معركة «إسرائيل» المقبلة مع حزب الله

معركة «إسرائيل» المقبلة مع حزب الله
مغايرة تماماً لما خبرته في الماضي

كانون الثاني 17, 2015

اهتمت وسائل الإعلام العبرية بصورة لافتة بالمقابلة مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على قناة «الميادين»، والرسائل التي ضمّنها إجاباته على أسئلة تتعلق بقدرات حزب الله وما ينتظر «إسرائيل» في الحرب المقبلة، في حال نشوبها مجدداً.

وكتبت صحيفة «معاريف» أن الخبر الجيد، أن الجيش «الإسرائيلي» يعرف تماماً كيف ستبدو المعركة المقبلة، والخبر السيء أن تهديدات نصر الله ليست بعيدة عن الواقع.

وأشارت الصحيفة نقلاً عن مصادر أمنية صهيونية، إلى «أن المعركة المقبلة في الشمال ستكون مغايرة تماماً لما خبرناه من معارك في الماضي، إذ لا يمكننا مقارنتها بما مضى، فتهديد الصواريخ يتطلب إخلاء مستوطنات، ومنظومة القبة الحديدية لن تستطيع تأمين الحماية التي أمّنتها في الحرب على غزة، المناورة الجوية ستكون مهددة، والمناورة البرية يستعد لها حزب الله جيداً».

«القناة الثانية الاسرائيلية» أشارت إلى أن السلاح الكاسر للتوازن الذي ينتظره «الاسرائيليون» هو «فاتح 110»، وهو صاروخ أرض أرض من صنع إيراني، يقول نصر الله أنه في حوزته منذ عام 2006، وهذا السلاح خارق للتوازن، أي يبلغ مداه 300 كيلومتر، ووزنه نصف طن، وهو إشكالي جداً بالنسبة إلى «إسرائيل».

فيما أشارت «القناة العاشرة» إلى كلام السيد نصر الله حول إمكان الدخول إلى الجليل، وإلى ما وراء الجليل، وقالت «إن كلام نصر الله حظي بمصادقة أيضاً ممن كان لغاية الاسبوع الماضي رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات في الجيش «الإسرائيلي» العميد إيتاي بارون. وهذا مؤسف لكن يبدو أن السنوات الثماني الطيبة التي عرفناها على الحدود الشمالية منذ حرب لبنان الثانية انتهت».

بارون قال لصحيفة «اسرائيل اليوم» إنه «في الحرب المقبلة سيطلق حزب الله أكثر من ألف صاروخ في اليوم على إسرائيل، وسيعرف كيف يحتل أراضٍ ومستوطنات في الشمال».

وأشارت القناة إلى أن حزب الله راكم خلال السنوات الماضية تجربة قتالية جيدة في الحرب الدائرة في سورية، ولهذا السبب صار لديه القدرة على اجتياح مستوطنات في الجليل.

محلل الشؤون العسكرية والامنية في موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية رون بن يشاي افتتح مقاله أمس حول الموضوع بالقول إن «الاستخبارات الاسرائيلية لم تفاجأ بهذا الكلام»، غير أنه انتقل سريعاً ليغوص في شرح تفاصيل متعلّقة بهذا النوع من الصواريخ، مشيراً إلى أن «لصاروخ فاتح 110 أربعة نماذج، النموذج الرابع يحتوي على رأس حربي يزن 450 كيلوغراماً من المواد المتفجرة ومداه 300 كيلومتر وعلى ما يبدو، يستطيع إصابة الهدف بشكل دقيق». موضحاً أن صاروخاً من هذا النوع يعرّض أهداف البنية التحتية في «إسرائيل» للخطر، كالمصافي في حيفا، مبنى وزارة الدفاع في «تل أبيب»، أو مطارات في شمال «إسرائيل» ووسطها.

ولفت بن يشاي إلى أن صاروخ «فاتح 110» لديه ميزة أخرى أيضاً، «فنظراً إلى مداه الطويل يمكن إطلاقه من عمق الأراضي في شمال لبنان، إذ سيجد سلاح الجو الإسرائيلي صعوبة في الوصول إليه في وقت قصير». مضيفاً أن هناك أيضاً بطاريات صواريخ أرض جو حصل عليها حزب الله من السوريين للدفاع عن منشآت الإطلاق.

ويقول بن يشاي: «لم تُخصَّص بطاريات القبة الحديدية، لاعتراض صواريخ تطلق من مسافات كهذه، بسبب السرعة الفائقة التي تسقط فيها على أهدافها. مقابل ذلك، منظومة اعتراض الصواريخ التي لا تزال في مرحلة التطوير، العصا السحرية، يمكنها أن تعترض بسهولة فاتح 110 أيضاً، لكنها ستكون جاهزة على أقرب تقدير نهاية السنة الحالية. صاروخ فاتح 110 ليس سلاحاً يمكنه أن يحسم معركة حزب الله معنا، لكن يمكنه أن يُلحق أضراراً كبيرة بسبب الرأس الحربية الكبيرة والثقيلة وبسبب دقته».

ورأى بن يشاي أن المقابلة التي منحها نصر الله هدفت على ما يبدو إلى ردع «إسرائيل» عن مهاجمة شحنات إضافية من الصواريخ من هذا النوع التي قد تصل من إيران، معتبراً أن نصر الله يريد أن يردع «تل أبيب» عن مهاجمة شحنات الأسلحة وبما فيها صواريخ «فاتح 110».

ويخلص المحلل العسكري بن يشاي إلى القول إن «الوضع في الوقت الحالي لم يتغير، والمقابلة التي منحها نصر الله لا تهدف على ما يبدو إلى نيّة تغيير هذا الوضع، بل على العكس، للحفاظ عليه. أنا أشكّ، في التقدير بأن نصر الله، قصد في كلامه عن السلاح السري الذي في حوزته صواريخ فاتح 110. على ما يبدو كان يقصد شيئاً آخر، لكنه لم يفصّل، وفي الوقت الحالي لا تقدير حازماً حول ما كان يقصده».

» حزب الله سيغرق إسرائيل “بالعتمة” في الحرب المقبلة
» «إسرائيل» ترسم سيناريو الحرب المقبلة: نستعد لمواجهة وحشية وفتاكة مع حزب الله
» معركة الغوطة الغربية: هذه هي البلدات التي ستكون مسرحاً للمعارك المقبلة
» شراكة حزب الله و«المستقبل» المقبلة أقوى من أيّ وقت مضى
» «هآرتس»: إيران وسورية ستشاركان «حزب الله» في الحرب المقبلة

معركة «إسرائيل» المقبلة مع حزب الله

معركة «إسرائيل» المقبلة مع حزب الله مغايرة تماماً لما خبرته في الماضي

معركة «إسرائيل» المقبلة مع حزب الله
مغايرة تماماً لما خبرته في الماضي