عندما تصبح القاعدة شذوذاًوالشواذ عن القاعدة قانوناً...بقلم ميساء نعامة

عندما تصبح القاعدة شذوذاًوالشواذ عن القاعدة قانوناً...بقلم ميساء نعامة

كنت قد كتبت مرات عدة عن خطورة المصطلحات وحربها التي ُشنت على عالمنا العربي واخترقت عاداتنا وتقاليدنا ماضينا وحاضرنا تراثنا وقيَمنا وأخلاقنا، لكن في حينها لا حياة لمن تنادي.
على ما تأسس في التقديم يمكن طرح السؤال التالي؟ هل يمكن أن نطلق المصطلحات كيفما اتفق الرأي الشخصي؟ أم أن للمصطلحات قواعد ومعاني يجب أن يرتبط بها المصطلح الذي يعتبر بالنتيجة حكم قيمة أو معياراً على دلالات المصطلح نفسه؟.
القاعدة تقول إن للمصطلح قواعد ودلالات، فمصطلح المعارضة مثلاً الحالة الشاذة أن يُطلق على ثلة من المرتزقة الذين يلهثون في أبهاء الفنادق الخليجية باحثين لأنفسهم عن غرف، داخلها حفنة من الدولارات تزيد وتنقص بحسب البوق ووزن حامله واستمرائه في الشتم والقدح والذم لوطنه..
أما القاعدة فتقول بأن المعارضة من النسيج الوطني الذي يعارض كل السلبيات الموجودة داخل الوطن ويواجهها داخل الوطن ويكون هم�'ه نهضة الوطن وليس قبض الدولارات على حساب نهاية الوطن..
تعلمت من خلال الكتب والمراجع التي قرأتها في مسيرتي الحياتية أن المعارضة هي شريان الحياة للوطن وهي السياج الحامي للوطن وليست مفخخات مدمرة للوطن، فكيف للمرء أن يحمي وطنه وهو يشهر في وجهه بندقية؟!
ما أشبه أقنعة، من يد�'عون المعارضة وهم يسكنون القصور الباريسية والخليجية الفاخرة، والشعب السوري يُذبح بأسلحة أسيادهم بالأقنعة الأمريكية التي ارتدتها الإدارة الأمريكية لمحاربة الإرهاب، ولا يهم من يقزم من ومن يصغ�'ر من.
حقيقة، الإرهاب الموجود في سورية ليس مجرد عصابات ومرتزقة وخارجين على القانون المحلي والدولي، بل الإرهاب الموجود هو عبارة عن جيوش منظمة على طريقة العصابات فبعضها يقاتل وبعضها يصن�'ع أدوات الدمار وبعضها يُفخخ العبوات، وبعضهم يعبئ الشباب طائفياً ويعدهم بحوريات، وبعضهم يحمل السلاح ويقتل أبناء الشعب السوري والبعض الآخر يذبح ويمثل بالجثث تحت راية الإسلام.
الموساد أعطى الحجة للأمريكي بمحاربة الإسلام والعرب، وسنقرأ في القادمات من الأيام في ملفات جديدة لويكيليكس وثيقة - يقول مؤسس الموقع جوليان أسانغ إنه تم الحصول على كتيب يرجع تاريخه إلى ما بعد تأسيس معسكر "غوانتانامو" بفترة قصيرة -، وأضاف: "هذه الوثيقة ذات أهمية تاريخية كبيرة. خليج غوانتانامو أصبح بحق رمزاً للانتهاك المنظم لحقوق الإنسان في الغرب".
نحن لا نأتي بهذه الوثيقة من وزارة الدفاع السورية ولا عبر الإعلام السوري إنما هي وثيقة من ملفات وزارة الدفاع الأمريكية، المقارنة ليست جائرة لأن منبع الإرهاب واحد وما أولئك الذين يتزاحمون على غرَفه في الفنادق الخليجية إلا أدوات صغيرة لا تعدو كونها أركوزات أما الأدوات الأهم فهي الدول الخليجية ذاتها التي تمول وتشتري الأسلحة التي تقتل من خلالها الشعب السوري، أما العقل المخطط لما يحصل في عالمنا العربي فهو ذاته الذي أعطى الولايات المتحدة الأمريكية ذريعة الحرب على العراق الشقيق وحربها على أفغانستان وليبيا وغيرها من بلدان الثروات النفطية والمعدنية...

» صهينة الإسلام .. بقلم ميساء نعامة
» التاريخ لا تصنعه الصدفة!!!..بقلم ميساء نعامة
» وهم الديمقراطية المستوردة!! - ميساء نعامة
» العاهل السعودي عندما يقطع اجازته ومرسي عندما يعلن القطيعة...عبد الباري عطوان
» عندما تصبح الخيانة وجهة نظر...فضائية الجزيرة : فليم اسرائيلي طويل بالعربية