الكارثة الكبرى تقع في سوريا

الكارثة الكبرى تقع في سوريا

حرام أن يستمر الوضع في سوريا بهذا الشكل ولا مجال إلا للحل السياسي مهما تقاتلنا مهما حصل من صراع، مهما حصل من حرائق مدن وبلدات إنها جريمة العصر أن تحترق بلد الحضارة التاريخية ، سوريا هي مهد الإنسانية وسوريا فيها أولى مدن العالم وسوريا أعطت للعالم وأعطت مثالاً للتعايش ولا بد من المحافظة على كل هذه المنجزات ولا نترك النار تأكل الأخضر واليابس في سوريا فإن المطلوب هو حلاً سريعا بحجم مؤتمر عربي دولي يضع إطاراً للحل والإطار هو وقف الصراع العسكري وهنا لا يجب المساواة بين الجيش النظامي والمعارضة المسلحة حيث عليها أن توقف الإمدادات وأن توقف الامداد بالسلاح إننا لا نطلب من المعارضة إلقاء السلاح والاستسلام والدخول إلى السجن ومهما دامت الحرب سنة أو سنتين أو ثلاث ستنتهي إلى حل سياسي وإننا نسأل ما قيمة الدول العربية إذا دامت الحرب في سوريا وما تستفيد إيران إذا استمرت الحرب في سوريا لا الخليج ينتصر ولا ايران تنتصر سوريا تخسر من شعبها وتاريخها ومدنها وقراها وزهرة شبانها وماذا تفيدنا إيران والخليج إذا كانوا يريدون إدارة حرب في سوريا وإذا كانوا يريدون المعارضة العودة عن السلاح يجب أن يكون النظام جاهز للحل السياسي ولا بد من قانون إنتخابي عصري أكثر تطوراً ولا بد من طريقة لإدارة الدولة يحفظ مقام الرئاسة.

فلا يكون أحد في وضع يستبد فيه شخص آخر بل يكون هناك عدالة ومساواة والقانون يرعى الشعب السوري ويؤمن المساواة والإزدهار والنمو لسوريا كلها، تركيا لا مشكلة بينها وبين سوريا ولا من سبب لاندلاع حرب بينهما والخليج يستنفر ويقول أن سوريا أصبحت قاعدة إيرانية ولذلك فهو يقاتل ويدفع أموال ويرسل مقاتلين لإسقاط النظام السوري وبماذا سيستفيد الخليج من سقوط سوريا لأن الموضوع ليس سقوط نظام الرئيس بشار الأسد فقط، بل أن السقوط هو لسوريا كلها ومن هنا على الخليج الحفاظ على عروبة سوريا من خلال ضم سوريا أكثر فأكثر إلى الجامعة العربية بعد ما أخذوه من قرارات تجميد عضويتها وإخراجها من الجامعة العربية ومن جهة ثالثة ماذا تستفيد إيران إذا كانت تريد أن تحصل على نفوذ في العالم العربي وتخوض معركة مع الخليج وبالنتيجة تكون سوريا قد احترقت.

ايران أخذت نفوذا كافيا في العالم العربي ويكفي أن ايران لها نفوذ في أكثر من بلد عربي وخصوصاً في العراق ومن الناحية العربية لا نقبلها ولكن نريد أيران الدولة المساندة لنا ضد اسرائيل ونريد أفضل علاقة مع ايران إذ ان الحل يكون عبر موسكو، فموسكو اليوم، هي موسكو العقل، هي موسكو الدبلوماسية، هي موسكو منع الحرب في المنطقة، هي موسكو التوازن مع الخليج، هي موسكو المساندة لكل الدول العربية، واذا كانت موسكو تقول أنه تم الغدر بها في ليبيا معها كل الحق لأن الناتو لم يقم بحماية المدنيين ولكن قام بقصف المدن والقرى الليبية حيث سقط 70 الف مدني نتيجة قصف حلف الناتو.

أميركا غير مهتمة بنا، مهتمة بالانتخابات الرئاسية ومهتمة بتطويق سوريا وايران وحزب الله ولذلك لا نجد سوى مخرجاً واحداً هو الحوار السياسي والتسليم بالسياسة الروسية ولا نرى إلا مخرجاً واحداً هو الحوار السياسي بديلاً عن لغة الصراع العسكري.

سوريا الغالية علينا تستحق منا وقفة، وقفة العقل، يجب ان تكون الكلمة بديلا عن الرصاصة يجب ان تكون الحكمة بديلا عن الدبابة، يجب ان يكون الحل السياسي بديلا عن القصف والصواريخ.

سوريا أنت غالية جدا علينا وحزننا لا حدود له يصل إلى السماء إلى آخر الفضاء ولذلك نناشد القيادة السورية ونناشد كل الأطراف وخاصة ايران والخليج للسعي إلى حل سياسي فالسعودية لن تنتصر بحربها ضد ايران في سوريا وايران لن تنتصر بحربها ضد السعودية والخليج في سوريا وصراع النفوذ يجب ان يكون له حدود والصراع يجب أن يكون له قواعد وآخر الكلام نقول عودوا الى عقولكم عودوا إلى عواطفكم عودوا الى محبة بلدانكم وعندها الوضع في سوريا سيأخذ طريقه نحو الحل السليم ومن دون ذلك أننا نشهد أكبر مأساة كل يوم 200 قتيل وتدمير 100 بيت وتهجير 100 ألف مواطن حيث يجري حرق الاسواق القديمة ويتم سرق الآثار فلتتوقف المأساة ولا يوقف المأساة إلا الحكمة والعقل وحب الوطن لأن حب الوطن أغلى منا جميعاً.