حزب الحرب الأهلية – غالب قنديل

حزب الحرب الأهلية – غالب قنديل

تدل سلوكيات قوى 14 آذار السياسية والإعلامية على حالة من التوتر والانفعال في الدوائر القيادية لهذه الأطراف مع تكرار الفشل والخيبة في الرهان على نجاح الحرب العالمية التي تستهدف الدولة السورية وانقضاء الموعد تلو الموعد الذي انتظرته وترقبته هذه القيادات وفقا للوعود الأميركية والسعودية بقرب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

أولا: انتقل خطاب 14 آذار وتيار المستقبل بصورة خاصة إلى اعتماد لغة الشتائم والسباب في الكلام عن سورية و عن " شركاء الوطن " أي قوى 8 آذار وبصورة خاصة كل من التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله و حتى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يبدي حرصا قويا و متشددا على ترك الجسور ممدودة من جانبه نحو المستقبل و حلفائه ، لم يعد يذكر إلا مصحوبا بالشتيمة و الاتهام ، ويمكن للمتتبع العادي وليس للخبراء فقط ملاحظة هذه الظاهرة في جميع الأحاديث والتصريحات التي يدلي بها زعماء المستقبل والقوات ومتحدثوهم وبعض هؤلاء من الموتورين تخطوا الرقم القياسي في الإسفاف وهبوط اللغة السياسية وفي تخطي جميع الاعتبارات الأخلاقية و الأدبية التي يفترض أن تحكم التخاطب السياسي بين اللبنانيين في ظل تصميم قوى 14 آذار على المقاطعة و رفض الحوار .

ثانيا: يبدو واضحا من تفاعلات تسجيلات النائب عقاب صقر والمواقف التي صدرت بشأنها أن قوى 14 آذار انتقلت بعد سنتين إلى الاعتراف والمجاهرة بتورطها في عمليات تسليح وتمويل العصابات الإرهابية في سورية وفي الزج ببعض محازبيها وأنصارها إلى داخل سورية ، وعلى الرغم من أن هذا النوع من الأعمال كما تؤكد التقارير الصحافية الأجنبية واللبنانية قد تولته قيادات في تيار المستقبل وضباط محازبون للتيار في أجهزة أمنية رسمية فإن مأزق الحرب على سورية يثير مخاوف سياسية تدفع بقوى 14 آذار لإنكار صلتها بهذا النوع من الأفعال على الرغم من الأدلة والقرائن التي صارت خارج أي نقاش إثر اعترافات عقاب صقر بصحة التسجيلات المنسوبة إليه والهروب إلى الأمام في هذا الموضوع على طريقة كتلة المستقبل لا يبدل في الأمر شيئا جوهريا.

ثالثا: عندما تربط قوى 14 آذار مصيرها ومصير الوضع اللبناني بمآل الأحداث السورية فذلك لأنها موعودة في الكواليس السعودية والأميركية بحسم الأمور لصالح العصابات المسلحة على الأرض خلال الأشهر القادمة وهذه كذبة جديدة يصدقها زعيما المستقبل والقوات اللبنانية ومن المعلوم أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قال لبعض من التقاهم إن شباط المقبل هو شهر الحسم في سورية وحسابات 14 آذار في هذا المجال تقول منذ بداية الأحداث السورية على أن تدمير الدولة الوطنية المقاومة في سورية و إسقاط الرئيس بشار الأسد سيسمح للمستقبل والقوات بقيادة انقلاب شامل في لبنان عسكريا وسياسيا قبل الانتخابات النيابية يتوج بترشيح جعجع للرئاسة بعد بتشكيل حكومة من 14 آذار و سوف يسمح بضم جنبلاط مجددا إلى هذا التحالف لشن حرب على المقاومة بجميع الوسائل والأدوات.

رابعا: يتضح من سلوك المقاطعة والتصعيد السياسي والإعلامي وتعميم الشتائم والتحريض المذهبي أن قوى 14 آذار تستشعر مأزقا جديا لمخططها و على الرغم من العزوف الشعبي عن مهرجانات التحريض و الفتنة ما تزال هذه القوى تراهن على الوعود الأميركية والسعودية ومشروعها الفعلي لا يمكن أن يوصف إلا بكونه مشروعا للحرب الأهلية بالوكالة عن إسرائيل تماما كما هي الحرب التي تشنها العصابات الإرهابية في سورية بقيادة شبكة القاعدة وتنظيم الأخوان المسلمين ويبدو أكثر فأكثر أن حسم الأمور على صعيد الدولة اللبنانية ومؤسساتها وإلغاء الجزر السياسية في الأجهزة الأمنية بات أكثر من أي وقت مضى من ضرورات الأمن الوطني وكل تعطيل للعمل من أجل ترسيخ الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد ومحاصرة القيادات و الزعماء العاملين لتفجير الحرب الأهلية بدءا بالتورط الأمني والعسكري في سورية تحت أي شعارات واهية هو جزء من فصول التآمر على لبنان والعمل لتخريبه بعدما تكفل سعد الحريري وسمير جعجع بتمزيق اتفاق الطائف من خلال شطب وإنهاء البند التأسيسي في الاتفاق المتمثل بمضمون العلاقة اللبنانية السورية وبالموجبات المترتبة على الاتفاقات الثنائية التي عقدت بين الدولتين.

» إسرائيل محور الحرب على سورية - غالب قنديل
» الحرب العالمية الامريكية - غالب قنديل
» حقائق كشفتها الحرب ...غالب قنديل
» الدور السعودي في الحرب على سورية ....غالب قنديل
» الإرهاب وحزب الحرب الأميركي - غالب قنديل