لغة إرهابية واحدة من سوريا إلى غزة...نوح عواضة

لغة إرهابية واحدة من سوريا إلى غزة

نوح عواضة

تواصل قوات العدو الاسرائيلي منذ الامس إعتداءاتها على قطاع غزة حيث قامت طائرات الاحتلال بعملية اغتيال رئيس أركان المقاومة الفلسطينية أحمد الجعبري ، كما شنت الطائرات الحربية غارات على القطاع بشكل مستمر إبتدأ منذ الساعة الرابعة عصراً من يوم الامس الاربعاء ، كما قصفت البوارج الحربية الاسرائيلية سواحل القطاع و ضربة منازل المقاومين و قيادين ، كما شنت الغارات على شمال و جنوب القطاع ، وفي الجانب الاخر قامت المقاومة الفلسطينية بالرد على مواقع العدو الاسرائيلي و ضربت صواريخها عمق الكيان ، و ذكرت وسائل الاعلام ان قصف الصواريخ طال مستوطنات للمرة الاولى عدى عن 90 صاروخاً سقطوا في النقب و بئر السبع وللمرة الاولى في ديمونا ، وحتى وصول بعضها إلى "تل أبيب" حيث ذكرت مصادر ان الصواريخ الفصائل الفلسطينية استهدافت المفاعل النووية في ديمونا، كما قامت الفصائل بالرد على البارجة الاسرائيلية التي استهدفت سواحل القطاع.

وسريعاً خرج الناطق الرسمي باسم حكومة حماس معلناً ان الوقت قد حان لإجراء اختبار لمصر و لرئيسها ، بعد ان وافق العدو على التزام الهدوء مع غزة ، لينكس بكل عهوده و الخروج لإرتكاب ابشع المجازر بحق الفلسطينيين كما اعتدنا عليه ، لكن المشابهة التي لا يمكن إسبعادها هي تلك الصور التي تقشعر لها الابدان لاطفال غزة مجدداً الذين لم ترحمهم طائرات العدو و لا حتى قناصة جنوده بصور أطفال وشهداء سوريا ، الذين أيضاً لم ترحمهم قناصة الارهابيين ولا عبواتهم الغادرة ولا حتى قتلهم بالدم البارد لاظهارهم في شريط مصور على قناة الجزيرة ان مستهدفهم هو النظام مع صرخة "الله و أكبر" ، فإنني لم أجد أي فارق في رسالة هذا العمل الارهابي الموحد كان في غزة ام في سوريا فالارهابيين في غزة المتمثلون بعقيدة صهيونية مجرمة يستهدفون المنازل الامنة و القياديين و النساء و الاطفال وخاصة الاطفال ، ظنا منهم ان ذلك يضعف عزيمة أهالي القطاع و للتخليهم عن إحتضانهم للمقاومة ، متناسياً هذا العدو ان هذه اللعبة قد تطبق في بلد أوروبي لا يعرف للعقيدة مكاناً ولا حتى للانتماء ، أما الارهابيين المخرجين من مدرسة الموساد المتجلية في القاعدة تقوم على المبدأ ذاته في سوريا ، فالقصف العشوائي - استهداف القياديين - القنص ...الاطفال.. ترويع المواطنين بأبشع الجرائم وكل ذلك للتخلي عن مبادئهم وعن تمسكهم بوطنهم و عقيدتهم الوطنية المتجلية بالرئيس بشار الاسد ، فهذا العدو أيضاً يدرك بعد تجربته مع حلفائه العرب في سوريا ان ذلك غير مجد و كل امله أصبح متعلقاً بحبال سحرة فرعون اكثر من أجهزته و جنوده ..

و الملفت اننا لم نشهد اي تحركاً لفتح باب الجهاد في فلسطين من قبل المتحمسين للعشاء مع الرسول ، و لا حتى فتح باب التبرعات المادية الشعبية ، ولولا العيب و الحياء ما كانت الجمعية العربية أعلنت إجتماعاً طارئاً و كأنها رجل تخم قام من مؤدبة طويلة بلحوم اطفال فلسطين وسوريا ، اما الفلسطينيين مازالوا ينتظرون الكثير من حليفهم مرسي الذي شدد التواجد العسكري لحماية الجانب الفلسطيني المحتل ، كما انه قام بأقصى ما يمكن فعله وهو طرد السفير الاسرائيلي و سحب سفير مصر من تل ابيب ، وغدا أو بعد غد سيرجع السفيرين إلى مهامهما ، كما عرفت قيادة المقاومة الفلسطينية ان لا حل الا بالمواجهة و المقاومة و دعمها لا بالحلول السياسية الفاشلة على شاكلة "محمود عباس" فأقول لا تنتظروا المزيد ، في المقابل ورغم الخلاف الفلسطيني – سوري أكدت الحكومة السورية ان " سوريا وفية لالتزامتها القومية وثوابتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني" ، كما انها أدانة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة واعتبرته عملاً إجرامياً تجاه الشعب الفلسطيني كما انه تحدثت بعض الموقع الالكترونية الإسرائيلية عن "تورط سوري" في الوقوف وراء إطلاق فصائل فلسطينية لصواريخ على المفاعل النووي في ديمونا ، كما خرجت مصادر إسرائيلية تقول ان " الجيش السوري إستغل حادثة غزة لضرب بعض المواقع الاسرائيلية المتواجدة في الجولان " .

إلى اليوم ورغم كل التداعيات و التقلبات الجارية في سوريا لم يتغير اي شيء في ثوابت القيادة السورية ، كما انها تعالت عن جراحها و عن تخلي بعض الحلفاء المقاوميين ، لتثبت نظرها في أقصى القوم و تقول فلسطين هي القضية .

» أصدقاء سوريا .. أعداؤها ...واصف عواضة
» الأسد: أردوغان لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بداية الأزمة في سوريا
» هكذا أنقذت سوريا دولتين عربيتين من عمليات إرهابية
» آن الاوان لعودة السوريين الى وطنهم ..تحرير : نوح عواضة
» يا أوباما ما تخاف ...كلنا مع الائتلاف؟!...بقلم : نوح عواضة