نصرالله... خريطة طريق النصر خلال عام

نصرالله... خريطة
طريق النصر خلال عام

كانون الثاني 17, 2015

سعد الله خليل

حين يقول السيد حسن نصرالله أنّ اللعبة انتهت في سورية، والأسد باق، فهو ينطلق من حقيقة أدركها الغرب قبل الشرق، وسلّم بها العدو قبل الصديق، بأنّ معركة سورية أمّ المعارك، فمن يكسب في سورية يكسب المعركة، والخسارة في سورية تجرّ تبعاتها بدءاً من المنطقة لتتسع الدائرة شرقاً وغرباً، وبناء على تلك المعطيات خاضت القوى الإقليمية والعالمية معاركها، وبناء على تلك الحقائق جيّرت واشنطن و«إسرائيل» قواهما وأتباعهما من دول وجماعات في حربها ضدّ سورية وما تمثله من انتماء إلى محور يصل أميركا اللاتينية بروسيا مروراً بالشرق الأوسط، وهو محور عابر للقارات في فكره ومقاومته.

قوة الحملة ضدّ سورية قابلتها مواجهة قوية استدعت رباعية الفيتو المزدوج وصلابة مواقف روسية صينية إيرانية استندت، إلى صلابة الموقف السوري الذي أفرغ مضمون الحملة ونزع عن أدواتها أية إمكانية لشرعية وطنية سورية أو عربية.

لم يقل السيد نصرالله يوماً كلاماً من فراغ، ولم يقل عبر سنوات الأزمة السورية مرة أنّ الأزمة انتهت، كما قالها في حواره الأخير، وهو يدرك أنّ كلامه يستند إلى معطيات ومقوّمات عديدة أولها وقائع الميدان على الأرض والتقدم الميداني للجيش العربي السوري ورجال المقاومة والقوى الشعبية المقاتلة على الأرض وهو ما بدأ يتبلور وينمو كفصائل مقاومة شعبية لمواجهة تنظيمات «النصرة» و«داعش» يقابلها في المقلب الآخر تحلل وتآكل «الجيش الحر» على يد «داعش» و«النصرة».

ولعلّ ما حصل في ريف دمشق من انهيار خلال أقلّ من 72 ساعة لتلك القوى على يد عصابات زهران علوش يقدّم مثالاً على ماهية كيان كرتوني يُسمّى «الجيش الحر» والذي لم يعد له وجود سوى على المناطق المتاخمة للحدود مع الكيان الصهيوني، هذا الانهيار وتبعاته أنهى أيّ وجود للسعودية على الساحة السورية وباتت خارج اللعبة وانتهت أحلامها بإمكانية فرض معادلاتها على الأرض، فرضيت على مضض التسليم بالدور المصري بالحراك السياسي.

تركيا آردوغان العدالة والتنمية المترنّحة بين انهيار المشروع الإخواني وتبعات دعمها لتنظيم «داعش» وانكشاف أوراقها يوماً بعد يوم، لم يعد باستطاعتها القتال على الساحة السورية سوى بذراعها الداعشي الذي لم يعد يغري الغرب، وبات مصدر قلق حقيقي وتهديد وجودي بعد أحداث فرنسا وألمانيا وبلجيكا التي اعتقلت خلية من العائدين من سورية، كانت تخطط للهجوم على الشرطة، وبالتالي لم يعد الغرب يحتمل العبث بذراع «داعش» ولم تعد معركته محاولة امتصاص تبعات وردود الفعل، بل انتقل إلى ما يمكن استثماره في معركة الفعل بالعمل على القضاء على تلك التنظيمات، وهو ما أدركته سورية ومحورها وعملت عليه خلال السنوات الماضية وفق النفس الطويل لترك شوكة «داعش» تقوى في حلق الغرب بما يدفعه إلى التسليم بوجوب قلعها من جذورها.

أمام التسليم الغربي بعدم قدرته على ربح معركة سورية يقدم السيد نصرالله خطوات الانتقال إلى مرحلة الهجوم المعاكس، والحديث عن فتح جبهة الجولان بنموّ المقاومة الشعبية، والاستعداد لتقديم كلّ أنواع الدعم، وهو ما يدرك معناه الأميركي و«الاسرائيلي» حق الإدراك، بأنّ الاعتداءات على سورية لم تعد مسموحة وحقّ الردّ يفتح آفاق المواجهة من الردّ بالردّ أو فتح حرب بعيدة الأفق مستعدّين لها لما بعد بعد الجليل وقادرين على السير بها.

يبدو أنّ خريطة الطريق أمام كلّ المعطيات تقدّم آفاق التسويات بدءاً من حوار سياسي يطفئ فتيل حرب المواجهة الكبرى، وتقدم فيه أطراف الحرب على سورية أوراقها وتقبل بمقايضة «داعش» و«النصرة» بحقائب وزارية بعد فشل مشروعها بإسقاط الرئيس الأسد وعدم قدرتها في السير بحرب واسعة الأفق وفشل المراوحة في ضمان أمنها، وبالتالي يصبح لكلام السياسة والحوار الحدّ الفيصل، وهو ما سيشهده العام 2015 باعتراف المبعوث الأممي إلى سورية دي ميستورا… وبذلك يكون السيد نصرالله كتب خريطة طريق النصر خلال عام…

«توب نيوز»

» نصر الله خارطة طريق النصر خلال عام – 16-1-2015
» نصرالله والاسد وموسكو وطهران ….. ما سر لغة النصر؟
» المعركة الصامتة: الطريق إلى إدلب ..بداية طريق النصر
» معنويات الارهابيين انهارت وحماة الديار على طريق النصر
» السيد نصرالله والحرب القادمة ومعادلات النصر ! - محمد حمية