دام برس:
في الدقائق من ربع الساعة الأخيرة من الحسم العسكري للجيش العربي السوري لصالحه في المناطق المتوترة من سورية كانت وراء تغيير خطة أصحاب المشروع الصهيو أمريكي وحلفائهم، إذ احتلت معظم وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والالكترونية الغربية والعربية خاصة على شاشات التلفزة أخبار هجوم الجماعات المسلحة في سورية على مطارات مدنية (مطار دمشق الدولي – حلب الدولي- دير الزور – الضمير القامشلي) وعسكرية (تفتناز في إدلب – منغ في حلب – تدمر – مرج السلطان في ريف دمشق وقاعدة جوية في أطراف المليحة وغيرها)، بخطة فرنسية -أمريكية وبشكل مكثف، كل يوم هجوم ... يوم على مطار ؟!....ويوم على قاعدة جوية؟!.
سؤال راود الكثيرين من المحللين، غربيين وعرب أثناء فترة الهجوم .... لماذا تركت الجماعات المسلحة الهجوم على مدن دمشق وحلب وتدمير البنى التحتية واتجهت إلى المطارات والقواعد العسكرية؟
سؤال مهم جداً ...... حيث الاستهداف الذي ذكرته آنفاً للجماعات المسلحة على المطارات المدنية والعسكرية لم يكن بمحض الصدفة وإنما تمهيداً للتدخل السافر لإسرائيل بشكل مباشر بما يحصل على الأرض السورية وقد ثبت ذلك فجر يوم 30/1/2013 من خلال استهدافها لمركز علمي عسكري في جمرايا بعدد من الصواريخ أمام أعين العالم أجمع دون حركة تذكر منهم إلا إدانة روسيا وحزب الله. هذا يدل على أن الخطة الفرنسية – الأمريكية طبخت على أيدي الصهاينة ولم تعد خلفية ضرب زعزعة أمن و استقرار سورية مثار للشك من قبل احد وأن ما قامت به إسرائيل يدل على نيتها البغيضة والمبيتة لسورية منذ اندلاع الأزمة.
السؤال الآخر والأهم لماذا إسرائيل قامت بهذا الهجوم في هذا الوقت بالذات ... الجواب في النقاط الآتية:
- كردة فعل لفشلها من النيل من سورية عبر أدواتها المسلحة كمرحلة أخيرة.
- كشف الخلية التجسسية الإسرائيلية في داريا.
- تراجع العمليات الإرهابية بنسبة 40%.
- احتجاجها على المجتمع الدولي والإقليمي الذي أقر و اعترف بفشله على الأرض السورية(والذي يؤكده قول أوباما بأنه لا يعرف كيف يتعامل مع الأزمة السورية).
- طلب المجتمع الدولي من الجيش الحر القضاء على جبهة النصرة والتي هي من صنع الصهاينة.
- عقد مؤتمر في الكويت من اجل دعم الشعب السوري في الداخل والخارج مع استبعاد كل أطياف المعارضة السورية.
- إعلان رئيس الائتلاف معاذ الخطيب بموافقته على التفاوض مع النظام في سورية.
- انقسام المعارضة بشكل عام إلى(مؤتمر هيئة تنسيق برئاسة هيثم المناع والذي أدار اجتماعاً مع مناصريه في جينيف للبت بالموافقة على الحوار مع النظام)و (مؤتمر الائتلاف السوري في باريس لكن القنبلة التي فجرها رئيس الائتلاف معاذ الخطيب بموافقته على الحوار مع النظام في سورية)
- انخفاض الدول المشاركة في مؤتمر باريس من (120 دولة إلى 48).
- انهيار منظومة المتآمرين كل منهم بدأ يغني على ليلاه.
- إنقاذ الجماعات المسلحة من الحصار الذي فرضه الجيش العربي السوري عليها، والتغطية على فشلها.
كلها إشارات تدل على انتصار سورية على من تآمروا عليها من المجتمع الدولي والإقليمي، وهذه الإشارات جعلت إسرائيل بحالة هستيريا وجن جنونها لكن ليس كما اشتهت، هذا ما ستؤكده الأيام القادمة، انظروا كيف تسبب نتنياهو بحالة رعب وخوف للشعب الصهيوني،والتي سوف ترد عليه سلبا أمام مناصريه في التآمر على سورية لأنهم حذروا مراراً من التدخل العسكري كما أنهم مشغولون في الأزمة الاقتصادية الهيكلية لهم، وليس هذا فحسب وإنما جاء هذا التحرك الصهيوني بعد أن تعهد أوباما أمام مناصريه يوم تنصيبه كرئيس للولايات الأمريكية بولاية ثانية حينما قال: بأن زمن الحروب ولى وإنما جاء دور الحلول الدبلوماسية والذي أكده وزير خارجيته جون كيري أمام مجلس الشيوخ يوم تقديم برنامجه لمنصب وزير خارجية أمريكا.
في النهاية لا يسعني إلا أن استذكر قول أوباما ولأول مرة يصدق فيها هي ان نتنياهو رجل أحمق،إضافة إلى نية نتنياهو بتحرشات عشوائية هدفها التأثير على الفائزين بالانتخابات الإسرائيلية لتشكيل حكومة إسرائيل كما يتمناها هو ، ومن جهة أخرى جاء تصرفه ضربة صاعقة للكيان الصهيوني إذ بمجرد بث خبر مفاده بأن إسرائيل قامت بشن هجوم على قافلة سورية تقوم بنقل أسلحة إلى حزب الله والذي نفاه الحزب، جاءت عكس ما يشتهي مسيلمة الكذاب (نتنياهو) حيث أدت إلى هبوط البورصة الإسرائيلية بنفس اليوم الذي أُذيع فيه الخبر والحبل على الجرار، ومن جهة ثانية إسرائيل تعرف تماماً بأن الحرب مع سورية ستكون حرب عالمية ثالثة بدخول روسيا والصين و إيران وحزب الله في المعركة لذلك راقبوا ماذا سيحدث في الأيام القادمة.
شبكة توب نيوز