وهم الديمقراطية المستوردة!! - ميساء نعامة

وهم الديمقراطية المستوردة!! - ميساء نعامة

هي الجزرة ذاتها ! التي تتدلى أمام الحمار ليبقى، الأخير، لاهثا يحاول التقاطها، دون أن يعرف طعم الجزرة ولا طريقة الوصول إليها، وعندما يُنهك من التعب وتنتهي مهمته، أي الحمار، تُرفع الجزرة ويؤتى له بالشعير..

لن أتكلم عن عامة الشعب العربي لكنني سأنطلق من الشريحة التي تعتبر نفسها، نخبوية، تلك التي ترجمت كتباً ومؤلفات عن الديمقراطية وحرية الشعوب ولم تلتقط السراب التي تسير خلفه ..

هؤلاء قاموا بالتقليد الأعمى للغرب ...الكتّاب العرب اشتغلوا على فكرة مترجمة تعكس واقع الشعوب التي تحدثت عنها الفكرة، وتناسى هؤلاء أن الفروق بين البشر على مستوى الأفراد فكيف على مستوى الشعوب في دول مختلفة؟

المشكلة فيمن ترجم عن الواقع الغربي وحاول استنساخ هذا الواقع في عالمنا العربي، ونسي انتمائه الى عالمه العربي المليء بالتناقضات التي خلقها أصحاب النظريات الغربية من أجل بقاء عالمنا العربي في حالة صراع مستمر.

معظم من كتبوا وترجموا لنا الكتب عن الديمقراطية يسكنون القصور ذات الأبواب المذهبة والبلاط الرخامي، أعمى بصرهم وبصيرتهم الدولار، ولم يشاهدوا تناقضات الديمقراطية الحقيقية هناك في دول الغرب التي تمنع الأجنبي وحتى المواطن الغربي نفسه من تجاوز الخطوط الحمراء ولو بالكلمة ويعلم هؤلاء أن أحد أهم الخطوط الحمراء التحدث عن إسرائيل بالسوء أو المساس بالعقيدة اليهودية المحركة لتنظيم الموساد...

وهم الديمقراطية شاهدنا عيناته في معظم الدول العربية التي تسيطر عليها أمريكا، من العراق إبان الاحتلال الأمريكي، الى اليمن، تونس ومصر وليبيا، ترى هل وجد متشدقوا الديمقراطية الغربية ضالتهم في الفوضى الموجودة في البلدان التي ذكرت؟

الى من يسكنون القصور ويوبلون علينا بالعبارات الطنانة الفارغة،

كفى....

وطننا العربي يتمزق وشعوبنا العربية أنهكتها ديمقراطية تنظيم القاعدة.. وسجن أبو غريب وغيرها من التنظيمات التي صنعت في الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تدمير العروبة والإسلام.

ديمقراطيتنا تنبع من سيادتنا من حريتنا الكاملة .. من التخلص نهائيا من ذيول الاستعمار قديمه وجديده.

وهذا ما ستفعله سورية بعد خروجها منتصرة من حرب اشتركت بها عصابات العالم كله، لتصبح سورية الأنموذج الذي سيكتب عنه المفكرون الغرب أنفسهم.

ومن سورية سيجل التاريخ بدماء جميع السوريين الذين سقطوا ضحايا الإرهاب الأسود، نظرية جديدة في الديمقراطية العربية، ولابد حينها من نصب المشانق لكل من ساهم في دمار سورية ولو اضطر الأمر أن نرخص لمظاهرات دولية نطالب من خلالها برؤوس من سكنوا القصور وباعوا سوريتهم بحفنة دولارات ، عندها سيدرك هؤلاء أن الترف على حساب الأوطان ودماء السوريين، خيانة عظمى وحكمها الاعدام.

» صهينة الإسلام .. بقلم ميساء نعامة
» التاريخ لا تصنعه الصدفة!!!..بقلم ميساء نعامة
» عندما تصبح القاعدة شذوذاًوالشواذ عن القاعدة قانوناً...بقلم ميساء نعامة
» ]الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بإعفاء البطاطا والحنطة المستوردة من إيران من الرسوم الجمركية
» تعال أحدثك عن الديمقراطية الأمريكية