وزير خارجية لوكسمبورغ : ركوب حافلة دي ميستورا ليس مجاناً

وزير خارجية لوكسمبورغ : ركوب حافلة دي ميستورا ليس مجاناً

19 ديسمبر 2014

وسيم ابراهيم

خارج بناء «الخارجية الأوروبية» لم يكن هناك زحمة حراس. المارة بجوار بوابته الرئيسية المفتوحة على رصيف وشارع عامَّين في ساحة «شومان»، كان يمكن أن يصطدموا بوزراء.
بالطبع، ما كانوا ليتخيلوا أن 28 وزيراً أوروبياً متواجدون في الداخل. هذا الاجتماع في بروكسل كان ذا طابع غير رسمي. فتح ذلك المجال واسعاً أمام نقاش مفتوح ومن دون قيود، خصوصا أن انتباه هذا الحشد السياسي كان موجها لرجل واحد يجلس قبالتهم.
ثلاث ساعات قضاها الوزراء مع ممثل الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. مبادرته حول الانطلاق من «تجميد القتال في حلب» باتت تتصدر الحديث عن الملف السوري، لا سيما أنه يخطط للبناء عليها أملاً في أن تُوصِل، في نهاية المطاف، إلى التسوية السياسية.
هناك قلّة استمعت من موقع التردد والريبة، مُشْتَمِّين رائحة محاولة لإعطاء شرعية دولية للسلطة السورية. آخرون أصغوا من موقع المتشوق لمبادرة كانوا ينتظرونها.
أحد أبرز أعضاء المجموعة الأخيرة كان وزير خارجية لوكسمبورغ جون أسلبورن. على مدار فصول الأزمة السورية، كان يكرر رفضه للتدخل العسكري بمختلف أشكاله. قال بوضوح إن تدخلاً كهذا سيجعل الأمور أسوأ، مشدداً على أن المقاربة السياسية هي الوحيدة الناجعة. بقياس النتائج، لم تكن رؤيته مخطئة.
التقت «السفير» أسلبورن بعدما شارك في النقاش مع المبعوث الدولي، وبعد لقاء رسمي استعرض فيه مع نظرائه الأوروبيين أبعاد المبادرة. الكلمات المفتاحية التي يرددها هنا: حماسة لمبادرة المبعوث الدولي لأن جوهرها جمع الخصوم على أساس «المصلحة المشتركة، ثم التأكيد أن الالتحاق بركب داعمي مهمة دي ميستورا يستوجب على الجميع قطع تذكرة ليست مجانية».
وعن خلاصة الموقف الأوروبي بعد تلك النقاشات، قال أسلبورن: «أول شيء نحن ملتحقون بخطة دي ميستورا. إنه يحاول حقا حماية حلب. حلب هي مشكلة سياسية، لكنها أيضا مشكلة إنسانية. وأعتقد أن الجميع يجب أن تكون لديه مصلحة بأن يكون سكان حلب آمنين. لذلك، ربما إذا أمكن تنفيذ الخطة لتجميد العنف في حلب، يمكن لذلك أن يكون إشارة للحصول على فرصة لإيقاف العنف على الأراضي السورية».
العبارة الذهبية التي يتحمس لها أسلبورن هي «المصلحة المشتركة»، ويبدو متفائلا أنها تشكل المحرك الأساسي للمبادرة الأممية الجديدة. ويقول عن ذلك: «يمكنك فقط إيجاد حل في حلب إذا كان لديك لاعبون مهمون جداً في الداخل لتنفيذ هذه الخطة. هذا يعني روسيا وإيران، ويعني السعودية. دي ميستورا يعمل للأمم المتحدة، والأمم المتحدة ليست الجامعة العربية، ولا الاتحاد الأوروبي، ولا الولايات المتحدة، ولا الصين أو روسيا، إنها الأمم المتحدة. إذًا لدى دي ميستورا الإمكانية لجمع كل هذه المصالح، وإيجاد حل، خلال الأسابيع القادمة. أنا لا أتحدث عن التعاون بينهم، بل عن المصلحة المشتركة».
يسجل لهذا السياسي المخضرم أنه «صكّ» مصطلحاً جديداً، جاء انعكاسا لشدة حماسته تجاه مبادرة المبعوث الدولي. وقال إنه يجب «كوبنة حلب»، مذكّرا بأن المصلحة في إنقاذ مدينة «كوباني» (عين العرب) أمكنها جمع خصوم كثيرين. أمكن أيضا جلب المعارضة السورية المسلحة، المدعومة غربيا، لتلتحم بهذا الجمع، بعدما عارضت بشدة التركيز على البلدة السورية الحدودية مع تركيا أول الأمر.
«كوبنة حلب» هي بالنسبة له المرادف المباشر للبحث عن «المصلحة المشتركة». ويقول، شارحا هذه الفكرة: «عندما أقول مصلحة مشتركة، هذا يعني أن هؤلاء الذين يريدون إظهار أن لديهم حساسية للجانب الإنساني، مستعدون لفعل الشيء نفسه الذي تم القيام به في كوباني. أعرف أن سكان كوباني أصبحوا خارج البلدة، في لحظة معينة، وهنا في حلب هذا الوضع ليس ممكناً. إذا نظرت للخريطة سترى أن هناك طوقاً أسود حول حلب، وهذا الطوق الأسود هم برابرة. لذا آمل أن يصطف اللاعبون: اللاعبون الكبار، ولديهم النفوذ، إلى جانب دي ميستورا، جانب الأمم المتحدة، ويظهروا أن هناك إمكانية لإيجاد حل لحلب، ثم بعدها لإيجاد حلول أيضا لسوريا».
إلى جانب ما ذكر، يضع أسلبورن خطَّين تحت شرط يعتبره مهما لإنجاح مهمة المبعوث الدولي: «لكي يكون لدينا حقاً فرصة لفعل ذلك، نحتاج إلى قرار من مجلس الأمن الدولي».
بعض المتابعين عن قرب للموقف الأوروبي، يلاحظ أن خلاصات اجتماع وزراء الخارجية الأخير تضمن تحولاً لافتاً. يلفتون إلى أن التركيز بات الآن على أولوية العملية السياسية، بينما كان سابقا لتحقيق الانتقال السياسي. هناك فرق كبير بين الأمرَين، كما يشرحون، فالانتقال يعني الخوض مباشرة في تغيير السلطة والحكم، أما العملية السياسية فهي طريق يؤمل أن يؤدي إلى ذلك.
يمكن هنا ذكر اللهجة التي استخدمتها وزيرة خارجية الاتحاد فيدريكا موغريني حين سئلت عن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد؛ قالت إنه رغم الترديد، خلال سنوات، أنه يجب أن يكون خارج معادلة السلطة، لكنه «لا يزال جزءا من الواقع».
المهم هو أن ما تطرحه موغريني كدرس يجب استخلاصه مما حصل. وتقول إنه «يجب التعامل مع الواقع من أجل تغييره». ألحقت ذلك بالتعبير عن الأمل في ألا يكون الأسد في مكانه بعد سنوات، ففي النهاية كما تقول: «لا مكان له في مستقبل سوريا».
يرى المتابعون، وبينهم ديبلوماسي رفيع المستوى تحدثنا إليه، أن موغريني قالت كلاما تجد فيه مختلف المواقف الأوروبية صدى لما تريده: من يشدد على العملية السياسية، ستلمع أمامه جملة التعامل مع الواقع، ومن يهتمون بالهدف الأخير سيرون قصة الحسم، لكن المستقبلي.
على كل حال، أسلبورن من المجموعة الأولى، التي تشدد على أولوية العملية السياسية، وهذا ما يجعلهم متحمسين لمبادرة المبعوث الدولي. مع ذلك، يشدد على أن ركوب حافلة دي ميستورا ليس بالمجان، خصوصا لبعض اللاعبين. ويقول: «هذه مهمة دي ميستورا، أن يحاول إيجاد شيء ما يمكن أن يجمع كل المصالح. هناك نقطة مهمة للغاية هنا. أعتقد أن الروس والإيرانيين، لا يمكنهم إغلاق أعينهم، والقول سنواصل على هذا المنوال، لأشهر وربما لسنوات. هذا له ثمن أيضا لطهران، وأعتقد أنه بالنسبة للروس هناك أيضا ثمن. لذلك، دعونا نحاول ألا نذهب بعيدا في التفاصيل، بل دعونا ندعم دي ميستورا في عمله».

السفير

» كيف أسكت وزير خارجية الجزائر وزيري خارجية تونس وقطر في اجتماع القاهرة..؟
» الفيصل وزير خارجية اسرته !!
» الى المعتوه الأحمق الخرف وزير خارجية البحرين
» الابراهيمي بحث مع وزير خارجية مصر الوضع السوري
» هواء طلق – وزير خارجية قطر: نحن و«إسرائيل» أخوة