البوطي: من يسمون بـ"الإسلاميين" يبدلون اليوم بوصلتهم وفتاواهم حسبما تقضي شهواتهم السياسية

البوطي: من يسمون بـ"الإسلاميين" يبدلون اليوم بوصلتهم وفتاواهم حسبما تقضي شهواتهم السياسية

أكد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام أن ما يسمى ب"الإسلاميين" اليوم يبدلون بوصلتهم وفتاواهم حسبما تقضي شهواتهم السياسية وإن كان ذلك استثمارا للفتنة التي تحقق شهواتهم للوصول إلى السلطة وتخدم أعداء الأمة الأمريكيين والإسرائيليين..

محذرا بالوقت نفسه تجار الأزمات الذين يتلاعبون بلقمة المواطن للتضييق على حياته ومعتبرا أنهم مخالفون لشرع الله وللنزعة الإنسانية لأنهم أعداء الله والشعب وسيلقون حسابا عسيرا.

وقال البوطي خلال خطبة الجمعة اليوم: إن هؤلاء "الاسلاميين" الذين يتخذون الإسلام سلما مهينا ذليلا للوصول إلى أمانيهم وأغراضهم ويتخذون من شرائع الله وأحكامه خادما وربما أقل من خادم لإيصالهم إلى مبتغياتهم السياسية المختلفة يعلنون أن تصرفاتهم كانت بالأمس واجبة ثم غدت اليوم محرمة وما تنزل وحي بذلك بالأمس ولا تنزل وحي في ذلك اليوم ولكن السياسة اختلفت والطريق الذي ينبغي أن يسلك إلى المبتغى هو الذي اختلف.

وأوضح البوطي ان السياسة التي اقتضت بالأمس الثناء على أناس مسلمين ملتزمين صادقين مع الله ومع الأمة هم من يحكم عليهم الاسلاميون اليوم بالكفر والشرود الكلي عن صراط الله سبحانه وتعإلى وما نزل وحي عليهم بنعت أولئك الناس بالأمس وما نزل عليهم وحي مناقض عن نعتهم وصفاتهم اليوم.

وانتقد البوطي هؤلاء الذين يعلنون حلفا خفيا أو معلنا مع العدو الاسرائيلي المغتصب للأرض والحقوق والديار والطارد للناس من بيوتهم وأوطانهم بعد دعوتهم الأمة الإسلامية بضرورة التلاقي صفا واحدا لقتال هذا العدو ما يدل على اتخاذ الاسلام سبيلا لبلوغ الأماني السياسية.

ولفت البوطي إلى كثرة الأحكام الشرعية التي أيد فيها الإسلاميون فقهاء الشريعة الإسلامية المجمعين على حرمة هذه التصرفات وبطلان هذه العقود ولكنهم اليوم يفتون بإباحتها وبصحتها وبجوازها.. موضحا أن المصلحة السياسية هي التي اختلفت لأنها كانت تقتضي الانقياد لما يقوله الفقهاء في حكم هذه الأمور ولكنها اليوم اقتضت خلاف ذلك.

وميز البوطي بين الرعيل الأول الذي إنقاد مخلصا لأوامر الله وشرائعه في سبيل أن يرحلوا إليه سبحانه وقد ابيضت وجوههم بتنفيذ أوامره وبين ما آل إليه الإسلام اليوم بين يدي من يسمون "الإسلاميين" الذين حولوا الإسلام الذي يأمر بالسياسة السلمية الإنسانية إلى اسلام سياسي يستخدم لبلوغ أمانيهم السياسية المختلفة.

ومن جهة أخرى دعا البوطي تجار الأزمات الذين يستثمرون بؤس المواطنين ويتلاعبون بلقمة عيش اطفالهم أن يراجعوا انسانيتهم وإيمانهم بالله عز وجل إن كانت له بقية بين جوانحهم وألا يجعلوا حال الناس في هذه المرحلة الخطيرة أداة لاستثمار مزيد من المال في جيوبهم.

وأوضح البوطي أن المواد التي تعتصر الدولة بها كل امكاناتها في سبيل تقديمها وتقديم ما امكن منها إلى الناس جميعا يصر ثلة من الناس على ان يجعلوا منها اداة لسوق سوداء قائلا "ما أغرب وما اشنع وما أحط شأن من يريد أن يلتهم ما في الأفران من طعام وخبز ليذهب ويتاجر به على حساب الجياع الذين يأملون ان يعودوا إلى بيوتهم بشيء من هذا الطعام ولكنهم يعودون صفر اليدين بسبب هؤلاء الناس" معتبرا أن هؤلاء مخالفون لشرع الله وللنزعة الإنسانية لأنهم أعداء الله والشعب وسيلقون حسابا عسيرا.

» شعبان: سورية سعت إلى الحلول السياسية منذ اليوم الأول للأزمة
» الحجر الأسود: المسلحون يبدّلون بوصلتهم
» الجنس الغريب لدى من يسمون بالمجتهدين
» ادعاءاتهم ..وفضائح وحقائق عمن يسمون أنفسهم معارضة
» انتخاب الدكتور محمد توفيق البوطي رئيساً لاتحاد علماء بلاد الشام خلفاً لوالده العلامة الشهيد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي