منتدى عشاق سوريا الأسد
عزيزي الزائر .. أهلا وسهلا بك في منتداك
انت غير مسجل لدينا
يرجى التسجيل .. لإعلامك بكل ماهو جديد ولمشاركتك معنا بآرائك

الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Networ10
منتدى عشاق سوريا الأسد
عزيزي الزائر .. أهلا وسهلا بك في منتداك
انت غير مسجل لدينا
يرجى التسجيل .. لإعلامك بكل ماهو جديد ولمشاركتك معنا بآرائك

الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Networ10
منتدى عشاق سوريا الأسد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عشاق سوريا الأسد

إلى كل محبي الدكتور بشار الاسد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» فضيحة:(أمريكا منعت مشروعنا بعائد 350 مليار دولارسنوياً!لمحور قناة السويس الذي قدمناه لمبارك!وعـمر! والسيسي!)( نتحدى أن يكذبنا أحد!)
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالأحد أغسطس 09, 2015 7:15 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا

» بتوجيه من الرئيس الأسد.. العماد أيوب يزور قواتنا العاملة في المسطومة ومحيطها بريف إدلب
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:28 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» «مُجتهد» يكشف السيناريو القادم لـ«عاصفة الحزم» .. ماذا قال؟!
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:25 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» هل الحرب على اليمن هي البداية لتنفيذ مشروع امريكا لتقسيم السعودية ؟؟
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:20 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» جبهات حماه تشتعل..
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:15 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» آل سعود من عزكم في ذل اليمن إلى ذلكم في عز اليمن
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:13 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» آلية لضبط الأفواه!!
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:03 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» "شمس" آل سعود بدأت بـ "المغيب"؟!!
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:01 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» «الخبر برس» تنشر كواليس محاولة انتقام السعودية من الجزائر
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 2:57 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» هل تجبر السعودية بوتين على الرضوخ في نهاية المطاف؟
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 2:53 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» التدخل السعودي في اليمن وتدخل إيران وحزب الله في سورية
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:29 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» مقالات المفكر العربي ناصر قنديل
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:28 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» نبيه البرجي: السلطان و حصانه الخشبي
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:22 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» بالتوازي مع الاتفاق الإطاري ادلب واليرموك بؤر إشغال .. والعين على دمشق
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:20 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» صراع الرايات الإرهابية في مخيم اليرموك.. «داعش» تحاول التمدد الى أطراف دمشق
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:08 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» السعودية حليفة «إسرائيل»
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:06 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» تصدع تحالف العدوان على اليمن * الغزو البري بين الخوف والرفض!
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:04 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» الإمام الخامنئي دام ظله: السعودية ستتلقى ضربة وسيمرغ أنفها بالتراب
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:59 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» أمين سر تحالف القوى الفلسطينية: مخيم اليرموك ذاهب باتجاه عمل عسكري تشارك فيه القوات السورية والفصائل لطرد داعش
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:58 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» تصريح مثير لأوباما.. هل أعطى الضوء الأخضر لشن «عدوان خليجي» على سوريا؟!
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:56 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» انتهاء الجولة الثانية من لقاء «موسكو 2» بالتوافق على ورقة البند الأول فقط
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:55 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» مفتي السعودية يخرج عن صمته ويرد على فتوى أكل لحم المرأة
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:53 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» ما صحة «الفرمان» الموجه لرعايا الملك سلمان من اللبنانيين؟! (خضر عواركة)
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:48 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» الخبر برس: سلاح الجو السوري يستهدف مقر «لواء براق الاسلام» بريف درعا ويقتل نائب «قائد» اللواء ومعه العشرات
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:45 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» قيادي تركي معارض يروي لـ«الخبر برس» قصة العلاقات الاسرائيلية مع المسلحين السوريين (الحلقة الثانية)
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:44 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

المواضيع الأكثر نشاطاً
مقالات المفكر العربي ناصر قنديل
صباحيات ناصر قنديل سلسلة يومية
مقالات وتقارير لمراسل قناة العالم الاعلامي حسين مرتضا
مقالات بقلم الكاتبة : دينيز نجم
اخطر وأقوى الفيديوآت لثورة فبرآير [ البحرين ]
متجدد: تغطية أحداث يوم الأحد 24 مارس 2013
مرحبا بكم في منتدى عشاق سوريا الاسد
خبر عاجل:اكتشاف مجرة جديدة فيها نجم واحد اسمه بشار الأسد
الحزن يعم سوريا بعد وفاة ولي العهد السعودي !!
أنباء عن استهداف رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي بانفجار في آخر أوتوستراد المزة بالقرب من المؤسسة العامة للاتصالات

 

 الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الياس
مراقب عام
مراقب عام
الياس


ذكر
الحمل عدد المساهمات : 6669
تاريخ الميلاد : 07/04/1964
تاريخ التسجيل : 15/09/2012
العمر : 60
العمل/الترفيه : دكتور في تاريخ ومقارنة الأديان
المزاج : متفائل بنعمة الله

الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Empty
مُساهمةموضوع: الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله   الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Icon_minitimeالسبت سبتمبر 29, 2012 6:22 am

الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله

المقدمة
الله وضع في كونه آيات تنطق بوجوده، وتشهد بعظمته، وتدل بأنه الاله الخالق، ولقد خاطب الله كل العقول في كل الأزمان وحثها على التفكير والتعمّق والتأمل في ملكوته، فكل أيات الكون ناطقة بوحدانيته، وما العلم الا كاشف لقدرة الله في الكون.
قال الله: (ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الأنعام 102).
في جولة تشمل مظاهر الحياة والكون، في الأنفس والآفاق نستعرض أدلة وجود الله المادية عن طريق العقل فقط في قراءة هادئة هادفة، تخاطب العقول والقلوب وتدعوها للتفكر ثم الايمان.
لماذا الأدلة المادية والكونية
الأدلة نوعان:
الله وضع في كونه آيات تنطق بوجوده، وتنطق بعظمته، وتنطق بأنه هو الخالق، الجماد يشهد أن لا اله الا الله، والنبات يشهد أن لا اله الا الله، والحيوان يشهد أن لا اله الا الله، والانسان يشهد أن لا اله الا الله، وكل هذا يشهد بأدلة ناطقة لا تحتاج حتى الى مجرد البحث والتفكير والتعمّق.
ولقد خاطب الله كل العقول في كل الأزمان، فجعل هذه الأدلة التي تنطق بوجوده من أول الخلق، ثم كلما تقدم الانسان، وارتقت الحضارة، وكشف الله من علمه ما يشاء لمن يشاء، ازدادت القضية رسوخا وازدادت الآيات وضوحا، ذلك أن الله شاء عدله أن يخاطب كل العقول، فجاءت آيات الله في الكون الناطقة بألوهيته وحده ليفهمها العقل البسيط، والعقل المرتقي في الكون، ولا اعتقد أن أحدا يستطيع أن يجادل في هذه الأدلة ولا أن ينكر وجودها. ولقد أوجد الله في هذا الكون أدلة مادية، وأدلة عقلية، وأدلة نصل اليها بالحواس، كلها تنطق بوحدانية الله ووجوده. ولقد جعل الله الأداة الأُولى للادراك وجوده هي العقل، فالعقل هو الذي يدرك وجود الله بالدليل العقلي الذي وضعه الخالق في الكون، ولكن مهمة العقل بالنسبة لهذا الوجود محدودة، ذلك أننا بالعقل ندرك أن هناك خالقا مبدعا قادرا، ولكننا بالعقل لا نستطيع أن ندرك ماذا يريد الخالق منا، وكيف نعبده، وكيف نشكره، وماذا أعد لنا من جزاء، يثيب به من أطاعه، ويعاقب به من عصاه؟ فهذا كله فوق قدرة العقل. ولذلك كان لا بد أن يرسل الله الرسل ليبلغونا عن الله، لماذا خلق الله هذا الكون؟ ولماذا خلقنا؟ وما هو منهج الحياة الذي رسمه لنا لتتبعه؟ وماذا أعد لنا من ثواب وعقاب؟ فتلك مهمة فوق قدرات عقولنا، وتلك مهمة لو استخدمنا فيها العقل لما وصلنا الى شيء. وجاء الرسل ومعهم المعجزات من الله بصدق رسالاتهم ومعهم المنهج، وقاموا بإبلاغ الناس، ولكننا لن نتحدث هنا عن معجزات الرسل، وعما جاؤوا به، ولن نتكلم عن أي شيء غيبي. سنتحدث عن الماديات وحدها، ونتكلم عن الأدلة المادي، بما فيها تلك الأدلة التي ترينا فتجعلنا نوقن أن الغيب موجود، وأن ما لا نراه يعيش حولنا، كل هذا بالعقل وليس بالايمان. فالله وضع الدليل الايماني في الكون كما وضع الدليل العقلي ولكننا سنحتكم للعقل وحده، ليرى الناس جميعا أن الاحتكام للعقل يعطينا آلاف الأدلة. هذه الأدلة هي من آيات الله، وكلها تشهد أن لا اله الا الله.
واذا أردنا أن نبدأ بالأدلة المادية فلا بدّ أن نبدأ بالخلق، ذلك الدليل الذي نراه جميعا أمام أعيننا ليلا ونهارا، ونلمسه لأننا نعيشه، فالبداية هي أن هذا الكون بكل ما فيه قد وجد أولا قبل أن يخلق الانسان، وتلك قضية لا يستطيع أحد أن يجادل فيها، فلا أحد يستطيع أن يقول ان خلق السموات والأرض بعد خلق الانسان بمعنى أن الانسان جاء ولم تكن هناك أرض يعيش عليها، ولا شمس تشرق، ولا ليل ولا نهار، ولا هواء يتنفسه، بل ان الانسان جاء وكل شيء قد أعد له بل ان هناك أشياء أكبر من قدرة الانسان خلقت وسخرت للانسان تعطيه كل متطلبات الحياة دون مقابل، وأشياء أخرى خلقت وسخرت للانسان تعطيه ما يشاء ولكنها محتاجة الى جهد الانسان وعمله، وذلك حتى تتم عمارة الأرض.
إذن فباستخدام العقل وحده لا أحد يستطيع أن يجادل في أن هذا الكون قد خلق وأعد للانسان قبل أن يخلق الانسان نفسه فاذا جاء الحق وقال لناSadهُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة 29).
لا يستطيع أحد أن يجادل عقليا في هذه القضية، لأن الكون تم خلقه قبل خلق الانسان، فكيف يكون للانسان عمل قبل أن يوجد ويخلق؟ وتأتي الآيةSad وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة 30). نقول ان هذا يؤكد الحقيقة بأن الكون أعد للانسان قبل أن يخلق، وهذه قضية يؤكدها العقل ولا يستطيع أن يجادل فيها وبذلك نكون قد وصلنا الى النقطة الأولى وهي ان الله بكمال صفاته وقدراته قد خلق هذا الكون وأوجده ونظمه غير مستعين بأحد من خلقه، ولا محتاج أحد من عباده، واننا جميعا أي البشر قد جئنا الى كون معد لنا اعدادا كاملا. ولكن قدرة هذا الكون لا تخضع لنا ولا لقدراتنا، بل هي أكير من هذه القدرات بكثير. فالشمس مثلا أقوى من قدرة البشر جميعا، وكذلك الأرض والبحار والجبال، اذن فلا بد أن تكون هذه الأشياء قد أخضعت لنا بقدرة من خلقها وليس بقدرتنا نحن، ذلك أنها مسخرة لنا لا تستطيع أن تعصي أمرا، فلا الشمس تستطيع أن تشرق وتغيب يوما حسب هواها لتعطي الدفء ووسائل استمرار الحياة لمن تريد، وتمنعه عمن تشاء، ولا الهواء يسنطيع أن يهب يوما ويتوقف يوما، ولا المطر يستطيع أن يمتنع عن الأرض فتنعدم الحياة ويهلك الناس، ولا الأرض تستطيع أن تمتنع عن انبات الزرع، لا شيء من هذا يمكن أن يحدث، ولا تستطيع البشرية كلها أن تدعي أن لها دخلا في مهمة هذا الكون، لأنه لا خلق هذه الأشياء ولا استمرارها في عطائها يخضع لارادة البشر.
فاذا جئنا إلى الإنسان وجدناه هو الآخر لا بدّ أن يشهد بأن له خالقاً وموجوداً، فلا يوجد من يستطيع أن يدّعي أنه خلق انساناً، ولا من يستطيع أن يدّعي أنه خلق نفسه.
دليل الخلق
اذن فقضية الخلق محسومة لله لا يقبل فيها جدل عقلي، فاذا جاء بعض الناس وقالوا: ان هذا الكون خلق بالمصادفة، نقل: ان المصادفة لا تنشئ نظاماً دقيقاً كنظام الكون، لا يختل رغم مرور ملايين السنين. واذا جاء بعض العلماء ليدعي أنه كانت هناك ذرات ساكنة ثم تحركت وتكثفت واتحدت. نقول: من الذي أوجد هذه الذرات، ومن الذي حرّكها من السكون؟
واذا قيل ان الحياة بدأت بخلية واحدة من الماء نتيجة تفاعلات كيمياوية، نقول: من الذي أوجد هذه التفاعلات لتصنع هذه الخلية؟
ونحن لن ندخل مع هؤلاء في جدل عقيم، وانما نقول لهم: ان من اعجاز الخالق، أنه أنبأنا بمجيئهم قبل أن يأتوا، وأنبأنا أكثر من ذلك أن هؤلاء يضلون، أي ليسوا على حق، ولكنهم على ضلال، وفي ذلك يقول الحقSadمَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) (الكهف 51).
وهكذا نرى من يأتي ليضل الناس بنظريات كاذبة عن أصل خلق السموات والأرض، وأصل خلق الانسان، ومن يدعي أن أصل الانسان قرد، وهي نظرية يملؤها الغباء، فنحن لم نشهد قرداً يتحول انساناً، واذا كان أصل الانسان قرداً، فلماذا بقيت القرود على حالها حتى الآن ولم تتحول الى بشر؟ ومن الذي منعها أن يحدث لها هذا التحول ما دام قد حدث في الماضي؟ ولقد نسيَّ هؤلاء أن الوجود لا بدّ أن يكون من ذكر وأنثى وإلاَّ انقرض النوع، وهؤلاء يقولون لنا عندما ادعوا أن قرداً تحوّل انساناً، من أين جاء القرد الذي تحول الى امرأة ليتم التكاثر؟
وبدون الدخول في جدل لا يفيد، نقول لهولاء جميعاً لقد جئتم مثبتين لكلام الله، فلو أنه لم يأت من يضل بنظريات كاذبة في خلق السموات والأرض وفي خلق الانسان، لقلنا ان الله قد أخبرنا في القرآن الكريم، أنه سيأتي من يضل في خلق السموات والأرض وفي خلق الانسان، ولكن لم يأت أحد يفعل ذلك ولكن كونهم جاءوا وكونهم أضلوا يجعلنا نقول ربنا قد أخبرنا عن المضلين وجاءوا فعلاً بعد قرون كثيرة من نزول القرآن فكأن هؤلاء الذين جاءوا ليحاربوا قضية الايمان، قد أثبتوها وأقاموا الدليل عليها.
على أننا نقول لكل من جاء يتحدث عن خلق السموات والأرض وخلق الانسان مدعياً أن الله ليس هو الخالق، نقول له: أشهدت الخلق؟ فاذا قال لا، نسأله ففيم تجادل.
على أن قضية الخلق محسومة لله لأنه هو وحده الذي قال انه خلق، ولم يأت أحد ولن يجروء أحد على أن يدّعي أنه الخالق.
واذا كان من يفعل شيئا يحرص على الإعلان عما فعل، فلا يوجد شيء صغير اخترعه البشر في الدنيا، إلاَّ وحرص صاحبه على الاعلان عن نفسه.
فاذا كان الذي اخترع المصباح قد حرص أن يعرف العالم كله اسمه وتاريخه وقصة اختراعه، أيكون الذي أوجد الشمس غافلاً عن أن يخبرنا أنه هو الذي خلقها، واذا كانت هناك قوة أخرى قد أوجدت أفلا تعلن عن نفسها؟
اذن فقضية الخلق محسومة لله، لأنه وحده الذي قال أنه خلق، حتى يأتي من يدّعي الخلق، ولن يأتي، فإن الله هو وحده الخالق بلا جدال، وحتى الكفار لم يستطيعوا أن يجادلوا في هذه القضية، ولذلك يأتي القرآن فيقولSadوَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) (العنكبوت 61).
ثم يقول الحقSad وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) (العنكبوت 63).
وهذه الآيات نزلت في الكافرين والمشركين، وهم رغم كفرهم واشراكهم لم يستطيعوا أن يجادلوا في خلق الكون والانسان. اذن فقضية الخلق محسومة لله، لأنه هو الذي خلق، وهو الذي أخبرنا بأنه هو الذي خلق. ولكن القضية لا تقف عند الكون وحده، بل تمتد الى كل ما في الدنيا حتى تلك الأشياء التي يقدر عليها الانسان، فأصل الوجود بكل ما فيه من خلق الله، والله يقولSadذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الأنعام 102).
وما دام الله قد قال أنه (خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) فما من شيء في هذا الوجود إلاَّ هو خالقه.
ولنأخذ هذه القضية في كل ما حولنا، في كل هذا الكون، لنأخذ مثلاً الخشب، شجرة الخشب التي تعطينا كل الأخشاب التي نستعملها في بيوتنا وأثاثنا الى غير ذلك، هذه الشجرة من أين جاءت؟ تسأل تاجر الخشب من أين جاءت؟ يقول من السويد، وتسأل أهل السويد يقولون من الغابات وتذهب الى الغابة فيقولون لك من شتلات نعدها وتسال من أين جاءت هذه الشتلات من جيل سابق من الأشجار، والجيل السابق من جيل سبقه، وتظل تمضي حتى تصل الى الشجرة الأولى التي أخذ منها كل هذا، من الذي أوجد الشجرة الأولى؟ انه الله، فلا أحد يستطيع أن يدعي أنه خلق الشجرة الأولى أو أوجدها من العدم.
فاذا انتقلنا الى باقي أنواع الزرع لنبحث عن التفاحة الأولى والبرتقالة الأولى، والثمرة الأولى، وحبة القمح الأولى، وشجرة القطن الأولى، نجد أنها وغيرها من كل ما تنتجه الأرض، كلها من خلق الله خلقاً مباشراً، ثم بعد ذلك استمر وجودها بالأسباب التي خلقها الله في الكون.
قد يقال: إن هناك تهجيناً وتحسيناً وخلطاً بين الأنواع لتنتج نوعا أكثر جودة نقول: إن هذا كله لاينفي أن الثمرة الأولى مخلوقاً مباشراً من الله، وقد يدعي بعض العلماء أنهم حسنوا أو استنبطوا نوعاً جديداً نقول لهم: كل هذا لا ينفي أن الوجود الأول من الله، وأنهم استخدموا ما خلق الله بالعلم المتاح من الله في كلما فعلوه، ولكن أحداً لا يستطيع أن يدّعي أنه أوجد أي شيء في الأرض من العدم، فكل هذه الإكتشافات العلمية هي من موجود، ولا يوجد إكتشاف علمي واحد من عدم. فكل هذه الإكتشافات العلمية من موجود، ولا يوجد إكتشاف علمي واحد من العدم.
وإذا انتقلنا من النبات إلى الحيوان، نجد أن كل الحيوانات والطيور والحشرات بدأت بخلق من الله، وبخلق من ذكر وأنثى، وهذه هي بداية الخلق جميعاً، ولا يستطيع أحد أن يدّعي أنه خلق من عدم ذكر أو أنثى من أي نوع من النبات أو الحيوان، والله يلفتنا في القرآن فيقولSadوَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذاريات 49).
التحدي الالهي في الخلق
إننا نريدهم، ونحن نتحدى علماء الدنيا كلها، أن يأتي عالم فيقول لنا أنه أوجد من العدم، أو أنه خلق ذكراً أو أنثى من أي شيء موجود في هذا الكون، وما أكثر الموجودات في كون الله، وهنا تأتي الحقيقة القرآنية تتحدى في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (الحج 73).
هذا هو التحدي الالهي الذي سيبقى قائماً حتى يوم القيامة، فلن يستطيع علماء الدنيا ولو اجتمعوا أن يخلقوا ذبابة.
ولقد وصل الإنسان إلى القمر، وقد يصل إلى المريخ، وقد يتجاوز ذلك ولكنه سيظل عاجزاً عن خلق ذباب مهما كشف الله له من العلم، فلن يعطيه القدرة على خلق ذبابة، وهذا من اعجاز الله، لأنه وحده الذي خلق كل شيء، والعلم كاشف لقدرات الله في الأرض، ولكنه ليس موجداً لشيء، ولذلك يقول القرآن الكريمSadذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الأنعام 102).
وبهذا نكون قد أثبتنا بالدليل العقلي أن الله خالق كل شيء في الدنيا، فاذا كان الله قد خلق من هم دون الإنسان من نبات وجماد وحيوان فكيف بالإنسان بما له من إدراكات وعقل وفكر وتمييز، ولذلك يقول اللهSadأَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) (الطور 35).
وإذا كان كل شيء في هذا الكون من خلق الله، فان قوانين الكون أيضا تلك هي القوانين التي يسير عليها الكون هي من وضع الله، إلاَّ ما شاء الله أن يجعل للانسان فيه اختيار، فالقوانين التي يمضي عليها الكون هي من وضع الله، والأسباب التي تتم بها الأشياء هي من وضع الله فالشمس والقمر والنجوم والأرض لا تتبع قوانين البشر، بل تتبع القانون الإلهي، والذي خلقها وضع لها القانون الأمثل لتؤدي مهمتها في الكون.
فالشمس لها حركة كونية ولها تحرّك آخر في فلك خلقه الله لها وكذلك القمر وكذلك الأرض، وكذلك الرياح والنجوم ولذلك يقول اللهSad الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ، وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ، وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) (الرحمن 1- 7).
إذن فالشمس والقمر والنجوم تتحرك بحساب دقيق فلا تتأخر الشمس عن موعد شروقها ثانية ولا تتقدم ثانية منذ ملايين السنين، وكذلك القمر في دورته الشهرية، وكذلك النجوم في حركتها، يقول اللهSadلَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يس 40).
أي أن كل هذه الأجرام لها فلك أو مسار معين تمضي فيه بإذن الله. ولا تستطيع البشرية كلها أن تؤخر شروق الشمس ثانية، أو أن تقدمها ثانية، أو أن توقف دوران الأرض أو تسرع بها أو تبطئ الى غير ذلك.
إذن فثبات قوانين الكون دليل على دقة الخالق وابداعه وعظمته وقدرته، وهذا ما لا يستطيع أحد أن ينكره.
دليل الثابت والمتحرك
يأتي الفلاسفة ليقولوا: إن الثبات وحده لا يعطي القدرة الكاملة لله، ذلك أن الاله بقدرته لا بدّ أن يستطيع أن يخرج عن ميكانيكيته، فذلك هو دوام القدرة أو طلاقة القدرة، أما بقاء الثابت على ثباته، فإن ذلك يعطي الدليل على دقة القدرة وإبداع الخالق، ولكنه لا يعطي الدليل على طلاقة القدرة؟
نقول: إن الله قد أعطى في كونه الدليل على طلاقة القدرة، ولكنه لم يعطه في القوانين الكونية، لأنه لو أعطاه في القوانين الكونية فأشرقت الشمس يوما، وغابت أياما، ودارت الأرض ساعات وتوقفت ساعات، وتغيّر مسار النجوم لفسد الكون!! إذن فمن كمل الخلق أن تكون القوانين الكونية بالنسبة للنظام الأساسي للكون ثابتة لا تتغير وإلاَّ ضاع النظام، وضاع معه الكون كله، فلا يقول أحد: إن ثبات النظام الكوني يحمل معه الدليل على عدم طلاقة القدرة، بل هو يحمل الدليل على طلاقة القدرة التي تبقي هذا النظام ليصلح الكون.
والله لا يريد كونا فاسدا في نظامه، ولكنه يريد كونا يتناسب مع عظمة الخالق وقدرته وابداعه، فيبقي بطلاقة القدرة الثبات في قوانين هذا الكون، ويظهر بطلاقة القدرة أنه قادر أن يغيّر، ويخرق النواميس بما لا يفسد الحياة في الكون، ولكن بما يلفت خلقه الى طلاقة قدرته.
ولنتحدث قليلا عن طلاقة قدرة الله في كونه، أول مظاهر طلاقة القدرة هي المعجزات التي أيّد الله بها رسله وأنبياءه ولكننا لن نتحدث عنها هنا فنحن مع العقل وحده، لنؤكد بالدليل العقلي أن كل ما في الكون يؤكد أنه لا اله الا الله، وأنه هو الخالق والموجد، نأتي إلى الأشياء التي تنطق بطلاقة القدرة وهي في كل شيء، وإذا جاز لنا أن نبدأ بالإنسان فإننا نبدأ بميلاد الانسان أولاً، والإنسان ككل شيء في هذا الكون يوجد من ذكر وأنثى، فاذا إجتمع الذكر والأنثى جاء الولد، هذا هو قانون الأسباب، وقد يلتقي الذكر والأنثى ولا يأتي الولد، مصداقا لقول اللهSadلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (الشورى 49-50).
إذن الله جعل في قوانين الأسباب سنة متى تزوج الذكر والأنثى يأتي الولد، ولكنه أبقى لنفسه طلاقة القدرة فجعل هناك ذكراً وانثى يتزوجان أعواماً وقد لا يرزقان بالولد، فمع قوانين الأسباب كانت هناك طلاقة القدرة، ولم يجعلها الله عامة، بل جعلها في أمثلة قليلة لتلفتنا إلى طلاقة قدرته، حتى لا نحسب أننا نعيش بالأسباب وحدها.
طلاقة القدرة في الكون
ولم تقف طلاقة قدرة الله في خلق الإنسان عند هذا الحد، بل إمتدت لتشمل كل أوجه الخلق، فالأصل في الإيجاد هو من ذكر وأنثى، ولكن الله بطلاقة قدرته خلق إنساناً بدون ذكر أو أنثى وهو "آدم"، وخلق من ذكر بدون أنثى وهي "حواء"، خلقها من ضلع آدم، وخلق إنساناً من انثى بدون ذكر وهو "المسيح"، وهذه كلها حدثت مرة واحدة لإثبات طلاقة قدرته، وهي لا تتكرر، لأنها تلفتنا إلى طلاقة قدرة الله، وأنه ليس على قدرته قيود ولا حدود، فهو الله خالق الأسباب وقدرته فوق الأسباب على أن هناك أشياء كثيرة عن طلاقة قدرة الله بالنسبة للإنسان.
نأتي إلى طلاقة قدرة الله في ظواهر الكون، لو أخذنا المطر مثلاً، الله بأسباب الكون جعل مناطق ممطرة في الكون، ومناطق لا ينزل فيها المطر، والعلماء كشف الله لهم من علمه ما جعلهم يضعون خريطة للأسباب تحدد المناطق الممطرة وغير الممطرة.
يأتي الله في لفتة إلى طلاقة قدرته، فتجد المناطق الممطرة لا تنزل فيها قطرة ماء وتصاب بالجدب، ويهلك الزرع والحيوان، وقد يموت الإنسان عطشا، بالرغم من أن هذه المناطق كان المطر ينزل فيها وربما سار في أنهار ليروي غيرها من البلاد التي لا ينزل فيها المطر. فنجد مثلاً منابع النيل التي هي مناطق غزيرة المطر، تأتي فيها سنوات جدب فلا يجد الناس الماء، ونجد بلاداً كالولايات المتحدة وبلاد أوروبا يصيبها الجدب في سنوات، ولا يحدث هذا بشكل مستمر، بل في سنوات متباعدة، لو أن المطر ينزل بالأسباب وحدها ما وقع هذا الجدب في المناطق الغزيرة المطر، ولكن الله يريد أن يلفتنا إلى طلاقة قدرته وإلى أن الماء الذي ينزل من السماء ليس خاضعاً للأسباب وحدها، حتى لا نعتقد أننا أخذنا الدنيا وملكناها بالأسباب ولكي نعرف أن هناك طلاقة لقدرة الله هي التي تعطي وتمنع وأنه فوق الأسباب وهو المسبب يغيّر ويبدّل كما يشاء.
فإذا جئنا إلى الزرع، ذلك الذي فيه عمل للإنسان، نجد مظاهر طلاقة القدرة، فالإنسان يزرع الزرع والله يعطيه كل الأسباب الماء موجود والكيماويات متوفرة، والأرض جيّدة، ثم بعد ذلك تأتي آفة لا يعرف أحد عنها شيئا، ولا يحسب حسابها فتقضي على هذا الزرع تماما، وفي ذلك يقول الله: (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً) (الكهف 42).
ونحن نعرف أن الآفات تصيب كل مكان في الأرض لا يعلو عليها علم مهما بلغ، وهكذا نعرف أن الأرض لا تعطينا الثمر بالأسباب وحدها، ولكن بقدرة الله التي هي فوق الأسباب، لكيلا نعبد الأسباب وننسى المسبب وهو الله.
فإذا إنتقلنا إلى الحيوان نجد طلاقة القدرة واضحة، فهناك من الحيوان ما تزيد قوته على الإنسان مرات ومرات، ولكن الله قد أخضعه وذلله للإنسان فتجد الصبي الصغير يقود الجمل أو الحصان ويضربه، والجمل مثلا يستطيع أن يقضي عليه بضربة قدم واحدة ولكنه لا يفعل شيئاً ويمضي ذليلاً مطيعاً ولا يرد على الإيذاء رغم قدرته على ذلك، ونجد الكلب مثلاً يحرس صاحبه ويدافع عنه لأن الله ذلله له.
فإذا جئنا إلى الذئب أو إلى الثعلب من نفس فصيلة الكلب نجده يفترس الإنسان ويقتله، ولو أن هذا التذليل للحيوان بقدرة الإنسان لاستطاع كما ذلل الجمل والبقرة والكلب أن يذلل الذئب والثعلب وغيرهما من الحيوانات، ولكن الله يريد أن يلفتنا إلى أن هذا التذليل بقدرته، إن الثعبان الصغير وهو حشرة ضئيلة الحجم يقتل الإنسان، دون أن يستطيع أن يذلله، ليلفتنا الله إلى أن كل شيء بقدرته وجعل موازين القوة والضخامة تختل حتى لا يقال إن هذا الحيوان قوي بحجمه أو بالقوة التي خلقت له، بل جعل أضعف الأشياء يمكن أن يكون قاتلا للبشر.
ثم نأتي إلى الجماد، الأرض من طبيعتها ثبات قشرتها حتى يستطيع الناس أن يعيشوا عليها، ويبنوا مساكنهم، ويمارسوا حياتهم، ولو أن قشرة الأرض لم تكن ثابتة لاستحالة الحياة عليها، ولاستحالت عمارتها، والله يريد منا عمارة الأرض، ولذلك جعل قشرتها ثابتة صلبة، ولكن في بعض الأحيان تتحول إلى عدم ثبات، فتنفجر البراكين ملقية بالحمم، وتحدث الزلازل التي تدمر كل ما على المكان الذي تقع فيه. ويتقدم العلم ويكشف الله بعضاً من علمه لبعض خلقه ما يشاء، ولكن يبقى الإنسان عاجزاً على أن يتنبأ بالزلازل، فيأتي الزلزال في أكثر بلاد الدنيا تقدما ليفاجئ أهلها دون أن يشعروا بقرب وقوعه، بل إنه من طلاقة قدرة الله أنه أعطى بعض الحيوانات، التي ليس لها عقول تفكر، ولاعلم ولا حضارة أعطاها غريزة الإحساس بقرب وقوع الزلزال ولذلك فهي تسارع بمغادرة المكان أو يحدث لها هياج، ان كانت محبوسة في لأقفاص أو حظائر مغلقة وذلك ليلفتنا الله إلى أن العلم يأتي منه ولا يحصل عليه الإنسان بقدرته فيعطي من لا قدرة له على الفكر والكشف العلمي ما لا يعطيه لذلك الذي ميزه بالعقل والعلم.
لماذا؟ لنعلم أن كل شيء من الله فلا نعبد قدراتنا، ولا نقول: إنتهى عصر الدين والإيمان وبدأ عصر العلم بل نلتفت إلى أن الله يعطي لمن هم دوننا في الخلق علماً لا نصل نحن إليه، فنعرف أن كل شيء بقدرته وحده. ومظاهر طلاقة قدرة الله في الكون كثيرة، فهو وحده الذي ينصر الضعيف على القوي، وينتقم للمظلوم من الظالم، وكل ما في الكون خاضع لطلاقة قدرة الله، على أن طلاقة القدرة في تغيير ما هو ثابت من قوانين الكون كلها ويحدث الدمار وتنتهي الحياة. وذلك مصداقا لقولهSadإِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) (الإنفطار 1- 5).
وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم، تنبئنا بما سيحدث عندما تقوم القيامة.
إذن الذين يقولون: إن عظمة الله في خلقه هي الثبات والدقة التي لا تتأثر بالزمن، والتي تبقى ملايين السنين دون أن تختل ولو ثانية واحدة، نقول لهم: هذه موجودة وانظروا إلى القوانين الكونية ودقتها وكيف أنها لم تتأثر بالزمن.
واليوم يقولون: إن عظمة الله في طلاقة قدرته في كونه، وألا تكون الأسباب مقيدة لقدرة الخالق والمسبب، نقول لهم: انظروا في الكون وحولكم مظاهر طلاقة القدرة، وليست هذه المظاهر مختفية أو مستورة، بل هي ظاهرة أمامنا جميعا، وليست في أحداث بعيدة عن حياتنا، بل هي تحدث لنا كل يوم.
وإذا صاح إنسان من قلبه: (ربنا كبير)، أو (ربنا موجود)، أو (ربك يمهل ولا يهمل)، فمعنى ذلك أنه رأى طلاقة قدرة الله، تنصف مظلوما، أو تنتقم من ظالم، أو تنصر ضعيفا على قوي، أو تأخذ قويا وهو محاط بكل قوته الدنيوية. فالإنسان لا يتذكر قدرة الله عندما يرى الكون أمامه يمضي بالأسباب ذلك أن هذا شيء عادي لا يوجب التعجب، فانتصار القوي على الضعيف لا يثير في النفس إندهاشاً، والأجر المعقول للعمل شيء عادي، والأحداث بالأسباب هو ما يعيشه الناس، ولكننا نتذكر قدرة الله إذا اختلت الأسباب أمامنا، وجاء المسبب ليعطينا ما لا يتفق مع الأسباب ولا مع قوانينها. بعض أسباب الوجود التي تثبت قضية الإيمان بالدليل العقلي ولكن الله يقول (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) (الذاريات 21).
على أن بعض الناس ينظر إلى نفسه فلا يرى شيئاً، فما معنى هذه الآية الكريمة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حزب الله ينفي وجود ابن شفيقة "نصر الله" مع المخطوفين ويندد بمجزرة الحولة
»  حزب الله ينفي وجود عناصر وخبراء عسكريين له في جبل محسن – طرابلس
» بالفيديو: العرعور: انا لم أدعو للتسليح والجيش السوري يتبع سنن الله Read more: بالفيديو: العرعور: انا لم أدعو للتسليح والجيش السوري يتبع سنن الله الكونية http://shamtimes.net/news_de.php?PartsID=1&NewsID=9929#ixzz2ag0nsxgb Follow us: @shamtimes on Twitte
» دمشق: لنا كلام آخر بالحكومة.. لولا وجود «حزب الله» فيها ..القيادة السورية في وضع ممتاز وفي جعبتها العديد من الاوراق الرابحة
» نصر الله: ندعو إلى الحوار لمعالجة كل الأزمات في المنطقة ومن الطبيعي وجود خلافات وأزمات ولكن الأخطر ألا نعرف كيف نتعامل مع هذه الأزمات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عشاق سوريا الأسد :: شبكة عشاق الأسد الأحبارية :: اخبار محلية منوعة (علوم -صحة -تعليم -الخ..)-
انتقل الى:  
مواقع صديقة
الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله Uousuu10>