كشف اكذوبة اطلاق صواريخ سكود على حلب و تلاعب بيان الادانة الاميركية حوله

كشف اكذوبة اطلاق صواريخ سكود على حلب و تلاعب بيان الادانة الاميركية حوله

هي ليست المرة الاولى التي يقوم بها عملاء الثورة الصهيونية و ادواتها بنشر اتهام الجيش العربي السوري او النظام في سوريا بإستعمال صواريخ باليستية من نوع سكود ضمن اراضي الجمهورية العربية السورية اذ لا يكاد يمر ثلاثة او اربعة شهور الا و يعيدوا تكرار نفس النغمة و يحيوا الاشاعة من جديد بصورة ممنهجة و متزامنة حين يتم اعطاءهم الضوء الاخضر
فعلوها في الشهر الرابع 2012 و في الشهر 12 منه تبعه كما في هذه الايام ما يقال انه ادانات اتت سابقاً من قائد قوات حلف الناتو الجنرال انريه فوغ و مرة من سياسيين امريكيين لم يكشف عن اسماءهم!
لكن ما يجمع كل تلك الزوبعات السكودية و الادانات التي تليها انها تتلاعب في الكلمات و تبنى على عبارات مبهمة ليس فيها ادانة مباشرة لكنها ايحائية تعطي للاعلام المسيس و الموجه مساحة مقصودة لتأويل بيانات الادانة و تصبح مادة دسمة يتم استعمالها لتشويه سمعة النظام في سوريا و تسويق فكرة ان قوات الجيش العربي السوري تقصف المدنيين بصواريخ سكود
ثم تهدأ الزوبعة و عادة ما تأتي تركيا لتقطف الثمار من خلال تحرك ما سياسي او عسكري اي ان زوبعات صواريخ سكود تهيئ لتركيا الارضية و الذريعة للقيام بأمر ما مدبر له ومخطط تنفيذه يحتاج الى ذريعة و سبب يتم خلقه لها عبر هكذا اتهامات و دائماً الملوم هو "النظام و القوات المسلحة السورية الباسلة"
كلنا لمسنا مؤخراً الهجمة الاعلامية التي بدت مرتبة و محضرة و تمشي ضمن نهج معين هدفها من جديد اتهام الجيش العربي السوري باستخدام صواريخ سكود و هذه المرة في حلب... حملة عنيفة و نشيطة لنشر هذه الاشاعة و ترديدها لتصبح حقيقة لا تقبل الشك و من ثم الاستثمار عليها...القصة بدأت بسقوط صواريخ مدمرة في 22 شباط على بعض الاحياء الشعبية في حلب و شرقي المنطقة و في الحقيقة لم يعرف مصدر الصواريخ و لا نوع الصواريخ التي سقطت و لا يوجد دليل سوى شهادة خبراء التنسيقيات المحلية
لكن حجم الدمار و عد الضحايا و الشهداء كان كبير الى حد ما بحيث يكفيهم ليجلبوا عبره انظار الاعلام تماماً كما يفعلون عند ارتكابهم مجازر بشعة يذهب ضحيتها اناس ابرياء و اطفال عشية كل اجتماع للامم المتحدة حول الازمة السورية
اي ان هناك هدف يجري العمل عليه من وراء هذه الحملة السكودية
قد لا نعلم بسرعة ما الهدف من وراء اعادة احياء تهمة اطلاق صواريخ سكود في سوريا لكن علينا ان ننتظر الايام القادمة و نراقب تركيا جيداً و ما سيتفتق به اردوغان
لكن هناك سؤال مهم يطرح نفسه هل حقاً تم اطلاق صواريخ سكود الباليستية في سوريا على حلب؟
العسكريون و السياسيون و حتى ابسط السورين علماً و تتبعاً للاحداث يعلمون ان سوريا تحت المجهر و مسلط عليها اقمار تجسس تغطي كل شبر فيها و ترصد كل تحركات و مواقع قوات الجيش العربي السوري ليل نهار و ترصد كل مواقع الصواريخ السورية الباليستية و صواريخ سكود المتوسطة و البعيدة المدى بالاضافة الى تجسسهم على سوريا عبر اجهزة رصد متطورة تستطيع عن طريق قياس الارتدادات و الذبذبات التي تحدثها الانفجارات و عمليات اطلاق الصواريخ تمكنهم من تحديد موقع اطلاق الصورايخ الكبيرة خاصة من نوع سكود و و لحظة الاطلاق و مساره و مكان سقوطه و حجم التفجير و نوع الرأس المتفجر و هذه المعدات موجودة ليس حديثاً بل منذ عقود طويلة..
و هي موجودة تحسباً من قيام سوريا بشكل مفاجئ بإطلاق هذه الصواريخ ضد اسرائيل على غرار ما فعله صدام حسين عام 1991 حين اطلق 49 صاروخاً على اسرائيل فخلال ثوان من اطلاقها كانت صفارات الانذار تدوي في تل ابيب
كذلك لو تم اطلاق هذا النوع من الصواريخ بالفعل من اي منطقة في سوريا فخلال ثواني ستطلق صفارات الانذار في اسرائيل خلال ثوان لأنهم لن يعرفوا اذا كان الصاروخ سيستهدف اسرائيل ام لا وهم لا يخاطرون بأمنهم اطلاقاً
سيقول احدهم متهكماً كالعادة ان اسرائيل مطمئنة ان النظام لن يطلق علها صواريخ سكود... لن نجادلهم هنا... لكن ألم يعلن المسلحون انهم سيطروا على صواريخ سكود و بثوا فيديوهات تثبت ذلك و هللوا و طبلوا و زمروا.... فلنقل جدلاً ان اسرائيل مطمئنة من النظام... فهل هي مطمئنة من المسلحين و من منظمة القاعدة ومتأكدة ان اي من احد هذه الاطراف لن يطلق عليها صواريخ سكود او ان الجيش العربي السوري لن يردعلى قيام اسرائيل بضرب موقع الابحاث العلمية في جرمايا بإطلاق صواريخ سكود ربما برأس كيماوي؟
مجرد علمهم ان صاروخ سكود انطلق سيجعلهم يرتجفون و يطلقون صفارات الانذار لكنهم يعلمون ان الامر مجرد زوبعة اعلامية سكودية فقط لذلك هم هادؤون جداً
ناهيك عن ان مصادر المعارضة العميلة تدعي ان تلك الصواريخ تطلق من مواقع قرب دمشق؟ اي انها خلال دقائق يمكن ان تسقط في الاراضي المحتلة
الكل يعلم ان اسرائيل لا تثق بأحد و لا تعبث بأمنها و لاتؤمن بصداقة احد و لا تأخذ بوعود احد و الكل عدوها...و هي تفكر في كل خطر مهما صغر او تضاءلت احتمالاته بجدية حتى في احتمال ان يضغط مجنون على زر اطلاق صاروخ سكود او عن طريق الخطأ
بمجرد اطلاق صاروخ سكود في الاراضي السورية ستطلق صفارات الانذار في تل ابيب و يتم تسجيل مكان الاطلاق و تحديده في ثوان و تشغل بطاريات الباتريوت ...و هذا لا يحدث مع زوبعة صواريخ سكود الاعلامية!!
لماذا ؟ لأنه ببساطة ليس هناك اطلاق او استعمال لصواريخ سكود في سوريا ناهيك عن حقيقة انه لن تمر دقائق على اطلاق هذا النوع من الصواريخ حتى ترسل الاقمار الصناعية صوراً للمحطات الارضية تحدد فيه موقع الاطلاق و القاعدة التي اطلقته و ربما صورة الصاروخ نفسه....
اذاً كيف تأتي الادانات حول هذا الموضوع ؟ هي تأتي عبر تلاعب في الكلمات و العبارات التي تستعمل
ففي ديسمبر 2012 عقب اتهام مماثل تم التلاعب في العبارة التي استخدمها بيان قائد قوات حلف الناتو و كان على الشكل التالي:
تم رصد "ما يشبه اطلاق صواريخ من نوع سكود "
هذه العبارة تختلف تماماً عن عبارة "تم رصد اطلاق صواريخ سكود"
بين عبارة "صاروخ من نوع سكود" و بين عبارة "صاروخ سكود" يكون التلاعب المقصود ففي العبارة الاولى هو مجرد شك و تخمين فقط و الدليل الذي يبررون به الشك هو المسافة التي قطعها الصاروخ فقط و ليس الا
اما عندما يريدون الاتهام المباشر فما عليهم الا ان يقولوا "اطلاق صواريخ سكود"
و لكنهم بهكذا عبارات و مصطلحات و مثيلاتها (سنبحث في الادانة الاميركية ) يفتحون الباب للاعلام الذي يستخدمونه ضد سوريا لخلط الاوراق و نشر خبر مستوحى و قابل للتأويل من نص البيان و ليس حرفي
الولايات المتحدة الاميركية و هي المحرك الاساسي وراء الضجة الاعلامية التي تتهم سوريا باستعمال صواريخ سكود اصدرت في 23-2-2013 اي منذ ثلاثة ايام بيان من وزارة الخارجية الاميركية قالوا انه بيان ادانة
فلنحلل مفردات البيان و نقطعه الى مقاطع كي لا نقع في فخ التلاعب اللفظي و نكتشف كيف يتلاعبون بالكلام و من ثم نرى كيف يأخذه الاعلام المسيس ضد سوريا و يضلل به الرأي العام و يدعي ان الولايات المتحدة ادانت النظام السوري او الجيش و القوات المسلحة السورية باستعمال صواريخ سكود:
The United States Government condemns in the strongest possible terms the series of rocket attacks against Aleppo,
" حكومة الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات اطلاق سلسلة هجمات بالصواريخ ضد حلب"
هنا هي تدين اطلاق سلسلة صواريخ على حلب فقط و هي ادانة عامة دون تحديد نوع الصواريخ و لا من يطلقها فهي تدين باشد العبارات اطلاق صواريخ فقط و لاذكر لمتهم او فاعل او صواريخ سكود او النظام او الجيش
ثم يأتي القسم الآخر من البيان:
most recently the attack using Scud missiles on an eastern district of the city late on Friday, February 22, that killed several dozen people.
" مؤخراً الهجوم باستعمال صواريخ سكود على المنطقة الشرقية من المدينة يوم الجمعة 22 شباط و التي قتلت عشرات من المواطنين"
في هذ المقطع ذكر صواريخ سكود لكنه لا يربط ابداً اطلاق صواريخ سكود بالنظام و لا بالجيش العربي السوري و لا يوجد ذكر لهما و تنتهي العبارة التي تحتوي على كلمة " صواريخ سكود " دون ذكر الفاعل او المتهم او اية جهة و تنتهي العبارة بنقطة انتهى
هنا كانت فرصة الاتهام المباشر لكن لم يفعل البيان كما قلنا فالامر هو فخ و تلاعب ليس الا في الالفاظ و العبارات و هو فن يتقنه ببراعة من يكتب البيانات و السياسيون الاميركان و هم لا يعبثون ابداً و لا يخطؤون و لا تنقصهم المفردات فإذا ارادوا الاتهام المباشر يقولون ببساطة: ندين اطلاق قوات الجيش العربي السوري او قوات النظام لصواريخ سكود ...و ينتهي الامر...لكنهم لا يفعلون لأن الهدف هو التأويل الذي سيتبع من قبل الاعلام التابع لها و تسخيره بإستعمال بعض مفردات البيان بينما في الحقيقة تقول الولايات المتحدة: انا لم اقل ان النظام من اطلقها و لم اقل اني ادينه هو بل انتم من أول كلامي و فسره بشكل خاطئ و هذا شأنكم
البيان يكمل:
The Friday attack follows the assault on Aleppo of Tuesday, February 19, that destroyed several city blocks in the Jabal Badr district of Aleppo and injured hundreds of innocent civilians.
"هجوم يوم الجمعة تبع عدد من الاعتداءات على حلب يوم الثلاثاء 19 شباط دمر عدد من احياء المدينة في منطقة جبل بدر و جرح مئات من المدنيين"
هنا بدأ مقطع جديد و انتهى الحديث عن صواريخ سكود و انتهى المقطع دون ذكر فيه لصواريخ سكود ابداً و هذا المقطع هو جمل لا معنى لها و لا جديد فيها اي ان الحديث عن صواريخ سكود انتهى
يكمل البيان في المقطع الايحائي الغير مباشر ليدخل في منحى أخر و موضوع مختلف تماماً
These attacks, as well as other atrocities
هذه الهجمات بالاضافة الى اعمال وحشية اخرى""
هنا خرج البيان تماماً من الحديث عن صواريخ سكود و الموضوع الاصلي و دخل في "اعمال وحشية اخرى" و هي كلمة مطاطة ابتداء من دهس قطة و انتهاء بمجزرة المهم اي ان المقطع يخلط الامور بصورة متعمدة و يمهد للقسم القادم من البيان الذي سيكون محوره " الاعمال الوحشية الاخرى" و ليس صواريخ سكود
و من اجل تبيان ما يعنيه البيان بكلمة " اعمال وحشية اخرى" ضرب مثلاً:
such as the strike against a field hospital earlier in the week
كتوجيه ضربة الى مشفى ميداني في وقت مبكر من الاسبوع""
لاحظ كيف ان الحديث انتقل من موضوع صواريخ سكود التي يفترض انه خطير و نقطة تحول و امر جلل و هو المفروض انه محور البيان و الادانة الى الحديث عن "مهاجمة مشفى ميداني".. و هو امر.يحدث في كل يوم و كل ساعة !!!!فهل فهل اطلاق صواريخ سكود الباليستية يشبه في خطورته مهاجمة مشفى ميداني يحتوي على ابرتين و علبة معقم و شاش طبي؟
يكمل البيان:
are only the latest demonstrations of the Syrian regime's ruthlessness and its lack of compassion for the Syrian people it claims to represent.
"هذا النوع من الاعمال الوحشية (كمهاجمة المشفى الميداني) هي فقط احدث استعراض لقساوة النظام و فقدانه الاحساس بأي تعاطف مع الشعب الذي يدعي انه يمثله"
هنا اللعبة الاخرى فالعطف ليس على اطلاق صواريخ سكود بل على اعمال وحشية كمهاجمة مشفة ميداني
ثم انتقل البيان الى تكرار نفس الديباجة السابقة و الاسطوانة المشروخة عن ان النظام فقد شرعيته الخ من الكلام الذي مللنا من سماعه
ثم انتهى البيان...و قد اوردناه بالحرف الواحد و من السهل تتبع الطريقة التي تم التلاعب بها بالعبارات و الالفاظ و هي امر قلنا انهم يتقنونه تماماً بل هو مقصود و ليس زلات لسان و لا نقص في القدرة على التعبير فهل تجد فيه ادانة من الولايات المتحدة الاميركية للنظام السوري او الجيش العربي السوري لقيامه بإطلاق صواريخ سكود على مدينة حلب؟
ابداً و في السياسة كل حرف محسوب و كل كلمة محسوبة و لا يوجد خطأ خاصة من دولة كالولايات المتحدة الاميركية ووزارة خارجيتها المخضرمة
بعد صدور البيان بدأت وسائل الاعلام كالجزيرة و العربية و غيرها مهمة التأويل و تنشر :"ان الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الممكنة اطلاق قوات النظام او الجيش الاسدي صواريخ سكود على مدينة حلب""
و هذا بيت القصيد
الآن يمكن لكل انسان ان يقوم بجولة قراءة على مواقع الاخبارالتي بثت هذا الخبر بالعربية و الانكليزية و الفرنسية الخ و لينظر كيف تقوم كل من هذه الوسائل بتأويل نص البيان ووفق اجندتها فمنها من يلتزم بعنوان : واشنطن تدين هجمات صواريخ سكود في سوريا" و منها من يضيف الى العنوان " واشنطن تدين النظام السوري و قواته لاستعمال صواريخ سكود"
فالمهم ان المؤامرة مستمرة و محاولاتهم لتشويه سمعة الجيش العربي السوري و القيادة السورية مستمر و استغباء الشعوب مستمر
اما الحقيقة فهم لا يقتربون منها لأنها تجرمهم و تكشفهم
فلننتظر كلبة المؤامرة تركيا و اردوغانها لنعرف اي مصيبة جديدة يخططون لها من وراء كذبة صواريخ سكود

» الخارجية تنفي جملة وتفصيلا شائعات استخدام الجيش صواريخ سكود في التصدي للارهابيين
» الخارجية السورية في رد شديد اللهجة على بيان مجلس التعاون الخليجي: بيان الأكاذيب والأضاليل
» بيان صادر عن المركز الاستشاري السوري للدراسات وحقوق الانسان رداً على بيان منظمة العفو الدولية:
» مسلحو سوريا يحصلون على صواريخ ’’لاو’’ الاميركية
» «ردا على مجازر حزب الله بالشام».. «النصرة» تتبنى اطلاق صواريخ اليوم على النبي شيت