أوجلان يحارب الحكومة التركية بسلاح الوقت

أوجلان يحارب الحكومة التركية بسلاح الوقت
2013-02-26 01:56:00

كشفت الزيارة التي قامت بها هيئة ثلاثية من نواب حزب السلام والديمقراطية الكردي إلى سجن جزيرة "إمرالي"، ولقائهم بأمين عام حزب العمال الكردستاني "عبد الله أوجلان"، عن وجود تباينات جدية في نظرة كل من الحكومة والأكراد إلى أسلوب إدارة مفاوضات السلام بين الطرفين.
ونقلت الهيئة التي التقت "أوجلان" توجيهاته لإتخاذ إجراء حسن نية اتجاه الحكومة، عبر الإفراج عن عدد من المعتقلين الموجودين بيد حزب العمال، حيث قال: "هناك معتقلون بيد الدولة، ومعتقلون آخرون بيد الحزب. أتمنى أن يعودوا إلى عائلاتهم بأقرب فرصة". وقالت صحيفة "ملييت" أن الحزب يعتزم ترجمة تعليمات قائده السجين عبر اطلاق سراح خمسة من أصل ستة عشر معتقلاً موجودين بحوزته، أربعة منهم عسكريون والخامس مرشح لشغل منصب مدير ناحية.
بالمقابل سينتظر الأكراد من حكومة العدالة والتنمية إتخاذ خطوة موازية لخطوتهم بالإفراج عن معتقلين أكراد لديها. وسيبذل نواب حزب السلام والديمقراطية جهوداً داخل البرلمان لتعديل مشروع "الحزمة الرابعة من تعديلات قانون العقوبات التركي" الذي تعتزم الحكومة طرحه على البرلمان. والتعديل الذي يعملون على ادخاله سيتيح امكانية الإفراج عن عدد من المعتقلين ضمن قضية "اتحاد المنظومات الكردستانية"، ويقدر عددهم بالآلاف.
يذكر أن حكومة حزب العدالة والتنمية كانت قد سربت عبر وسائل الإعلام الموالية لها صيغاً أكثر سرعة لحل القضية الكردية، حيث أنها تعتزم الوصول إلى استحقاق رئاسة الجمهورية عام 2014 وقد تخففت من عبء القضية الكردية، وخاصة أن رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" يعتزم الترشح إليها بعد تعديل النظام السياسي من نظام برلماني إلى نظام رئاسي. وخطوة كهذه ستحتسب في رصيده عند إقدامه على الترشح. ومن النقاط الرئيسية التي سربتها صحف النظام: إلقاء السلاح، التخلي عن مطلب الإدارة الذاتية، ترحيل حوالي خمسين رجلاً وامرأة من المؤسسين الأوائل للحزب، ويطلق عليهم اسم "الكادر الفولاذي"، إلى دول بعيدة عن الجوار التركي. غير أن "أوجلان" لم يستسغ هذه السرعة كلها مفضلاً التأني، ومبيناً أنه لن يقدم للدولة تنازلات دون الحصول على ما يقابلها.
كما نقلت الهيئة عن "أوجلان" تاكيده على الخطوات المتدرجة، ورأى أنه باستمرارها قد يصل حزب العمال إلى مرحلة "تجميد العمل العسكري" في الربيع القادم، والذي قد يتطور إلى اخراج الكوادر العسكرية للحزب إلى خارج الأراضي التركية.
يذكر أن الحكومة كانت قد رفضت السماح لوفد كردي قيادي يضم الأمين العام لحزب السلام والديمقراطية "صلاح الدين دميرتاش" ورئيس المؤتمر القومي الكردي "أحمد تورك" بلقاء "أوجلان" وأرسلت بدلاً عنهما شقيقه "محمد أوجلان"، الذي اتهم من أرسله بهذه الطريقة بالوقوف وراء عملية اغتيال الناشطات الكرديات الثلاث في باريس في وقت سابق، كما رفض "عبد الله أوجلان" التفاوض مع ممثل الحكومة مباشرة إلا عبر أكراد، رافضاً سياسة عزله عن العالم الخارجي، مما أجبر الحكومة على القبول بهيئة كردية من الصف الثاني، وتضم النائبة "برفين بولدان" والنائبين "سري ثريا أوندير" و"ألتان تان". وهذا هو سبب تصريحات "أردوغان" التي قال فيها: "سنعلم من الهيئة آراء أوجلان حول التفاوض". فـ"أوجلان" حارب الحكومة بسلاح الوقت وعدم التفاوض إلا بشروطه، وبعد أن كانت الحكومة تعمل على عزله أصبحت مضطرة لارسال الوفود إليه للتفاوض معه.

» أوجلان ينذر الحكومة التركية: السلام أو الحرب المفتوحة...محمد نور الدين
» أوجلان رفض الشروط التركية
» أوجلان: 50 ألف مقاتل لمحاربة الدولة التركية
» أوجلان وسوريا - 2 أوجلان: لن نكون عبئا على الأسد...بقلم : غالب قنديل
» الربيع العربي وأبنة رجب طيب أوردوغان رئيس الحكومة التركية