عماد مغنية «الشبح الخفي» صاحب الإنتصارات ومرعب الصهاينة

عماد مغنية «الشبح الخفي» صاحب الإنتصارات ومرعب الصهاينة
التاريخ 14 فبراير 2013 - 23:04

لم نجد عبر الخبر برس كلمات تعبر عن العشق الذي تعلمناه في لبنان من القائد الجهادي الكبير الشهيد الحاج عماد مغنية، فعندما يتكلم المرء عن قائد بقيمة عماد مغنية، يجف قلمه عن الكتابة وتتبعثر الكلمات، فهو عماد مغنية الذي أثمرت دمائه رعباً بكيان العدو الصهيوني، هو عماد مغنية الذي أكد سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله أن دمائه لن تذهب هدراً وأنه ترك لمواجهة الصهاينة عشرات الالاف من المقاتلين الأشداء الأقويا المجهزين لكسر معادلة الجليل، وبذلك نرى أن كيان العدو يتزلزل مع كل ذكرى سنوية للحاج رضوان.

في كانون الأول من العام1962 شع نورٌ كبيرٌ في منزل متواضع في قرية طيردبا الجنوبية قدم دماءً ذكيةً للمقاومة في لبنان، حيث ولد عماد فايز مغنية، الذي يعتبر من القادة الكبار الذين تحدث وسيتحدث عنهم تاريخ الإنسانية. لم يكن عماد مغنية إنساناً عادياً منذ صغره، لأنه حمل راية القيادة والجهاد في ريعان شبابه، وجعل أكبر دول العالم “الولايات المتحدة الأميركية” تخاف منه، وأدخل الرعب إلى قلوب الصهاينة، حيث لم يكن أسمه يغيب عن بالهم من شدة خوفهم منه. بدأت إنجازات القائد الكبير تظهر بعد أن انتقل مع عائلته التي تتكون من والدته ووالده وأخويه جهاد وفؤاد لاحقا، إلى الضاحية في جنوب بيروت، ليتلقى علومه المدرسية في المرحلة الاعدادية والثانوية. كان واضحاً أن للتربية الدينية أثرها في القائد عماد، ومنها اهتمامه بفكر الإمام السيّد موسى الصدر.

أما رحلة الجهاد الطويلة فبدأت ضمن صفوف حركة “فتح”، حيث أظهر الحاج عماد منذ حداثته شغوفاً بالامور العسكرية واثبت براعته فيها، فلم يكن القائد الشهيد عضواً عادياً في “فتح”، بل التحق في وحدات النخبة، وما لبث أن ترقى سريعاً في صفوفها إلى أن أصبح مسؤولاً في أحد مراكز الحركة، وكان على قدر من الشعبية جعل كثيراً من الشبان يلتفون حوله على الرغم من صغر سنه، ومع بداية الاجتياح الإسرائيلي للبنان (1982) كان من أوائل المقاتلين الذين تصدوا للجيش الإسرائيلي في منطقة خلدة مع مجموعة من إخوانه، وبقي ينشط سراً مع نفس المجموعة بعد دخول الدبابات الإسرائيلية إلى أحياء بيروت، وتطور أداء القائد الجهادي في الصراع مع العدو، ليكون من أوائل المؤسسين للعمل المقاوم ضد الكيان الغاصب. ومع بداية ظهور المقاومة الإسلامية انخرط الحاج رضوان مع مجموعة من رفاقه في صفوف المقاومة الإسلامية، ليلاحق الصهاينة بالعمليات الجهادية في عددٍ من مناطق الجنوب اللبناني، على امتداد مسيرة المقاومة الإسلامية وانتصاراتها، وصولاً إلى التحرير في العام 2000 والانتصار في العام 2006، حيث أطلق عليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بكل فخر وإعتزاز “قائد الانتصارين”.

لقد وسع الحاج القائد المقدام نشاطه لمساعدة المقاومة الفلسطينية من أجل تحرير فلسطين، حيث عمل على توفير الاحتياجات اللوجستية والمادية لهذه الفصائل، وكانت الأولوية لديه كيفية إيصال السلاح إلى المقاومة الفلسطينية، وتراكمت جهوده حتى وصلت المقاومة الفلسطينية إلى ما شهدته من قوة في أيامنا هذه مروراً بحرب غزة في عامي 2008 و2012، وقد لقن قوات الإحتلال الصهيوني والأميركي دروساً لا تنسى، وهذا ما جعل الرعب بفضل الله بقلوبهم حتى بعد إستشهاد الحاج عماد مغنية.

بتواضعه وإيمانه، لم يكن الحاج عماد يفرّق بين مقاوم وآخر، فكل المقاومون كانوا أبنائه وتلامذته. ومع شجاعته وبسالته شدته ورصانته، عرف الحاج عماد بتواضعه وزهده وحبه لله، وكان الله وجهته وحبه للعمل كان نتيجة حبه لربه، لذلك فإن دمائه أثمرت الإنتصارات، ومدرسته خرجت القادة والشهداء، لقد تركت دماء الحاج رضوان بصمات واضحة جداً على عمل المقاومة في لبنان وفلسطين. لقد سطر الحاج عماد ملاحم في المواجهة مع الإسرائيلي، الذي لم يكن ليحلم يوماً أن يستطيع إغتيال الحاج عماد، لأن العدو كان يعرف أن الوصول إلى الحاج رضوان أمراً صعباً ومستحيلاً، ولم يكن الحاج رضوان ليظهر أو يعرفه العلن إلا باستشهاده، وهذه السمة الخاصة به جعلته القائد الفذ القوي الذي لا يوجد له مثيل.

لقد تخرج الحاج عماد، من رحم ثورة الإمام روح الله الخميني المقدس، وتأثر بنهج الإمام القائد السيد علي الخامنئي، وعشق الإمام أبي عبدالله الحسين “ع”، فسار على نهجهم، وبذلك حقق الانتصارات، ووصل الى مبتغاه، ونحن الالاف الذين سنسير على دربه، ونحقق الانتصارات، فكل لبناني مقاوم اصبح نهجه الحاج عماد. الرد على الصهاينة اليوم بفضل دماء الحاج عماد مغنية، هو أنه ترك لهم نهج المقاومة الذين لا يكل شبابه ولا يملون، وترك لهم معادلة إحتلال الجليل التي أعلن عنها سماحة السيد حسن نصرالله. فاليوم “إسرائيل” تحسب ألف حساب لإقدامها على أية مغامرة حمقاء ضد لبنان، في ظل وجود مقاومة قوية حاضرة، ومجاهدون لا ينامون، لا يعرفون ليلاً ولا نهار، هم ليوث في الليل أسودٌ في النهار، ينتظرون إشارة صغيرة من سيد المقاومة للإنقضاض على الأعداء.

تحققت أمنية الحاج روضوان ودعواته لله بالشهادة في شباط 2008، حيث أستشهد الحاج عماد وهو في الخامسة والأربعين من العمر في كفرسوسة إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق بتاريخ الـ12 من شهر شباط/فبراير من العام 2008، وذلك بعد سنوات مليئة بالانجازات العسكرية، وقد أكد السيد حسن نصرالله أن دماء الحاج رضوان ستزيل “إسرائيل” من الوجود قائلاً: “إذا كان دم (الأمين العام لحزب الله الراحل) السيد عباس الموسوي قد أخرج الاسرائيليين من لبنان، فإن دم الشهيد عماد مغنية سوف يخرجهم من الوجود”. وفي النهاية لا بد أن نعتذر من الحاج رضوان لأننا نعلم أن كل الكلمات والثناء لا تعادل ذرة من دمائه الطاهرة، ومن نحن لنتحدث عنه وقد شهد له السيد حسن نصرالله، ورفعت دمائه إلى السماء لتزهر ربوعاً في شباب المقاومة الإسلامية، ولكن نقول له شكرا لدمائك التي اعطتنا الانتصارات.

» بصمات «عماد مغنية».. عند شاطئ الفرات
» دم عماد مغنية.. يلاحق واشنطن بعد «اسرائيل»
» ماهر الأسد الشبح الخفي.. يخيف الأعداء بغيابه فكيف إذا ظهر؟
» كيف استشهد الحاج عماد مغنية ؟
» حلاق الشهيد عماد مغنية..