من يتقدم و من ينهزم في سورية ؟

من يتقدم و من ينهزم في سورية ؟ ...غالب قنديل
تجمع التقارير الصحافية الغربية على حالة من التقهقر والانقسام والنزاع داخل صفوف العصابات الإرهابية على الأرض السورية بينما يسود التهتك والإفلاس صفوف واجهات المعارضات السورية المرتبطة بالغرب وبمشروعه الاستعماري في سورية.
أولا: حملت الأحداث الأخيرة على الأرض السورية وقائع جديدة عن تقدم الجيش العربي السوري في اتجاه السيطرة على العديد من المناطق المضطربة وتصفيته لمعاقل العصابات الإرهابية التي تقول بعض التقارير الصحافية إنها حشدت برعاية تركية خليجية وبإشراف أميركي غربي عشرات آلاف المسلحين متعددي الجنسيات وحيث تشير التقارير الصحافية عن المعارك الأخيرة في أرياف دمشق وإدلب وحلب إلى مقتل الآلاف منهم والى ظهور مشاكل عديدة في صفوفهم ناتجة عن نزاعات دموية متعددة المصادر في بيئة الفشل والخيبة الإستراتيجية التي تعيشها العصابات، ووفقا لما رواه المراسلون الغربيون من مناطق تواجد العصابات الإرهابية فإن الصراع على الأسلاب والغنائم وشح الأموال والذخائر بات هو الواقع المهيمن على هذه العصابات في حين أن انشقاقات سياسية وعقائدية تحركها هيمنة جبهة النصرة القاعدية في العديد من المناطق بفعل سعيها إلى تصفية جميع مخالفيها من الجماعات المسلحة.

ثانيا: أكدت التقارير الصحافية الغربية اتساع رقعة سيطرة الدولة السورية الميدانية خلال الأشهر القليلة الماضية وقدرت بعض تلك التقارير أنه خلافا لما تزعمه قوى العدوان ، تسيطر الدولة الوطنية على أكثر من 80 % من الأراضي السورية وتحكم قبضتها على جميع المدن وما يحيط بها مباشرة من أرياف وتخوض معاركها ضد العصابات الإرهابية وأوكارها وضد معاقل التمرد والعصيان في المناطق الريفية المتاخمة للحدود مع تركيا في محافظتي إدلب وحلب وبعض المعاقل القريبة من الحدود اللبنانية في ريفي حمص ودمشق، ويبدو واضحا أن التوجه لتكوين قوات شعبية داعمة للجيش عبر قوات الدفاع الوطني من خلال مشاركة جنود الاحتياط واللجان الشعبية المسلحة التي ظهرت في الأحداث سوف يؤدي عمليا إلى وضع استراتيجي جديد في الميدان بحيث تشكل قوات الدفاع الوطني ظهيرا شعبيا منظما للقوات المسلحة السورية النظامية وأداة لتجسيد الوحدة الوطنية والتلاحم الشعبي في مجابهة العدوان الاستعماري وهذا ما سيكون فرصة لسد ثغرة مهمة في مسار العمليات التي يخوضها الجيش العربي السوري وتفيد المعلومات أن عشرات آلاف المقاتلين قد التحقوا بهذه القوات وانهوا تدريباتهم ولن يلبث اشتراكهم الواسع في النضال لحماية سورية والدفاع عنها إلا ويغير نوعيا في وجهة الأحداث.

ثالثا: تبين من جميع التقارير الإستراتيجية الغربية والإسرائيلية خصوصا أن الجيش العربي السوري وفي خضم مقاومته للحرب الاستعمارية حافظ على جهوزية وحداته القتالية المكلفة بصد أي عدوان إسرائيلي أو أجنبي واستطاع أن يحتفظ بقدراته الإستراتيجية الرادعة وبقواته التي تتمركز على الأرض السورية ضمن خطة الدفاع الوطني بينما تشارك وحدات قتالية من هذا الجيش في مطاردة الإرهابيين و مكافحة الفوضى دون أن يؤثر ذلك على منظومة الدفاع والردع التي تشكل عنصر القوة السورية الدفاعية الأساسي.

بالتوازي مع هذا الواقع الحصين طور حلفاء سورية من تحركاتهم العملية لدعم صمودها من موقع الشراكة في مناهضة الهيمنة الأميركية على العالم وفي هذا السياق تأتي المناورات الروسية الضخمة في حوض المتوسط ومعها المناورات الإيرانية كما يأتي تطوير أنماط جديدة من الشراكة الاقتصادية والمالية والتقنية والعسكرية بين سورية وكل من روسيا والصين وإيران التي لا تنفك تعلن بصورة حازمة عن وقوفها إلى جانب سورية ورئيسها ضد العدوان الاستعماري.

رابعا : سوف تشهد الأشهر المقبلة تحولات كبرى ونوعية في ملحمة المقاومة السورية للعدوان الاستعماري ولن يلبث المعتدون أن يهرولوا بحثا عن خط تراجع تتيحه المعادلات الدولية والإقليمية الجديدة ، بينما ستكون سورية التي تحكم سيطرتها على أراضيها ماضية في الإعداد لمواصلة مكافحة الإرهاب وتطهير البلاد من فلوله لفترة غير قصيرة .

سيكون التعبير السياسي عن الانتصار المرتقب برضوخ الإدارة الأميركية لآليات وقف العنف التي طرحها الرئيس بشار الأسد وترجمته الميدانية ستكون باستعادة الدولة الوطنية لسيطرتها التامة على شبكات الطرق والبنى التحتية في البلاد وعلى جميع المدن السورية وأريافها بما يعيد إحياء الدورة الاقتصادية الطبيعية ومحاصرة البؤر الحدودية التي يتواجد فيها الإرهابيون.

» من يتقدم و من ينهزم في سورية ؟ غالب قنديل
» “داعش” ينهزم أمام الأكراد في عين العرب
» الإرهاب ينهزم مجدداً في القصير.. هل بدأ الرد في تفجير حارة حريك؟
» باريس وأنقرة تصوّبان على حلب.. والجيش يتقدم فيها – المعلم من بيروت إلى سوتشي: أسئلة سورية وأفكار روسية
» الجيش يتقدم بحي الخالدية ويستهدف تجمعات للإرهابيين في محيط سجن حلب المركزي وتقضي على أعداد منهم في ريفي درعا ودمشق بينهم جنسيات غير سورية