دام برس: أحمد صارم :
رغم أننا نعيش فعلاً في القرن الواحد و العشرين إلا أن بعض المواقف تجعلنا نشك في هذا ، فبعض أصحاب الذقون من الممكلة الوهابية السعودية يصرون على إعادتنا آلاف السنين إلى الوراء بسلسلة من الفتاوى و الآراء الغبية حول مواضيع أقل ما يمكن أن يقال عنها بالتافهة و التي نستعرض منها بعضاً مما يتعلق بالانترنت الذي أصبح حلالاً دخوله للمرأة بدون محرّم مؤخراً:
يقول الشيخ السعودي محمد صالح المنجد في موقع (الإسلام سؤال و جواب) تحت فقرة فتوى رقم 82196 التي يجيب فيها على سؤال حول حكم مشاركة المرأة في المواقع و المنتديات بأنه يجوز للمرأة بأن تشارك في المواقع العامة إذا تقيدت بضوابط منها عدم اللين في الكلام أو كتابة عبارة الضحك (هههههههه) أو الاستخدام الوجوه التعبيرية المعبرة عن الابتسامات ، و يؤكد ذلك في الفتوى رقم 110504 على ذات الموقع بقوله : "ليس للمرأة أن تستعمل هذه الوجوه في محادثتها مع الرجل الأجنبي عنها لأن هذه الوجوه تعبر عن حال واضعها فكأنه يبتسم ويضحك ويخجل ...الخ ، وليس للمرأة أن تفعل ذلك مع الرجل الأجنبي".
و يحرّم المنجد أيضاً المراسة الخاصة مع الرجال كون الاختلاء بالرجال حرام أيضاً ، و يفضل أن تشارك المرأة في المواقع النسائية فقط.
و في أحد المواقع المصرية تقول "أم وائل الأثرية" بأن المراسلة الخاصة بين الرجال و النساء جائزة إن كان بينهم مشروع دعوي مشترك ، و لكن عليهم أن يحرصوا على استخدام الكلمات التي لا تثير العواطف و تجنب الوجوه التعبيرية أيضاً التي أفردت لها بعض المواقع السلفية فتاوى خاصة ، حيث يشير موقع "صوت السلف" إلى حرمة استخدامها للسبب التالي:
"فالوجوه التعبيرية كوجه ضاحك ووجه حزين صور مرسومة داخلة في عموم النهي عن تصوير ذوات الأرواح، أما الصور الفوتوغرافية غير المعلقة والمعظمة ففيها خلاف سبق بيانه في فتاوى سابقة نرجح فيها الجواز ما لم يتضمن محرماً آخر.
وكذلك الصور الفوتوغرافية للأطفال الصحيح أنها جائزة. وليست داخلة في النهي؛ لأنها مجرد حبس الظل لصورة ذوات الأرواح وليست مضاهاة لخلق الله. فلا بأس بها. "
و يقول الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين و أمام جامع الدعوة بالدمام – السعودية في موقع (ملتقى أهل الحديث) حول سبب حرمتها : " هذه الصور هي أكثر تعبيراً من الكلمات فالصورة تؤثر وتعبر بما لا تعبر به الألفاظ فهي أبلغ , أضف إلى ذلك أنه لربما يكون في بعض هذه الصور ما يشين و ما يكون منافياً للحياء و ما ينبغي من الآداب ، أضف إلى ذلك أن هذه التصاوير لا تجوز سواء صورها الإنسان وشكلها بنفسه أو أخذها جاهزة ووضعها في محل فإنه يكون في منزلة من صورها".
و ذهب بعض الشيوخ في ذات الأمر إلى الخوض بتفاصيل الصورة و حرمتها و تشبيهها بالتماثيل و عدم اكتمال صورة بقية الجسد فيها و غير ذلك ، و ظهرت خلافات بينهم بين من يقول بأن استخدامها "حلال" و ذلك كون هذه الرسومات رمزية لا تدخل في حكم الصور و بين من يقول الرأس يدخل في حكم الصورة سواء أكان متصلاً بالجسد أم منفصلاً عنه.
و لكن غير بعيد عن هؤلاء الباحثين الجهابذة ، حيث تقع إيران على بعد عدة كيلومترات ، نجد الرئيس الإيراني يشرف على صناعة الطائرات و إطلاق الأقمار الصناعية مواجهاً أعتى دول العالم .. ربما تكون من المفارقات التي ستجل حتماً في التاريخ عن القرن الحادي و العشرين !