احرام على احمد الاسير حلالٌ على خالد مشعل؟؟

احرام على احمد الاسير حلالٌ على خالد مشعل؟؟

كتب جواد الصايغ - عربي برس - بيروت

قد تكون المقارنة بين إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير، ورئيس المكتب السياسي في حركة حماس "خالد مشعل" غير منطقية في الأحوال العادية، ولكن الأمر مختلف في زمن المتغيرات التي تعصف بالعالم العربي، خاصة في ظل المواقف التي تتخذ من مختلف الأفرقاء، سواء المشاركين منهم، أو غير المشاركين في الصراعات التي يشهدها هذا العالم العربي المنكوب، لتصبح المقارنة بين الرجلين أمراً ليس منطقيا وحسب، بل وملحاً أيضاً.
عاش خالد مشعل، "وهو المعروف بأبي الوليد" في ظل الممانعة السورية سنواته السمان عندما احتضنت دمشق الرجل الفلسطيني الذي نجا من موت محتم في منتصف تسعينيات القرن الماضي إثر قيام الموساد الصهيوني بحقنه بمادة سامة أثناء سيره في شارع وصفي التل في عمّان، ثم تلاها إصدار المملكة الأردنية الهاشمية (بالتزامن مع زيارة وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت في العام 1999) مذكرة توقيف بحق خالد مشعل، رغم أنه حامل للجنسية الأردنية و"متمتع بحقوقها".
أوصدت بوابات العواصم العربية دون مشعل، وسُدّت طرقه إليها، باستثناء دمشق التي نزلها معززاً مكرماً، ثم ما لبث أن عرف فيها ذروة مجده، فأصبح من أصحاب القرار على الصعيد السياسي الفلسطيني، وصار رأيه (بصفته رئيس المكتب السياسي في حركة حماس) مسموعا بقوة، حتى فاقت سلطته سلطة أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد جبريل الذي تربطه مع القيادات السورية علاقات تاريخية لم يكن مشعل متمتعاً بجزء منها لولا دورة الأيام وتبدلها.
ثم ساهم العدوان الذي شنه الكيان الصهيوني على غزة في رفع أسهم خالد مشعل كثيراً، فأصبحت الدول تستقبله استقبال الرؤساء وكبار المسؤولين، وهو في ذلك كله مستفيد من الإحتضان السوري له أولاً، ثم من الدعم اللامحدود الذي يتلقاه من محور دول المقاومة والممانعة نتيجة هذا الاحتضان ثانياً، وهذا ما مكنه من تحقيق قفزة نوعية في غضون أعوام قصار خلت، لم يستطع محمود عباس، ولا رموز منظمة التحرير مجاراته فيها.
وأثناء الاجتياح الأميركي للعراق تعرضت سورية، ورئيسها بشار الأسد، لضغوط كبيرة لإرغامها وإكراه رئيسها على التخلي عن حركة المقاومة الإسلامية حماس، وطرد رئيس مكتبها السياسي من العاصمة السورية، لكن السورييين رفضوا الرضوخ لمطالب الأميركيين فظن الكثيرون أن العلاقة بين الدولة السورية والحركة الفلسطينية "الإسلامية" قد ازدادت عمقاً بعد الذي حدث.
ومع وصول الربيع "المتلون" إلى الوطن العربي، وقرع الثورة لأبواب سورية، سارت حماس باديء الأمر على خطى الحكومة اللبنانية، وحاولت النأي بنفسها عما يجري، ناظرة إلى ما يحصل في سورية على أنه أمر سوري بحت، أي شأن داخلي بلغة العلاقات الدولية. ولكن، ومع مرور الأيام، كشف خالد مشعل عن موقفه الحقيقي وأعلن تأييده لمطالب "المعارضة" السورية بالقول وبالفعل حين رفع علم الثورة في غزة، ووصل به الحد إلى القول "وبكل بلاغة": (إن من نصرنا على الحق لا يمكن أن ننصره على الباطل).
رغم كل المواقف التي اتخذها خالد مشعل فإن أحزاب الثامن من آذار في لبنان ما زالت تحاول قدر الإمكان عدم التعرض للرجل بأي شكل من الأشكال، في المقابل يتعرض إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير لهجمة إعلامية شرسة (شاركنا فيها أيضا تأثرا بالدعاية ضده وبالمعلومات التي روجها امنيون حزبيون عن الرجل بوصفه عميلا اميركيا وهو الامر الذي ينبغي ان نقيس عليه ايضا خالد مشعل فان كان عميلا فاحمد الاسير حينها عميل) على خلفية مواقفه.
في استعراض سريع للأحداث، لم يُقدَماحدٌ للشيخ أحمد الأسير ما قُدم لخالد مشعل ليجري التعرض له هكذا على خلفية تأييده للثورة السورية، ثم قيامه بتنظيم الاعتصامات لنصرتها، فقد أعلن الأسير منذ بداية الأحداث أنه يعادي النظام، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يوافق على أي تدخل ميداني للبنانيين في سورية، ومن أي طرف كان، فأين هو العدل عندما يُهاجَم الأسير لموقف اتخذه جهاراً، بينما يسود الصمت المطبق إزاء مواقف مشعل.
أعلنها الشيخ الأسير صراحة، وشكى أنه ومناصريه يتعرضون لظلم منقطع النظير، وهو يعتبر - بحسب ما أسر لنا- أن مواجهة الكيان الصهيوني مَهمة يجب توزيع أعبائها على الجميع، مستذكراً وصول العدو الصهيوني إلى مدينة صيدا، وقد قال في اعتصامه الأخير: "فلسطين بوصلتنا، ويجب علينا أن نستعد منذ الآن لتحرير القدس"، فلماذا لا يحصل إمام مسجد بلال بن رباح على سلاح كالذي حصل عليه مشعل، لكي يتمكن من المساهمة في حماية البلدات السنية الرابضة على الحدود مع فلسطين المحتلة كالعرقوب، كفرشوبا وشبعا، وجوارها؟
لماذا يرسلون الصواريخ لخالد مشعل ويصدر قرار عن قيادة المقاومة يمنع التعرض لخالد مشعل ويمول خالد ويعامل خالد مشعل معاملة الابطال في اعلام المقاومة وفي المقابل لدينا احمد الاسير الذي يقول ما يقوله ابن الطائفة السنية في لبنان همسا في بيته وفي عمله فهل الاقربون اولى بالمعروف ام لا؟
يؤخذ على الاسير حدته في الموضوع الطائفي فهل جربتم الحوار معه ورفض؟
هل عاملتموه باحترام وهل تعاملتم مع مخاوفه باحترام ولم يحترمكم ؟
هل تجاوبتم مع رغبته في قتال اسرائيل ورفض؟
هل اعطيتموه ما اعطيتم لمشعل ولم يكن وفيا ؟
اليس مشعل ناكر جميل ومشارك في الفتنة من خلال وقوفه الطائفي مع الفتنويين في سورية وهو صنيعة الدعم السوري الذي لم قدمتموه لناقة في فلسطين لشكرتكم بدل نكران الجميل والخيانة التي ابداها خالد مشعل الشريك في سفك الدم السوري من خلال تسخير التسهيلات التي منحه اياها السوريين في بلادهم لخدمة عملاء الاميركيين.
تحاورون سعد الحريري وتتحابون ووليد جنبلاط وتنتخبون مرشحي سمير جعجع وتعشقون ميشال عون صاحب الدور الكبير في القرار 1559 وحين يصل الامر الى احمد الاسير تطلقون عليه النار ؟؟
الفتنة تحتاج الى طرفين والحوار يحتاج الى طرفين....هذا احمد الاسير فلماذا لا تحاورونه؟
لماذا؟! فلربما تجدون فيه الخير الذي اعتقدتموه في خالد مشعل فتبين انه سراب .

» هل بدأ الجيش الحر تنفيذ تهديداته بالتعاون مع احمد الاسير ؟
» احمد الاسير في حمص
» شــاهدوا خالد مشــعل عام 2011 كلمة خالد مشعل في 15 شباط 2011 ، بمناسبة عيد المولد النبوي :
» هل بدأت حرب الالغاء ضد الشيخ احمد الاسير؟
» إلى خالد مشعل.. أين حسن نصر الله؟