ما هو الدور "المستقبلي" للمسلحين السوريين في لبنان؟.

ما هو الدور "المستقبلي" للمسلحين السوريين في لبنان؟..حسان الحسن
من يراقب سير العمليات الأمنية التي ينفذها الجيش السوري لاستئصال البؤر الإرهابية المسلحة من أراضيه، يرى بوضوح تام أن الحملة الإعلامية التي تستهدف المقاومة في لبنان، واتهامها بالمشاركة في القتال إلى جانب الجيش السوري،
جاءت بعد مهاجمته معاقل المسلحين في المناطق الحدودية المشتركة مع لبنان، خصوصاً الممتدة على محور وادي العاصي المحاذي للبقاع اللبناني، والذي أحكم قبضته عليه في اليومين الفائتين، الأمر الذي أدى إلى إقفال أهم طرق إمداد المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، وبالتالي بات من الصعوبة عبور المسلحين من وإلى لبنان عبر وادي العاصي - مشاريع القاع، ثم إلى عرسال، التي حوّلها تيار المستقبل إلى قاعدة عسكرية للإرهابيين.

بعد هذا الإنجاز المذكور الذي حققه الجيش السوري، وقع المسلحون بكارثة ميدانية كبيرة، دفعت إدارتهم الخارجية إلى اتهام المقاومة بالانخراط بالأزمة السورية، لتبرير مسلسل الفشل المستدام لأدواتها، من خلال محاولة تحويل الأنظار عن الهزائم التي تتلقاها في الداخل السوري، إضافة إلى محاولة إقحام أهالي المناطق الحدودية في فتنة مذهبية، قد تسهم في تأجيج الأوضاع في سورية، ولتعطي عملية تطهير سورية من الإرهاب التي تقوم بها الأجهزة المختصة صبغة مذهبية، وفقاً لحسابات الإدارة المذكورة.

أما الإنجاز الثاني الذي لا يقل أهمية عن الأول، فتحقق من خلال عودة بعض الضباط والعسكريين السوريين الذين فروا إلى لبنان إلى قطعهم العسكرية، رغم انتهاء مهلة العفو عن جرائم التخلف عن الخدمة العسكرية، بعدما تأكدوا أن ما يحدث في بلدهم هي مجرد مؤامرة لتخريبه وإضعاف دوره الإقليمي ليس إلا، بحسب ما يؤكد قطب لبناني كبير صديق لدمشق.

ويلفت القطب إلى أن التحاق العسكريين الفارين لم يقتصر على بعضهم الموجود في لبنان، بل شمل رفاقاً لهم موجودين في بلدان مجاورة أخرى، بعد احتضان قيادتهم لهم.

وفي الشأن الميداني، ينقل القطب عن القيادة السورية تصميمها على متابعة العمليات الأمنية، حتى التخلص من كل ظواهر الإرهاب أياً تكن الأثمان، وانفتاحها في الوقت عينه على الحوار الداخلي والحلول السياسية لإنهاء الأزمة الراهنة، ويؤكد عدم موافقة القيادة السورية على أي حل في ظل السلاح، معتبراً أن السبب الأساس لعدم التوصل لأي حل للأزمة راهناً هو استمرار تدفق المسلحين، وتهريب السلاح إلى سورية عبر بعض البلدان المجاورة، الأمر الذي يزيد من تصميم دمشق في حربها على الإرهاب، وبالتالي لا صوت يعلو هنا على صوت الرصاص، حسب ما قال القطب.

لا ريب أن التطورات الميدانية السورية، سواء كانت لمصلحة الحكم أم لا، ستكون لها انعكاسات خطرة على الأوضاع الأمنية اللبنانية، خصوصاً بعد تورط تيار المستقبل في الاعتداء على الجارة الأقرب، من خلال تمويل المجموعات الإرهابية المسلحة وإيوائها في مناطق نفوذه، خصوصاً في الشمال وعرسال، حيث تشير المعلومات إلى أن هناك مئات المسلحين السوريين يحظون برعاية "المستقبل" ودعمه، لكن بعد تمكّن القوات السورية من الإمساك بالأمن على الحدود، يُطرح السؤال التالي: "ما هو مصير هؤلاء المسلحين؟ وما هو دورهم المستقبلي في لبنان"؟ سؤال برسم الإجابة، موجّه "للمستقبل" وأتباعه.

» الأردن على فوهة البركان: ماذا قال ملك الأردن حول الدور المستقبلي في سوريا؟
» روبرت فيسك: أسلحة واشنطن للمسلحين السوريين مصيرها القاعدة
» "نيويورك تايمز" تؤكد ما كشفت عنه "الحقيقة" يوم أمس عن صفقة السلاح الكرواتية للمسلحين السوريين
» موسكو تدين الأعمال الاستفزازية للمسلحين السوريين الهادفة إلى إحباط نقل الكيميائي خارج سورية
» صحيفة بريطانية: الحكومة البريطانية أرسلت شحنات سلاح للمسلحين السوريين بقيمة 20 مليون جنيه