روسيا: أطردوا «النصرة»… فنُخرِج الأسد!

روسيا: أطردوا «النصرة»… فنُخرِج الأسد!
التاريخ 16 فبراير 2013 - 13:45

في المعلومات والتحليلات والمعطيات الآتية من موسكو ودمشق عن الأزمة – الحرب السورية مزيد من الكلام الذي يقوله سوريون موالون ومعارضون لنظام الاسد. فالعلويون والمسيحيون العاديون عندهم موقف عملي من نوع: “على بشار ان لا يبقى في السلطة”. وعندهم موقف غير متعاطف مع الغرب يُعبّر عنه بالقول: “لم نرَ ابداً سياسات هاوية على هذا النحو. كيف يستطيع الغرب الاستمرار في تزويد الثوار بالسلاح رغم معرفته انه يُسلَّم الى “جبهة النصرة”؟ وعندهم اقتناع بأن “تدخّل الغرب عسكرياً في سوريا يُغيِّر الوضع الراهن في سرعة. فهو تدخَّل في ليبيا ويستطيع التدخُّل في سوريا. لكنه لا يستطيع قصف القوافل التي تنقل السلاح الى الجيش التابع للأسد، فذلك يخلق أزمة كبيرة لأنه يعني ان الغرب متجه الى مواجهة مباشرة مع روسيا. اما القوى الاخرى التي يمكن توقُّع تدخلها عسكرياً في سوريا مثل تركيا فان الشجاعة تنقصها لتنفيذ أمرٍ كهذا”. ماذا عن المعارضة السورية وتحديداً علمانيّيها؟ يقول احدهم، استناداً الى المعلومات والتحليلات والمعطيات اياها، إن الحل الفوري في سوريا غير ممكن. وعزل بشار وقيادة روسيا البلاد نحو انتخابات غير ممكنين. المعارضة منقسمة. بعض المناطق المحلية تنسّق مباشرة مع روسيا. وبعض الوجوه المهمة خرجت من التحالف المعارض المدعوم غربياً. وهذا موقف غير مفاجئ وخصوصاً بعدما بدأت أصوات “التطرف” تصدر عن مجالس المعارضة. فرئيسه الإمام السابق معاذ الخطيب يتحدث صراحة عن الشريعة الاسلامية لوسائل الإعلام، ويستشهد كثيراً بالقرآن الكريم في أحاديثه. وهو لا يجد حرجاً في إحراج علمانيي سوريا ومتعددي الثقافة من ابنائها. وحجم هؤلاء كبير. وقد سُمِع مرة يقول: “ليساعدنا الله على التخلص من العلويين واليهود”.
ماذا عن اميركا في المعلومات والتحليلات والمعطيات نفسها الآتية من دمشق وموسكو؟
هي تشير الى ان اميركا حافظت على هدوء غريب سوريّاً الى ما قبل مدة قصيرة. فأوروبا، (بريطانيا وفرنسا) هي التي حاولت توحيد مجموعات المعارضة. وكانت محاولتها غير ذات جدوى وذات نتائج معاكسة لما كان مأمولاً منها. فالبريطانيون كانوا مسكونين بهاجس توحيدها الى درجة دفعتهم الى تشجيع قيادة “الاسلاميين” لها رغم معرفتهم بتحوِّل القتال في سوريا مذهبياً. وفي حالات كهذه لا تستطيع الأقلية المسيحية مثلاً الا الوقوف مع الحكومة السورية إذ أنها لا ترى مستقبلاً لها في الدولة الاسلامية التي ستقوم على انقاضها. لكن اميركا اظهرت عندما بدأ اهتمامها الفعلي بأحداث سوريا انشغالاً كبيراً بتنظيم “القاعدة” ورغبة في إبقاء “جبهة النصرة” المماثلة له خارج الثورة. فهي تسيطر على رقعة جغرافية تمتد من الريف الشمالي لحلب حتى الحدود التركية. وسيكون مزعجاً جداً للاميركيين رؤية هيمنتها على الارض والثوار تتوسع. في اي حال بدأ الروس يتحدثون ويتصرفون مع الاميركيين بصراحة كلية، وذلك امر ربما يساعد على توصُّلهم الى تفاهم. وقد عبّر عن ذلك وزير خارجيتهم سيرغي لافروف بقوله للأميركيين: “اطردوا انتم “جبهة النصرة” لكي نغيّر نحن موقفنا. والى ان تفعلوا ذلك لا تطلبوا منا طرد الأسد او إخراجه”.
كيف تقوّم المعلومات والتحليلات والمعطيات الآتية من دمشق وموسكو وضع اميركا في الشرق الأوسط؟
تعتبر انه من الخطأ المبالغة في تقدير النفوذ الاميركي في الشرق الاوسط. فهو يتضاءل ومحصور في المناطق حيث لدولارها نفوذ، وحيث تستطيع التدخل عسكرياً بكل قوتها. فضلاً عن ان اوروبا مرتبكة ومتعثرة. والامران دفعا اميركا الى البحث الجدي مع روسيا، وهذا ما حصل في جنيف. وغياب اوروبا عنه جعل ما دار او ما تم الاتفاق عليه مهماً. وهو يشير الى طلب اميركا من حلفائها على الساحة الدولية الوقوف جانباً، وترك روسيا تقود العملية التغييرية في سوريا. ذلك انها وحدها تستطيع إعادة السلام الى هذه الدولة.
هل في ذلك مبالغة او حقيقة فعلية؟
لا يمكن الحكم على ذلك في صورة نهائية إلا بعد الحصول على معلومات وتحليلات ومعطيات أكثر، وبعد رؤية ترجمة عملية لمثيلاتها التي تضمنها “الموقف” أمس واليوم. علماً ان عارفين في واشنطن يؤكدون ان ادارتهم لن تحوِّل البرودة في علاقتها مع موسكو اشتباكاً لأنها قد تحتاج الى التعاون معها في سوريا.

» روسيا: كل التصريحات حول إزاحة الأسد خاطئة
» روسيا للمبعوث الأمريكي: لا علم لنا بوجود خطط لدى الأسد للتنحي
» خارجية روسيا أعربت عن قلقها حول استخدام الكلور من قبل جماعة “جبهة النصرة “
» روسيا ترفض خروج الرئيس الأسد كشرط للإتفاق
» الأسد لـ روسيا 24: السير بالمبادرة الروسية يعتمد على تخلي امريكا عن سياساتها العدوانية