لافروف لـ"الأهرام": اننا بصدد الانتهاء من تنفيذ التزاماتنا بتوريد أنظمة الدفاع الجوي الى سوريا

لافروف لـ"الأهرام": اننا بصدد الانتهاء من تنفيذ التزاماتنا بتوريد أنظمة الدفاع الجوي الى سوريا

أجرت صحيفة "الأهرام" المصرية مقابلة مفصّلة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبيل زيارته إلى مصر. وتطرقت المقابلة للعلاقات الروسية المصرية في ظل التغيرات السياسية التي شهدتها مصر أخيرا ولموقف موسكو من أهم قضايا المنطقة العربية كلها.
ورأى لافروف أن "التحولات في العالم العربي جاءت نتيجة سلسلة كبيرة من العناصر العميقة سواء الموضوعية او الذاتية. وبشكل عام تتسم هذه الاسباب بطابع اقتصادي واجتماعي وسياسي. فلم تكن الانظمة السابقة قادرة على تلبية احتياجات المواطنين وأضحت على غير استعداد للاحساس بحاجتهم الى التغيير، وخاصة فيما يتعلق بضرورة ادخال التعديلات اللازمة على نظام الدولة في اتجاه المزيد من الديموقراطية والشفافية. وقد ارتبطت بذلك المشاكل المزمنة المتعلقة بالفساد وغياب المساواة والبطالة"، مشيرا الى أن "بلادنا قد أعلنت ومنذ بدء الهزات التي اصابت العالم العربي عن تأييدها للطموحات العادلة للشعوب. وقد اعترفنا بنتائج الانتخابات في مصر، وفي تونس وليبيا، والتي جرت بوجه عام في اجواء ديموقراطية حرة".
وأكد لافروف "أعربنا عن استعدادنا للتعاون مع القوى السياسية الجديدة التي فازت في هذه البلدان بغض النظر عن منطلقاتها الايديولوجية. كما اننا ننطلق من ضرورة تحقيق هذه التحولات بعيدا عن العنف وعلى اساس الحوار الداخلي مع مراعاة مصالح كل القوى السياسية والمجموعات الاثنية والطائفية".
ولاحظ أن "أحداث ربيع 2011 دفعت الى صدارة المشهد السياسي في مصر بالاحزاب والقوى الاجتماعية التي حددت شكل حركة التجديد وسبل اجراء الاصلاحات الاقتصادية الاجتماعية الواسعة النطاق في مصر. ولذا فقد حصلت القوى التي اعلنت عن تاييدها للمقدرات والقيم الاجتماعية التقليدية بما في ذلك الاسلامية بزعامة جماعة "الاخوان المسلمين" وحسب نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية في جمهورية مصر العربية، على التأييد الاكبر من جانب سكان البلاد. هكذا قال الشعب المصري كلمته ولاول مرة على مدى سنوات طويلة وفي ظروف التعددية السياسية وحرية الرأي. وقد قبلنا باحترام كامل هذا الخيار".
وأكد "يقوم تعاوننا تاريخيا مع مصر استنادا الى مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية ومراعاة كل منا لمصالح الاخر في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها من مجالات التنسيق المتبادل".
أما في الشأن السوري، فقد لفت لافروف الى "اننا لا نقف الى جانب اي من اطراف النزاع الداخلي في سوريا، ان تعاطفنا مع الشعب السوري. وكانت روسيا ومنذ البداية مع سرعة وقف اراقة الدماء وضد العنف المسلح ايا كان مصدره، ومع التسوية السلمية للأزمة من خلال الحوار الشامل الواسع بين السوريين انفسهم. وبهذا الصدد أشير الى اننا ندين على الدوام اي انتهاك للحقوق الانسانية في سوريا بما في ذلك تلك التي يرتكبها النظام. اما اللاعبون الخارجيون الاخرون فيقومون وبلا ترو بتاييد المعارضة المسلحة، بل ويبررون ما تقوم به من اعمال ارهابية".
واعتبر أنه "من غير المفهوم ان نجد من يرى ان مواقفنا التي تستند الى الصيغة التى تلقى مباركة دولية لتعضيد التسوية في سوريا، وبما يتفق مع القرارين 2042،و2043 الصادرين عن مجلس الامن الدولي، و"بيان جنيف" الصادر عن مجموعة العمل في 30 يونيو الماضي، يمكن ان تعقد بداية المفاوضات بين السلطة والمعارضة. ان روسيا وعلى النقيض من لاعبين دوليين واقليميين آخرين كثيرين، تواصل الاتصالات سواء مع الحكومة السورية او مع قطاع واسع من القوى المعارضة".
وأعلن "اننا نبذل الجهود من اجل تشجيع كل القوى السورية على بدء المفاوضات وارغامها على التخلى عن تبني الخيار العسكرى حسبما ينص بيان جنيف القائم على التوازن. اما اذا كان اللاعبون الخارجيون الاخرون مهتمين بتنفيذه على الطبيعة فانهم يجب ان يعملوا من أجل حفز اجراء الحوار بين السوريين وليس باستبداله بـ"تراكيب اجتماعية" وفرض تشكيلات على غرار "حكومة في المنفى".
وأردف "اننا لم نتفق في جنيف حول مثل هذه التشكيلات بل اتفقنا حول حفز حكومة الجمهورية العربية السورية والمعارضة على تشكيل هيئة ادارة انتقالية على اساس الوفاق المتبادل. ولذا فاننا وكذلك كل المشاركين الاخرين في "مجموعة العمل" في جنيف، مدعوون الى العمل مع كل الاطراف بما فيها الحكومة. وبالمناسبة فانها وردا على دعوة "مجموعة العمل" حددت ممثلها في المفاوضات حول موضوع تشكيل هيئة الادارة الانتقالية".
اما فيما يتعلق بالتعاون التقني العسكري الروسي السوري، فقد أوضح لافروف أنه "طالما كان يستهدف دعم القدرات الدفاعية لسوريا في مواجهة الخطر الخارجي المحتمل، وليس لدعم بشار الاسد او اي كائن كان. لقد كان الاتحاد السوفييتي هو الذي أمد الجمهورية العربية السورية بالاسلحة الرئيسية. أما في الآونة الراهنة فاننا بصدد الانتهاء من تنفيذ التزاماتنا المتعلقة وبالدرجة الاولى بتوريد بعض أنظمة الدفاع الجوي. ومثل هذه الصادرات العسكرية تتسم بطابع دفاعي ولا تتناقض مع المعاهدات الدولية".
وأشار الى أن "إعلان مبادئ القانون الدولي الذي اقرته الجمعية العامة للامم المتحدة في عام 1970 ينص على انه ما من دولة تستطيع تنظيم او دعم او تمويل العمليات المسلحة التي تستهدف الاطاحة بالقوة بنظام دولة اخرى. فكيف التوفيق بين هذا الالتزام وما يقوم بعض شركائنا الاجانب الذين يقدمون مختلف انواع "الدعم" لفصائل المعارضة المسلحة؟. ناهيك عن ان مقاتلي "القاعدة" يقاتلون ايضا في سوريا، وهو ما يدفع الغرب الى التفكير في احتمالات ان يقع ما يصدرونه من اسلحة بشكل غير شرعي الى سوريا "في ايد غير امينة". (ج.ع)

» وزير الدفاع الامريكي السابق: لا فائدة من الحظر الجوي على سوريا
» منظومات الدفاع الجوي الهيكلية أو المزورة في سوريا التي استولت عليها المعارضة
» كلاب المجرم خالد مشعل يفجرون مصانع مؤسسة معامل الدفاع في ريف دمشق ، وعملاء تركيا يبدأون تفجير بطاريات الدفاع الجوي في الساحل السوري
» خفايا ((العشاء الباريسي ))حول سوريا : لافروف مهاجما و فابيوس في الدفاع
» الدفاع الجوي السوري يبعد طائرات تركية