سورية صامدة و ستنتصر – غالب قنديل

سورية صامدة و ستنتصر – غالب قنديل

من كل مكان في العالم تنطلق الحملات الإعلامية الهادفة إلى إضعاف ثقة السوريين بجيشهم و بدولتهم و بقدرتهم على النصر رغم جسامة التضحيات التي يقدمونها في مقاومة حرب عالمية قل نظيرها في التاريخ المعاصر .

أولا من اهم مكونات المعادلة الاستراتيجية التي تستند إليها المقاومة السورية صلابة الإرادة الشعبية في التصدي للإرهاب التكفيري الذي يمثل منذ بداية الأحداث القوة الأساسية المنظمة التي تقاتل الجيش و الدولة و بقدر ما يدرك السوريون استحالة التعايش مع العصابات المحلية و متعددة الجنسيات التي تضم فلول القاعدة من كل أنحاء العالم فهم يعرفون بوعي مقاصد الجهات الدولية و الإقليمية من خلف خطة تدمير سورية و ما تضمره تلك الجهات في إطار مخططها لفرض الهيمنة الاستعمارية الصهيونية على سورية و انطلاقا منها إلى المنطقة برمتها و يدرك السوريون ان قدرهم كان على الدوام هو دفع ضريبة الحرية عن الشرق كله .

ثانيا التصميم الشعبي السوري على استرجاع الأمان و الاستقرار له معادل واحد و فريد و لا تعبيرات اخرى عنه فهو يعني بسط سيطرة الجيش العربي السوري على سائر انحاء سورية و تصفية معاقل الإرهاب و التمرد في جميع المناطق السورية من غير زيادة او نقصان و يعرف الناس ببداهتهم الفطرية و بحسهم اللاذع أن جميع الواجهات السياسية الداخلية و الخارجية و منذ بداية الأحداث لا تمتلك أي سلطة او مونة على الفصائل المسلحة التي أغدق عليها الخارج المال و السلاح و زاوجها بحشود و جحافل من الإرهاب الدولي المتجول و سعى لربطها بغرف العمليات التي يقودها خليط دولي إقليمي من اجهزة المخابرات و بالتالي فعروض التفاوض اصطدمت دائما عند هذه العقدة و جميع المبادرات و المحاولات وقفت عاجزة عند بند وقف العنف الذي يعود القرار بإدامته لمراكز التخطيط الأميركية الممسكة بقرار المال و السلاح و بشبكات الدعم اللوجستي من حكومات تركيا و قطر و السعودية إلى تفاصيل صغرى كالحريري .

ثالثا لقد تخطى حجم التكالب على سورية و رئيسها كل حد معلوم في التجارب المعاصرة فلم يسبق أن حشدت حكومات في العالم و المنطقة على هذا النحو من الانخراط في تدبير المذابح و فرض العقوبات و الحصار الاقتصادي بينما تقوم العصابات الإرهابية بنخر الداخل السوري عبر عمليات التخريب و الإبادة التي تنفذها و يستكمل المعتدون مؤامرتهم بالدعاية المضادة التي تجري من خلالها اوسع عملية تزوير للوقائع فيكفي ان نلاحظ تنقل حملات الهجوم من منطقة إلى منطقة بعد كل ضربة حاسمة يسددها الجيش السوري مدعوما من السكان و تتلاحق مزاعم الهجوم حتى تقع الضربات فيبدا الحديث عن مزاعم جديدة لستر فضيحة سابقاتها و معها آلاف القتلى من المسلحين و الإرهابيين كما حصل مؤخرا في التنقل بين حلب و ريف دمشق و ريف إدلب و ريف حمص .

رابعا يشكل تماسك الجيش العربي السوري ركيزة الصمود بفضل موقف شعبي قوي و إذا كان الجيش السوري محتفظا بالقسم الرئيسي من قواته لضمان الثبات الدفاعي في وجه أي عدوان استعماري او صهيوني على سورية و هو يزج بوحدات عسكرية لا تعادل عشر قوته الفعلية لمطاردة العصابات الإرهابية و لفرض الأمان فلأنه يثق بقدرته على الحسم وفقا لخطة قيادته العليا و كل كلام عن استحالة الحسم يفترض البرهان عليه تبيان وجود قطاعات من الشعب تساند الإرهاب و تجعل الانقسام أهليا بين الدولة الوطنية و العصابات الإرهابية و هذا ما تناقضه الوقائع .

المواجهة ستكون طويلة بين سورية و العصابات الإرهابية التي تشكل اداة العدوان الاستعماري و لن تنتهي برمشة عين لكن الأشهر المقبلة ستكون فاصلة و مع الصمود السوري سيؤسس لتوازنات جديدة في المنطقة و العالم و مع بدء تبلورها السياسي سيستحق الكلام من دمشق عن انتصار تحقق بتضحيات جليلة و كبيرة دفاعا عن حرية الشرق و عن عالم متحرر من الهيمنة الأحادية.

» المأزق الاستعماري في سورية - غالب قنديل
» المأزق الاستعماري في سورية...غالب قنديل
» انتصار سورية مسألة وقت ...غالب قنديل
» أكاذيب مستمرة حول سورية - غالب قنديل
» هل من يالطا سورية جديدة ؟ - غالب قنديل