ملاحظات نقدية على مقالة السيد نارام سرجون (سقوط جمهورية مرسي الاسلامية) .

ملاحظات نقدية على مقالة السيد نارام سرجون (سقوط جمهورية مرسي الاسلامية) .. - بقلم: ابراهيم الحمدان
.·‏.السيد نارام سرجون ، ( سلطان السياسة ) لقب أطلقه عليه ، لأنه يُسلطن ويحلق فوق الأراضي السياسية ، فنزور معه أرض المعركة من سماء السلطنه ,ونُسلطن معه ، كمن يُسلطن على القدود الحلبية الرائعة ، وأهازيج دمشق العتيقة ،
رغم أننا نشاهد ، نار الدمار ،و حقول الألغام ، ليفككها لنا ، وينزع من قلبنا ما يفخخه العدو في روحنا، وليثبت أن سلاح الهندسة السياسية ضروري بضرورة سلاح الهندسة في أرض المعركة العسكرية لنزع الألغام وتفكيكها ، كي نعبر أحداث قد تكون مفخخه ، في مقاله الاخير (سقوط جمهورية مرسي الاسلامية .. وسقوط الجمهورية الاسلامية السورية) لي عدة ملاحظات إذ يقول:

( سلوك الاخوان المسلمين في مصر وعجلتهم تكاد تفضحهم وتفضح نواياهم .. والعجلة ناجمة عن خوف وهلع من فقدان الزخم الثوري الذي يجلل شعاراتهم بعد أن ظهر واضحا أنهم تخلوا عن الشعارات وألبسوها ثياب البراغماتية وأنهم صاروا لايحملون القرآن في حقائبهم بل "مشاريع وصفقات" ..)

أنا أتفق مع السيد نارام أنهم استعجلوا ، لكن أختلف معه بتقدير استعجالهم ، فالتعديلات الدستورية التي طرحها مرسي ، سببها اعتقد مرسي أنه يستطيع تمريرها وسط تهليل الشعوب العربية لمَ سُمي (انتصار غزة) ، خاصة أن خالد مشعل وشّلح حاولا أن يُظهروا مرسي بطل الأبطال وحامي حما خيم العربان ،

أما فقدان الزخم الثوري الذي يجلل شعاراتهم ، فقد بان منذ اليوم الاول لاستلامهم المناصب ، لأن هذه الشعارات كانت الثمن الذي فاوضت أمريكا واسرائيل والرجعية العربية عليه مع التنظيمات الاسلامية ، فمقابل التخلي عنها تم وضع مخطط (أسلمة) المنطقة العربية ، وبناء أحزاب على طريقة اردوغان ( بزنس اسلام ) وقد أشرت سابقاً في مقال عن إشراف اردوغان على تحويل كل أحزاب الاخوان والباسها الطربوش التركي .

وفي فكرة أخرى يشير السيد نارام الى تعيين السفراء من الائتلاف اذ يقول :

(ولكن تعيين سفراء الجمهورية الاسلامية السورية (مندوبي الائتلاف السوري) قبل قيامها اعتراف أن قيامها على أرض الواقع ليس مرئيا ولابد من نقل المعركة الى المجال الديبلوماسي والدخول الى مرحلة المعارك الديبلوماسية المعروفة بنفس طويل للغاية لايقل عن سنوات بانتظار تغير ما في الخارطة )

أعتقد أن تعيين سفراء مندوبي الائتلاف السوري أتى ليس لنقل المعركة الى المجال الديبلوماسي ، بل سببه وصول الدول الاوربية وامريكا واسرائيل الى قناعة كامله بفشلهم باسقاط سوريا ، واستحالة إزاحة الرئيس السوري عن سدة الحكم ، ومع ترجي البدوي في قطر والسعودية والتركي على اعطائهم فرصة الاستمرار في المحاولة ونقل المعركه الى غزوات بدوية طائيفية عبر ضخ المال والسلاح والمقاتلين بأعداد ضخمه ، أتت خطوة تعيين السفراء ،لمحاولة السطو على الاموال والأرصده السورية في الخارج ، ومد المقاتلين والمرتزقة بها ، لأنني لا أعتقد أن أمريكا ومعها أوربا تضخ مالها لحرب خاسره ورهانات فاشلة .

أما ملاحظتي ما قبل الأخيرة على تحدي المشروع الاخواني ولنقرأ ما جاء في المقال والكلام بين قوسين للسيد نارام

((واذا ماتراجع اسلاميو تركيا واستعاد العلمانيون زمام المبادرة تجنبا لمشاكل طاحنة داخلية .. فان هذا سيشجع القوى العلمانية والوطنية في الشرق وفي مصر وغيرها على استرداد زمام المبادرة وتحدي سلطة الاله وديمقراطية السماء واسقاط النموذج الاسلامي للحكم الذي لايرفض شعبيا لاسلاميته بل لأنه ليس صناعة شرقية بل اسلام الاستيراد وتجميع قطع غيار لايعرف مصدرها..وربما أظهر تمرد الشارع المصري على جمهورية محمد مرسي الاسلامية أن الأمل في ايقاف المد الاسلامي يتعاظم وأن هناك شعورا أن قوى اخرى معتبرة في المنطقة معنية باسقاطه .. وأن تحدي المشروع الاخواني صار أمرا يجب التسليم به%))

من سيُسقط سي مرسي ليست القوى العلمانية والوطنية في مصر ، فتلك القوى موجوده قبل مرسي ، ولم ولن تستطيع تغيير شيء لأنها بعيدة عن هم المواطن الغلبان ، كل ما تستطيع فعله تلك القوى ركب موجة الغلابة المصريين عندما يتحركوا ، والمشروع الاخونجي ساقط لا محالة لسبب واحد وقد أشرت اليه في اكثر من مقال ( فاقد الشيء لا يعطيه ) والاخونجي فاقد للحياة فكيف سيستمر ، انه ساقط حتى وان استطاع تمرير أزمة تعديل الدستور .

أما ملاحظتي ، الأخيرة ،( حَيرّتني ) وعندما قرأت ما قاله السيد نارام لم افهمها ، بل استغربتها حيث يقول:

(فلم يكتف الأتراك بتقديم قربان اسمه خالد مشعل وحماس التي تم ذبحها والتضحية بها من قبل الأتراك في سبيل معركة تركيا مع سورية .. )

لا أعتقد أن تركيا من قدّم َمشعل قربانا ، فمشعل وحماس طرف ممن تآمر منذ البداية ، لكنهم كانوا ينتظرون ترتيب خندقهم الجديد ، والدليل أن حماس كانت تملأ ساحة التحرير في مصر قبل واثناء 25 يناير كي تساند الاخوان ،أي أنها كانت بالأساس ضمن الصفقة .

أختم بتعليق على ما ختم به السيد نارام اذ ختم مقاله :

((والحقيقة أن هذا الكابوس المفاجئ والذي لايزال صعب التخيل في عشية وضحاها يثير قلق شخص واحد أكثر من أي شخص آخر الى حد عدم النوم وهو زعيم حماس ..خالد مشعل .. الذي صارت جماعته تهدد الجمهورية الاسلامية الايرانية بأن اجهاضها لولادة الجمهورية الاسلامية السورية لصاحبها رياض الشقفة سيغضب الجمهوريات الاسلامية في مصر وتونس وليبيا وتركيا .. خالد مشعل وجماعته لايتخيلون كيف سيكون موقف جمهورية حماس الاسلامية أن سقطت جمهوريتا أردوغان ومحمد مرسي الاسلاميتان ..))

لم يكن ما يحدث الآن في مصر مفاجيء ، بل أنا أشرت له ضمن مقال تحت عنوان (مرسي الاخونجي ،، ان غداً لناظره قريب) ونشر على نفس صفحة السيد نارام

» دعوة محمد مرسي لزيارة دمشق لشرب الترياق ولتعلم فن التحليق ... ‏بقلم: نارام سرجون‏
» الإعلامي رفيق لطف يبعث رسالة جوابية على مقالة الصديق نارام سرجون
» الأسد مابعد الأسد.. زفاف أردوغان على مرسي ..والمأذون خالد مشعل ...بقلم نارام سرجون
» الاسبارطية الاسلامية في الفصل الأخير .. من يقرأ للنجوم طالعها؟؟ / نارام سرجون
» حجارة الدومينو الاسلامية تترنح .. وسقوط الشمس والقمر / نارام سرجون