سيناريو الهدنة.. محمد أحمد

سيناريو الهدنة.. محمد أحمد

عاملان بارزان يجعلنا نذهب خطوة مع الإبراهيمي لتخيل سيناريو محتمل وقد بدأت الهدنة في سورية: الاول موضوعي قائم على ان جميع اطراف النزاع الدولية والإقليمية والداخلية قد اختبرت قواها، حيث ان فترة ال 20 شهرا من عمر الأزمة كفيلة بان يتعرف كل طرف على حجمه ودوره أولاً وعلى حجم ودور جميع الأطراف الاخرى ثانيا، اما العامل الثاني وهو المتعلق بالأخضر الإبراهيمي الذي يمكننا تخيل وتفسير قلة ظهوره الإعلامي وندرة مواقفه واتباعه اسلوب الدراسة والتقييم العملي حسب طبيعة كل تصرف وحالة"case by case"، بأنه نتاج توافقات دولية واقليمية توصلت إلى إختياره ليلعب دورا اكثر عمليا من سابقيه من المبعوثيين الأممين إلى سورية، وبالتالي فإن هدنة العيد، وعلى نتائج اختباراتها يمكن أن تسمح للإبراهيمي أن يمسك بقلم الرصاص ويبدأ يخط الهيكلية الأولى لخطته ، أما الهدنة الآن فيمكننا تخيلها على الارض وفق السيناريو التالي:

1- مواقف الأطراف:

- الحكومة السورية موافقة على الهدنة بشرط التزام الأطراف الأخرى، وتدعم هذا الموقف روسيا والصين وإيران وبقية الدول التي تسعى لإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة السورية بعيدا عن التدخل وبما يحافظ على سيادة الدولة السورية.

- المعارضة الداخلية:

- هيئة التنسيق الوطنية: الغالبية العظمى من مكوناتها موافقة على الهدنة على الاقل بتصريحاتها، والملاحظ تباين ثلاث تيارات ضمنها، موقف رئيس الهيئة في الخارج هيثم مناع المعارض تماما للعمل العسكري، ومواقف بعض الشخصيات المتعارضة عمليا مع موقف مناع وان لم تعلن ذلك صراحة، وموقف متردد نفعي بين الموقفين السابقين يمكن ان يذكر اسم حسن عبد العظيم كعنوان بارز له.

- إئتلاف قوى التغيير السلمي: بجميع أحزابها وتياراتها وقواها وشخصياتها تدعم الهدنة.

- المعارضة الخارجية:

- مجلس اسطنبول: موافق على الهدنة ظاهريا ويضع شرط عدم اختراقها من قبل النظام، إلا ان سلوكه ومواقف الدول الداعمة له تدل على انه ليس راغبا بها، فتركيا بشكل رئيسي والسعودية وقطر وامريكا والغربلم يوقفوا دعمهم بعد لصالح تأزيم الوضع وإشاعة الفوضى أملاً بالتغيير القسري.

- التظيمات التكفيرية ذات الطابع الأممي المرتبطة بالقاعدة والسلفيين ومشتقاتهم، غير موافقة على الهدنة وغير ملتزمة بها، فدورها الذي ترسمه استخبارات الدول الساعية إلى إظهار سورية دولة فاشلة، يتطلب تصعيد الاقتتال واستمراره.

- الكتلة الشعبية: الغالبية العظمى من الهيئات الاهلية والمدنية والشخصيات الإعتبارية التي تعلن عن حالها تحت تسميات مختلفة أو التي لم تصل لمرحلة إعلان التسمية او التي لا ترغب بإن تعلن عن حالها تحت تسمية معينة، تدعم الهدنة.

2- المناطق الساخنة:

ميدانياً توجد ثلاثة مناطق هي الاكثر سخونة في سورية وعلى أساسها يتقرر نجاح الهدنة أو عدمها وهي إدلب وحلب ودير الزور تضاف لها منطقة توتر رابعة أقل سخونة وتتوزع على المدن والبلدات والتجمعات في ريف دمشق.

بناءا على ما تقدم... كيف يمكن أن يكون السيناريو؟

سوف يحصل فرز أولي يظهر من خلاله هدوء وهدنة في بعض المناطق التي لا تشهد تواجدا قويا للتنظيمات التكفيرية وبعض المجموعات المسلحة المرتبطة باستخبارات الدول التي تتصرف لتدهور الأوضاع، وغياب للهدنة في أماكن من وصفناهم.

النتيجة ؟

سوف يحصل الإبراهيمي على قائمة بالقوى والاطراف التي رغبت بالهدنة عملياً، وعلى أساسها يمكن أن يستدل على القوى الراغبة بالتفاوض أو الحوار أو الإثنين معا حسب طبيعة القوى.

ماذا سيفعل الإبراهيمي؟

1- سوف يبدأ بمحاولاته الأولى للبدء برسم الخطوات العملية للتفاوض أو الحوار أو الإثنين معا للقوى والأطراف التي التزمت بالهدنة، بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.

2- ميدانيا : سوف يدعو الإبراهيمي إلى نشر مراقبين لتحقيق أمرين؛ الاول تثبيت حالة الهدنة في المناطق التي شهدت هدوء نسبيا، وفي المناطق التي شهدت خروقات للهدنة وعدم إلتزام لتشخيص القوى التي خرقت الهدنة وبالتالي كيفية التعامل اللاحق معها.

» كتب محمد حسنين هيكل:سيناريو الحرب القادمة اهدافها .
» هل تنتحر دمشق بالكيميائي ؟ محمد أحمد
» بروبغندا المليار ونصف :محمد أحمد
» بين التابع و المتبوع ... بقلم : محمد أحمد
» من يحمي سورية الوطن ؟ .. محمد أحمد