ماذا لو ركب الرئيس بشار الاسد طائرته الى القاهرة ؟

ماذا لو ركب الرئيس بشار الاسد طائرته الى القاهرة ؟

كمال خلف – راي اليوم

قد يبدو السؤال الذي طرحته كعنوان لهذا المقال الصحفي بالنسبة للبعض نوعا من الخيال البعيد عن الواقع. اذكر هذا البعض ان في عالم السياسية والعلاقات الدولية لا يوجد ماهو مستحيل او دائم اذ تعتمد القرارات على نضوج الظروف والمناخات ومبالغ المسارات او ما يطلق عليه اسم البيئة السياسية للقرار . ولا تعتمد الدبلوماسيات الموقف الدائم الذي لا يلحظ المتغيرات . اضيف الى هذه المقدمة اننا في مرحلة من النزاع الغير موضعي هو نزاع متشابك تتقاطع فيه مصالح الخصوم وتتنافر فيه مصالح الحلفاء .
يوم امس فقط كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن رسالة ابرقها الرئيس باراك اوباما الى مرشد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي يطلب فيها تعاون ايران مع استراتيجيته لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية وهو ما اثار استياء عارم في اسرائيل التي وصفت قناتها العاشرة الرسالة بالصفقة السيئة .(هذا نموذج عن تقاطع مصالح الخصوم )وقبل شهر من اليوم وقف جو بايدن نائب الرئيس الامريكي ليقول ان السعودية وتركيا مولت الارهاب في سوريا لاسقاط الاسد باي ثمن وقبل ذلك ادارت الادارة الامريكية ظهرها لحلفائها في السعودية وقطر وتركيا بعد تراجع اوباما عن ضرب سوريا على خليفة اتهام النظام باستخدام السلاح الكيمائي وتبع هذا الموقف حرد سعودي وخيبة امل تركية قطرية ( هذا نموذج عن تنافر مصالح الحلفاء)
المتيقن منه بالنسبة لي وهذا لا يدخل في التحليل السياسي اننا في مرحلة المشهد المخفي منه في التعامل بين الحلفاء والخصوم والتواصل بين الخصوم والخلاف بين الحلفاء اكبر باضعاف مما يعلن في وسائل الاعلام عبر التصريحات الرسمية وان الاستراتيجيات الحقيقية او مسار السياسيات يحتاج الى تنقيب بالمجهر لكشف اجزاء منه وايضا ما سيكتب عن هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة في العقود القادمة سيكشف حجم الصندوق الاسود المخبأ بين طيات الاحداث التي نمر بها اليوم.
من هذه المقدمة انطلق لطرح السؤول المركزي هل يركب بشار الاسد طائرته الى القاهرة؟؟
ما اعرفه ان تقاربا كبيرا وجديا حصل في الكواليس بين القاهرة ودمشق وما اعرفه ان خطوط الاتصال مفتوحه وان رسائل التهنئة بالاعياد والمناسبات والفوز في الانتخابات تذهب وتاتي من والى دمشق لم يعلن اي من الطرفين عن هذا التقارب او عن زيارات متبادلة لمسؤولين (وزير السياحة السوري زار القاهرة وحضر مؤتمرا حول السياحة في القاهرة مفتي دمشق زار ايضا القاهرة) وبالمقابل حصلت زيارات مصرية الى دمشق. ما يتسرب عن هذا التقارب هو جزء من المشهد وما يمكن استنتاجه في هذا السياق ان هناك ما هو اعمق من ذلك
يقول السوريون عندما تسالهم عن التقارب (اننا لا نريد احراجا لمصر ولا نحمل عبد الفتاح السيسي ما لا يحتمل هم يقدرون وضعهم ونحن نحترم خصوصية الادارة الجديدة في مصر) .
هذا الجواب حصلت عليه في شهر حزيران يونيو الماضي وكان هذا يعني بشكل بدهي الاشارة الى تحالف مصر مع السعودية والامارات الذي يمنع مصر من التقارب مع سوريا لان كلا البلدين على خصومه مع الاسد لكن هل اليوم الموقف على حاله ماذا لو بادرت مصر بوساطة بين السعودية ودمشق وماذا لو كان فاتحة هذه الوساطة ظهور الاسد في القاهرة جنبا الى جنب مع عبد الفتاح السيسي . وماذا لو كان كل ذلك يجري البحث به على خط الرياض طهران موسكو واشنطن.
صديقي الكاتب السعودي المعروف سعد بن عمر في حوار دار بيينا على الهواء مباشرة عبر شاشة الميادين وفي استفساري حول دور السعودية في الاستراتيجية الامريكية قال في معرض الاجابة( لماذا لايركب الرئيس بشار الاسد طائرته ويتوجه الى الرياض الرئيس انور السادات فعلها مع عدو لماذا لايفعلها الاسد مع الاخ) . الفكرة كانت مفاجاه بالنسبة لي قلت لصديقي الاستاذ سعد هذا الاختراق يحتاج الى طرفين قال لن يكون هناك مشكلة في السعودية . لااريد ان اقول حتما ان الاستاذ سعد اراد ان يقول بيانا اوحى اليه من دوائر القرار في الرياض رغم ان ما قاله كان خارج سياق النقاش الذي كان يدور ولكن الاستاذ سعد هو ضابط سعودي سابق وخدم في مجال الامن وتدرب في الكليات العسكرية الامريكية وهو اليوم من نخبة المجتمع السعودي ولا اعتقد انه كان يرمي الكلام على عواهنه فهو خير من يقرا مؤشرات السياسية السعودية وماتريده وما تفكر به
استطيع ان اتكهن ان هذا لن يحدث وان الرئيس الاسد لن يقدم على خطوة كهذه تجاه الرياض … ولكن بالنسبة لزيارة القاهرة فان المقاربة السورية ستكون مختلفه واغلب الظن انها مرحبه. حزب نداء تونس الفائز في الانتخابات التشريعية التونسية قد يكون مساعدا ايضا في هذا المسعى فالحزب ارسل وفدا قياديا الى سوريا قبل بدء الانتخابات التشريعية التونسية باسبوع واحد واول تصريح بعد الانتصار للامين العام للحزب الطيب البكوش قال اننا سنعيد العلاقات مع دمشق.
لكن هل يحتاج الرئيس بشار الاسد مزيدا من الوقت لركوب الطائرة تجاه القاهرة وهل لازالت الظروف غير ناضجة لخطوة كهذه . وهل ما نطرحه هو ضربا من الخيال البعيد عن الواقع السياسي الحالي ومعطيات سير الاحداث في المنطقة .
اذا حصل ذلك تذكروا هذا المقال.

» الابراهيمي من القاهرة: آمل في لقاء الرئيس الاسد
» سيدي الرئيس بشار الاسد كن ديكتاتوراً
» الصحفي والكاتب الالماني يورجن تودنهوفر الذي اجرى المقابلة مع الرئيس بشار الاسد يوضح الحقيقة حول مجزرة الحولة ويتحدث عن رايه بالرئيس الاسد
» ماذا سيحدث اذا لم ينجح المتأمرون بإسقاط بشار الاسد ؟
» الرئيس بشار الاسد اخر رؤساء سوريا