أيها العرب إستفيقوا.. قاسم سليماني قريبا في عواصمكم

أيها العرب إستفيقوا.. قاسم سليماني قريبا في عواصمكم

Wednesday , 12 November 2014 - Me Panorama

أحمد الشرقاوي

“أميركا باعتنا وباعت إسرائيل لتتفق مع إيران.. أيها العرب استفيقوا قبل أن تجدوا قاسم سليماني في ما تبقى من عواصمكم”. هذا النداء أو الإستغاثة التي تعبر عن شعور عميق باليأس قد يؤدي بصاحبه إلى الإنتحار أو الجنون، صدر عن أحد تجار الحرف في الصحافة السعودية الدائعة الصيت، وهو لا يعبر عن رأي شخصي بقدر ما يعكس حقيقة ما يشعر به حكام الزيت في مهلكة الرمال، وتتداوله مختلف منابر إعلامهم بقلق كبير، تحت عنوان: “الشرق الأوسط إلى أين؟..
ولا أدري لماذا، لكني بمجرد قراءة العنوان، وبرغم ما يحمله من هـم دفين، استلقيت على قفاي من شدة الضحك، وهناك مثـل شعبي يقول “الهـم يُبكي لكن كثرته تُضحك”.. وتساءلت باستغراب: – أإلى هذا الحد وصل الرعب بأعراب الخليج من الإتفاق الأمريكي الإيراني حول الملف النووي؟..
هذا علما أن لا شيىء رسمي يمكن البناء عليه حتى الآن، غير أن الجو العام في الخليح يوشي بأن هناك قناعة راسخة بأن الإتفاق أصبح شبه منجز، وأن ما تقوله أمريكا عن صعوبات وخلافه هو لدر الرماد في العيون لتأجيل الصدمة بضعة أيام ليس إلا، لأن أمريكا وفق ما يؤكدون، إستنادا إلى معلومات مستقات من حليفتهم “إسرائيل”، إعتادت أن تقول الشيىء وتفعل عكسه.. وأن الإتفاق آت لا ريب فيه، وأن ما بعـد 24 من الشهر الجاري ستحل القيامة بالمنطقة.
ويدور حديث اليوم عن عزم مملكة الرمال مواجهة هذا الحدث الجلل الذي نزل على أمرائها كالصاعقة، بسلوك نفس نهج إيران وبناء مفاعلات نووية، لا لإنتاج الطاقة السلمية بل السلاح النووي لخلق ما يعتقدون أنه سيكون ردعا متبادلا.. غير أن دون هذا الوهم صعوبات ومطبات، فـأمريكا و”إسرائيل” لن يسمحا لعربان الزيت بهذا التوجه الخطر، وحتى إذا كان الغرض هو إنتاج الطاقة السلمية، فمشكلتهم تكمن في أن من يعيش في عصر الجاهلية الأولى لا يمكنه أن يقفز إلى العصر النووي بسرعة الضوء، لأنه إذا كان مال الزيت يسمح لهم بإقامة مفاعلات نووية، فالمشكلة تكمن في أن عقلية البعير لا يمكنها أن تتأقلم مع هذا النوع من التكنولوجيا المتقدمة، لذلك سيكون لزاما عليهم أن يستوردوا مع المفاعلات عقولا صهيونية لتشغيلها.
حسنا، ما علينا.. لنفترض أن ما يعتقده هؤلاء صحيحا، فما الذي سيتغير في ملك الله العلي العظيم بعد 24 من الجاري غير أن من جد وجد، ومن اجتهد وصل، وأن من يسلك درب العلم والمعرفة لا بد وأن يصل إلى الدرجات العلى في سلم التقدم والرقي الإنساني.. أليس هذا هو السبيل الوحيد للخروج من رابوع الجهل والفقر والمرض والتخلف وصناعة حضارة تدخل أصحابها إلى التاريخ الإنساني من أوسع أبوابه؟.. أليس هذا ما تقوله سنن الله في الكون والخلق، وهي سنن لا تتبدل ولا تتغير ولا يمكن لجاهل أو حاقد أو مريض نفسيا أن يغيرها لمجرد أنها لا تعجبه؟..
والسؤال هنا هو: ماذا بوسع الأعراب أن يفعلوه لتعطيل مسيرة النهضة العلمية الإيرانية ولم يفعلوه حتى الآن؟.. ألم يضعوا مقدرات شعوبهم بيد البريطاني والأمريكي بل وحتى الفرنسي الفاشل، وفتحوا خزائنهم لكل من هب ودب ينهب منها ما يشاء وكيف يشاء بحجة تسليحهم لحمايتهم من البُعبُع الإيراني؟..
حقا أنتم تستحقون الشفقة أيها الأعراب، حتى لا أقول أكثر، لأن الشيىء الوحيد الذي تتفننون في صناعته بإتقان هو التطرف والإرهاب والفتن، وهو أمر ينم عن ضعف في العقلية ومرض عضال في النفسية لا علاج له.
ولماذا تُصرون على المضي في غيكم وجهلكم وعُهركم بإستهداف إيران ومحور الممانعة والمقاومة؟.. ألم تتحالفوا مع عدو الله والأمة “إسرائيل” ومولتم حروبها ضد المقاومة العربية والإسلامية في لبنان وغزة، ودمرتم العراق وقتلتم شعبه بعد أن استعملتم نظامه البائد في حربكم بالوكالة على الثورة الإيرانية الفتية وهي لا تزال في المهد، وخربتم سورية وأعلنتم عليها حرب كونية غير مسبوقة في تاريخ البشرية لا زالت قائمة إلى اليوم، بدعوى قطع أدرع إيران في المنطقة وبسط نفود “إسرائيل” وآل سعود اليهود، وتبين أن من كانوا يعتقدون أن “إسرائيل” تعتبر قوة لا تقهر هي أهون من بيت العنكبوت؟.. فلماذا لم يقصف هذا الكيان الصهيوني الذي تتباهون بقوته وطول دراعه مفاعلات إيران النووية قبل ثلاث سنوات حين كان “النتن ياهو” يصرخ ويرعد ويزبد بتحريض من أمراء البروستات في “السعودية” ومشيخات العهر في الخليج؟..
ولماذا كل هذا الرعب من برنامج إيران النووي الذي أكدت تقارير متواترة لوكالة الطاقة النووية الدولية أنه سلمي ولم ينحرف مطلقا إلى برنامج عسكري، ولا نتحدث هنا عن فتوى إمام الثورة الإيرانية التي تمثل إلتزاما دينيا وأخلاقيا يغني عن آلاف التعهدات وعشرات البروتوكولات، لأن رجل بمستوى الإمام لا يكذب ولا يتعامل بالخديعة مع الله وشعبه.. في حين أن الكيان الصهيوني المغتصب للأرض والعرض والمقدسات والشرف العربي ينام على عشرات القنابل النووية التي بمقدورها حرق منطقة الشرق الأوسط برمتها؟..
ومع ذلك لا أحد يقلق، ولا أحد يستنكر ولا أحد يدين، بل الأخطر، أن هذا الكيان المجرم وبعد أن تم له التمكين في كامل فلسطين، بدأ يهدد مؤخرا بهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه، والأعراب صامتون كالأموات منذ أن أقاموا للقدس لجنة جعلوا على رأسها ملك رضع من حليب الصهيونية مثلهم، فدفنوا فيها تاريخ قبلتهم الأولى ورمزية المكان الذي لم يستطيعوا محوها من ذاكرة الشعوب لأن الله كتبها في القرآن وحماها بدماء الشهداء عبر العصور والدهور..
وحده سماحة السيد يصرخ في كل وقت وحين، ويحذر من خطورة الآتي، لكن دون جدوى، وكأنه مجنون يصرخ في مقبرة ليمزق صمت الأموات.. فأين تذهبون من هنا أيها المنافقون؟..
اتركوا معاقرة الخمر واهجروا مخادع النساء ولو لمرة في حياتكم البئيسة واقرأوا التاريخ، لتفهموا أن الله ينصر من نصره، وأن إيران منذ نجاح ثورتها المباركة قامت برفع علم فلسطين السليبة على قبة السفارة الأمريكية وأعلنت تحرير القدس هدفا مقدسا لها، وأقامت يوما سنويا مخصصا للمدينة يشارك فيه اليوم كل شرفاء الأمة وأحرار العالم، ودعمت حركات المقاومة العربية والإسلامية ضد “إسرائيل” في المنطقة، فتحولت فلسطين وقدس الأقداس إلى قضية إنسانية كونية، تتجاوز أحلام الصهاينة وأوهام العربان..
راجعوا ذاكرة أيامكم السوداء، وكتاب تآمركم على الله ودينه وعباده في كل مكان خدمة لأمريكا وإسرائيل، وحاولوا أن تفهموا لماذا هزم الله جيوشكم جميعا ونصر حزب الله والمقاومة في فلسطين ضد أعتى آلة عسكرية في المنطقة؟.. هل حاولتم أن تفهموا ما السر؟.. أنا على يقين أن عقولكم المثقوبة أيها الجهلة لا تستطيع فهم ذلك، لأنكم تعيشون كالطفيليات خارج التاريخ وعالة على الحضارة وخطر على العروبة والإسلام والإنسانية جمعاء..
لم ينصر الله المقاومة في لبنان وفلسطين وسورية والعراق لأنها شيعية أيها المزورون، بل لأنها عربية وإسلامية أخذت بأسباب القوة واعتنقت عقيدة الجهاد الحق، وتحلت بقيم الإخلاق، وفهمت معنى سر نظرية “التدافع” القرآنية فحمت الأرض من الظلم والفساد ووقفت في صف المستضعفين ضد الطغاة المستبدين عملا بقوله تعالى، (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض) البقرة 251.
هذه هي أسس الثورة الإسلامية البسيطة، التي لم تنجحوا في إسقاطها بالمؤامرات الخبيثة والحروب المباشرة والإرهاب بالوكالة والفتنة الطائفية والمذهبية، لأنكم تجاهلتم عن عمد وسبق إصرار أن الشيعة ليسوا بدعا من الخلق ولا كفارا، بل مواطنين أنبتهم الله من تراب بلدان المنطقة مثل إخوانهم السنة والمسيحيين وغيرهم، وأن الشيعة في “السعودية” والبحرين واليمن والكويت والعراق وسورية وغيرها.. هم سنة آل البيت قبل أن يحتل آل سعود اليهود شبه الجزيرة العربية ويُحولوا المضللين من أهل السنة والجماعة إلى دين الوهابية التلمودية البغيض، وقبل أن يولد جد آل عيسى وآل خليفة وكل العصابات التي سرقت إرادة شعوبها ورهنتها للأمريكي والصهيوني ثمنا قليلا لأهوائها ونزواتها المريضة..
حتى الثورة الإيرانية التي تتهمونها بتصدير التشيع، لا علاقة لها بشيعة المنطقة الضاربة جذورها في التاريخ منذ صدر الإسلام، وتعلمون أيها الكاذبون أن التشيع لا ينشر بالدعوة كما هو حال الوهابية المجرمة بل بالدراسة والمعرفة، وهذا طريق شاق يتطلب الكثير من الصبر والجهد والبحث لتحصل القناعة، لأنه منهج العقل والبصيرة لا النقل والإنصياع الأعمى على سنة القطيع في المزرعة، وإسلام العلم والمعرفة لا إسلام الخديعة المشوه الذي يبيع للمكبوتين المتعطشين للدم والجنس وهم نكاح الحوريات في الجنة..
وأنا هنا لا أدعوا أحدا للتشيع أو التسنن بالمطلق، فذاك شأن من مجال حرية الإنسان وإرادته وإختياره، ما دام الهدف هو البحث عن الحقيقة حتى تحصل القناعة عن فهم وإدراك لا عن وراثة وتقليد كدأب القردة.. والله يقول لا إكراه في الدين فمن شاء فليأمن ومن شاء فليكفر إن الله غني عن العالمين.. وهذا معناه أن الحرية في شرع الله هي أول شرط ليكون الإنسان إنسانا يعيش بكرامة ومسؤولية، لأن كل نفس بما كسبت رهينة ولا يحاسب أحد بذنوب غيره..
أقول هذا، لأن الجهل هو الذي وفر البيئة الحاضنة للإرهاب في العقول المتكلسة وأدى بالأمة للكوارث التي تعيشها اليوم.. والجهل وفق المفهوم الإصطلاحي هو بخلاف الأمية، لأن الجاهل ليس هو من لا يعرف القراءة والكتابة، بل الجاهل هو عالم واصل يميز بين الحق والباطل، لكنه يصر بكل وسائل التزوير والتحوير والتضليل لكي ينهزم الحق وينتصر الباطل.
أنتم آخر من يحق له الحديث عن العروبة أيها الأعراب، لأن الله يقول فيكم (والأعراب أشد كفرا ونفاقا)، بدليل أن تاريخكم يفضح تآمرتم على العروبة زمن ‘ناصر’ و ‘حافظ الأسد’، وسلطتم على مصر وسورية وباء الإخوان المجرمين.. حينها كانوا “مسلمين” في نظر “السعودية” التي كانت تدعمهم بالمال والسلاح والتهريج الإعلامي، وحين بدلوا ولائهم وارتموا في الحضن القطري أصبحوا إرهابيين، لا لسبب سوى لأن قطر، هذه الخودة الصغيرة الحقيرة تعهدت للأمريكي بإسقاط نظام آل سعود في غضون 12 سنة، فأعلنتم النفير العام في الخليج والمنطقة لسحق الإخوان المتأسلمين، وانقلبتم عليهم في مصر وتونس وليبيا، لكنكم استثنيتم السلفية الوهابية واعتبرتموها حركة إسلامية معتدلة، وها هي اليوم تهدد بالتظاهر بالسلاح في مصر يوم 28 من الشهر الجاري..
كما أن ليبيا، وبسبب تآمركم وخبثكم وحقدكم على العرب والمسلمين، حولتموها إلى “صومال 2″، وترفضون الإعتراف بأن من يقاتل كراكيزكم اليوم في طرابلس وبن غازي وغيرها من المدن والمناطق الليبية المشتعلة هم الإخوان المجرمين تحديدا، بدعم قطري تركي فاضح لإسقاط النظام في مصر، بعد أن حولتم ليبيا إلى أكبر قاعدة لتوريد السلاح والإرهابيين في المنطقة..
واليوم تتباكون على العروبة وعلى العراق واليمن ولبنان وسورية، وتصرون على إسقاط النظام في دمشق، لا لأنه نصيري كما تزعمون، بل لأن الأسد رجل شريف ومُؤمن، لكن جريمته أن والده الرئيس المجاهد ‘حافظ الأسد’ رحمه الله، فضل الإستدارة نحو إيران بعد أن اكتوى بنار الخيانة حين طعنتموه في الظهر وهو يقاتل “إسرائيل” عام 1973، وحولتم الهزيمة إلى نصر ضدا في منطق الأمور.
سورية أرض العروبة والإسلام، وأرض التجانس والمحبة والتسامح، طردت إمامكم ‘إبن تيمية’ الذي لم يكن صالحا، لأنه علمكم الكبث والحقد والكراهية، وعلم نبيكم الدجال محمد بن عبد الوهاب الجهل والتكفير والذبح، وبعد أن رحل للحجاز حيث نشر فيها سمومه بعد أن لم يجد فيها عالما تقيا ورعا يوقفه عند حده، فتحت دمشق أحضانها لمحيي الدين ابن عربي القادم من الأندلس، والذي أعطى للإسلام معنى كونيا وأصبح الإيمان بفضله معولما قبل أن توجد أمريكا، وقبل أن يعرف العالم ما العولة؟.. وفهم الغرب معنى أن يكون الله نور ومحبة وجمال في دين الإنسان، ومعنى أن يكون ما لا يليق بجلاله في دين العربان.. إقرأوا قليلا ما يقوله كبار الباحثين في العالم عن ابن عربي، لتفهموا معنى أن يكون الإسلام دين الإنسانية، وأن يكون الله رب الذي هو في السماء إله وفي الأرض إله رب العالمين جميعا، ومعنى أن تشمل رحمته كل شيىء من دون إستثناء.. فعن أي إسلام تتحدثون أيها المزورون؟..
حتى صلاح الدين الأيوبي محرر القدس رفض أن يرقد جسده الطاهر في أرض غير أرض دمشق التي كانت على مر التاريخ أرض رباط وجهاد تحرسها ملائكة السماء، بدليل عمود النور المضيىء فوق جبل قاسيون.. ووضع وديعته الخالدة في عهدة من يحكمون من بعده بلاد الشام، وها هو تاريخ الأسد الأب وتاريخ الأسد الإبن يشهد أمام الله أنهم كانوا رجالا لا كأشباه الرجال، في مستوى حمل الأمانة وتحمل المسؤولية وما بدلو تبديلا.
أنتم لا تفهمون لماذا هددت إيران بحرق المنطقة إذا تدخلت أمريكا عسكريا لإسقاط الأسد، ولا يمكن أن تدركوا السر وراء تهديد قيصر روسيا بحرب عالمية إذا حاول الأطلسي إسقاط الأسد كما فعل في ليبيا، وهدد الرئيس بوتين قبل أيام الطاغية أردوغان بإعادة بلاده إلى عصر الخيام والظلام إذا أصر على الإستمرار في التدخل في شؤون سورية وأقدم على أية مغامرة عسكرية رعناء في الشمال..
لأن سورية هي غير ليبيا وغير أوكرانيا وغير كل بلاد الشرق والغرب.. لأن الأسد رجل من طينة غير طينة الأعراب ولا يشبههم في شيىء، رجل قمة في الشهامة والشجاعة والرحمة والوفاء.. ولا أريد الحديث عن موقف حزب الله الذي هو أيضا أسمى تعبير عن الإخلاص والوفاء، لنظام وشعب تدين له المقاومة العربية والإسلامية في فلسطين ولبنان بملاحم إنتصاراتها، ويدين له العرب والمسلمين بالعزة التي حققوها بسبب إنتصارات المقاومة.. وغدا سيدين له العالم أجمع ويشكره على حمايته من وحوش داعش صنيعة أعراب الشر في الخليج..
فلولا الأسد لما انتصرت المقاومة في غزة ولبنان، لذلك قال سماحة السيد ذات خطاب بمناسبة ذكرى إنتصار تموز 2006، أن سورية شريكة في النصر، ولا يهم ما قالته أو لم تقله بعد ذلك حماس، لأن ما يهم هي فلسطين الجبيبة التي هي أكبر من الأشخاص والجماعات والدول..
ولولا الأسد لما كانت إيران اليوم دولة قوية، لأنه حين كنتم تتآمرون على ثورتها بالحرب والإرهاب والتحريض والحصار، كان الأسد يشتري الصواريخ والتكنولوجية العسكرية من السوق السوداء ويوردها لإيران، وكان العلماء في طهران يفككونها ويصنعون نسخا متطورة عنها، مثل ما فعلت اليابان والصين، بل وأمريكا نفسها بعد الحرب العالمية الثانية حين هربت علماء النازية لبلادها وأقامت لهم مدينة مغلقة وزودتهم بكل ما يحتاجونه، فصنعوا لها الصواريخ والأقمار الصناعية ومركبات الفضاء.. وإيران الوفية قامت برد الجميل فبنت مصانع للصواريخ والأسلحة المتطورة في سورية، ولولا سورية لما كانت طهران اليوم تفاوض أمريكا من موقع قوة حول برنامجها النووي..
كما وأن روسيا نفسها تعرف حق المعرفة، أنه لولا سورية وصمودها ومواجهتها للعالم بصبر وثبات وشجاعة، لما كان بوتين اليوم ينافس أمريكا وينازعها دورها الأحادي على العالم.. وهو ما جعل القيصر يطلق مقولته الشهيرة “إذا سقطت دمشق سقطت موسكو”.. وهذه قمة الأخلاق، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان، لا الحقد والكراهية والإنتقام أيها المتخلفون..
فعن أي عودة لحضن العروبة تتحدثون؟.. إذا كان من يدعي أنه الأخ الأكبر للعربان، هذا هو بعض من تاريخه، وهذه بعض من أفعاله وممارساته، شاهدة على خسته ونذالته وطعنه لقلب العروبة والإسلام السمح المشرق الجميل الذي تمثله سورية بالأمس واليوم وغدا، فسورية لا تحتاج شهادة من أحد على أنها كانت ولا تزال قلب العروبة النابض بعد أن تعفن الجسد، ولا تزال بشهادة التاريخ مهد الرسالات ومنبع الحضارات الإنسانية، ونموذج الإخلاص والتضحية والوفاء في العصر الحديث الذي ضاعت فيه الأخلاق حين تلوثت بمال الزيت..
لهذا، سورية لن تعود لحضنكم أيها المتخلفون، لأن رئيسها وجيشها وشعبها إختاروا الوفاء لتاريخهم وقيمهم، ولأن قدرهم كما رسمته السماء هو أن تكون سوريا اليوم قلب العالم الجديد الذي يولد اليوم من رحم معاناة شعبها ودماء شهدائها وتضحيات شرفاء الأمة الذين اصطفوا إلى جانبها في معركتها المصيرية حتى النصر في يوم الله الآتي.. في حين لا تزالون أنتم تراهنون على الدواعش حينا، وعلى أمريكا والأطلسي أحيانا، وعلى الفتنة المذهبية دائما.. فخيب الله رجائكم وحول حلمكم المظلم إلى وهم مستحيل التحقيق في عصر نور الإيمان والمعرفة.
سورية لم تتغير ولن تتبدل أيها المنافقون.. سورية لا زالت كما كانت دائما، جبلا شامخا لا تهزه الرياح.. أمّا مضارب خيامكم الهشة، فقريبا ستهزها عواصف رمال الصحراء، حين يقتلع زلزال الشعوب الهادرة عروشكم فينهي وجودكم ولن يبقى لكم بعد ذلك من أثر بعد عين..
فارحلوا بما نهبتم من أموال المستضعفين من شعوبكم قبل أن يحل بكم غضب السماء.. ولا تنادوا العرب لإنقاذكم، لأن لا شرف لكم يستحق الإستجابة.. أما الشهيد الحي الجنرال قاسم سليماني، فأنتم أحقر من أن يتكبد عناء السفر إلى عواصمكم لتهديد عروشكم المتداعية.. هذا ليس هدف إيران، لأن هذا الرجل الذي هو اليوم بحجم أمــة لا يواجه القمل والبرغوت والبعوض، بل فقط الوحوش الكبيرة من حجم أمريكا وما فوق، فاستفيقوا من جهلكم أيها الأغبياء..
وتذكروا أن إيران النووية، لم تعد في مستوى الحديث مع مشيخات متخلفة مثل “السعودية”، كما وأن سورية أطهر من أن تلوثوا أرضها المقدسة بأقدامكم النجسة من باب المصالحة وتبويس اللحى، لأن الدماء التي سالت أنهارا تستحق الإحترام لا التدنيس..
سورية لن تنتقم من أحد، لأن قلب الأسد وجيش الأسد وشعب الأسد أكبر من مساحة الوطن والإقليم.. لذلك، إرحلوا بجرائمكم لتلاقوا بثقلها الذي خلقكم، واتركوا سورية تُضمّض جراحها وتُزيل عن وجهها غبار غدركم الذي تزول من هوله الجبال.. اتركوها بسلام إلى أن يفعل الله أمرا كان مقدورا.

» بالصور: قاسم سليماني في جلولاء
» قاسم سليماني يتقدم في العراق .. ويتأهب لجولة في سوريا
» تكتيك قاسم سليماني في العراق
» ..عن قاسم سليماني الذي أذل «داعش» في العراق
» الجنرال قاسم سليماني قام بزيارة غير مسبوقة وسرية الى الأردن