منتدى عشاق سوريا الأسد
عزيزي الزائر .. أهلا وسهلا بك في منتداك
انت غير مسجل لدينا
يرجى التسجيل .. لإعلامك بكل ماهو جديد ولمشاركتك معنا بآرائك

أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Networ10
منتدى عشاق سوريا الأسد
عزيزي الزائر .. أهلا وسهلا بك في منتداك
انت غير مسجل لدينا
يرجى التسجيل .. لإعلامك بكل ماهو جديد ولمشاركتك معنا بآرائك

أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Networ10
منتدى عشاق سوريا الأسد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عشاق سوريا الأسد

إلى كل محبي الدكتور بشار الاسد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» فضيحة:(أمريكا منعت مشروعنا بعائد 350 مليار دولارسنوياً!لمحور قناة السويس الذي قدمناه لمبارك!وعـمر! والسيسي!)( نتحدى أن يكذبنا أحد!)
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالأحد أغسطس 09, 2015 7:15 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا

» بتوجيه من الرئيس الأسد.. العماد أيوب يزور قواتنا العاملة في المسطومة ومحيطها بريف إدلب
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:28 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» «مُجتهد» يكشف السيناريو القادم لـ«عاصفة الحزم» .. ماذا قال؟!
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:25 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» هل الحرب على اليمن هي البداية لتنفيذ مشروع امريكا لتقسيم السعودية ؟؟
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:20 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» جبهات حماه تشتعل..
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:15 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» آل سعود من عزكم في ذل اليمن إلى ذلكم في عز اليمن
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:13 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» آلية لضبط الأفواه!!
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:03 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» "شمس" آل سعود بدأت بـ "المغيب"؟!!
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:01 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» «الخبر برس» تنشر كواليس محاولة انتقام السعودية من الجزائر
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 2:57 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» هل تجبر السعودية بوتين على الرضوخ في نهاية المطاف؟
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 2:53 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» التدخل السعودي في اليمن وتدخل إيران وحزب الله في سورية
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:29 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» مقالات المفكر العربي ناصر قنديل
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:28 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» نبيه البرجي: السلطان و حصانه الخشبي
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:22 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» بالتوازي مع الاتفاق الإطاري ادلب واليرموك بؤر إشغال .. والعين على دمشق
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:20 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» صراع الرايات الإرهابية في مخيم اليرموك.. «داعش» تحاول التمدد الى أطراف دمشق
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:08 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» السعودية حليفة «إسرائيل»
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:06 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» تصدع تحالف العدوان على اليمن * الغزو البري بين الخوف والرفض!
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:04 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» الإمام الخامنئي دام ظله: السعودية ستتلقى ضربة وسيمرغ أنفها بالتراب
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:59 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» أمين سر تحالف القوى الفلسطينية: مخيم اليرموك ذاهب باتجاه عمل عسكري تشارك فيه القوات السورية والفصائل لطرد داعش
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:58 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» تصريح مثير لأوباما.. هل أعطى الضوء الأخضر لشن «عدوان خليجي» على سوريا؟!
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:56 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» انتهاء الجولة الثانية من لقاء «موسكو 2» بالتوافق على ورقة البند الأول فقط
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:55 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» مفتي السعودية يخرج عن صمته ويرد على فتوى أكل لحم المرأة
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:53 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» ما صحة «الفرمان» الموجه لرعايا الملك سلمان من اللبنانيين؟! (خضر عواركة)
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:48 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» الخبر برس: سلاح الجو السوري يستهدف مقر «لواء براق الاسلام» بريف درعا ويقتل نائب «قائد» اللواء ومعه العشرات
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:45 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» قيادي تركي معارض يروي لـ«الخبر برس» قصة العلاقات الاسرائيلية مع المسلحين السوريين (الحلقة الثانية)
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:44 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

المواضيع الأكثر نشاطاً
مقالات المفكر العربي ناصر قنديل
صباحيات ناصر قنديل سلسلة يومية
مقالات وتقارير لمراسل قناة العالم الاعلامي حسين مرتضا
مقالات بقلم الكاتبة : دينيز نجم
اخطر وأقوى الفيديوآت لثورة فبرآير [ البحرين ]
متجدد: تغطية أحداث يوم الأحد 24 مارس 2013
مرحبا بكم في منتدى عشاق سوريا الاسد
خبر عاجل:اكتشاف مجرة جديدة فيها نجم واحد اسمه بشار الأسد
الحزن يعم سوريا بعد وفاة ولي العهد السعودي !!
أنباء عن استهداف رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي بانفجار في آخر أوتوستراد المزة بالقرب من المؤسسة العامة للاتصالات

 

 أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الياس
مراقب عام
مراقب عام
الياس


ذكر
الحمل عدد المساهمات : 6669
تاريخ الميلاد : 07/04/1964
تاريخ التسجيل : 15/09/2012
العمر : 60
العمل/الترفيه : دكتور في تاريخ ومقارنة الأديان
المزاج : متفائل بنعمة الله

أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Empty
مُساهمةموضوع: أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟!   أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Icon_minitimeالجمعة مارس 01, 2013 5:04 am

أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟!

«ما بال الزمان يضنّ علينا بأناس ينبّهون النّاس ويرفعون الالتباس، ويفكّرون بحزم، ويعملون بعزم، ولا ينفكّون حتّى ينالوا ما يقصدون». هكذا قال أحد رواد الحركة الإصلاحيّة العربيّة المفكر عبد الرحمن الكواكبي.
ولعلّه من نافل القول التأكيد على أن ثمّة مسوّغات واعتبارات معرفيّة عديدة على مستوى أوضاع وقيادات الوطن العربي، جعلت “الكواكبي” يستهدف من وراء هذه المقولة النخب الفاعلة إن في الثقافة والفكر أو في السياسة والاقتصاد، رغم انتشار الكمّامات التي كانت تكبّل الأفواه وكثرة القيود التي كانت تسلّط على العقول وتطوّق المفكرين من كلّ حدب وصوب.
أمّا النخب الفاعلة ثقافيا فلا نقصد بها ـ بداهة – تلك التي تنخرط في قلب الحقائق وتزييف الواقع والوقائع، خدمة للسلطة القائمة وتبريرا لأفعالها غير المدروسة وغير المجدية. لأنّ معاذيرهم لتعاطي هذا التمشّي ليست سوى معاذير العجزة والمخفقين الذين ينتهجون مسارا مضادا لمسار التاريخ وإرادة الشعوب؟ ومطابقا لما قاله رئيس الحكومة التونسية المستقيل السيد حمّادي الجبالي من أنّ “نكبتنا في نخبتنا”، بل نقصد تلك التي لا تنتج إبداعا ثقافيا أو فكريّا فحسب، بل تنخرط كذلك – وهو الأهم – في دور ريادي صلب مجتمعها، بوصفهاقادرة على الإسهام في حلّ قضايا الوطن ونحت مستقبله السياسي وصياغة أوضاعه في تشكّل مجتمعي جديد. حيث أنّها، إمّا أن تشعل جذوة الاعتراض على مشروع ما أوهي قد تنقده أو لعلّها تطرح مشروعا بديلا. بما يعني بالضرورة الالتصاق بمشاغل الوطن وهموم الطبقات الكادحة المسحوقة والمقهورة المنكوبة بحكّامها الأبالسة، التي يسمّيها طه حسين “المعذّبون في الأرض”. فالنخبة المثقّفة بهذا المعنى، تقترب من المفهوم الغرامشي للمثقف العضوي من أمثال الفيلسوف “جان بول سارتر” الذي يعرّف المثقّف بأنّه «ذلك الذي يدسّ أنفه في ما لا يعنيه» وليونتروتسكي، ذلك المنظّر الشيوعي والمناضل الماركسي العنيد، مؤسس الجيش الأحمر، والدّاعي إلى إشعال ثورات متتالية في بلدان مختلفة حتّى بلوغ الثورة العالميّة. وهو ما يجترح وفق نظريّة “الثورة الدائمة” التي أسّس لهافي مقالة له بعنوان “نتائج وتوقّعات”.
وأمّا النخب الفاعلة سياسيّا، فنقصد بها الناشطين السياسيين، معارضين وحكّاما. إلّا أنّني سأفرد الحديث وأقتصره، في هذه العجالة، عن الحكّام والحكومات فقط.
وفي هذا السياق فقد ورد في التنزيل العزيز: «واجْعَلْ لي وَزيراً من أهلي». ومعلوم أنّ الوزير في اللغة اشتقاقه من الوَزَرِ، والوَزَرُ لغة مشتق من الأزر، وهو المعونة على تحمّل الثقل. وهو كذلك الملجأ فهوالجبل الذي يعتصم به ليُنْجى من الهلاك. أمّا الوَزِير في السياسة فهو من يُلْتَجَأُ إليه ويستشار ويعتمد على رأْيه في تسيير قطاع معيّن.
ولعلّ مدلول هذه التعريفات مجتمعة يفيدنا بالقطع أنّ الوزير، أو الحكومة بمعنى أشمل، هي من يحمل الوزر عن الشعب في سعيها لخدمته وتلبية حاجياته الملحّة والارتقاء به نحو الأفضل لضمان العيش الكريم له حاضرا ومستقبلا، بالإنصات إلى مشاغله ومشاكله وبإضفاء قيم العدالة والرفاهية للمجتمع. وذلك باعتماد وضع استراتيجيات عمل في جميع الميادين الحيويّة، سياسة واقتصادا واجتماعا وقضاء وتربية وثقافة ونحوها أملا في الالتحاق بركب الشعوب التي حقّقت منعطفا تاريخيّا في تقدمّها في مختلف مجالات الحياة وعلى جميع الصعد. ولكن السؤال المشروع الذي يتبادر، في هذا الصدد، إلى ذهن كلّ عربي هو ما إذا كانت حكوماتنا العربيّة المتعاقبة بعد استقلال أوطانها قد ترجمت فعلا عن المعاني الواردة في التعريفات المذكورة أعلاه، فشدّت أزر الشعب وأعانته وحملت عنه ثقل معاناة وضنك حياته اليوميّة البائسة في مجملها؟! أم أنّها فاقمت بؤسه وشقاءه وبلغت بهما حدودا لا تطاق؟. الجواب الطبيعي ـ وعلى كلّ الألسن – قطعا إنّما هو النفي. حتّى أن المواطن العادي أصبح يلعن ليلا نهارا حمق السياسة والسياسيين، بل وحمق النّاس أجمعين الذين أتوا بهم إلى الحكم، ولو كان ذلك عبر صناديق الانتخابات، المزوّرة عموما. فالمواطن العادي لا يهمّه عند تدهور مقدرته الشرائيّة وتفاقم ديونه واشتداد مأساته وقلقه الوجودي، إن كان نظام حكم بلاده برلمانيا أم رئاسيّا، أو أنّ حكومة بلاده ائتلافية أم حكومة وحدة وطنيّة أو حكومة إنقاذ وطني أو حكومة محاصصة حزبيّة أو هي حكومة الحزب الواحد. الذي يختزل الشعب وكل الاحزاب في ذاته، ثمّ هو يختزل ذاته في من يرأسه. وهو الذي يختزل بدوره الدولة والشعب في شخصه فيغدو “القائد الفذّ” لحكومته ‘الرشيدة’ و”الزعيم الأوحد” لحزبه ‘الوطني’ أو “البطل الرمز” ‘الحامي’ للأمّة. ما يهمّ المواطن، حصرا، هو ما يلحقه من هذه الحكومة أو تلك من توفير مقوّمات العيش الكريم وضمان التمتّع بالحقوق والحريّات الأساسيّة – التي لم تعد اليوم من قبيل الترف الفكري-، في مناخ ديمقراطي يحترم ويكرّس القيم الكونيّة فيما يسمّى الدولة المدنيّة التي هي دولة المواطنة، لا دولة الرعايا. وهي دولة القانون والمؤسسات التي يتشدّق بلهجها حكّامنا في غير ما وعي بها ودون الدنوّ منها أو مجرّد السعي لقيامها أو حتّى طرحها بجديّة، بل أنّ القول بها إنّما هو ببساطة لمجرّد التسويق والدعاية السياسيّة والاستهلاك المحلّي لا غير.
لقد هبّت رياح التغيير على دول عربيّة عديدة، عانت الفساد والاستبداد بما تنوء بحمله الجبال الراسيات. حيث ساد الكبت والقهر والظلم والتعذيب وتكميم الأفواه، واستخدام العصا الغليظة – دون جزرة- في مواجهة وتدجين كل القوى الوطنيّة والفعاليات الاجتماعية والسياسية ومؤسسات المجتمع المدني التي تحمل رؤية مغايرة لرؤية وتصوّر النظام القائم. فحدثت في بعضها ثورات سلميّة شعبيّة مجيدة وفي بعضها الآخر ثورات بدأت سلميّة وانتهت مسلّحة أسالت دماء زكيّة كثيرة، وأثخنت جراحا غائرة يعسر اليوم التحامها، في مشهد بائس ومقرف، يدعو للغثيان والبكاء على الأمّة العربيّة، تكرّر في كلّ من ليبيا وسوريا الموسومتين على وجه الخطأ، بالأنظمة الثوريّة والممانعة، إضافة إلى دكتاتوريّة وطغيان حكّامهما. وكانت تونس قد استهلّت هذا التوهّج والمدّ الثوري فيما يعرف اليوم بثورات الربيع العربي. فهي موقدة الثورة ومفجّرة التغيير على السّاحة العربيّة، التي أفرزت حتّى الآن إرهاصات لبداية تشكّل نظامي حكم ديمقراطيين، أخذ في تونس شكل النظام المجلسين الشبيه بالنظام البرلماني، فيما أخذ في مصر شكل النظام الرئاسي.
ورغم أنّ النظام المصري اكتوى طويلا بنار النظام الرئاسي المطلق الذي ترجّح فيه كفّة رئيس الدولة في ميزان السلطات، فقد أعاد إنتاجه دون استخلاص الدروس والعبر من تجربته المرّة السابقة مع النظام الرئاسي على مدى ستّة عقود من الزمن، بدءً من عبد الناصر، الذي ناصر الفقراء في بداية عهده وانتصر إلى القوميّة العربيّة ثم انتهى إلى هزيمة شنعاء لاستبداده بالرأي وتغوّله على معارضيه، مرورا بالسادات الذي انقلب على الإخوان كما عبد الناصر، وارتمى في أحضان أمريكا وأرتهن لها كلّية وخان القضيّة الفلسطينية بشطحات سياسية فرديّة شرذمت الموقف العربي، وبلوغا إلى مبارك الذي كانت سياسته استمرارا لسابقيه مع الإيغال في الفساد الاقتصادي والأخلاقي والاستبداد السياسي حدّ النخاع، علاوة على محاولة توريث الحكم لأحد أبنائه الضالعين في الفساد، بما أدّى إلى كسر حاجز الخوف لدى المواطنين فثاروا عليه في هبّة جماهيريّة، وألقوا به في مزبلة التاريخ. متّبعين في ذلك النهج الذي أرسته الثورة التونسية غير المؤدلجة وغير المؤطرة. لاشكّ أنّ اختيار مصر لنظام رئاسي، يستأثر فيه رئيس الدولة بالعديد من السلطات والصلاحيات أدّى إلى تجميع كل السلطات تقريبا بيد الرئيس مرسي الذي تصرّف وفق ذلك كأحد الفراعنة الجدد، رغم العباءة الدينية التي يلتحفها. وهو ما أغضب الشارع من جديد، ليعود حرق المقرّات السياديّة، ويعاود قمع السلطة التكشير عن أنيابه واستعمال مخالبه، ويعود التوتّر الاجتماعي الشعبي بالاحتجاجات والاضطرابات التي لا تنتهي إلّا لتعود من جديد. وكان من تداعياتها أنّ أهتزّ الاقتصاد وتدهورت أوضاع المواطن المصري بما يوحي بإمكان قيام ثورة ثانية بعد أن دخلت ثورة 25 يناير في حالة غيبوبة ودلفوا بها إلى غرفة الإنعاش، إمّا للاستقواء واسترجاع عافيتها بتصحيح المسار الديمقراطي الخاطئ الذي سلكته أو لعلّها تحال – باستعارة المصطلح الإداري – على التقاعد المبكّر الوجوبي.
أمّا تونس فقد سلكت مسارا آخر يقوم على القطع مع المنوال الماضي والتأسيس لكلّ مناحي الحياة السياسيّة والاقتصادية والاجتماعية عبر مجلس تأسيسي أفرز حكومة على طريقة النظام البرلماني. غير أنّ المجلس التأسيسي تراخى وتأخّر كثيرا في الانتهاء من صياغة الدستور الجديد الذي هو مبرّر وجوده الوحيد. وكان من تداعيات ذلك بعثرة أوراق الحكومة التي لم يعد بإمكانها تحديد روزنامة للمواعيد والاستحقاقات السياسية الهامّة القادمة. ممّا حجب عنها الرؤية السياسية الواضحة وضيّع عنها فرص استثمار داخليّة وخارجيّة، ساهمت في تفاقم البطالة وتعالي أصوات المعارضة، بما زاد في وتيرة الاحتجاجات الاجتماعيّة وأهمّها الإضراب العام. فنتج عن ذلك تدهور اقتصادي سريع وانفلات أمني خطير أدّى إلى اغتيال الزعيم اليساري البارز الشهيد شكري بلعيد. يضاف إلى ذلك عدم توفّق رئيس الحكومة إلى تحوير وزاري على مدى شهور عديدة نتيجة لتباعد وجهات نظر الأحزاب الحليفة والمعارضة لحكومته على حدّ السواء. ممّا اضطرّه بعد حادثة الاغتيال إلى الإعلان عن مبادرته لتشكيل حكومة تكنوقراط. وهي المبادرة التي لم تحصل على سند سياسي من حزبه، المتطاحنة قواعده بين صقور وحمائم، فضلا عن بعض أحزاب المعارضة، لعدم تغليبها للمصلحة الوطنيّة العليا على الحسابات الضيّقة للأحزاب المتصارعة للانقضاض على السلطة، فاضطرّ للاستقالة عندما وجد نفسه في نفق مظلم بلا نهاية.
ما يمكن استنتاجه من تجربتي الحكم في، تونس ومصر ما بعد الثورة، هو أنّ العرب لا يجيدون التعامل مع نظامي الحكم الرئاسي والبرلماني بجدّية. فقد أثبتوا دوما فشلهم الذريع في التوفيق في إرساء تقاليد ديمقراطية عبر النظامين. فالنظام الرئاسي يفضي عندهم بالضرورة إلى صناعة دكتاتور من فئة نيرون وهتلر وستالين. وأمّا النظام البرلماني فإنّه يفضي عند العرب إلى صناعة الأزمات السياسيّة المفتعلة، ولو بانتهاج العنف، للإسقاط العاجل للحكومة القائمة. ذلك أنّ ثقافتنا إنّما هي ثقافة عنف وأزمات وخصومات وتحطيم لكل الصروح القائمة، لا تراعي غالبا المصلحة العليا للوطن. إنّها ثقافة الجهل والتجهيل، لا ثقافة العلم والتنوير. إنّها ثقافة القبول بالهزيمة ولا السعي إلى النصر. إنّها ثقافة التدمير لا البناء. إنّها ثقافة شمشون العرب التي تمثّلها مقولته الشهيرة “عليّ وعلى أعدائي”، وليست ثقافة متشبّعة بالديمقراطيّة، واحترام حقوق الإنسان، واعتماد الحوار والتوافق على المشترك. وهي بالتأكيد، العناوين البارزة اليوم زمن الثورات العربية التي إمّا أن تصحّح مساراتها المتعثّرة لتنجح أو أنّها ستؤول حتما، وغير مأسوف عليها، إلى زوال بسرعة السقوط الحرّ(Chute libre) ، بتعبير الفيزيائيين. لهذا فإنّي أزعم أنّ مقولة عبد الرحمن الكواكبي المذكورة مطلع المقال لم تفقد بريقها منذ أكثر من قرن من الزمن، ولا تزال تعبّر عن واقعنا العربي البائس والمأزوم، لأنّها كما نبّه الكواكبي إلى ذلك في كتابه “طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد” «كلمات حقٍ، وصيحةٌ في واد، إن ذهبت اليوم مع الريح، قد تذهب غداً بالأوتاد… فيا ليت قومي يعقلون». أجل، يا ليت قومي يعقلون!!! ولكن – دون استبلاه لأنفسنا ولا اعتداء على ذكائنا ـ متى كانوا يعقلون؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما علاقة الجنوب السوري بشماله وما علاقة الساحة السورية بأوكرانيا؟!
» ما علاقة أميركا بابعاد بندر؟!
» ها قد دقت ساعة الزحف على بغداد - راسبوتين العرب ام هولاكو العرب؟
» الاميرة مهرة بنت راشد آل مكتوم : اذا ماتت سوريا مات العرب جميعا والله يحمي سوريا من شر العرب
» ما علاقة ليبيا باغتيال الرئيس رفيق الحريري؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عشاق سوريا الأسد :: السياسة :: مقالات سياسية-
انتقل الى:  
مواقع صديقة
أليس العرب والديمقراطيّة في علاقة عدائيّة تاريخيّة؟! Uousuu10>