الحقد يحرق اسواق حلب القديمة والشهباء في النار / المؤامرة تتوسع ضد سوريا ولكن النظام والجيش صامدان في وجهها

الحقد يحرق اسواق حلب القديمة والشهباء في النار /
المؤامرة تتوسع ضد سوريا ولكن النظام والجيش صامدان في وجهها

الحقد يحرق حلب القديمة، حلب سيف الدولة، حلب الآثار والجمال والتاريخ، فلماذا يحرقون حلب، وحلب ليس لها اعداء من اهلها، فلماذا يفعلون ذلك، فهل الديموقراطية هي باحراق حلب، واحراق شوارع حلب؟
هل الديموقراطية التي يتحدثون عنها هي في تهجير الناس من منازلهم تحت افق من نار، حلب تعطيني حزناً كبيراً ونقول: حتى آخر، آخر مقاتل فيها سنقاتل وسندافع وستنتصر حلب على المؤامرة التي تتوسع ضد سوريا بمشاركة دولية وعالمية لكن النظام والجيش صامدان في وجهها.
الوقائع
دارت أمس اشتباكات عنيفة في عدد من احياء حلب التي شهدت امس وامس الاول معارك غير مسبوقة في عدد من ضواحي المدينة ادت الى اشتعال النيران في المحال التجارية بسوق المدينة الشهير الذي يعتبر من أهم الاسواق التجارية في مدينة حلب وتعتبر من الاثار الاجمل.
وقد شملت الاشتباكات احياء باب انطاكيا والجلوم وباب حنين ومحيط حي الشيخ خضر وبستان الباشا وحي الميدان وحي الاذاعة الذي تعرض للقصف.
كما وقعت اشتباكات في احياء الصاخور (شرق) وبستان القصر والكلاسة في جنوب غرب المدينة وحاول مقاتلو المعارضة التقدم فصدتهم قوات الجيش العربي السوري واوقعت في صفوفهم عشرات القتلى.
اتهم امس نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلاً من روسيا والصين بعرقلة التوصل إلى حل للأزمة السورية، مشيراً إلى أنهما «مستمرتان في حماية النظام السوري».
وقال إن «تحريك الجمود السياسي يتطلب تغييراً في موقف الحكومة السورية أو مجلس الأمن»، مجدداً قلقه من توسع الأزمة السورية لتطاول الدول المجاورة.
ووصف العربي ميثاق الأمم المتحدة بـ«المقصر»، لأنه وضع كل السلطات في يد مجلس الأمن بما يسمح لدولتين وهما روسيا والصــين بعرقلة ما يطالب به المجــتمع الدولي.
وأضاف أن «الوضع في سوريا يهدد السلم والأمن الدوليين، حيث الدماء تراق والأبرياء يموتون، ودولة لها قيمة تاريخية وقومية تدمر، وحاكم ونظام يقتل الشعب ويطلق قذائف من طائرات ومدفعية ودبابات ولا أحد يفعل شيئاً».
وحذر من أن «المنطقة كلها وليست سوريا مهددة وعلى فوهة بركان، والانفجار يمكن أن يمس الجميع، ليس فقط اللاجئين بأعداد ضخمة جداً، لكن أيضاً في التأثير على هذه الدول بمختلف الوسائل، طبعاً نخشى على العالم العربي ونخشى على الشرق الأوسط بأكمله».
وحول اندلاع حرب أو حروب مذهبية وطائفية مذهبية بشكل خاص سنية - شيعية في المنطقة قال «للأسف الشديد، هناك مؤشرات غير مريحة».
من جانبه شدد وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل مارغايو على «ضرورة مواصلة الضغوط الدولية على النظام السوري وتعزيز الجهود لايجاد حل سياسي للنزاع المفتوح في سوريا».
ونقلت تقارير اخبارية محلية عن مارغايو دعوته في مؤتمر صحافي عقده على هامش جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك «الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي عن السلطة في اقرب وقت ممكن للسماح باطلاق العملية الديمقراطية في البلد العربي»، معتبرا انه «فقد كل الشرعية».
واعتبر ان «عملية الانتقال الديمقراطي الاسباني التي بدأت عام 1975 تاركة وراءها ديكتاتورية الجنرال فرانسيسكو فرانكو تعد خير مثال يمكن ان تحتذي به سوريا»، مشددا في هذ السياق على «ضرورة توحيد جهود المعارضة السورية لبدء الحوار السلمي مع قطاع من النظام السوري مستعد بدوره لبدء المحادثات السلمية».
وشدد مارغايو على «ضرورة اتحاد صفوف المعارضة السورية لتشكيل جبهة واحدة قادرة على مواجهة مرحلة ما بعد الاسد»، مشيرا في هذا السياق الى انها «يجب ان تضم بشكل استثنائي تلك الحركات التي تنبذ استخدام العنف بشتى اشكاله فيما اكد ضرورة مساندتها وتوفير كافة اشكال الدعم لها».
وطالب المجتمع الدولي «بتكثيف المساعدات الانسانية داخل سوريا وخارجها»، لافتا الى ان «الوضع «الخطير للغاية» الذي يعيشه مئات الاف اللاجئين السوريين في المخيمات في كل من تركيا والاردن».
وكان العميد السوري المنشق، مناف طلاس، اكد في حديث له امس أن الرئيس السوري بشار الأسد كان صديقه وهو شخص متواضع ويحب شعبه، إلا أن الازمة الحالية التي تعصف في سوريا ونصائح الدائرة الضيقة التي حوله غيرت ملامح شخصيته.
وأضاف : «أعتقد أن الرئيس السوري ينتهز الوقت الإضافي الممنوح له دوليا، والنظام السوري ذكي حيث يعرف أنه لا يوجد قرار دولي يجبره حاليا على التنحي، وحالما يعي الرئيس بشار الأسد أن هناك قرارا دوليا بصدد الصدور، سيقوم بالتنحي».
وتابع :»القوات السورية لن تشكل خطرا على قوات حلف شمال الأطلسي إذا ما تم فرض تدخل عسكري خارجي أو حتى مناطق حظر الطيران، إلا أننا لا نريد تكرار السيناريو العراقي والأفغاني والليبي في سوريا، ونحن نريد أن يحقق السوريون انتصارهم بأنفسهم».
وفيما يتعلق بالطائفة العلوية الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، اكد طلاس ان «النظام السوري والحلقة الضيقة حول الرئيس يحكمون الطائفة العلوية من خلال تخويفهم، وبمجرد اتضاح الصورة المستقبلية، سنلاحظ انشقاق العلويين والمسيحيين والدروز وباقي أطياف المجتمع السوري».
وفي دمشق قامت القوات النظامية امس بحملة مداهمات واعتقالات في حي برزة (شمال) الذي شهد «حالة نزوح بين الاهالي خلال الاقتحام»، بحسب المرصد.
كما افادت الهيئة العامة للثورة السورية عن «اقتحام الحي بالدبابات من قبل قوات الامن بالتزامن مع حركة نزوح للاهالي».
كذلك سجلت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين « في منطقة البساتين الفاصلة بين برزة وحرستا»، ادت الى مقتل مقاتلين اثنين.
كما دارت اشتباكات في حي التضامن (جنوب) «تبعها انتشار للقوات النظامية في الحي وحملة مداهمات».
وفي محافظة درعا (جنوب)، افادت المعلومات عن استهداف آلية للقوات النظامية عن مدخل بلدة المزيريب، مما ادى الى مقتل ثلاثة جنود نظاميين على الاقل، مشيرة الى تعرض البلدة للقصف وتسجيل «اشتباكات عنيفة في المنطقة الواقعة بين بلدتي تل شهاب والمزيريب».
واوضحت الهيئة العامة للثورة ان «الطيران المروحي يقصف بلدة المزيريب» ويقوم بتمشيط البساتين «بين تل شهاب والمزيريب برشاشات الطيران».
التلفزيون السوري اشار من جانبه الى ان وحدة من الجيش السوري اشتبكت مع مجموعة إرهابية في تل الزرازير بحلب وقضت على 15 من أفرادها واصابت آخرين، كما قامت وحدة اخرى باستهداف مقرات للإرهابيين في الوضيحي ومفرق كفر داعل بريف حلب واوقعت خسائر فادحة في صفوفهم.
وفي نفس السياق تم الاعلان عن مقتل وإصابة عشرات الإرهابيين في باب النيرب ومدرسة الاستقلال في بستان القصر وعند دوار باب الحديد بحلب، وقامت قوة عسكرية اخرى باستهداف تجمعات للإرهابيين في سوق الخضرة وقرب صالة اثينا وجامع جمال في حي الكلاسة بحلب ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الإرهابيين.
الى ذلك افادت قناة «الدنيا» ان «وحدة من الجيش السوري عثرت خلال ملاحقتها لفلول الإرهابيين على ذخائر وأسلحة متنوعة وضعت في نفق للصرف الصحي في بساتين القابون بريف دمشق».
كما افاد مصدر عسكري انه «تم العثور في حي القابون على مدفع هاون و28 قذيفة «هاون» و33 قذيفة «آر بى جى» وذخائر متنوعة».
كما افادت ان «القوات السورية استهدفت رتلا لسيارات الإرهابيين وتجمعا لهم في كفر داعل بريف حلب، وقضت على العدد الأكبر منهم ودمرت أربع سيارات مزودة برشاشات دوشكا وسيارتين لنقل المسلحين والأسلحة».
في غضون ذلك هددت تركيا بالرد في حال تكرر سقوط قذائف سورية داخل أراضيها بعدما كانت اتخذت في وقت سابق إجراءات احتياطية تشمل نشر قوات على الحدود مع سوريا.
وجاء التهديد على لسان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في نيويورك بعد ساعات من سقوط قذيفة هاون أُطلقت من سوريا في منطقة أكاكالي بجنوبي شرقي تركيا, مما تسبب في حدوث أضرار بمنازل.
ونقلت محطة سي إن إن التركية عن أوغلو قوله إن بلاده أبلغت الأمم المتحدة وحلف شمال الأطسي بالحـادث الأخــير.
وقال الوزير التركي «أود أن يعلم الناس أنه إذا استمرت مثل هذه الانتهاكات لحدودنا فإننا نحتفظ بحقوقنا, وسنمارس هذه الحقوق».
وكان أعلن الجمعة من داخل سوريا عن تشكيلُ القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية التي تضم جزءا كبيرا من القوى الفاعلة على الأرض في مختلف المحافظات. وقد حضر الإعلان عدد من القيادات السياسية والروحية للثورة بالداخل والخارج.
من جهته، قال محمد فاروق طيفور نائب رئيس المجلس الوطني السوري إن المعارضة نجحت للمرة الأولى في تشكيل مجلس عسكري مشترك منذ اندلاع الثورة.وأضاف أن تشكيل المجلس الجديد جاء نتيجة جهود مشتركة من الجميع، كما عبر عن أمله أن ينعكس ذلك على أداء الثوار ميدانيا.
الى ذلك تلقت المعارضة السورية دعما اميركيا اضافيا، مع اعلان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن زيادة المساعدات «للمعارضة غير المسلحة»، وتأكيد وزير الدفاع ليون بانيتا قيام الحكومة السورية بنقل بعض من مخزونها من الاسلحة الكيميائية.
وقالت كلينتون الجمعة في اجتماع مصغر لمجموعة اصدقاء سوريا على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة ان بلادها ستقدم «مساعدة اضافية بقيمة 30 مليون دولار لمساعدة (السكان) في الحصول على الغذاء والماء والبطانيات والخدمات الطبية الاساسية»، الى 15 مليونا «لدعم المجموعات المدنية للمعارضة السورية، ما يرفع دعمنا الاجمالي للمعارضة غير المسلحة الى نحو 45 ملـيون دولار».
وامتنعت الولايات المتحدة مرارا عن التجاوب مع طلبات المقاتلين المعارضين تزويدهم بالاسلحة، مكتفية بتقديم دعم تقني وما تصفه بانه «مساعدات غير قاتلة».
في المقابل اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بعرقلة تطبيق اتفاق جنيف الذي لا يتحدث عن تنــحي الرئيس السوري بشار الاسد، الحليف الاساسي للروس.
ودعا لافروف في كلمته امام الجمعية العامة للمنظمة الدولية اعضاء مجموعة العمل حول سوريا الى تأكيد التزامهم باتفاق جنيف الذي يوفر «الوسيلة الاسرع لانهاء» النزاع، مذكرا بان موسكو اقترحت على مجلــس الامن تبــني قرار بذلك لكن «هذا المقترح تم تعطيله» من قبل الغرب.
في غضون ذلك واصلت الامم المتحدة ضغوطها على النظام السوري مع اعلان رئيسة مجلس حقوق الانسان لورا دوبوي لاسير تعيين القاضية كارلا دل بونتي والمقرر الخاص السابق للامم المتحدة حول كوريا الشمالية فيفيت مونتاربورن مفوضين في لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية حول سوريا.