الشعب يريد .. تغيير الوسيط
السبت , 23 شباط 2013 - 04:04 الناشر : بانوراما الشرق الاوسط
المهندس ميشيل كلاغاصي
منذ تعيين الأمم المتحدة للأخضر الابراهيمي كوسيطاً لحل الأزمة السورية , رحبت الحكومة السورية به و استقبلته و عملت على تسهيل مهمته و هيأت له كافة مستلزمات النجاح لهذه المهمة السياسية و الانسانية لإنهاء الواقع المرير الذي تتعرض له سورية نتيجة تاّمر قوى الغرب و العرب عليها .
ترحيب حمل معنى احترام تاريخه الشخصي و خبرته و سمعته الدولية , كذلك رحب به الشعب السوري و الذي توخى فيه نزاهة الانسان العربي الحر , صاحب الأخلاق و الضمير الحي .
و لكن و مع مرور الوقت و كثرة الذهاب و المجيء و اللقاءات و التصريحات , بدأت تتكشف أمور لم تعد مستورة و لا خافية على أحد , لقد تبنى الوسيط موقف طرف واحد و أكثر من ذلك وقف في خندق دول الاعتداء على سورية و راح يطلق التصريحات و يعود و يعتذر عنها بدايةً الى أن تجاوز المراوغة و خانته دبلوماسيته و حتى ذكائه و بدا واضح العداء لسورية و تحول من وسيط ” نزيه ” الى رأس حربة ينطق بما يريدون و حتى بما يأمل و يأملون , لقد سعى لتأمين الغطاء الأممي لإجرامهم و أشرف بنفسه على ازكاء نار الحرب على سورية و ابقائها مستعرة , لقد تحول مثلهم الى قاتل السوريين و الى ناطقهم الرسمي بالصفة الأممية و بدا مروجاً لكل موقف و كل كلمة تخرج من فم معاز الخطيب و لم يبق أمامه سوى حمل البندقية والنزول الى ساحة الحطب .
مهلاً أيها الأخضر لقد نسيت تماماً مهمتك و المفترض بك وسيطاً نزيهاً سمتك الأساسية الانصاف و الاستماع لكافة الاطراف و تبريد الأجواء و اضفاء أجواء الثقة لتصل الى نقطة وقف العنف أولاً و من ثم الحوار و من ثم الحل السوري السوري .
هل يحتاج هذا الى الكثير من الذكاء , أما كان الأجدر بك أن تبحث عمن يغذي الارهاب و يدعمه و يحرك الارهاب و الارهابيين على الأرض و تطالبه بالكف عن ذلك .
ألست تعلم أن من يقاتل على الأرض ليس له أية علاقة بالمطالب و لا بالتغيير و الديمقراطية … فهم ارهابيون مجرمون مأجورون و ليس لأحد ممن يسمون أنفسهم معارضة عليهم أي سلطة و المقدرة على ايقافهم .
ألم تكتشف بخبرتك الواسعة أن الحل يبدأ من رأس الافعى الولايات المتحدة الامريكية و لا يحصل هذا إلا عندما يكون ناتج حساباتها قرار بوقف الحرب و بعدها يتدحرج الموقف و ينسحب على كل من تلطخت يداه بدم السوريين من دول و تنظيمات ارهابية , و عندها يكون الحوار و استكمال الحل .
يبدو أنك نسيت أن الوسيط الدولي يجب أن يكون حيادياً و نزيهاً لكي يتمكن من أداء مهمته و انجاحها .
أما أنت ففعلت العكس تماماً و رحت تقدم الغطاء لمن استبعد من اللعبة الدولية و لم يسمح له بالجلوس على طاولة الكبار , نعم لقد أعطيت أردوغان المجرم و حمد القاتل كل ما يريدونه و أمّنت لهم التغطية السياسية مستغلاً صفتك و صفة من أرسلك , فكنت كالغراب بأجنحة أممية .
يبدو أنك أحرقت سفنك و عبّرت عن اّرائك الخاصة ” بالوساطة ” مما أخرجك عن الحيادية و النزاهة .
هل يحتاج قرار تمديد مهمتك و فريق عملك لنهاية العام هذا الثمن الباهظ من حياة و دماء السوريين في دمشق و تفجيراتها الأخيرة .
لم تكن صالحاً لهذه المهمة و لم يعد مسموحاً لك أن تبقى وسيطاً فالشعب السوري يريد .. تغيير الوسيط , لن تكون نافعاً لمهمتك ووجهتك مهما كانت لأنك غير قادر على فهم منطق السيادة السورية الذي يعلو كل منطق و أن الشأن السوري بكل تفاصيله من شكل النظام السياسي و طبيعته و طبيعة الحكومة و الانتخابات , يعتبر خطاً احمراً لغير السوريين .
لقد حصلت على راتب عال لا بل خيالي و كان ختامها ” مسك و عنبر ” اذهب لترى العالم بعيداً عن السياسة و تمتع بمال قتل السوريين و لا بأس من مرافقة سعد الحريري فهو أكفأ منك بشؤون السفر و السياحة , لقد اجتهدت و لا بد لك من نصيب , و لك نقول ” و بشر القاتل بالقتل و لو بعد حين ” و حسبنا الله و نعم الوكيل .