لمحة عن تاريخ السلاجقة وجرائمهم في سوريا
لم نكن نرغب أن تكون افتتاحية الموقع على هذا النحو وبهذا المضمون, بيد أن تسارع الأحداث يحجمنا عن تناول معظم المواضيع التي نرغب, لذا اقتصرنا الافتتاحية هذه المرة على لمحة موجزة عن جرائم السلاجقة في سوريا, وإذ لم تكن وافية كافية وفق ما أردنا, فإننا نجد عذرنا برحابة صدر قراء "فينكس" واصدقائه.
لم يأت السيد فارس الشهابي رئيس غرفة صناعيي حلب بجديد عندما أفاد أن حكومة رجب طيب أردوغان قد قامت –من خلال إرهابييها وقطعانها في سوريا- بتفكيك نحو المائة معمل ومصنع في حلب وحدها ناقلة معداتها إلى تركيا, فمن يقرأ التاريخ العثماني الذي يحاول رجب طيب أردوغان إحياءه على شكل ملهاة دموية لن يستغرب أي تصرف دموي ووحشي تأتي به هذه الحكومة التركية التي تمتهن الولوغ بدماء السوريين تحت ستار الإسلام الحنيف.
ففي كتاب "الحكم المصري في الشام" للدكتورة لطيفة محمد سالم نقرأ: "احتل السلطان سليم ولاية حلب سنة 1516م وكان عدد قراها /3200/ قرية وأصبح في القرن الثامن عشر /400/ قرية وكان عدد سكان المدينة من (200- 300) ألفاً نسمة انخفض إلى /70,000/ نسمة وهام الفلاحون في المدن والجبال". وهذا التراجع السكاني الكبير كان سببه الأول قتل وملاحقة وتشريد العرب من سُنّة وعلويين من قبل أجداد أردوغان الذين بجرائمهم يفاخر معيداً إحياءها بوحشية وسادية منقطعة النظير في التاريخ البشري.
ولم ينس الأجداد "البررة" (اقرأها: البرابرة) لأردوغان أن يحضروا معهم عشرات آلاف العائلات التركمانية التي وطنوها مكان السكّان الأصليين للبلاد في حلب وريفها وصولاً إلى شمال اللاذقية مروراً بجسر الشغور وحمص وحماه, كما سنلمح إلى ذلك لاحقاً. ولم يكن ليتسنى ذلك للسلاجقة لو لم يقوموا بقتل عشرات الآلاف من العرب السوريين إبّان ما يسمونه "فتحاً" لسوريا(؟!).. لعلها من سخريات القدر أن مسؤولي مناهج التربية في سوريا كانوا يدرّسون طلابهم في المدارس أقذر احتلال عرفته بلادهم باعتباره فتحاً(نعني الاحتلال العثماني).
جرائم السلاجقة طالت السوريين عامة, والعلويين خاصة, إذ يذكر الأديب والمؤرخ السوري محمد كرد علي في "خطط الشام" ج2, ص207, أنه في "سنة 1514م قتل السلطان سليم الأول العلويين والشيعة الموجودين على تخوم الأناضول مع بلاد الشام وكان عددهم أربعين ألفاً", والمعروف إن السلطان سليم الأول قام بمحاولة القضاء على سكان حلب (كانوا سنتذاك في معظمهم من الطائفة العلوية) بناء على فتوى أصدرها شيخ سوء اسمه نوح, وكذلك تنفيذاً لوصية أمه إليونا (اليهودية), فضلاً عن رغبتهم بالانتقام منهم لمساندتهم السلطان قانصو الغوري الذي كان يرفع لواء العروبة في مواجهة التتريك القادم من الشمال, ومن حقده عليهم كان أن أتى بنحو المليون تركي وأسكنهم في السهول المحيطة بهذه الجبال بدءاً من جبال طوروس حتى طرابلس, ومن جسر الشغور حتى بعلبك.
ولمن يرغب بمعرفة المزيد عن السلطان سليم, فمبقدورنا الزعم أنه مساوئ حمد وأردوغان وآل سعود تجتمع بشخصه, فالسلجوقي المجرم والمولود سنة 885 هجرية/1479م من أم يهودية, هو السلطان التاسع لسلاطين بني عثمان, كان فتّاكاً يدمن قهر العباد وسفك الدماء, خلع والده السلطان بيازي الثاني ثم قتله كما قتل أخوته الـ 17, وخمسة أولاد من أبناء أخوته عند استلامه الحكم سنة 918هجرية/1512م. وسبق له أن قتل سبعة من زرائه 0رؤساء الباب العالي) لأسباب تافهة خلال ثماني سنوات وثمانية اشهر من حكمه, بمعدل وزير كل عام! انتقل إلى جهنم وبئس المصير 926هـ.
حبذا لو كانت خاتمة جرائم السلاجقة ماثلة بإعدامهم لمشاعل الاستقلال عن السلاجقة شهداء السادس من أيار 1915 في المرجة وسط دمشق وعاليه في لبنان, وكان في مقدمة مواكب الشهداء الشيخ والعالم عبد الحميد الزهراوي؛ نقول حبذا لو كانت نهاية جرائمهم في ذلك التاريخ الدموي الكريه كون رجب "طيب" أردوغان وحكومته الأخونجية أرادا لمسلسل الإجرام ان يستمر متناسين أن للباطل جولة وللحق جولات.