بعد اعتراف الحريري...بقلم : غالب قنديل

بعد اعتراف الحريري

غالب قنديل

اعترف الرئيس سعد الحريري الأسبوع الماضي علنا و في بيان رسمي بأنه كلف النائب عقاب صقر بإدارة التدخل في الأحداث السورية وبتوفير الدعم لفصائل المعارضات المسلحة من تركيا ، و بالطبع كما كان حال دوره و العائلة الكريمة في أفغانستان في دعم مكتب المجاهدين بقيادة أسامة بن لادن بتكليف من المخابرات السعودية قبل أكثر من عشرين عاما ، فقد شاء السيد الحريري أن يلفق غلافا إنسانيا لصفقات السلاح والأموال التي ينقلها عضو كتلة المستقبل الذي أفرطت الصحافة الأميركية والبريطانية في الكلام عن دوره المحوري لدرجة أن بعض قادة الجماعات المسلحة في إدلب ربطوا لمراسل أجنبي بين حضور الأستاذ عقاب إلى تركيا و بين تدفق الأسلحة عليهم وحيث اتهموه بمحاباة المتطرفين بينهم .

أولا: بقرينة الاعتراف و هو سيد الأدلة ، سقط الإنكار الطويل و الممل طيلة سنة و نصف ، لدور الحريري ومحازبيه في دعم و تسليح جماعات التطرف والتكفير والإرهاب على الأرض السورية و يمكن لنا بعد وثيقة تصريح الحريري الذي استخدم تعبير " أنا كلفته " في وصفه لمهمة عقاب صقر ان نسترجع الملفات المتراكمة عن تدخل الحريري ومحازبيه واركان المستقبل في تأمين السلاح والمال وفي تنظيم الحملات الإعلامية و شبكات الاتصالات وغرف العمليات لصالح عصابات الإرهاب في سورية .

ثانيا: بقدر ما إن الحرب العالمية على سورية تتخذ صفة الصراع بين محورين دوليين و إقليميين كبيرين ينفضح النفاق و الغش في خطب الحريري و أقرانه من قوى 14 آذار التي دعوا فيها لمرحلة طويلة من الزمن إلى تحييد لبنان عن المحاور و يوم فبركوا شعارهم الخادع " لبنان أولا " الذي كذبوا بواسطته على اللبنانيين وأرادوا به شل فاعلية المقاومة اللبنانية ضد العدوان الصهيوني

من يورط لبنان في لعبة المحاور الدولية والإقليمية ومن يستخدم لبنان كورقة في لعبة الأمم لصالح قوى كبرى دولية وإقليمية على حساب لبنان هو سعد الحريري المتورط في الحرب الكبرى على سورية

ثالثا: يتأكد بهذا الاعتراف أن الحريري لا يعمل وفقا لأولوية المصالح اللبنانية فتدمير سورية يخدم إسرائيل قبل غيرها وتخريب سورية بتمزيق شعبها وتعريضها لكارثة اقتصادية شاملة يلحق الأذى بلبنان سياسيا واقتصاديا وأمنيا وها هو لبنان باشر يدفع كلفة تواجد العصابات الإرهابية التي استحضرها الحريري إليه لتحريكها نحو سورية بينما يشتد خناق الركود الاقتصادي و يتوقف تصدير المنتجات اللبنانية عن طريق سورية الوحيد بحكم القدر الجغرافي و بالطبع فالحريري ينفض يديه من المسؤولية و حتى عندما كان في رئاسة الحكومة هو لم يبال أصلا بهموم من هذا النوع .

رابعا: تترسخ مع هذه الوقائع الشبهات حول ضلوع الحريري و موفده عقاب صقر في جريمة اختطاف الرهائن اللبنانيين و محاولة استدراج فتنة مذهبية بأي ثمن من ضمن مخطط إحراق لبنان بعد سورية .

أمام هذه المعطيات، يفتش العديد من اللبنانيين عن النيابات العامة وعن واجبها في التعامل مع هذه الملفات الشائكة فالقضاء وحده هو الطريق الأسلم للبت في شأنها، حتى لا تبقى أسيرة التداول باتهامات سياسية خارج طريق التعامل بالأدلة و البراهين .

» الحريري و رعاية الإرهاب ...غالب قنديل
» سوريا و اوكار الحريري القاعدية ...غالب قنديل
» سوريا و أوكار الحريري القاعدية – غالب قنديل
» الإخوان و العدوان على غزة بقلم : غالب قنديل
» الإبراهيمي الأحمق و المنحاز .. بقلم غالب قنديل