اللاذقية : رجال الدين الاسلامي و المسيحي يؤكدون أن الحوار الصريح هو المخرج الوحيد من الأزمة دون شروط أو إملاءات مسبقة

دام برس – اللاذقية – ريمه راعي :
أكد مدير أوقاف اللاذقية فوازصوفي أن الشيخ و الداعية الاسلامي و الاب المسيحي لا يمكن أن يكونوا في موقع الموالاة أو المعارضة بل في موقع الأب الذي ينظر إلى الخطا و يشير اليه قائلا لولده أنت يا بني على خطأ فعد الى رشدك و انطلاقا من هذا الدور هناك اربع مهام ملقاة على عاتق رجال الدين الاسلامي و المسيحي و هي المراقبة الدقيقة للواقع في المحافظة والالتقاء بالقيادات و التواصل معها وتعاون لجنة المصالحة مع اللجنة الامنية و من ثم لقاء رجال الدين بمختلف الاطياف و المذاهب مع بعضهم و العمل أخيرا على هدف التهدئة بالعزف على وتري العقل و العاطفة معا عن طريق استنفار المشايخ و الدعاة و المؤذنين و طلبة معاهد القرأن و الاخوة في الكنائس.
كلام صوفي جاء أثناء اجتماع لجنة الحوار الفرعية بمحافظة اللاذقية برجال الدين الاسلامي و المسيحي في اللاذقية و هذا الاجتماع يأتي ضمن سلسلة اجتماعات تقوم بها لجنة الحوار في اللاذقية للقاء الفعاليات و الاحزاب و القوى السياسية و الفكرية و الدينية من أجل مناقشة المشروع السياسي الذي طرحه السيد الرئيس في خطابه الاخير و ترأس الاجتماع أمين فرع الحزب الدكتور محمد شريتح ومحافظ اللاذقية سليمان الناصر و رئيس مجلس محافظة اللاذقية الدكتور أوس عثمان.
و من جهته أكد مفتي اللاذقية الشيخ زكريا سلواية أن ثقافة الحوار التي عقد هذا الاجتماع من اجل ترسيخها و نشرها هي ثقافة القرآن الكريم مؤكدا أن السوري عليه ان يختار واحدة من لغتين إما الحوار او السلاح و أشار أن بعضا ممن سبق و قالوا لا للحوار قد استيقظوا متاخرين و هذا خير من الا يستيقظوا و لكنهم فقدوا ثقافة الحوار لأنهم وضعوا شروطا و املاءات مؤكدا أن الحوار لا يمكن أن يتم الا وفق سلامة الفكر و الحرص على النتيجة التي تقتضي ان تكون دائرة الحوار مفتوحة شريطة الا تمس سلامة الوطن و كرامته و امن المواطن و مصلحته .
خطيب جامع ابو بكر الصديق في جبلة حسن مصطفى أشار أنه حين سيعود إلى مدينته جبلة سيواجهه الكثيرون لماذا ذهب الى هذا الاجتماع شارحا انه سيبذل جهدا ليشرح لهم ما دار ضمنه من ايجابيات تمسهم و تمس حياتهم متمنيا أن تنبثق عن هذه الاجتماعات نتائج عملية محسوسة تنعكس على المواطنين المتضررين من الأحداث التي مرت على البلد مشيرا ان بما انه ستيم تسوية اوضاع من حمل السلاح و التصالح معهم فمن باب أولى تسوية وضع المعتقلين ممن شاركوا في المظاهرات او قاموا بالتكبير في الجوامع و الذين سيكون اطلاق سراحهم و الحوار معهم خطوة على طريق تحقيق هدف المصالحة الوطنية و لفت مصطفى لضرورة دعم جمعية البر و الخدمات لجهة أن عدد الفقراء و الوافدين من المحافظات الاخرى الذين يلجؤون اليها اكبر بكثير من ايراداتها الشهرية و السنوية .

الأب ليان بدر لفت أن الخلاف دليل عافية و غنى و لكن نحتاج ان نكون اقوياء بالحجة مشيرا انه عند الحديث عن الفساد نكون ضعفاء في نقاشاتنا في هذا المجال خاصة حين يكون هناك حوادث قتل او اختطاف و يطلب منا الناس اعطاءهم أجوبة أو المساعدة في تخليصهم من ورطة الخطف و الابتزاز وأضاف : لقد تناقشت مطولا واخوتي المشايخ في هذه المواضيع كما عملنا مع بعض الناس للحد من الهجرة التي بدأت تتفشى بين البعض ممن يفكرون بالسفر بدافع اليأس وحاولنا ان نزرع الطمأنينة في قلوبهم و نحن نحتاج ان نذكر الناس باننا بنينا هذه الحضارة معا وعلينا ان نحافظ عليها معا و نتكاتف ونقبل الرأي المخالف لنا و نتحمل كل نعبر هذه الازمة بسلام .

أمين فرع حزب البعث الدكتور محمد شريتح أكد أن لا حل لانهاء الصراع الدموي الا بالحوار و التواصل الاجتماعي و الاشارة الى مواطن الخلل لتصويبها و لمواطن الحب و الخير لتوطيدها و الانصات و التمعن بكل كلمة او جملة تصوب عمل الحكومة و المؤسسات لافتا انه ممتن لرجال الدين الاسلامي و المسيحي لدورهم الذي يسجل لهم في تقطيب الجراح و حقن الفتنة و الدم الذي يراق على الارض السورية و تخفيف المحنة التي عاشتها البلاد و التي كان مقرر لها ان تهدم على رؤوس اولادها و أكد شريتح وجود جهود حثيثة و حقيقية للعمل على ملف المخطوفين و المعتقلين مشيرا انه تم القاء القبض على عصابة خطيرة كانت تضم أفرادا من مذاهب و طوائف متعددة .
بدوره أكد محافظ اللاذقية سليمان الناصر أن الوطن بحاجة للعقلاء و الحكماء و السفينة لن ينقذها الا هم و قال : نلتقي كي نخرج بنتيجة و ننبذ الفساد و العقل الضيق و المتطرف و نتعاون على بناء بلد بلا مذهبية وبلا طائفية و ضمن هذا الاطار سنعمل و نريد من الجميع ان يدلوا بدلوهم حتى المسلحون الذين يعودون الى رشدهم اهلا و سهلا بهم فسورية تتسع للجميع و الله عفو و العفو من شيم الكرام ،و أشار المحافظ أن سورية تضم 27 الف جامع و قال نريدها منابر وطنية تدعو الى الاسلام الحقيقي ، اسلام الوسط والاعتدال و التعايش الذي دعا اليه رسول الله و ليس اسلامهم الظلامي التكفيري اسلام القتلة الذين باعوا انفسهم للشيطان وللموساد الاسرائيلي الذي يحركهم. .