الطابور الخامس لجبهة النصرة يصف قتلى المعارضة بالـ "فطائس"

الطابور الخامس لجبهة النصرة يصف قتلى المعارضة بالـ "فطائس"
2013-03-01 08:11:17

قتل الأسبوع الماضي أحد مواطني مدينة سلمية بمحافظة حماة بعد خطفه من قبل مجموعة مسلحة تنشط في المنطقة بدعم لوجستي من الطابور الخامس العلماني لنُصرة جبهة النصرة ، الذي تولى مهمة تزوير الحقيقة لإثارة النعرات الطائفية بين أهالي المدينة، في وقت تفاقمت فيه الخلافات بين هؤلاء إثر وصف صفحات الثورة التي يدعونها لقتلى تفجيرات سلمية بـ "الفطايس".

و في التفاصيل التي حصل عليها موقع عربي برس من مصادر أهلية متقاطعة في مدينة السلمية فإن مسلحين اثنين كانا في سيارة مسروقة بالقرب من المشفى الوطني في السلمية، وقاما بخطف أحد الأشخاص بعد إيقاف سيارة سيرفيس عامة كانت تقله مع آخرين، جرى سلبهم جوالاتهم لكن اثنين منهم نجحا في إخفاء جواليهما، وأبلغا الجهات الأمنية المختصة التي لاحقت السيارة التي انطلقت غرباً على طريق حماة .

و أضافت المصادر أن السيارة التي يقودها أحد المسلحين انقلبت ما تسبب بوفاة علي عيسى، ومقتل أحد الخاطفين كما تم القبض على شريكه الذي اعترف بأن الخطف كان بقصد الحصول على فدية مالية لتمويل "الثورة".

وعلى الفور سارعت صفحات تنسيقيات المعارضة "العلمانية -الوهابية" إلى فبركة نبأ خطفه على يد لجان شعبية من طائفة مختلفة، زاعمة أنهم قدموا من بلدة الصبورة شرقي السلمية، ثم بدأت حفلة التباكي على عيسى باعتباره من "شهداء" الثورة المزعومة .

وأثارت الحادثة استياء الرأي العام الشعبي في السلمية، بالأخص من محاولات الطابور الخامس الذي ينتمي بمعظمه لأحزاب يسارية وماركسية لتزوير الحقائق، ونقل التهمة من الفاعل الحقيقي إلى اللجان الشعبية، وذلك لإثارة النعرات الطائفية والتفريق بين أهالي سلمية الوطنيين .

كما أضافت المصادر أن عائلة المغدور عيسى تلقت توضيحاً من الجهات الأمنية واستمعت إلى شهادات الشهود كذلك .

ولتوضيح المشهد للقراء يجب تسليط الضوء على التركيبة السكانية و السياسية في مدينة السلمية، التي يبلغ عدد سكانها نحو 50 ألف نسمة، وتعتبر من المناطق الأكثر ثقافة وتعليماً على مستوى سورية .

يوجد في سلمية خليط من طوائف مختلفة، وكثير من عائلاتها تجمع أكثر من طائفة إما بتغيير المذهب أو عبر المصاهرة ، كما يوجد المؤيد والمعارض في الأسرة الواحدة، وإن كانت كفة المؤيدين راجحة بشكل كبير، فيما تغلب المعارضة على أسر قليلة لديها أفراد يساريين ماركسيين أو شيوعيين اعتقلوا لسنوات طويلة بتهم التحالف مع تنظيم الإخوان المسلمين، ويحملون حقداً دفينا على النظام الحاكم.

ويعمل كثير من هؤلاء في وظائف عامة تعليمية أو إنتاجية أو إدارية، كما أن صغر المدينة وترابطها الاجتماعي، يجعلان أي تفجير لا يميز إطلاقاً بين مؤيد ومعارض، إذا لا يوجد منطقة معروفة بأنها مؤيدة أو معارضة.

ويطلق أهالي السلمية من الوطنيين لقب "الطابور الخامس" على مجموعة من المثقفين العلمانيين من بعض الأحزاب اليسارية، تركوا أحزابهم وباتوا يروجون لأفكار المحاصصة الطائفية والتحالف مع الغرب ضد المقاومة، والتغني بحداثة الثقافة الليبرالية النفطية الوهابية، والدفاع عن ممارسات الضباع الوهابية التي تقتل أهالي سلمية، وتصف ضحايا التفجيرات الانتحارية لجبهة النصرة وبينهم معارضون بـ"الفطايس والكلاب" ، الأمر الذي دفع بعضهم لإبداء الشكوى من " رفاق الثورة الغادرين".

وكانت جبهة النصرة قد تبنت عمليتين انتحاريتين أوقعتا أكثر من مائة ضحية من المدنيين من أهالي سلمية وحماة وقراهما بعضهم من المعارضين، ما أوقع الطابور الخامس في مأزق كونه دأب على اتهام "الشبيحة" بتفجير مقرهم أثناء توزيع اسطوانات الغاز للمواطنين كما اتهم النظام بتفجير باصات عمال معامل الغاز !

لكن "الطابور الخامس العلماني" لم يجد باباً لمساءلة ميليشيا الجيش الحر وانتقاده سوى العتب على تسمية الشهداء وغالبيتهم أقرباء للمعارضين بالفطايس ! وكتب كثيرون من مثقفي العلمانية واليساريين الجدد في سلمية على صفحات الثورة في الفيسبوك، بأنه من غير المقبول أن يطلق الثوار على شهداءنا اسم "الفطايس".

وبلغ الاستجداء أوجّه بأحدهم عندما قال: "من غير المقبول أن ندافع عن الجيش الحر ونتهم الشبيحة بتفجير أنفسهم، وبتفجير باصات العمال لكي نبعد التهمة عن الثورة فترد صفحات الثورة لنا الجميل، وتقوم بوصف أقاربنا الذين قتلوا في التفجيرات الإرهابية بـ " الفطائس".

وأثارت التفجيرات الانتحارية التي تبنتها جبهة النصرة موجة من الذعر في صفوف "الطابور الخامس" في سلمية خوفاً من تفجيرات أخرى، حيث ينتشر هؤلاء المعارضون بين أهاليهم المؤيدين للنظام في جميع أحياء المدينة التي تُعد من المدن المؤيدة، وكثير منهم يعملون في وظائف حكومية في المنطقة.

» انباء عم مقتل القائد العام لجبهة النصرة في ريف دمشق
» تقدم لجبهة «النصرة» في إدلب
» مجزرة جديدة لجبهة النصرة في حلب
» مقتل القائد العسكري لجبهة النصرة في سوريا
» تعيين "أمير" جديد لجبهة النصرة في سوريا