الانكفاء العربي والغربي يؤكّد صلابة الدولة السورية.. وفي آذار تسوية بمباركة أميركية ـ روسية

الانكفاء العربي والغربي يؤكّد صلابة الدولة السورية.. وفي آذار تسوية بمباركة أميركية ـ روسية

يؤكّد قادمون من دمشق، أن مناخات من الارتياح تسود القيادتين السياسية والعسكرية في سورية، وأن هناك معنويات عالية، وجزم بأن نهاية المجموعات المسلّحة بات بين قاب قوسين أو أدنى، حيث تشتّت قياداتهم السياسية، وهو ما بدأ يُتَرجم عملياً على المستوى العسكري، حيث تحكم هذه المجموعات حالة من الإرباك الشديد نتيجة الضربات القوية التي يسدّدها الجيش النظامي.

وقد برزت في الآونة الأخيرة جملة من المؤشرات، التي تؤكّد مثل هذا التشخيص للوضع الراهن في سورية على المستويين السياسي والميداني، ومن المفيد الإشارة إلى بعضها.

لقد اعتادت المملكة العربية السعودية في الأشهر الماضية على استحضار الملف السوري في أية مناسبة من خلال مقاربة سيئة لما هو حاصل، ولكن كان اللافت أمس أنّ ولي العهد السعودي لدى افتتاحه المؤتمر الاقتصادي في المملكة لم يأتِ على ذكر سورية لا من قريب ولا من بعيد، وهذا يؤشّر على انكفاء سعودي على مستوى الأزمة السورية، وقد أتبع ذلك بنظرة سعودية جديدة إلى لبنان، تجلّت بلقاء الرئيس نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية سعود الفيصل، ومع نجل الملك عبدالله بن عبد العزيز، وهذا الانفتاح السعودي الجديد على الحكومة اللبنانية يعدّ مؤشراً آخر يشير إلى أن هناك إقراراً سعودياً بعقم الحرب على سورية خصوصاً أن الرئيس بشار الأسد أثبت صموداً عسكرياً وشعبياً وإدارياً، وأثبت كذلك صموداً دبلوماسياً، إذ لم تُسجّل انشقاقات دبلوماسية على المستوى المتوقع له، بالرغم من الانتشار الدبلوماسي السوري في أصقاع العالم كله.

أما المؤشر الآخر على مدى ارتياح الدولة السورية، في موازاة الإرباك الحاصل في صفوف خصومه الذين يخوضون حرباً كونية ضده، هو الحالة الأميركية المستجدة مع العهد «الأوبامي» الجديد، الذي يؤكد على أولوية الداخل الأميركي في ظلّ الأزمة الاقتصادية الكارثية على الولايات المتحدة، أضف إلى ذلك العلاقة الأميركية ـ «الإسرائيلية» المتوترة.

وثالث هذه المؤشرات هو غرق فرنسا في مالي، ولما لذلك من انكفاء فرنسي عن المشهد السوري.

أما رابعها هو أن النائب وليد جنبلاط - الذي يُعدّ رأس حربة المتحاملين في لبنان على سورية- بدأ يقرأ كل المستجدات التي بدأت موازينها تميل لصالح النظام، فجنبلاط بعد أن كان يتحدث عن الدب الروسي واتهامه بحماية النظام السوري، لجأ إلى موسكو طلباً للحلّ الروسي في سورية.

كل هذه المؤشرات، تدلّ ورغم الضجيج السياسي والإعلامي الغربي والعربي، و«الكركعة» الأمنية من خلال الاشتباكات ووضع المتفجرات وقتل الأبرياء، على أنّ سورية الآن دخلت مخاض التسوية الداخلية بإشراف أميركي ـ روسي قد لا تتجاوز حدودها الزمنية آذار المقبل.

وتنحاز مصادر سياسية لبنانية مطلعة إلى هذه الصورة التي بدأت تتضح معالمها في سورية، وترى أن النظام في سورية لا يمكن أن ينهار مهما تعاظمت التدخلات الخارجية على المستويات كافة، فربما تحصل محاولة لابتزاز سورية من باب حفظ ماء الوجه من قبل القوى التي علقت في شباك هذه الأزمة، غير أن هذا لا يعني أنّه سيكون في مقدورها إسقاط هذا النظام المحمي بقاعدة شعبية قلّ نظيرها، وبمظلّة دولية كبيرة يصعب على أي كان اختراقها أو اختزالها.

من هنا، ترى المصادر أن الانكفاء الغريب لقوى «14 آذار» عن الأزمة السورية، هو نتيجة طبيعية للانكفاء الغربي والعربي، كون الذي يُنصب العداء لسورية في الداخل اللبناني لا يعدو كونه مجموعة «مومياءات» تتحرّك بإيحاءات خارجية وتعمل وفق أجندة خارجية تميل معها كيفما مالت.

وفي اعتقاد هذه المصادر، أن العدّ العكسي بدأ لنهاية الأزمة في سورية، وأن بعض الدول العربية التي كانت حتى الأمس القريب تحرّض ضد النظام، تفتّش اليوم عن المخارج التي تنتشلها من هذا المستنقع، وهي تتوسط لدى دول معنية بالملف السوري من أجل لقاء مسؤولين سوريين، على غرار اجتماع يُقال إنه عُقد في الأردن منذ مدّة قصيرة بين أحد المسؤولين السعوديين ومسؤول سوري لتوضيح الموقف السعودي الجديد، ومحاولة النأي بالنفس عما يجري راهناً.

» لماذا يرفض البعض التصديق بأنّ هناك تسوية أميركية روسية بدأت تتبلور تباعًا ؟
» صلابة الموقف الروسي في الازمة السورية
» كيري :دولاً عربية تريد رد صارم ..ملامح تسوية تسابق خيار الحرب ...محمد بلوط ..ضبط المخزون «الكيميائي» السوري بضمانات روسية ــ أميركية وتحريك «جنيف»
» خبير روسي حرب سورية أميركية روسية
» السعودية تقدم 300 مليون دولار لدعم الإرهاب.. ائتلاف الدوحة يقر بعمالته: موقفنا من جنيف فرنسي الصياغة بمباركة أميركية قطرية تركية