تداعيات رسالة أوباما الى المرشد الإيراني

تداعيات رسالة أوباما الى المرشد الإيراني

Wednesday , 19 November 2014 - Me Panorama

ان رسالة الرئيس الأمريكي لإيران و تحديداً للمرشد الإيراني حملت الكثير من محطات التوقف لفحص مضامين تلك الرسالة و التي أعطت مؤشرات واضحة أولها الضعف الأمريكي العربي و عدم القدرة على مجارات للاحداث في المنطقة و الامر الثاني اعتراف صريح بثقل ايران السياسي و الميداني .
شكلت رسالة أوباما الى المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي الكثير من التساؤلات حيال مضمون تلك الرسالة والاهداف من ارسالها وما يبن اول الغيث لهذا المضمون هو السعي الى مد نوع من أنواع التواصل الأمريكي الإيراني في محاربة داعش وهذا التعاون اشبه ما يكون بالخيط ليكون تبادل مشترك بين الجانبين بهذه القضية والقضايا الأخرى وهنا دليل على التخبط الأمريكي وضياعه الكثير من الوقت في التعنت بعدم التعاون لكن واقع الحال فرض هذا وسدد لكمته لوجه أوباما بان ايران محور رئيسي في المنطقة لا يمكن الاستغناء عنه .
ومن المحتل أن تنفرد مضامين الرسالة الى باحات منفردة اخذت الأولى ما سبقة وجاء الثانية حول ملف ايران النووي الذي شكل عقدة للولايات المتحدة في حل هذا الملف الذي وصل عمره اثنى عشر عام وهو يقترب من الحسم مع مواصلة التفاوض به بين ايران والدول الست ومما يؤشر خلال هذه الرسالة انه أمريكا تحاول أن تفعل التعاون مع ايران حتى توجد نوع من الليونة في مفاوضاتها وشروطها لكي يحسم الامر وتنتهي عقدت النقاشات لكن بعد المحللين يرون أن القبول بملف ايران النووي سيوجد توتر عربي من أمريكا لكونها ستضعها في يد ايران لكن البعض الاخر يرى أن الخشية والخوف من ايران لا مبرر له لكون ايران بلد متحضر وليس بالبربري حتى يعتدي على دول الجوار لديه دون مبرر وأيضا ايران أعلنت في اكثر من موقف على سلمية ملفها وحسن نواياه في المفاوضات مع الغرب.
جون كيري وزير الخارجية الامريكية صرح بكل وضوح ان التواجد الأمريكي في المنطقة لوجود مصالحا لها في الشرق وهذا التواجد يمكنها من تحقيق مصلحها وهنا بوجود ايران لا يمكن تحقيق المصالح لكون ايران مستمرة على الدوام بالتصدي للمشاريع الامريكية في المنطقة التي تحاول زعزعة امنها وتجفيف منابعها الاقتصادية وهنا قد نتدخل في الباحة الثالثة لمضمون الرسالة والتي تبين ان أمريكا لتحافظ على مصالحها في المنطقة لا من ان تتواصل مع ايران وتنبي معها خطوط التفاهم لوضع المنطقة وهذا ما أكدته الاكثير من لمصادر والمحللين لكون ايران أصبحت الثقل الكبير في المنطقة ولها من المركزية التي تمكنها على تغير مسارات سياسية دول المنطقة حيثما ترغب وكيفما تشأ وهذا يوضح أن أمريكا أصبحت تعترف بثقل ايران في المنطقة وعدم قدرتها على التمدد فيها بصورة واسعة وخاصة بعد الدرس في سوريا , وما ينقلنا الى باحة الرسالة للمضمون الرابع هو تبدد قوة دول المنطقة وخاصة السعودية ودول الخليج الأخرى التي أصبحت مصدر قلق واتهام بتمويل الإرهاب وافتعال الازمات مما ولد لها أبواب ضعف وليست قوة وكذلك تركيا هي الاخر فشل في محاولات التمركز في المنطقة فلم يكن امام امركيا وامام الفشل العربي تجاه تقويض قدرة ايران في المنطقة الا خطوة واحدة وهو الواقع ان يتم مد التعاون والتواصل مع ايران .
لكن رغم كل ما تم سرده من مضامين واحتمالات لمضمون تلك الرسالة أن الجانب الإيراني لا يمكن وضع اليد باليد مع أمريكا من ناحية تعاون اقتصادي او سياسي او حتى اجتماعي والأسباب تتعلق أولا بالعقيدة الدينية و الثوابت السياسية للجمهورية التي تمنع فعل ذلك إضافة الى ان ايران تدرك جيدا نوايا أمريكا في المنطقة فلو أقدمت على الصلح فأن ذلك الصلح سيكون مثل صلح معاوية للحسن بن علي فيه الكثير من المكر والخديعة ولا يمكن قبوله وكذلك مواقف المرشد الأعلى الايراني في اكثر من محفل اكد على شيطنة أمريكا وعدم امتلاكها على نوايا صادقة في ارسى الامن والسلام في المنقطة والعالم اجمع وعليه ان مشروع الرسالة وصل والمضمون اتضح امره وايران حققت النصر على أمريكا في الثبات لمواقفها السياسية الاقتصادية والأمنية وافشل مشاريع الإرهاب في سوريا والعراق .
محرر الوعي

» رسالة أوباما السرية و الرد الإيراني المدهش
» رسالة جليلي: بيروت ودمشق «جزء من الأمن القومي الإيراني» ...عماد مرمل
» خيارات الرد الإيراني على طاولة المرشد
» مساعد المرشد الأعلى الإيراني: أي هجوم على سورية يُعد هجوما علينا
» تداعيات خطاب أوباما وما الجديد فيه؟-تقرير:توفيق المحمود