لعبة الحكم والحرب

لعبة الحكم والحرب! ...طارق مصاروة
.. كان الأميركان يقولون: إذا أردت مشروعاً ناجحاً فانفق على تأسيسه خمسة ملايين وعلى الدعاية له خمسين!!. وهذا ما حدث على شركات عملاقة كالبيبسي كولا، أو كالكوكاكولا!!.
وجماعة أميركا بزت الذكاء الأميركي، فبعد أن نشر مايسمى "المجلس الوطني" السوري تقريراً مالياً مفصلاً عن مداخيله ونفقاته تبيّن لنا أن مجموع ما تلقاه من هبات بلغ 40 (أربعين) مليون دولار نصفها من ليبيا والنصف الآخر من قطر والإمارات ذهب منها 90% على عمليات اغاثة!. وقال البيان بلغت قيمة الهبات المستلمة منذ تأسيس المجلس حتى الآن من دول العالم 4ر40 مليون موزعة كالآتي: 5 ملايين من الإمارات و15 مليون من قطر، و4ر20 مليون من ليبيا!!.
وهكذا يكون أصدقاء سوريا قد انفقوا على «المشروع» 4ر40 مليون، وعلى الدعاية للثورة من فضائيات وصحافة واعلام ومظاهرات أكثر من أربعمائة مليون والله أعلم!!.
ولقد اكتشفنا نحن الفقراء في الأردن أننا انفقنا على لاجئي سوريا أكثر مما انفق «أصدقاء سوريا»!!.
ونقرأ تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية في كيفية عمل المعارضة السورية، وكيفية تشكيل مجلسها الجديد الذي يجب أن يتشكّل في الدوحة وذلك:
- من ثلث المجلس الوطني الحالي.
- من 50 شخصية سياسية وعسكرية من لجان التنسيق من الداخل.
- تتشكّل هيئة إدارية وقيادية جديدة من مجلس مصغر من الخبراء والتكنوقراط عدده بين سبعة وعشرة أفراد هدفه التنسيق بين الدول التي تضم «أصدقاء الشعب السوري» والمنظمات الدولية كالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وذلك لتوزيع المساعدات الإنسانية والتقنية.
وتقول التقارير الصحفية الأميركية إن واشنطن تريد لاحقاً تطوير بنية القيادة لتشكيل حكومة منفى.
أما ما تقوله الصحافة أيضاً، فهو مهمة أخرى للمعارضة هذه هي إلى جانب حربها للنظام، فإنّ عليها أن تحارب التيارات الجهادية الإسلامية المتطرفة وتحديداً تلك التي قدمت إلى سوريا من الخارج.
وتقول صحيفة «النهار» اللبنانية، إن علاقات المسؤولين الأميركيين مع المجلس الوطني ساءت منذ أشهر خصوصاً بعد مؤتمر القاهرة حيث برزت خلافات مع السفير روبرت فورد، الذي ينسق الجهود الأميركية مع سوريا، وكان آخر سفير لواشنطن في العاصمة السورية، وهو سيمثلها في مؤتمر الدوحة، وبلغت الأزمة شدتها لدى رفض وزيرة الخارجية الاجتماع بأحد من المجلس الوطني في اسطنبول، واكتفت بالاجتماع مع شخصيات مستقلة، أما مؤتمر الدوحة فسيضم ممثلين لفرنسا وتركيا والسعودية وبريطانيا إلى جانب السفير فورد والجامعة العربية.
والأميركيون لا يعرفون ما الذي يريدونه من سوريا سوى أنهم لا يريدون مطب العراق، ولا يريدون وجود جهاديين إسلاميين، .. وغير ذلك فهم مستعدون لمقايضة السفير بريمر بالسفير فورد، وبرجال الفكر والسياسة السوريين بأحمد الجلبي وأمثاله، ويكون مجلس القيادة في دمشق بديلاً لمجلس الحكم في بغداد!.

» تنيناهو والحرب على سوريا
» اسدان ودب وعصا موسى والحرب سجال
» ويكيلكس ...والحرب الناعمة ...بقلم : عفيف دلا
» ريف دمشق: ثلاثة أعوام… والحرب لا تهداً
» أوباما والحرب البرية – كتب ناصر قنديل