معركة دمشق الثالثة اسرار وخفايا تكشف للمرة الاولى! خاص توب نيوز: سلوم عبدالله – محمد حمية

معركة دمشق الثالثة اسرار وخفايا تكشف للمرة الاولى!
خاص توب نيوز: سلوم عبدالله – محمد حمية

دمشق البداية ودمشق النهاية ومن دمشق نبدأ والى دمشق نعود
هي التاريخ والجغرافيا هي عين الطامعين وهدف المتآمرين هي الفيصل والمعركة الفاصلة هي من سيقرر مستقبل سوريا والمنطقة هي من سيفرز القوم بين مهزومين ومنتصرين هي من سيرسم نهايات الحرب الدائرة هي مربض الاستراتيجيات ومصنع السياسات.
هذه ليست عناوين وشعارات بل هي واقع ما تحدثنا عنه المعلومات الميدانية الآتية من دمشق الشام وهذا ما تعكسه تسريبات التفاوض في اروقة عواصم القرار في العالم وما يسمع من اصداء في غرف المؤتمرات والاجتماعات الاقليمية الثنائية منها والثلاثية والرباعية!
ينقل العديد من زوارها ازدحام في شوارعها واحيائها بالمارة والسيارات والحركة التجارية شبه عادية والاسواق تفتح ابوابها للشارين والبائعين الطلاب في المدارس، والمطاعم والاستراحات تعج بروادها وزبائنها والحياة اليومية للمواطنين عادية! ولكن ربا سائل يسأل من اين تاتي بعض وسائل الاعلام بمشاهد المعارك المسلحة وما يقال عن سيطرة مسلحي المعارضة على مناطق عديدة من دمشق!
بعد معركة دمشق الاولى والثانية شهدت دمشق معركتها الثالثة!
الأولى دخول دمشق من كفر سوسة والمزة – الثانية من التضامن وصولا لداريا والمخيم – الثاثلة من دوما وحرستا وجوبر
فعن اي معركة نتحدث...!
بدأت معركة دمشق الثالثة ونشطت قناوات فضائية منها العربية والجزيرة ومواقع الكترونية كثيرة للإيحاء بتردي الأوضاع الأمنية وتدهورها اجتماعيا واقتصاديا في دمشق وضواحيها، قابلها نفي مصادر مطلعة لتلك الاخبار وأكدت أنها ليست سوى محاولات يائسة جاءت كي ترفع من معنويات المسلحين بعد تعثرهم في معركة دمشق الثالثة. كما أكد مصدر رسمي فشل محاولات المجموعات المسلحة تغيير الموازين الميدانية والعسكرية لصالح تلك المجموعات.
الهدف دمشق العاصمة ولكن كيف يدخلونها ؟
بعد نهاية معركة دمشق الثانية والتي تكبدوا فيها آلاف القتلى لم يهدأ الحلف الإقليمي المصطف خلف المجموعات المسلحة حيث أنهم قاب قوسين أو أدنى من السقوط من الخريطة السياسية بعد تقديمهم الغالي والنفيس كي يسقطوا دمشق... لماذا ؟
لأن سقوط دمشق هي الورقة الاخيرة التي تنقذهم من تحمل تبعات فشل رهاناتهم ولان انتزاع مفتاح دمشق من الرئيس الاسد وتسليمه الى اميركا هو رهانهم الاخير
بدأ التحضير لمعركة دمشق الثالثة والتي أسموها (ملحمة دمشق )
أماكن التوزع والإنتشار أين ؟
قصدوا ريف دمشق وتحديدا ( داريا - ببيلا - المليحة - زملكا - حرستا - دوما ) كمناطق اساسية وتليها المناطق اخرى واذا دققنا النظر على تلك المناطق فإنها تشكل طوقا حول دمشق
بحسب معلومات امنية تشرف على سير العمليات العسكرية ان الجيش استعاد السيطرة على دوما وحرستا واصبحت مناطق محاصرة ومنافذها ايضا حيث وصف احد الامنيين المعارك التي خصلت فيها بأنها الأعنف والأشرس
الهجوم ليلة المعركة الثالثة زجت المجموعات المسلحة فيها طاقات استثنائية مع ثلاث انتحاريين بالقابون الى هجوم من ثلاث محاور (دوما وحرستا وجوبر)
تحرك خلايا نائمة في ركن الدين و تجمعات المسلحين في جوبر والضرب على السناد بالقابون لقطع الطريق الى العباسيين .. بينما الجيش السوري كان بإنتظارهم
ولكن أين المفاجأة ؟
المفاجئة كانت بحنكة الإستخبارات العسكرية السورية حيث علمت بموعد ما يسمى معركة دمشق الثالثة وتاريخها وساعة إنطلاقها، فبدأت عمليات المداهمة في مناطق ركن الدين والميسات انتهت بإعتقال 80 مسلح بعتادهم واقفل الجيش السوري الخاصرة الرخوة من جوبر والعباسيين وباب توما، واستدراج المسلحين الى الساحات والكراجات حيث تمت ابادتهم، وقطع اوصالهم بين جوبر وحرستا وبرزة ودوما بالقصف المدروس والمركز، كما امتص الضربات بالقابون وانتقل للهجوم المعاكس، فكانت الحصيلة ابادة اخر قوة مجمعة قادرة على عملية متكاملة قوامها 1000 من المسلحين بين قتيل وجريح.
وكانت قوى الجيش هي من بادر بالهجوم قبل إنطلاقهم بساعات فكبدتهم خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات أحصيت بالآلاف
أما في محيط العاصمة فقد هاجم المئات من المسلحين خط الليوان - نهر عيشة - القدم - مخيم اليرموك - التضامن وتصدى الجيش لهم مما ادى الى سقوط مئات القتلى وعشرات الأسرى والقبض على ضباط طيارين أجانب،
هنا تلقت المجموعات المسلحة ضربات قاسية وهذا ما يبرر لجوءها الى التفجيرات الإنتحارية كتعويض عن التعثر العسكري وكانت البداية مع منطقة المزرعة حيث فجر انتحاري نفسة في تجمع حيوي للمدارس على الشارع العام يتوسطه حاجز للأمن على يساره وعلى يمينه السفارة الروسية فكان الضحايا أغلبهم من المدنين بينهم أطفال ونساء ومن العسكريين عناصر الحاجز تلتها عملية إطلاق قذائف هاون عشوائية في احياء دمشق منها ساحة الأمويين ومنطقة أبو رمانة والمزة وتزامنت مع عمليات عسكرية استمرت الى الفجر في مدينة داريا وفي محيط بلدة معضمية الشام المتجاورتين والمحيطتين بمطار المزة العسكري كما تستمر عمليات عسكرية يقوم بها الجيش في الزبداني وعدرا على مدخلي دمشق الشرقي والغربي.
وجرت عمليات عسكرية قرب مدخل دمشق الجنوبي في الكسوة أيضا وتزامنت مع هذه العمليات إعلان صفحات للمعارضة عن أسماء قتلاها ولا سيما في زملكا ودوما وبأعداد مرتفعة.
مصادر امنية مطلعة على سير المواجهات رجحت ان تكون المدة المتبقية لنهاية العمليات العسكرية في كل من:
محور كفر سوسة والمزة تبقى شهر للعمليات العسكرية
محور داريا والتضامن والمخيم تبقى 3 أشهر
محور دوما وحرستا وبرزة وجوبر تحضر لها قوى الجيش من حوالي الشهر وتضيف المصادر ان الهدف في كل مرة من الهجوم على كفر سوسة هي محاولة وصول المسلحين لساحة الامويين كما كان هجوم الأركان اما هذه المرة فكان الهدف ساحة العباسيين وللمرة الثانية ايضا المتحلق الجنوبي والمطار من التضامن والمخيم وداريا والحجر الأسود
وخلافا لما ذيع إعلاميا بقيت الحركة في مدينة دمشق طبيعية وإن كانت على بعد عشرات الأمتار في بعض المناطق من أماكن المواجهات كما جرت اعتقالات في مناطق كركن الدين وكفرسوسة والميدان في وسط دمشق وشوهدت سحب الدخان الأسود من مناطق مختلفة أبرزها جوبر،
هنا يطرح سؤال اذا كانت قوة الجيش والامن السوري تتمركز في دمشق فكيف يتم اختراقه ويتم ادخال المتفجرات والاسلحة والمسلحين والانتحاريين!
سؤال يملك الكثير من المنطق في مكان ولكن تعالوا لنكتشف الاماكن الاخرى: ان العبوات غالبا ما يتم تصنيعها بأماكن الخلايا النائمة بدمشق ويتم نقلها عبر ممرات يعتبرونها آمنة ولكن في قلب العاصمة يصعب تفتيش اكتر من 4 مليون سيارة تسير يوميا!
-وهنا يمكن السؤال ايضا لماذا لا تستطيع المجموعات المسلحة ان تاتي بصور حية لتفاصيل المعارك التي يقولون انهم يحققون تقدما في عدد من الاحياء ويعلنون سيطرتهم على مناطق كما ينقلون صورا من حلب مثلا؟ باستثناء بعض الصور واللقطات الغير واضحة التي تبث على الجزيرة والعربية بالرغم من ان العديد من قتلى المجموعات المسلحة وجد بحوزتهم كاميرات تصوير يدوية "هانديكام " واجهزة هواتف سهلة التصوير مزودة بعدسات متطورة وتعطي وضوح في الصورة الملتقطة! فهل هذا دليل على ان مسلحي المعارضة الذين يدخلون الى دمشق لا يخرجون منها!
- يبدو ان العقل العسكري والامني السوري يستخدم استراتيجية "استدراج الخصم الى ارضي" وهنا يظهر التنسيق بين المؤسسات السياسية وبين العسكرية اي ان العقل السياسي يصدر الاشارات السياسية الى العقل العسكري بأن الهدف السياسي للدول الداعمة للمجموعات المسلحة هو الدخول الى دمشق لمحاولة تغيير مسارات التفاوض والجيش بدوره يضع الخطط ويزرع الكمائن وينتصر بفارغ الصبر هذه المجموعات!
- ان الحديث عن اسقاط للنظام بعد معركة دمشق الثالثة ليس له اي قيمة في ظل سيطرة الجيش السوري على دمشق العاصمة التي لا تزال تشكل قلعة النظام الاستراتيجية وبيئته السياسية ومصدر قوته العسكرية والامنية!
- ان الاهداف الاستراتيجية للحرب العسكرية قد سقطت وبالتالي ان دمشق لم تعد هدفا سياسيا بقدر ما هي هدفا عسكريا تكتيكيا ليس الا ، اي ان الهدف من الهجوم على دمشق اصبح فقط لمحاولة تعويض الفشل العسكري بمناطق اخرى او تحسين شروط التفاوض!
- ان معارك دمشق دارت على ايقاع التفاوض الاقليمي والدولي من مؤتمر روما المزمع عقده الاسبوع المقبل الى اجتماعات كيري بوغدانوف الى المفاوضات الايرانية مع ال 6 + 1 الى الجولات المكوكية لوزير الخارجية السورية وليد المعلم الى ايران وروسيا واعلانه الحوار مع المعارضة !
ان قرارا حاسما اتخذته القيادة السورية بالضرب بيد من حديد مع المجموعات المسلحة وخاصة العنصر الارهابي منها اي "جبهة النصرة " وترافق ذلك مع استشعار قوى اقليمية لهذا الخطر اضافة الى تعديل في الادارة الاميركية بالنظر الى انتشار التطرف في سوريا وظهر ذلك في التعيينات الجديدة في ادارة الرئيس اوباما وبالتالي ان "جبهة النصرة" واخواتها من التنظيمات المتطرفة وقعت بين مطرقة الجيش السوري وسندان التحول الاقليمي الدولي مما يضعها في وضع صعب جدا.
بين قمة عربية مقبلة في قطر في اواخر اذار الحالي وبين لقاء مرتقب لبوتين واوباما في حزيران المقبل وبين زيارة اوباما الى روسيا في أيلول المقبل لحضور قمة مجموعة العشرين ستشهد دمشق معارك ضارية وساخنة وخاصة في الشهرين القادميين
حرب دمشق الثالثة تضع اوزارها ودمشق الرابعة... آتية لا محالة !

» حقيقة معركة "تحرير دمشق" تقرير: سلوم عبدلله – محمد حمية
» حلب 66 يوم والعد التنازلي تقرير: سلوم عبدالله – محمد حمية
» خاص توب نيوز: كيف إنتهت معركة وادي الضيف ؟ سلوم عبدالله
» الرقة .. الضربة القاضية خاص توب نيوز: سلوم عبدالله
» نيسان ... ربيع الجيش العربي السوري - خاص توب نيوز: سلوم عبدالله