الاستراتيجية الوطنية لمواجهة الارهاب!!

الاستراتيجية الوطنية لمواجهة الارهاب!!

في خطابه الأخير قبل ايام دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب ومواجهته، هذه الدعوة جاءت في سياق توصيف كامل لما تتعرض له المنطقة من شرور الارهاب، وارتباطات العصابات الارهابية كالنصرة وداعش، موضحا في الوقت ذاته الأخطار التي تتهدد الأمة في حال لم تكن هناك استراتيجية وطنية تتصدى بحزم لارهاب الاستخبارات المعادية وأدواتها.
دعوة الأمين العام لحزب الله تفيد أولا بأن الشعار الذي يرفعه تحالف أمريكا الدولي لمحاربة داعش، هو مجرد نفاق وباطل ولا صحة له، أو ترجمة عملية لمفرداته.. فكيف يمكن أن تكون واشنطن صادقة في شعارها المرفوع ما دامت هي التي صنعت مع جهات أخرى هذه العصابات، وزودتها عبر عواصم النفط بالسلاح والمال، ومنحها العثمانيون الجدد وغيرهم معسكرات التدريب وممرات المرور الى أراضي سوريا والعراق، ووظف الجميع لها ستوديوهات البث والتصوير والاخراج، في "حشد نفسي" متطور الأشكال والأهداف، ووضعت تحت تصرفها قنوات الكذب والخداع والشر، لتروج لفظائعها ومجازرها ترهيبا وتخويفا في رعونة وهمجية لم يشهدها التاريخ؟!
كيف لواشنطن أن تحارب داعش، وهي التي مع حلفائها في لندن وتل أبيب، صنعت هذه الدمية لتعيث فسادا وتقتيلا في الساحة العربية ، فأهداف الصنع لم تتحقق كاملة بعد، وخزائن أموال النفط مفتوحة للرعاية والتمويل، بمعنى أوضح، ليست هناك صدقية وجدية فيما تتحدث عن الولايات المتحدة...
من هنا، جاءت دعوة حسن نصرالله لاعتماد استراتيجية وطنية لمواجهة الارهاب، فان كانت أنظمة المنطقة، وتلك التي دعمت الارهابيين صادقة في احاديثها وتخشى ارتدادات وحشية وهمجية شذاذ الافاق وسافكي الدماء، فانها ستبادر للموافقة على ما طرحه ودعا اليه أمين عام حزب الله.. لكن، هذا لن يحدث، وهذه الأنظمة أعجز من أن تتحدث بصدق، وتتجه الى المشاركة في هذه الاستراتيجية، وخوفها وما تعيشه من مهانة وذل، سيجعلها ترى سقوطها وتشهد زوالها بنفسها، بفعل عصابات ما تزال توفر لها الأموال والملجأ والسلاح، بتنسيق مع اسرائيل، المستفيدة الأولى من وحشية داعش والنصرة.
وعندما طرح حسن نصرالله، اعتماد استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب ومواجهته، من منطلق الحرص على الأمة وشعوبها وأراضيها، فانه كان يتحدى تلك العواصم التي امتهنت الخنوع ، ويدرك أيضا ، ومعه الامة، أن مثل هذه العواصم التي يتحكم فيها جواسيس العصر لن تستجيب لهذا التحدي!!

» المعارك الاستراتيجية : القلمون مثالاً
» النبك.. الأهمية الاستراتيجية.. هكذا سقط المسلحون
» الاسباب الاستراتيجية و السياسية لاحتدام المعارك في حلب
» الاستراتيجية الروسية في سوريا انتصار مزدوج
» الدول الثماني والأولويات الاستراتيجية