داعش: ‘الدولة الإسلامية’ تجنّد الشباب السعودي إلكترونيا

داعش: ‘الدولة الإسلامية’ تجنّد الشباب السعودي إلكترونيا

30 ديسمبر 2014

الرياض ـ أكدت دراسة حديثة أن تنظيم “الدولة الإسلامية” بات يستهدف الشباب السعودي عبر غرف الدردشة، مستغلا واقع أنهم يقضون معظم وقتهم على “الإنترنت” ليحاول تجنيدهم وضمهم إلى صفوفه، تماما كما يفعل مع أعداد كبيرة من الشباب العرب وممن يحملون جنسيات غربية أو شرق آسيوية.
وأكدت الدراسة التي أعدها فريق من الباحثين السعوديين في الإعلام الرقمي من جامعة الملك سعود أن عناصر مختصة من التنظيم المتشدد يستغلون موقع “تويتر” لمناقشة أحدث القضايا على الساحة الفكرية والإسلامية، كمدخل لحثّ الشباب على المشاركة في الجهاد ضد “الطغيان” مع استغلالهم للمرأة وتوظيفها في نشر أطروحات التنظيم المتشدد الشاذة لنشرها بشكل أفضل داخل المجتمعات.
وأفادت الدراسة بأن التنظيم يسيطر على عدد كبير من المواقع والمنتديات الإلكترونية، التي تحتوي على مكتبة هائلة وواسعة تختص بالأيديولوجيا والخطاب وآليات التجنيد والتمويل والتدريب والتخفي والتكتيكات القتالية وصنع المتفجرات، وكل ما يلزم “الإرهابيين” في عمليات المواجهة في إطار حرب العصابات وسياسات الاستنزاف.
ويواصل التنظيم المتشدد نشاطه الإعلامي من خلال العمل في مدونات، باللغتين الروسية والإنكليزية. وتختص هيئة داخل التنظيم بترجمة الإصدارات الإعلامية إلى لغات أجنبية عديدة، كالإنكليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والأوردو، وغيرها وهو ما أكسبه الكثير من الأفراد من مختلف الجنسيات.
وأوضح الفريق البحثي بأن عناصر “الدولة الاسلامية” يقومون بإنشاء وتصميم مواقع لهم على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) لنشر أفكارهم والدعوة إلى مبادئهم، بل وإلى تعليم الطرق والوسائل التي تساعد علي القيام بالعمليات الإرهابية.
وأنشأ التنظيم المتشدد مواقع لتعليم صناعة المتفجرات وكيفية اختراق وتدمير المواقع وطرق اختراق البريد الإلكتروني وكيفية الدخول على المواقع المحجوبة وطريقة نشر الفيروسات وغير ذلك.
وأضافت الدراسة بأن الأشرطة والمواد الدعائية التي تصدرها المؤسسات الإعلامية التابعة للتنظيم كمؤسستي “الفرقان” و”الاعتصام” تؤكد على التحول الكبير في بنيته وقدراته الفائقة، وتكتيكاته العنيفة، واستراتيجيته القتالية المرعبة.
فقد أصدر التنظيم الإٍرهابي سلسلة من الأفلام المتقنة أطلق عليها “صليل الصوارم”، بدءا من صليل الصوارم 1 يوليو/تموز 2012، وصليل الصوارم 2 أغسطس/آب 2012، وصليل الصوارم 3 يناير/كانون الثاني 2012، ثم صليل الصوارم 4 مايو/أيار 2014.
وأشارت الدراسة بأن التنظيم يلجأ إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي”تويتر- فيس بوك- انستقرام” لتدبير الهجمات الإرهابية وتنسيق الأعمال والمهام لكل عنصر إرهابي بلغة مفهومة لهم وغالبا تكون عبارة عن رموز لها دلالات معينة.
كما أوضحت إلى أن عناصر “الدولة الاسلامية”يلجأون إلى الحصول على المعلومات للمنشآت التي يسعون إلى استهدافها من خلال شبكة الإنترنت حيث إن 80% من مخزونهم المعلوماتي معتمدا في الأساس على مواقع إلكترونية متاحة للكل دون خرق لأي قوانين أو بروتوكولات الشبكة.
وأكدت بأن تنظيم “الدولة الاسلامية” لديه فريق من الخبراء التقنيين مهمتهم الرئيسة تتمحور حول اختراق البريد الإلكتروني للآخرين وهتك أسرارهم والاطلاع على معلوماتهم وبياناتهم التجسس عليها لمعرفة مراسلاتهم ومخاطباتهم والاستفادة منها في عملياتهم الإرهابية مبينة الدراسة أن هذه الطريقة باتت وسيلة سهلة وآمنة للتواصل بين الإرهابيين وتبادل المعلومات فيما بينهم والتخطيط لعملياته كما يستخدمونها أيضا لدى بعض المتطرفين دينيا أو سياسيا في نشر أفكارهم والترويج لها وكسب تعاطف الآخرين كما يقومون أيضا باختراق البريد الإلكتروني للآخرين لتتبع مراسلاتهم والاطلاع على بياناتهم وأسرارهم للاستفادة منها في التخطيط لعملياتهم الإرهابية وقد تحولت وسائل التجسس من الطرق التقليدية إلى الطرق الإلكترونية خاصة مع استخدام الإنترنت وانتشاره عربيا وعالميا.
ويتمتع الإعلام بأهمية كبيرة داخل هيكلية التنظيم وهو من أكثر التنظيمات الجهادية اهتماما بشبكة الإنترنت والمسألة الإعلامية.
وأدرك التنظيم المتشدد منذ فترة مبكرة من تأسيسه الأهمية الاستثنائية للوسائط الاتصالية في إيصال رسالته السياسية ونشر أيديولوجيته الجهادية، فأصبح مفهوم ما يسمى “الجهاد الإلكتروني” أحد الأركان الرئيسية في نشاطاته.
وقال البحث السعودي إن الهيئة الإعلامية لتنظيم “الدولة الاسلامية” تطورا كبيرا بالشكل والمحتوى، وتتمتع بدعم وإسناد كبيرين.
وتعتبر مؤسسة “الفرقان” الإعلامية الأقدم والأهم، وقد ظهرت مؤخرا مؤسسات إعلامية عديدة تتبع التنظيم، مثل مؤسسة “الاعتصام” ومركز “الحياة” ومؤسسة أعماق ومؤسسة البتار ومؤسسة دابق الإعلامية ومؤسسة الخلافة ومؤسسة أجناد للإنتاج الإعلامي ومؤسسة الغرباء للإعلام ومؤسسة الإسراء للإنتاج الإعلامي ومؤسسة الصقيل ومؤسسة الوفاء ومؤسسة نسائم للإنتاج الصوتي ومجموعة من الوكالات التي تتبع المناطق التي تسيطر عليها كوكالة أنباء “البركة” و”الخير” وغيرها.
كما أصدر”الدولة الاسلامية” عددا من المجلات بالعربية والإنكليزية مثل “دابق” و”الشامخة”، وأنشأت الهيئة إذاعات مثل إذاعة “البيان” في مدينة الموصل في العراق، وإذاعة أخرى في مدينة الرقة في سوريا.
وأكدت نتائج الفريق البحثي بأن “الإنترنت” أصبحت وسيلة ناجعة للتنظيم في الحصول على التمويل اللازم إدارة نشاطاته، وذلك من خلال ما وفرته الشبكة من وسائل رخيصة وسريعة وأقل مخاطرة للمرسل والمستقبل تتمثل في استخدام نظام “إم ـ بيمنت” (M-payment) وبعض خدمات الدفع بالهواتف المحمولة لنقل الأموال إلكترونيا.

MEO

» كيف وصلت «الدولة الإسلامية» إلى ليبيا؟
» الدولة الإسلامية خرافة أم واقع ؟
» حلم «الدولة الإسلامية» يسقط بيد الجيش والمقاومة
» داعش: جربتم الأنظمة العلمانية والملكية فالجمهورية فالبعثية فالصفوية.. الآن عهد الدولة الإسلامية وعهد “الخليفة” أبوبكر البغدادي
» هل يشعل «الدولة الإسلامية» القلمون مجدداً؟