حقيقة ما جرى في الاجتماع السري يوم الغارة الإسرائيلية ..والرد السوري قادم ..أفادنا السيد نون

دام برس – اياد الجاجة :

في نهاية كل حرب أو بدايتها تكون هناك أسباب تسمى بالأسباب المباشرة و من ميزة هذه الأسباب أنها توحي للعامة بان الحرب نشبت بشكل مفاجئ أو توقفت بشكل مفاجأ ولكن الحقيقية تظهر مع الأيام وينكشف أن الأسباب المباشرة جاءت لتتستر على الأسباب الحقيقية، وهذا ما حدث ويحدث الآن في سوريا واليكم التفاصيل.
الوضع على الأرض يوحي بما يلي:
- انسحاب واضح للسيطرة الأمريكية في المنطقة مع تقدم روسي.
- انهيار مفهوم الدول الإقليمية في المنطقة وتحول دولا كتركيا ومصر والسعودية إلى دول تابعة للمخطط الأمريكي الإسرائيلي وهذا يعني تقزيم هذه الدول إلى المستوى الذي تظهر به إسرائيل على القمة وتتجاوز تلك القوى ليس بعملقة إسرائيل الذي فشل وإنما بتقزيم تلك الدول.
وعليه فإن تمسك تركيا وفرنسا والسعودية وقطر بضرورة أن لا يكونوا ثمنا لفشل أمريكا يقدم بكل بساطة للسوريين والإيرانيين ولروسيا قاد هؤلاء إلى التفكير بضرورة أن يلعبوا بأوراق الضغط الأمريكي ، والأقدر على اللعب بها إسرائيل، بحيث تخلق إسرائيل الظروف للحرب وتبدأ التدخلات .
وما أن تبدأ إسرائيل بالحرب حتى يبدأ الجيش التركي بملاحقة ما يسميهم أكراد أوجلان في رأس العين وهذا يعني تدخل لاحق للجيش التركي يعقبه ضرب للقواعد الجوية ومن ثم الرد السوري الذي يعني ضرب قواعد الباتريوت والحلف الأطلسي مما يجبر أمريكا والناتو لخوض حرب حتى ولو بدون رغباتهم .
إيحاء من ضباط البنتاغون لهؤلاء بان أمريكا لن تترك إسرائيل عرضة للتدمير من سوريا وإيران وهذا أيضا يعطي تركيا دورا ويكون التفاوض مستقبلا على حل لا يتضمن أي خسائر للأتراك أو الفرنسيين أو السعوديين أو القطريين وتكون إسرائيل قد قدمت أوراق جديدة للتفاوض.
وحول الغارة الجوية لإسرائيل أفادنا السيد "نون" بالمعلومات التالية :
وصلت إلى سوريا شحنة أسلحة جديدة وهذا قد تم رصده من قبل أمريكا وهذه الشحنة تم نقلها بواسطة سيارات كبيرة حيث تم توقف السيارات في ساحة البحوث .
وبالطبع إسرائيل تراقب ما جرى والسوريون يوقفون السيارات في الخارج هذه الشحنة عبارة عن أجهزة اتصال.
وبالفعل اعتبرت إسرائيل أنها فرصة من اجل فرض أوراق تفاوض وضغط جديدة، في الوقت الذي تركيا تتحضر والناتو يعتبر أن أسلحة الباتريوت أصبحت تحت تصرفه والاعتداء عليها اعتداء على الناتو.
وبالفعل قامت الطائرات الإسرائيلية بشن غارة بدأت منتصف الليل ولمدة نصف ساعة.
أجهزة الرادار السورية التقطت وجود طائرات أواكس قبالة الساحل اللبناني ووجود حوالي 50 طائرة متنوعة في البحر و12 طائرة في سماء لبنان و القصف الجوي يستهدف موقع للبحوث تبين لاحقا انه قد فرغ من محتواه.
بعد الغارة بدأ خط ساخن سوري روسي يؤكد فيه الروس أن أمريكا لا تؤيد التصرف الإسرائيلي.
وأعلن الجانب السوري تعبئة لأجهزة الصواريخ وتحديد ثلاث مواقع لمطارات إسرائيلية لتدميرها.
في حين الجانب الروسي حاول إقناع السوريين بالتهدئة وان إسرائيل وتركيا وفرنسا وراء ما جرى بالإضافة إلى أعراب الخليج والهدف إفشال الحل السلمي الذي بدأ يتبلور وفق خطة الرئيس الأسد.
الموقف السوري يقول بما أن إسرائيل انتهكت أراضي سوريا فالواجب يقتضي الرد والرد يفتح احتمالات الحرب وإعلان الحرب يجب أن يتم الاتفاق عليه مع الحلفاء.
وهذا ما تم حيث وصل وفد إيراني عسكري بعد 3 ساعات كما وصل وفد من المقاومة الفلسطينية بزعامة الجبهة الشعبية القيادة العامة ووفد من حزب الله.
على الأرض أعلنت إيران استنفارا في وحداتها الصاروخية كما رفعت سوريا مستوى الجاهزية لسلاح الصواريخ البعيدة المدى إلى الكامل، وقد حضر الملحق العسكري الروسي الاجتماع كمراقب وكان القرار توجيه ضربة عسكرية لإسرائيل.
في هذه الأثناء أمريكا أبلغت الروس بأن ما قام به نتنياهو هو محاولة لجر أمريكا للحرب وان اوباما ليس مطلعا على الحادثة بالتفصيل وسبق أن أعلمت الإدارة الأمريكية بان إسرائيل ترصد أهداف سورية ستنقل إلى لبنان فقط وان ما جرى لم يتم الاتفاق عليه وهو تصرف طائش من نتانياهو عندها طالبت روسيا سوريا بالتهدئة وضبط النفس وأدانت الحادثة.
قد يعتبرنا البعض نؤلف القصص ولكننا كعادتنا نعتمد على معلومات موثقة من مصدر مطلع إضافة إلى أننا نقوم بدراسة تحليلية لمجريات الأمور.
لو فرضنا أن سوريا قامت بالرد الفوري على النحو التالي :
إسقاط الطائرات المغيرة وهي أربع طائرات قاذفة تحميها 8 طائرات أف 16 مقاتلة ويتواجد بالقرب من الشاطئ اللبناني 54 طائرة متنوعة قاذفة ومقاتلة، سيتم تحديد قواعد إطلاق الصواريخ وستقوم إسرائيل بهجوم واسع بطائراتها عندها ستقوم الدفاعات الجوية السورية بالتصدي للطيران المعادي.
في هذه الحالة سيتم كشف عمل أجهزة الدفاع الجوي وأماكن تواجدها وهذا يعني تجهيز ضربة عسكرية معادية وهو يقدم للناتو معلومات مهمة عن تواجد القوات بعد ذلك ستنسحب إسرائيل من الصراع وتبدأ المناوشات النارية .
تركيا ستقوم بالدخول إلى رأس العين بحجة أن قوات الـ ب ب ك تقوم بقصف القرى التركية وستقوم الطائرات التركية بقصف الحدود السورية، سوريا ستتصدى للطيران التركي وتكشف أيضا تواجد أسلحة الدفاع الجوي الحديثة ستنسحب تركيا وتبدأ مناوشات على كامل الحدود.
المرتزقة تزداد عملياتهم ويصبح وقف إطلاق النار يحتاج إلى التفاوض مع تركيا اردوغان ومع إسرائيل ويكون رأي العصابات المرتزقة ضمن رأي هؤلاء.
ويرى بعض المراقبون رأي آخر حول حقيقة ما جرى في الغارة بان عدم قيام سوريا بالرد هو قبول الإذعان و الاهانة وهذا سيجعل الأتراك مهيئين للقيام بنفس الفعل، والنتيجة إثبات أن سوريا ضعيفة وغير قادرة على حماية نفسها وهذا يجعل المرتزقة أكثر نشاطا.
والحقيقة تقول بأن اجتماعات تعقد على أعلى المستويات لدراسة جدوى القيام بأي عمل وانتظار الرد الروسي الذي اعتبر انه معني بما جرى.
و الجانب الإيراني وضع كافة إمكانيات الجيش الإيراني تحت تصرف القيادة السورية وكذلك فعلت المقاومة اللبنانية والفلسطينية.
إذا نظرنا إلى ما يجرى من وجهة نظر موضوعية نعرف تمام أن الجانب الإسرائيلي والتركي والسعودي والقطري والفرنسي يقدمون نفسهم لطاولة التفاهم والتسوية خوفا من أن يدفعوا الثمن جماعات وفرادى .
في الفكر العسكري، ما قامت به إسرائيل يدل بشكل قاطع على الفشل الذريع الذي وقعت فيه جماعات المرتزقة في سوريا وان الحل كما تريده أمريكا غير قابل للحياة وفرضية تحقيق ذلك بالحرب هي فرضية فاشلة أيضا لعدم قدرة أمريكا على خوض حرب وأضحت المعالم فالأسلحة التي وردت لسوريا من روسيا والصين مازالت مجهولة ومقلقة ولن يتم استعمالها بعمليات فردية.
من حق السوريين وأنا منهم المطالبة بالرد ولكن الرد المجدي والذي سيحقق أهداف سوريا ويثبت علائم الانتصار.
في كل الأحوال يبقى التصرف الإسرائيلي له دلالة واضحة وهي أن المعركة الداخلية التي استخدمت من قبل أمريكا وإسرائيل قد فشلت وان الإسرائيلي بات وحيدا في المواجهة ولن يستطيع خوض الحرب بالواسطة.
بعض الخبراء يقولون أن إسرائيل تنتظر ضربة موجعة والأهداف المتوقعة مازالت مجهولة.

بالتعاون مع صفحة الحدث السوري