دمشق: سيرياستيبس – هيثم يحيى محمد:
كنت أود أن أطلب من السيد وزير الإعلام الأستاذ عمران الزعبي خلال مؤتمر اتحاد الصحفيين الذي عقد أمس بحضوره أن يحدث المؤتمر عن رؤيته لإدارة الإعلام الرسمي السوري وآليات العمل التي سيتبعها.. وفيما إذا كان سيدخل في تفاصيل العمل الإداري والمهني لكل مؤسسة إعلامية أم سيركز على الاستراتيجيات والخطوط العريضة مع المراقبة والمتابعة لعمل تلك المؤسسات وكوادرها .
وكنت أودّ أن أسأله: هل يمكن أن يطمئن الزملاء والإعلاميين إلى أن من يجمعهم أو يبقيهم في هذا المفصل أو ذاك ليس علاقاتهم الشخصية والمصلحية مع الأجهزة والسلطات المركزية والمحلية إنما عملهم ونجاحهم وتفانيهم.. وأن من يعفيهم من مهامهم ليس المحافظون وغيرهم من المسؤولين إنما تقصيرهم وسوء عملهم وأدائهم المهني والوطني وبعد التقييم المستند إلى معايير دقيقة.
وأخيراً كنت أود أن أسأله عن إمكانية رفع الظلم الذي وقع على زملاء إعلاميين تعرضوا له نتيجة قرارات وزارية خاطئة بنيت على أمور شخصية ومصلحية وغير موضوعية خلال السنوات القليلة الماضية... الخ.
لكن بما أننا كمكتب تنفيذي للاتحاد كنا حريصين على الاستماع لتساؤلات وطروحات زملائنا أعضاء المؤتمر أمام السيد الوزير في أول مؤتمر يحضره بعد توليه مهام الوزارة.. وبما أن السيد الوزير كان مضطراً لمغادرة المؤتمر قبل الساعة الواحدة ظهراً لارتباطه بعمل وطني آخر.. وبما أن الزميل رئيس الاتحاد تمنى على الزملاء عدم الإطالة في المناقشة بعد أن أصبحت الساعة /12,15/ ولم تنته نقاشاتهم .. فقد آثرت عدم الحديث وعدم السؤال.. ومن ثم انتظرت أنا والزملاء أعضاء المؤتمر ( من تحدث ومن لم يتحدث ) ما سيقوله السيد الوزير في إطار رده على التساؤلات وفيما إذا كان حديثه سيجيب على تساؤلاتي التي ذكرتها آنفاً أم لا؟ والحقيقة يمكنني القول أن ما قاله كان كافياً ومريحاً ومطمئناً جداً ومبشراً لنا كإعلاميين خاصة وأنه يأتي بعد يوم واحد من استقبال السيد الرئيس بشار الأسد للوزير لمدة ثلاث ساعات وإعطائه التوجيهات التي تصبّ في مصلحة الإعلام والشعب السوري بشكل عام ولا بأس أن أذكر فيما يلي أهم ما قاله السيد وزير الإعلام عمران الزعبي واعتبرناه (كافياً ومريحاً ومطمئناً ومبشراً)..
قال الوزير : الإعلام السوري هو إعلام لسورية وليس إعلام السلطة وهو إعلام الدولة وليس إعلام السلطة.. وهذا الإعلام يجب أن يكون إعلاماً حراً وسيداً كما القضاء ولا يخضع لوصاية ولا هيمنة من أحد.. وأنا أفهم جيداً أن الإدارة السياسية لقيادة البلد هي على هذا النحو وليس على أي نحو آخر وإذا كان أحد من المسؤولين يفهم الأمر غير ذلك فهذه مسؤوليته الشخصية.
وأضاف: لقد كان لي شرف اللقاء مع السيد الرئيس بشار الأسد أمس منفرداً لوحدي لمدة ثلاث ساعات تحدثنا خلالها حول كل شيء ووجه سيادته بحل الكثير من المشكلات فمثلاً وجه السيد الرئيس بعدم تسريح أو صرف أي من العاملين في الإعلام إلا لفساد وأن يتم تنظيم أمور العاملين على البونات بدون استثناء.. والاستجابة لطلبات الصحفيين ما أمكن.. كما وجه سيادته بحل مشكلة المطابع لصحيفتي الثورة وتشرين..الخ.
وقال السيد الوزير : إن مفهوم الرقابة على الإعلام عاجز ومتخلف ولا ينتمي إلى هذا العصر والرقابة على الإعلام يجب أن تكون مقـيّدة وأن تــُـحصر بالإساءة إلى الدين والأخلاق ومفهوم الأمن الوطني.. ولن أشتغل إلا وفق هذه المعايير ولن يكون مقبولاً أن يتدخل أحد في عمل الصحفيين أو أن يعتدي أحد على كرامة صحفي أو يمسّ كرامته.. ومن له على الصحفي شيء فالقضاء هو المرجع.. ويجب أن يحترم قطاع الإعلام فالإعلام هو قاطرة الحراك السياسي والوطني.. والإعلام يؤسس للرأي العام ويصنع الرأي العام ويعالج مشكلات الناس..
وفي معرض رده على بعض التساؤلات قال السيد الوزير: أنا لست مع التقاعد في الإعلام والتقاعد يقرره الصحفي ذاته عندما يريد أن يتوقف عن الكتابة تماماً كالمحامي.. وأنا من أنصار إصدار صحيفة محلية في السويداء فهذا ضروري.. ومع زيادة مخصصات الاتحاد من موازنة الدولة.. ومع أن يقوم المجلس الوطني للإعلام بكافة مهامه وفق قانون الإعلام ..
وأضاف: لا يمكن مراعاة أحد على حساب المعايير والعمل.. ولن أحول المؤسسات إلى مزارع.. ولن أخالف القانون إنما أطوره.. ولن أصبح فاسداً على الإطلاق مهما بقيت في هذا الموقع.. عندي أجندة استراتيجية وتوجيهات لهوية الإعلام السوري سأشتغل عليها.. وليس عندي موقف شخصي مسبق من أحد.. والحساب سيكون على العمل.. ولن اشغل نفسي بالورقيات.. إنما بالقضايا الأساسية كحرية الإعلام وتطوير المؤسسات ودعم الإعلام الخاص الذي مارس دوراً كبيراً خلال الأزمة.
وقال: لن أتعسف باستعمال السلطة ولن أقبل لأحد التعسف باستعمال سلطته.. ولن أقبل أن يتظلم أحد وأتركه فهناك ظلامات كثيرة.. و ( شخصنات ) وهذا مرفوض وغير أخلاقي وغير قانوني وغير مهني وليس هكذا يُبنى الوطن.
وبين الوزير أن ما تقدم هو جوهر الحديث الذي دار مع سيادة الرئيس وجوهر توجيهاته أن يطمئن كل واحد بعمله وبرزقه وبطريقة أدائه لعمله ضمن المعايير الأخلاقية والدستورية..
وختم بالقول: لا مبرر لاعتبار اتحاد الصحفيين والمؤسسات والوزارة والمجلس كيانات منفصلة وأنا مستعد للاستجابة لطلبات الاتحاد والزملاء .. وأخيراً لم أكن سعيداً عندما سمعت باقتراح إلغاء صحيفة الثورة ومن وجهة نظري أنه يمكن تطوير الصحيفتين .. لذلك أنا غير متحمس لمسألة إلغاء الثورة وسأدافع عن ذلك في الفترة القادمة .
|