله مصدرنا على شقيقة أحد المقاتلين في تنظيم القاعدة والتي لها إلمام واسع حول طبيعة التنظيم، فأكدت أن بن لادن كان يفكّر بطريقة ما لإقامة دولة إسلامية وفق الشرع، فيما نفت ألا يكون تنظيم القاعدة طائفياً, وسنفرد في الحلقات القادمة لبعض من تصريحاتها ومعلوماتها حول الموضوع.
وعن التقارير التي تقول إن "جبهة النصرة" استفادت من تجربة العراق، يقول مصدرنا: هي تقارير تضليلية تهدف إلى خلط الأوراق، وذلك حين سألنا المصدر هل حقاً تنظيم النصرة استفاد من التجربة العراقية وخفّف من لهجته التكفيرية وقلّل من استهداف المدنيين وتوقف عن تدمير المقامات والأضرحة كي لا يقوم الأهالي بتشكيل تنظيمات كتنظيم الصحوة لمحاربة القاعدة، كما قال تقرير نسب لعضو سابق في تنظيم القاعدة، فقال المصدر: لا يملك تنظيم "جبهة النصرة" تغيير إستراتيجيته لأنه في تلك اللحظة سيبدأ عناصره بكشف الحقيقة، وما يقوم به في سورية هو نفسه ما فعله في العراق، غير أن ما يختلف هو التضخيم الإعلامي، حيث إن الجيش الأمريكي كان موجوداً في العراق وقادراً على الإمساك باللعبة لكن في سورية لم يتفكك الجيش ولهذا تترك عمليات "جبهة النصرة" دون تغطية إعلامية، إلا أن الجبهة قامت فعلاً بتدمير المقامات في شمال حلب وخصوصاً في أعزاز ولم تكف عن استهداف المدنيين، بل زادت استهداف المدنيين، ولم تقلّل من خطابها الطائفي، ولم تهتم بالمجتمع الدولي، حيث إن لندن وواشنطن رفضتا مطلقاً إدانة التفجيرات التي نسبتها "جبهة النصرة" لنفسها في سورية.
وعن "الجيش الحر" يقول ساخراً: لا أملك معلومات ولكن أشكك بوجود ما يسمّى "الجيش الحر", حيث إن هناك ضباطاً في الجيش السوري هربوا إلى تركيا, وتبنوا بعض العمليات التي نفذتها "جبهة النصرة", ويضيف: هذه الإستراتيجية ليست جديدة, وأعتقد أن "جبهة النصرة" تقول لأعضائها لن نكذبهم ليساعدونا في القضاء على النظام في سورية، ولكن في الحقيقة هي لعبة أمريكية للقول بأن من يقاتل على الأرض هو "الجيش الحر" كي لا تظهر واشنطن على أنها داعمة لـ"جبهة النصرة", وما يمكن الجزم به أن العمليات العسكرية على الأرض تحمل بصمات "جبهة النصرة" ومقاتلي تنظيم القاعدة منذ معركة جسر الشغور بداية الأزمة حتى اللحظة, وما الخلافات بينهما سوى تمثيلية يروج لها الغرب والإعلام الغربي للقول بأن هناك أكثر من جهة تقاتل على الأرض السورية وبأن الأموال التي يقدمها الغرب لن تصل للارهابيين, وسألنا المصدر لكن هذا يتطابق مع ما يقوله الاعلام السوري الذي يقول بأن من يقاتل على الارض هو "جبهة النصرة لأهل الشام" فقط, فقال مصدرنا: "أنا لا أتابع الإعلام السوري ولكن أذكر جيداً ما قال عنها الجيش الحر معركة تحرير مدينة الميادين بالقرب من الحدود العراقية, ونشرت كل المعارك بإسم الجيش الحر, ونطق بإسم المعارك قادة المعارضة العلمانيين ولكن حين إنسحب الجيش النظامي ودخل الجيش الحر طبقت قوانين جبهة النصرة, وبالتالي لم يكن الجيش الحر موجوداً سوى على الإعلام, لأن من قاتل على الأرض هم جبهة النصرة فقط , والعمليات التي يقومون بها تحمل هوية جبهة النصرة, ولهذا السبب أشكك بوجود الجيش الحر الذي لا نراه سوى في تركيا أو على حدودها مباشرة".
في الأجزاء القادمة.. كيف تمّ التجنيد وإقناع المقاتلين بمهاجمة الدول العربية، وما دور قطر في هذا التنظيم، وما هو الدور السعودي أيضاً؟!.