دام برس:
قال منظِّر السلفية الجهادية في الأردن عبدالقادر شحادة، الملقب بأبي محمد الطحاوي، إن الاسلام الأردوغاني والإخواني والصوفي إضافة إلى حركة حماس في فلسطين يحفظون مصالح السيد الأمريكي، ولا يقفون ضد مخططاتهم.
وقال الطحاوي في مقابلة له مع «الشرق السعودية » قبل اعتقاله بيومين... إن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة «مرضيٌّ عنها»، وتتلقى دعماً ورضا قطريًّا بالإضافة إلى المال القطري، وأن الولايات المتحدة الامريكية التي وصفها مستهزئاً «بالسيد الأمريكي» راضية عن الحركة، وتريد إسلاماً يحفظ مصالحها بالمنطقة.
وكشف الطحاوي أن زعيم تنظيم فتح الإسلام في لبنان شاكر العبسي معتقل لدى أجهزة الأمن السورية، رافضاً أن يكون هناك هدنة بين تنظيم الجهادية السلفية
والحكومة الأردنية معتبراً أنها، بالإضافة إلى النظام السوري واللبناني والمصري وحكومة حماس المقالة والسلطة الوطنية الفلسطينية، أسوارٌ لحماية إسرائيل.
وقال الطحاوي في مقابلة (اتفقت «الشرق» «إنَّنَا لا ننظر إلى الحدود التي وضعها المستعمر، بل إن وطننا هو العالم الإسلامي الكبير، فأينما أُقيم حكم الإسلام ووصلت الفتوحات فإنَّها بلادُنا ووطنُنا»، معتبراً أن فرصة الجهاد في فلسطين غير متحققة؛ «لذلك نلجأ إلى القتال في سوريا ولبنان وليبيا ومالي وأفغانستان والعراق».
«فتح الإسلام» باقٍ
يقول الطحاوي لـ»الشرق»: «مادامت الأنظمة العربية التي تحيط بدولة يهود تمنعُنا من الوصول للقتال في فلسطين، باعتبارها تشكل أسواراً لحماية اليهود؛ فإننا سنضطر إلى القتال في ساحات أخرى وصولاً إلى ساحة فلسطين».
ودلَّلَ على ذلك بلجوء المؤمنين بالتنظيم إلى الساحة اللبنانية من خلال تأسيس تنظيم فتح الإسلام، بزعامة شاكر العبسي، وقال الطحاوي: «الهدف من قصة التنظيم في مخيَّم نهر البارد كانت إعداد العُدَّة للتوجه إلى فلسطين، إلا أنه تمَّت مهاجمتُنا، وكذلك ضُرِبْنَا في قطاع غزة من سلطة حماس، فكلُّ مَن يرفع لواء الجهاد يُضرَب».
وكشف الطحاوي أن تنظيم فتح الإسلام في لبنان لم ينتهِ، بل هو موجودٌ على الأرض، مؤكداً أنَّ التنظيم لم يكن صنيعةً للنظام السوري، «ولكن الأخ شاكر العبسي (أسلم) وترك تنظيم فتح الانتفاضة بزعامة «أبوموسى»، والتزم بالإطار التنظيمي وفكر التنظيم، وكان أبوعبدالله الليبي الذي حُكم عليه بالإعدام في قضية مقتل الدبلوماسي الأمريكي لورانس فولي (تم اغتياله في الأردن عام 2003) هو معلِّمُه بحسب ما أبلغني قبل وفاته، ».
حركة حماس
وعن قضية ضرب تنظيمات السلفية الجهادية في غزة من قِبَل حكومة حماس؛ قال الطحاوي بضيق وألم واضح: «لا نحبُّ أن نخوض في هذا الموضوع خاصة في هذه الأيام؛ حتى لا يقال إنَّنَا نقف إلى جانب الأنظمة العربية التي تهاجم جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس».
واستطرد بقوله: «حماس مرضيٌّ عنها من أطراف في النظام الرسمي العربي»، متسائلاً: «وإلا كيف نرى تسهيل دخول وخروج قادة حماس، بينما يُطَارَد تنظيم السلفية الجهادية في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ومالي؟، ولم يجعلوا لنا موطئ قدم، بينما نرى حماس موجودة وتتحرك بسهولة، فدولة اليهود تريد أن تبقى حماس تحت السيطرة».
وحول علاقة تنظيم السلفية الجهادية في الأردن بتنظيم القاعدة في شمال إفريقيا، وتحديداً في دولة مالي، قال الطحاوي: «لا يوجد أي اتصالات بيننا وبينهم، كما لا يوجد أي ارتباط تنظيمي معهم، لكننا نلتقي معهم في الأفكار والمواقف طالما أن نهجَنا اتباع القرآن والسنَّة النبوية، فنظرتنا التكتيكية والاستراتيجية واحدة».
المطلوب «رقم 1»
وتعليقاً على سؤال حول أنباء عن تهدئة بين النظام الأردني وتيار السلفية الجهادية ردَّ منظِّرُ التيار متسائلاً «تخفيف الضغط عمَّن؟ بالعكس نحن التيار السياسي الوحيد الذي يوجد له معتقلون في السجون الأردنية، حيث يوجد 60 معتقلاً، ومازال هناك كثيرٌ من المطلوبين للأجهزة الأمنية على خلفية أحداث الزرقاء»، مشيراً إلى أنه المطلوب «رقم 1».
ونفى الطحاوي أن يكون «أبوأنس الصحابة»، القيادي في تنظيم السلفية الجهادية في الأردن، هو أمير جبهة النصرة في سوريا، مؤكِّداً أن أمير التنظيم هو أبومحمد الجولاني، غير أنه أكَّد أن «أبوأنس الصحابة» هو أحد القادة الميدانيِّين في القتال في سوريا،
مشيراً إلى أنَّه لا توجد أي إشكالية أن يكون أمير الجماعة من خارج الدولة، والدليل أسامة بن لادن كان أميراً في أفغانستان، والآن خلفه الدكتور أيمن الظواهري، وأيضاً في العراق كان هناك أبومصعب الزرقاوي، وتابع: «حسابات مسقط الرأس واللون وغيرها لا قيمة لها عندنا، ولا تدخل في حسابات القيادة».
رفض لـ «الحكومات الإسلامية»
وحول علاقة السلفية الجهادية بالأنظمة والحكومات التي سيطرت على الحكم ولها خلفيات إسلاميه مثل الحزب الحاكم في تركيا ومصر وتونس وحماس وغيرها؛ قال الطحاوي: «لا يمكن أن نلتقيَ مع هذه الأنظمة؛ فنحن خطان متوازيان لا يمكن الالتقاء بينهما، فهذه الأنظمة لا تطبِّق شرعَ الله».
وزاد في توضيح موقف التنظيم من الإسلام السياسي الذي يقود بعض الدول العربية والإسلامية، بقوله: «مادام السيد الأمريكي يُبدي رضاه عن الإسلام الأردوغاني والإخواني وحماس والصوفية، ويحفظ مصالحهم، ولا يقف في وجه مخططاتهم، فلا بأسَ مِن تركِهم».
واستطرد «أتساءل: هل هذه الأنظمة في تونس ومصر وتركيا وحماس إسلامية؟ وأرد على سؤالي بالقول: هي أنظمةٌ جاهليَّةٌ تحكم بغير ما أنزل الله».
وتابع «ربما تكون لشعوبها أفضل من الأنظمة السابقة، من جهة أنها لن تكون مرتهنة للصليبيين والكفار، كما توجد بحبوحةٌ اقتصادية، وربما هامشٌ من الحرية»، لكنه عاد وقال: «هي لا تحكم بما أنزل الله، ولا تختلف عن الأنظمة التي سبقتها من حيث الحكم الشرعي».
الإخوان والنهضة واليهود
وتوضيحاً لموقف التيار من دعوات عصام العريان، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في مصر، التي تحكم البلاد، بالسماح لليهود المصريين بالعودة إلى مصر وطنهم، وسماح زعيم حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي بزيارة اليهود لجزيرة جربا في تونس وتأمين الحماية لهم،
قال الطحاوي: «لا أوافقهم على مواقفهم، ولا يجوز بالطبع إعادة اليهود إلى بلادنا، ولا أن يقال لهم هذا وطنهم، فقد أخرجهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – من الجزيرة العربية كلِّهَا».
ورداً على الأنباء التي ردَّدَتْهَا وسائل الإعلام من دعوة القيادي بالتنظيم، أبو محمد الشلبي، إلى توسط شخصيات وطنية أردنية لها علاقات مع واشنطن للإفراج عن محمد عيسى دعمس، المحكوم أيضاً على خلفية اتهامه بمقتل الدبلوماسي الأمريكي لورنس فولي عام 2003، قال الطحاوي: «هذا غير صحيح ومردود على مَن أطلق هذا التصريح جملةً وتفصيلاً،
وإذا تحدث أبوسيَّاف بهذا التصريح فهو مردود عليه ومرفوض، فلا لقاءات مع الأمريكان
من جهة اخرى وفي مقابلة اخرى مع مراسل رويتر قال محمد شلبي الذييشتهر بلقب أبو سياف ان 350 أردنيا على الأقل يحاربون الآن القواتالسورية والصدام مع الجيش الحر قادم
ويتوقع زعيم السلفية الجهادية في الاردن الذي يشجع تدفق المقاتلين على سوريةحدوث مواجهة بين الجهاديين والمقاتلين العلمانيين.
وقال أبو سياف إن المقاتلين الإسلاميين في جماعات مثل جبهة النصرة التيأدرجتها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية رفضوا عروضاللانضمام إلى الجيش السوري الحر مقابل الحصول على المالوالسلاح.
وقال لرويترز إنه في حالة الإطاحة بالنظام السوري فإن الجيش السوري الحر أوعناصر بداخله تعادي أفكار جبهة النصرة ستطلب من الجماعات الإسلامية علىالفور إلقاء سلاحها.
وقال "راح يصير صدام وهنا الخسائر راح تكثر.. لا نستطيع أن نقول كيف حتى لانستبق الأحداث”.
وأمضى أبو سياف عشر سنوات وراء القضبان بسبب أنشطة مرتبطة بالسلفيينالجهاديين بما في ذلك مؤامرة لمهاجمة قوات امريكية في الأردن لكنه لا يكترث فيمايبدو بكونه خاضعا للمراقبة.
وأجريت المقابلة معه في سيارته أمام محكمة أمن الدولة في عمان هذاالأسبوع. وقال القيادي في التيار السلفي الجهادي إن السلطات الأردنية تحاولمنع الإسلاميين الشبان من عبور الحدود للانضمام للمعركة ضد النظام السوري.
وقال أبو سياف (46 عاما) "جلسنا مع الأجهزة الأمنية وحاورناهم وقلنا شو المانعإنه انتو تتركونا نذهب لسورية”.
وأضاف "انتو بتقولوا احنا مزعجين.. اتركونا نقتل في سوريا.. نقول اتركوناللمحرقة كما تقولون”.
وأردف يقول "الذي يخشونه ان يرجع هؤلاء كما رجع الأفغان العرب فيخشون انهميرجعوا في وقت من الأيام ويعلنوا الجهاد والقتال هنا”.
وكان يشير إلى المقاتلين العرب الذين حاربوا القوات السوفيتية التي احتلتأفغانستان في الثمانينات وبعضهم أعضاء في تنظيم القاعدة الذي كانت تدعمه فيذلك الوقت الولايات المتحدة والسعودية وباكستان.
وقال أبو سياف المقيم في مدينة معان الصحراوية على بعد 160 كيلومترا إلىالجنوب من عمان حيث شارك في اشتباكات مع قوات الامن عام 2002 إن 350أردنيا على الأقل يحاربون الآن القوات السورية وإن نحو 25 منهم "استشهدوا”.
واعتقل نحو 50 شخصا في الاردن قبل تمكنهم من الوصول إلى سوريا ويحاكمبعضهم الآن أمام محكمة أمن الدولة لكنه قال إن السلطات حسنت معاملتهاللاسلاميين منذ اندلاع انتفاضات الربيع العربي قبل نحو عامين.
مركز شتات الاستخباري