منتدى عشاق سوريا الأسد
عزيزي الزائر .. أهلا وسهلا بك في منتداك
انت غير مسجل لدينا
يرجى التسجيل .. لإعلامك بكل ماهو جديد ولمشاركتك معنا بآرائك

فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Networ10
منتدى عشاق سوريا الأسد
عزيزي الزائر .. أهلا وسهلا بك في منتداك
انت غير مسجل لدينا
يرجى التسجيل .. لإعلامك بكل ماهو جديد ولمشاركتك معنا بآرائك

فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Networ10
منتدى عشاق سوريا الأسد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عشاق سوريا الأسد

إلى كل محبي الدكتور بشار الاسد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» فضيحة:(أمريكا منعت مشروعنا بعائد 350 مليار دولارسنوياً!لمحور قناة السويس الذي قدمناه لمبارك!وعـمر! والسيسي!)( نتحدى أن يكذبنا أحد!)
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالأحد أغسطس 09, 2015 7:15 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا

» بتوجيه من الرئيس الأسد.. العماد أيوب يزور قواتنا العاملة في المسطومة ومحيطها بريف إدلب
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:28 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» «مُجتهد» يكشف السيناريو القادم لـ«عاصفة الحزم» .. ماذا قال؟!
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:25 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» هل الحرب على اليمن هي البداية لتنفيذ مشروع امريكا لتقسيم السعودية ؟؟
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:20 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» جبهات حماه تشتعل..
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:15 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» آل سعود من عزكم في ذل اليمن إلى ذلكم في عز اليمن
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:13 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» آلية لضبط الأفواه!!
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:03 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» "شمس" آل سعود بدأت بـ "المغيب"؟!!
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:01 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» «الخبر برس» تنشر كواليس محاولة انتقام السعودية من الجزائر
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 2:57 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» هل تجبر السعودية بوتين على الرضوخ في نهاية المطاف؟
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 2:53 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» التدخل السعودي في اليمن وتدخل إيران وحزب الله في سورية
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:29 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» مقالات المفكر العربي ناصر قنديل
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:28 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» نبيه البرجي: السلطان و حصانه الخشبي
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:22 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» بالتوازي مع الاتفاق الإطاري ادلب واليرموك بؤر إشغال .. والعين على دمشق
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:20 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» صراع الرايات الإرهابية في مخيم اليرموك.. «داعش» تحاول التمدد الى أطراف دمشق
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:08 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» السعودية حليفة «إسرائيل»
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:06 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» تصدع تحالف العدوان على اليمن * الغزو البري بين الخوف والرفض!
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:04 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» الإمام الخامنئي دام ظله: السعودية ستتلقى ضربة وسيمرغ أنفها بالتراب
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:59 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» أمين سر تحالف القوى الفلسطينية: مخيم اليرموك ذاهب باتجاه عمل عسكري تشارك فيه القوات السورية والفصائل لطرد داعش
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:58 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» تصريح مثير لأوباما.. هل أعطى الضوء الأخضر لشن «عدوان خليجي» على سوريا؟!
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:56 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» انتهاء الجولة الثانية من لقاء «موسكو 2» بالتوافق على ورقة البند الأول فقط
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:55 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» مفتي السعودية يخرج عن صمته ويرد على فتوى أكل لحم المرأة
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:53 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» ما صحة «الفرمان» الموجه لرعايا الملك سلمان من اللبنانيين؟! (خضر عواركة)
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:48 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» الخبر برس: سلاح الجو السوري يستهدف مقر «لواء براق الاسلام» بريف درعا ويقتل نائب «قائد» اللواء ومعه العشرات
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:45 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» قيادي تركي معارض يروي لـ«الخبر برس» قصة العلاقات الاسرائيلية مع المسلحين السوريين (الحلقة الثانية)
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:44 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

المواضيع الأكثر نشاطاً
مقالات المفكر العربي ناصر قنديل
صباحيات ناصر قنديل سلسلة يومية
مقالات وتقارير لمراسل قناة العالم الاعلامي حسين مرتضا
مقالات بقلم الكاتبة : دينيز نجم
اخطر وأقوى الفيديوآت لثورة فبرآير [ البحرين ]
متجدد: تغطية أحداث يوم الأحد 24 مارس 2013
مرحبا بكم في منتدى عشاق سوريا الاسد
خبر عاجل:اكتشاف مجرة جديدة فيها نجم واحد اسمه بشار الأسد
الحزن يعم سوريا بعد وفاة ولي العهد السعودي !!
أنباء عن استهداف رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي بانفجار في آخر أوتوستراد المزة بالقرب من المؤسسة العامة للاتصالات

 

 فضيلة الخدمة عند مريم العذراء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الياس
مراقب عام
مراقب عام
الياس


ذكر
الحمل عدد المساهمات : 6669
تاريخ الميلاد : 07/04/1964
تاريخ التسجيل : 15/09/2012
العمر : 60
العمل/الترفيه : دكتور في تاريخ ومقارنة الأديان
المزاج : متفائل بنعمة الله

فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Empty
مُساهمةموضوع: فضيلة الخدمة عند مريم العذراء   فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 25, 2012 6:40 am

فضيلة الخدمة

المقدمة
أمة معناها خادمة... فإذن أعلنت مريم نفسها، بحضور الملاك، رسول الله إليها، أنها "خادمة الرب"... أي خادمة الله، مع كل ما تفرضه الخدمة من تنازل عن حقوق، تسمّى الآن "حقوق الإنسان الشرعية" حقوق إختيار المصير، حقوق التفكير الحر، حقوق الحرية الموروثة.
هذه الحقوق الطبيعية، تنازلت مريم عنها مختارة، وجعلتها بين يدي العليّ، كي تكون لها حافزاً، بل ووسيلة مثلى ليس سواها من وسيلة، لتصبح "ملكاً للعليّ". لأنَّ خطيئة الإنسان، كل إنسان، تقوم بأن يعتبر نفسه ملكاً لنفسه... مع أنه ملك الله... إذن وضعت مريم نفسها تحت سلطان الله المباشر، وجنّدت لهذا "الوعد الكبير" الذي وعدت به أو هذا "النذر النهائي"، جندت إرادتها، وعقلها، وقلبها، ومخيلتها، وحواسها، وكل ذاتها، لخدمة الله...
من وحي الإنجيل:
فقالت مريم: "أنا أمة الرب فليكن لي بحسب قولك". فانصرف الملاك من عندها. جواب القبول: "أنا أمة الرب فليكن لي بحسب قولك". لا يحتوي على قبول وقتي فحسب بل على قبول أبدي...
فضيلة عامة وغير ملزمة:
السؤال الآن هو: هل لهذه الصورة من حياة مريم العذراء، أم المؤمنين، وأم الله، صفة عامة، باعتبار مكانها الشرعي في الكنيسة، أم هي فضيلة خاصة، وهبها إياها العليّ، ليؤهّلها أن تكون أماً لإبنه؟ الجواب أن كل فضيلة إلهية لا يمكن أن تنحصر في إنسان واحد، لأنَّ الله إله جميع الأحياء، ويريد للكل الخلاص والحياة والحب...
ومريم كانت وستبقى على مرّ العصور، نموذج النفس النقية التي ارتقت في سموّها نحو العليّ... ولما كانت الخدمة فضيلة العذراء المثلى، التي تضمّ جميع فضائلها الأخرى، وجب إذن أن تكون هذه الفضيلة عمومية، ومعروضة على كل من يريد اللحاق بمريم، على طريق الحب الأسمى، للإتحاد بيسوع هذه الصفة العامة لفضيلتها المفضّلة "الخدمة"، عبّرت عنها مريم العذراء، عندما أجابت على ترحيب أليصابات بها، وتمجيدها لها قائلة: "تعظِّم نفسي الرب، ويبتهج روحي بالله مخلّصي، لأنه نظر إلى حقارة أمته"(لو1/46-47).
لقد نظر الله إلى حقارة "خادمته"، أي أيَّد الله هذه الخدمة، فجعلها مرموقة من جميع الناس وممجدة... إذن يجب أن تمجَّد فضيلتها التي إجتذبت إليها قلب الله، فأحبّها ومجّدها... بين جميع المخلوقات.
من هنا نستدلّ أنَّ مريم العذراء تدعونا أيضاً نحن أبناءها، إلى إقفاء آثارها، هي التي جعلت نفسها، بدافع حب لا مزيد عليه، خادمة الله.. الخدمة أيضاً صورة من صور الحب التي تفرض القدوة، لأنَّ المحب ينظر إلى هدف واحد لا يتزحزح عنه، وهو أن يلبس شخص المحبوب...
لقد أحبنا الله، ومن العدل والواجب أن نردّ له الحب بحب مماثل. وهذا لا يحصل إلاَّ بواسطة روح الخدمة هذه الفضيلة التي تفترض علينا التلاشي الكامل شخصياً، كي يأتي الله إلى نفسنا ويقيم فيها ويعمل... ليست الخدمة واجب فرضه الله، الذي أرادنا أبناء له بواسطة الفداء. لكنها تعبير عن أعظم حب نقدمه له، عربوناً لشكرنا له على عطائه، وإظهاراً لتواضعنا تجاه عظمته اللامتناهية. وهكذا نجد أنَّ الخدمة هي أعظم تعبير عن تواضعنا أمام الله بواسطة الخضوع والحب والتلاشي... وهو تواضع تجاه القريب أيضاً، لأنه يضعنا في منزلة أدنى منه حباً بالله...
فضيلة العذراء خدمة كاملة:
هل يمكننا أن نجد في حياة مريم البتول، شواهد على خدمتها لله، لا في تسليمها الكامل فحسب، بل وفي إمحاء شخصيتها، في سبيل أن تظهر شخصية الله فيها؟ لكن الله أيّد سلوك مريم، مظهراً أنها فعلت ما فعلته عن إلهام منه تعالى، وذلك بإرسال الملاك إلى القديس يوسف ليطمئنه بأنَّ العذراء نقية، وأن حبلها من تصميم الله الخلاصي. هذه الحادثة تضعنا على موطن الإمحاء الكامل في حياة العذراء وقبول الخزي والعار من الناس في سبيل إظهار إرادة الله وقدرته.
الحادثة الثانية هي فقدان يسوع ثلاثة أيام، عندما كان جالساً، في الهيكل بين المعلمين، يصغي إليهم ويسألهم (لو2/46). كان جواب يسوع عن سؤال أمه: "لما صنعت بنا هكذا"؟ جواباً غامضاً، "ولم تطلبانني، ألم تعلما أني ملتزم بشؤون أبي"(لو2/49)، "فلم تفهم مريم الكلام الذي قاله لهما"(لو2/50). كان من حقها كأم أن تفهم معنى سلوك إبنها معها ولكنها كانت محافظة على حريته كإله، يعمل ما يريد، وإن تخلَّل عمله جرح بليغ لعاطفتها كإمرأة وقلبها كأم. لقد إختارت مريم الصمت، وإن كان فيه شاغل وعذاب لأفكارها. وهذا مظهر من مظاهر الخدمة في حياتها، مظهر الإنسان الصامت "المضمحلّ"، إحتراماً لإرادة الله التي لم تنكشف بعد. وخصوصاً إعترافاً، بأنَّ على المخلوق، وهو خادم، أن يطيع لا أن يسأل، أن يعمل بصمت، حتى قبل أن يدرك، وأن يعيش في الحاضر، دون أي اهتمام بأمر المستقبل...
الحادثة الثالثة عندما كان يسوع "يكلم الجموع"، وإذا أمه وإخوته قد وقفوا في الخارج، طالبين أن يكلموه. أجاب وقال للذي أخبره: "من أمي وإخوتي"، ومدّ يده نحو تلاميذه وقال: "ها أمي وإخوتي، إنَّ من يعمل مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي" (مت12/46-50) لا يخبرنا الإنجيل أن مريم العذراء قاومت الصدمة، أو ردّت عليها. مع أن مريم خير من عمل مشيئة الآب، وخير من حقّق قول يسوع، لكن مريم حافظت دائماً على المكان الأخير، الذي لا يزاحمها عليه أحد، مكان الخدم. وهذا أيضاً تحقيق للخدمة في حياتها، أن تقبل التجرّد عن كل شرف دنيوي وكل إعتبار يتاجر به الناس ويفخرون. لأنَّ بهذا يظهر الله من خلال حياتها، حقارة المخلوق، لتنكشف عظمة الخالق.
"تعظّم نفسي الرب... لأنه نظر إلى حقارة أمته"(لو1/46-48). هذه صور لا تستطيع أن تعبّر عن غنى الفكرة طبعاً، ولكنها توحي إلينا مقدار الفضيلة التي كانت تتمتع بها نفس مريم العذراء: فضيلة الخدمة، وما تحتويه من: صبر، تواضع، تذلّل، وإمحاء كامل.
دخول في مقاصد الله:
هناك مظهر قوي من مظاهر الخدمة، تصوره لنا مريم الكلية القداسة... وهو دخولها الكامل المطلق في مقاصد الله... لأنَّ الخادم لا يكون خادماً حقاً، إذا لم يشارك سيده في أفكاره ورغباته... آلة عن حب وعن إختيار حرّ وإنَّ الخدمة فضيلة مسيحية لأنَّ مريم العذراء مارستها وفضّلتها على جميع الفضائل، وهذه هي العوامل.
الخدمة رأس كل الفضائل:
أفضل من البتولية، لأنَّ مريم فضّلت الخدمة عليها، فعندما بشّرها الملاك: "ها أنت تحبلين وتلدين إبنا"، استغربت مريم وسألت: "كيف يكون هذا وأنا لا أعرف رجلاً؟"، لم يقل لها الملاك شيئاً حول بتوليتها، ومع هذا قبلت بدون شروط، كل ما يريد الله منها، ذلك لأنَّ الخدمة تسليم كامل لله تعالى، يحتوي على روحنا وجسدنا والله غاية كل فضيلة والخدمة فضيلة مباشرة، تضعنا على صلة وثيقة بالله تعالى، وأفضل من جميع الفضائل الأخرى مهما سمت.
لم تكن الخدمة عند مريم مجرد فترات متقطعة من العمل، تخدم فيها ثم تنصرف نحو غايات أخرى، بل كانت صفة تلازمها طوال حياتها، صفة الإنسان الذي إختار مصيره، وقبِل أن يكون "صغيراً" لتظهر عظمة سيده. وهذا الإظهار لا يحصل دون تضحية، وقهر الذات وألم، والتضحية وقهر الذات لا يكون مردودها شخصياً فحسب، أي غايته تكوين النفس لإبعادها عن الشرور، بل غايتها رسولية أيضاً. "كان يسوع على الصليب مرتفعاً عن الأرض، فلما رأى أمه، وبقربها التلميذ الذي كان يحبه، قال لأمه: يا امرأة هوذا ابنك" (يو19/26). إنه أسلوب غريب أن تفرض الأمومة فرضاً، ولكن مريم كانت مستعدة، بسبب "روح الخدمة"، كانت مستعدة لقبول الأمومة، لا أمومة ولد واحد، بل كنيسة.
هل جُعِلَتْ مريم لتكون مثالاً في ممارسة هذه الفضيلة؟
ليست هي ينبوع القداسة، بل مستودع القداسة، وهي "كخادمة" لم تكن تعطي، ولا تعطي غير الله، لأنها تحمل الله دائماً. وهذه أيضاً هي وظيفتها، أن تبقى مدى الدهور حاملة الله، ومسكن العليِّ، وموطن الثالوث الأقدس، عروس الروح القدس، وأم الإبن، وإبنة الآب. هذه هي خدمة مريم العذراء، نموذجاً في هذه الفضيلة المثلى. وتقدمت في تصميم، بواسطة الإيمان لا بواسطة العقل وهذا هو طريق الخدمة الذي يجب علينا إرتياده خلفها. الفضيلة مجهود يقوم به الإنسان كي يخدم الله، ولكن الله يريد أن نتحد به إتحاداً كاملاً، حتى نبدأ حياة السماء، ونحن على الأرض.
الخدمة وفضيلة الإيمان:
لم تكن حياة مريم ممارسة فضائل، أو حياة موجهة نحو طاعة الله فحسب، بل كانت حياة كل ما فيها عمل لأجل الله كان الله يملأ كيانها وتراه في النوم واليقظة، في القوة والضعف، كانت جميع الأعمال خدمة بالنسبة إليها، وخدمة لله، من خلال خدمة الواجب، بما في ذلك فترات الراحة والسكينة والنوم والأكل وغيرها. لهذا لم تراودها قط تجربة "حب البطولة"، لأنَّ بطولتها كانت داخلية، في الإتحاد بالله، لا في الأعمال. في الخدمة عرفت أنها تعيش لهدف هو الله، وفي الخدمة مارست الطاعة لواجب كما فرضه الله، لم يكن إيمانها فكرة بل خدمة، لم يكن إيمانها فلسفة بل عملاً، لم يكن إيمانها سعياً لتحقيق رغبة بل إخلاصاً لكائن هو الله. لهذا كانت الخدمة تعمّق فيها "روح الإيمان" الكامل، بعالم غير منظور، وغير محسوس، يحيط بعالمنا المنظور والمحسوس. إيمان بعالم لا نراه، ولكننا نعيش لأجله وفيه.
الخدمة وفضيلة الرجاء:
عرفت منذ أول لحظة، أنها ملك الله، فوضعت في الله مستقبلها وحياتها وكيانها. لا أمة لخدمته في مشروع التجسد فقط كما يتصور بعض المسيحيين، بل أمة دائماً في حياتها وبعد موتها، في واقعها اليومي وفي تفكيرها الشخصي المحصور.
أمة لأنَّ الله يستحق ذلك، لا لأنَّ مصلحتها تقضي به، كانت أمة الرب قبل أن يأتي الملاك ويبشّرها، وبقيت أمة الرب بعد البشارة وطوال حياتها. لم تفكّر إذا كان يجب عليها أن تكون أمة، وأي فائدة تجني. لهذا يمكن القول إنَّ الله صنع فضيلتها، فضيلة الخدمة، وجعلها الفضيلة المختارة، المميزة على جميع الفضائل، لأنها الفضيلة التي تضع الإنسان بأكمله قلبه وعقله وإرادته بين يدي الله وفي خدمته.
الخدمة وفضيلة المحبة:
خدمة تبرز هذه الكلمة للإنسان المتمدن عند سماعها أنها صورة للخنوع والخوف والتفاهة. هذه أول صورة تبادر الذهن عند الإلتفات إلى هذه الكلمة، ولكن هل تنطبق هذه الصفات الخسيسة على بطولة الحب التي تفرض السخاء والشجاعة والتضحية التي تحققها الخدمة لكي تكون الخدمة صفة "تقزّز" أفكار الإنسان المعاصر، وتثير قرفه، يجب أن يكون هناك سيد ظالم مستبد، وخادم ضعيف خامل. أما في خدمتنا، فالأمر يختلف كل الإختلاف لعدة أسباب: إنها خدمة عن حب، خدمة من يريد إظهار أعظم إحترام، وأصدق طاعة، وأسمى مجد لسيده. أحب الإنسان "حتى أنه بذل ابنه الوحيد" لكي يخلصه، "ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل الحياة عن أحبائه" (يو15/13).
إنها فضيلة هذه الخدمة، وتفوق جميع الفضائل، لأنَّ فيها تعبير عن أعظم حب، وسمو إلى أرقى درجات الكمال. لكي تكون الخدمة عمل محبة كامل، يجب أن تتحد فيها خدمة الخالق وخدمة المخلوق: خدمة الخالق بعدل، وخدمة المخلوق كواجب فرضه الله. لهذا يمكن التمييز بين خدمة الخالق وخدمة المخلوق: في خدمة الخالق عبادة وإحترام وطاعة تامة. يا لها من شجاعة ومن ثقة ومن حب. إنَّ مريم العذراء لفرط حبها لله، لم تجد وسيلة غير الخدمة، لتعطي دليلاً عملياً دائماً على حبها. ولذلك إرتبطت الخدمة بالمحبة إرتباطاً وثيقاً، كاملاً، فأصبحت الصفة التي تلازم المحبة أو تنفذها.
الخدمة دعوة:
يجب أن نعلم أولاً أنَّ روحانية الخدمة دعوة سماوية، إنها الطريق الضروري لبلوغ الكمال المقدس، ولكنها ليست بالتحديد طريق جميع الناس الذين بلغوا الخلاص الأبدي أو توجتهم الكنيسة بإكليل القداسة. الطريق العمومي هو الحب، وبقدر ما ندخل في الحب، ويحولنا نصبح ملكاً لله. ولكن من الناس من يبلغ هذه الدرجة السامية من الحب عن طريق التواضع، أو عن طريق إختيار الفقر، أو عن طريق التقشف، أو عن طرق أخرى تختلف بإختلاف الأشخاص، حسب رسالتهم. منهم من بلغ القداسة عن طريق التعليم والتبشير أو عن طريق الإستشهاد. لكن الخدمة تشمل جميع الفضائل المسيحية. قال ربنا يسوع المسيح: "لم آت لأُخدَم بل لأخدُم" (متى20/28). والخدمة لا تحدد علاقتنا مع الله فحسب، بل مع البشر إخوتنا، أو تضعنا دائماً تحت تصرفهم، في خدمتهم حباً بالله. هذا إذا أخذنا الخدمة من الوجهة العامة غير أنها فضيلة لها صفاتها وميزاتها الخاصة وتخضع لإعتبارات لابد من مراعاتها حتى يكون الخادم حاملاً لواء هذه الصفة السماوية السامية التي تحلت بها سيدتنا والدة الإله الكلية القداسة.
مرحلة الفضائل:
تمرّ النفس المكرسة للخدمة في مرحلة يمكن أن نسميها مرحلة الفضائل، وهي مرحلة عامة تجتازها كل نفس تخلصت من عبودية الخطيئة، وأصبحت إلى حد ما حرة من كثير من العادات السيئة، التي تولدها الأنانية. تتعشّق النفس التواضع والصبر الجميل والتضحية وبالإجمال تصبح مستعدة لأداء كل ما يطلب منها من خدمات. بل تتجند أحياناً للبحث عن خدمات روحية أو زمنية لتؤديها فتشبع جوعها للفضيلة. غير أن هذه الفضائل والخدمات المؤدات، والتضحيات المبذولة لا تشبع نهمها العارم، لأنها تريد أن تمتلك كل الفضائل فتصبح مستودعاً حياً لها. ترى أنها وسيلة لبلوغ فضيلة تربطها بالله مباشرة، هي فضيلة الله فيها أو فضيلة الخدمة.
عندئذ لا تدع الفضائل السابقة التي تبنتها، ولكنها تتجاوز حدود تطيقها إلى درجة تجعلها صفات ملازمة تمارسها، ولكن لتعانق بواسطتها الفضيلة التي تضع فيها كل رجائها. تحب تلك الفضائل، ولكنها لا ترضى بغير الفضيلة المثلى التي تحرك أوتار الحب السماوي في قلبها.
الخاتمة
إنَّ خدمة العذراء تسليم كامل لروحها وجسدها، وقد تجاوزت حدود هذا المبدأ في خدمتها لله، لأنها تركت الله يتصرف فيها بحرية: بروحها وجسدها. وإلاَّ كيف ولدت بالروح القدس، لو لم يكن جسدها نفسه "مسكناً للروح القدس". هذه الحقيقة تصدم العقل البشري، ولكنها حقيقة. بالطبع لم يكن زواج العذراء بالروح القدس زواجاً جسدياً، حسب مفاهيمنا الضيّقة، كما لم تكن ولادة الإبن من الآب ولادة جسدية أيضاً. ولكن بالإيمان يعلمنا أن زواج العذراء بالروح القدس، لم يكن ليتمّ لولا أنها قبلت أن تمنح الروح القدس كل نفسها وكل جسدها، أي أن تكون كاملة الطهارة.
إنه مثال حقاً، علينا واجب الإقتداء به، لا كفضيلة خاص، تناسب البعض فقط، بل كفضيلة مسيحية، يجب أن تجد صداها في نفوس المؤمنين، كما يجد الإيمان صداه، أو كما يجد الرجاء، أو كما تجد المحبة صداها في نفوسهم... وهذا لا يعني أنَّ الخدمة فضيلة فائقة الطبيعة، كالإيمان والرجاء والمحبة ولكنها فضيلة أدبية وروحية يضعها الله فينا كي يمارس بواسطتنا أعمال حكمته اللامتناهية في العالم، ولهذا تعتبر بحقّ أعظم وسيلة نمتلكها لأجل الخلاص أحب الله الخدمة لأنها إعتراف كامل بالجميل، إعتراف حي بالجميل للخالق، من قبل المخلوق. لقد أعطى الخالق للمخلوق كل ذاته، فلم يجد المخلوق ليردّ الصنيع غير ذاته يقدمها بالمبادل. وقد إعترف سيدنا يسوع المسيح بهذه الفضيلة أنها تجعل قرابة روحية بين الخالق والمخلوق، تفوق بقيمتها ومتانتها القرابة الدموية أو العرقية.
إنَّ طرق الكمال المسيحي عديدة يمارسها الإنسان حسب دعوته أما في الخدمة فالطريق قصير، مختصر. وهو يؤدي إلى القداسة حتماً. إنه طريق مفتوح لمن يريد إتباعه أياً كانت ميوله، لأنَّ فيه تجرّد عن كل خطة، ما عدا الخطة التي يريدها الله. إذ في الخدمة الله هو الذي يعمل فينا، وهو لا يعمل تعالى إلاَّ لخلاصنا.
فضيلة الخدمة والطاعة:
إنَّ فضيلة العذراء في تسليم ذاتها كلياً لله فضيلة خلاّقة، لأنها فضيلة الله فيها. ففضيلة الخدمة هي فضيلة النفس المؤمنة بأنها في خدمة الله... لا يهمها إن تلقت الأوامر أم لا، لأنَّ نفسها وقلبها وإرادتها ومخيلتها وذاكرتها، وكل طاقاتها أخيراً أصبحت في حالة رضوخ وإنصياع تام.
في الخدمة الجواب واحد في بادىء الأمر، ولكنه ينقلب حال صدوره، إلى تحوّل في ضمير "الخادم" الذي جنّد نفسه بصورة دائمة... التحوّل التي تفرضها الخدمة، لأنها تحتاج إلى تجديد مستمرّ في المقاصد، وإستخدام للعقل عند كل جواب...
أما في الخدمة فالطاعة أعمق من ذلك، إنها إنصهار كليِّ في شخصية من نحن خدامه إنها تجميد لكل طاقاتنا، كي تصبح آلة في يدي من نطيعه... يبقى العقل عقلاً والإرادة إرادة، ولكنها لا تعمل إلاًّ في خدمة السيد الذي وعدنا بخدمته، دون نقاش أو معارضة، لأيَّ سبب كان.
وإلى هذا فالطاعة فضيلة بشرية، وإن كانت جواباً على صوت إلهي. أما الخدمة فإمحاء تدريجي لفضيلة الإنسان كي تنوب عنها "فضيلة الله". يعقب هذا الإمحاء أو التخلي، دخول خطير في أغوار شخصيتنا يكاد يفقدنا كثيراً من الصفات الطبيعية التي نفخر بها أمام الناس. حتى نصبح مُلكاً له، يتصرّف الله بإمكاناتنا كما يشاء ويريد... إنها حالة من الجنون، أو التفاهة، أو البلاهة في نظر الناس حتى الأتقياء منهم وحكم الناس على حق، لأنَّ كل فضيلة يجب أن تكون فيها مساهمة من جهة الإنسان، بينما في الخدمة، القوة إلهية كاملة، ولهذا تصبح سراً غامضاً في أغلب الأحيان. وخروجاً على العادات والأعراف المألوفة.
قال القديس بولس: "نحن جهال من أجل المسيح، أما أنتم فحكماء في المسيح، نحن ضعفاء أما أنتم فأقوياء، أنتم مكرمون أما نحن فمهانون" (1كور4/10). وقال أيضاً: "فلا يخدعنّ أحد نفسه إن حسب أحد منكم أنه حكيم في هذا الدهر فليصر جاهلاً ليصير حكيماً فإن حكمة هذا العالم جهالة عند الله"(1كور3/18).
كل فضيلة تحتوي على تعزية، أو على رضى يشعر به الإنسان بقصد أو بغير قصد أحياناً، إنها تعزية الشاعر بأنه قام بعمل خير. أما في الخدمة، فالفضيلة خالية من كل جمال أو نشوة، لأنها فضيلة الإله غير المنظور، وغير المحسوس... الذي نعانقه بالإيمان الذي ينبذ معطيات العقل والحواس غالباً... وفيها غالباً، إن لم يكن دائماً، حذف تام لرغباتنا، حتى تحلّ مكانها رغبات الله التي لا ندركها. في الفضائل جميعها التي يمارسها الإنسان، توجد قوة ناجمة عن المنطق، منطق الإنسان، هي قوة العقل المستقرّ، المجتهد لبلوغ حقيقة ما.
أما في الخدمة فالطريق مظلم، والجهاد لا يعرف له مصير، والحياة غامضة لا ضوء فيها، غير قبس ضعيف من إيمان وثقة، يجب أن تتجدد باستمرار كل ساعة، بل كل لحظة، لأنَّ الخطر محيق دائماً.. في الطاعة الفضيلة بين أيدينا، أما في الخدمة، فالخطر مهدَّد دائماً، لأنَّ الفضيلة تقوم على رضى الله الذي يعجز ضعفنا عن إرضائه. أما الخدمة وإن كانت وعداً أو نذراً، إلاّ أنها "خدمة"، لا نستطيع تفسيرها بشكل آخر.. إنها تنازل عن حقنا الشرعي "بالحرية الكاملة"، وتسليم هذه الحرية، عطيَّة الله لكل إنسان، كي يجعل الله منها طاقات جديدة يستخدمها بنفسه. في الخدمة نحن أدوات تنفيذ، نفعل أحياناً ما لا نعي أننا فعلناه إلاّ بعد تنفيذه. في الخدمة لا حكم للعقل والمنطق إلاّ عندما يريد الله أن نستخدمها في الأحوال التي يترك لنا فيها حق الخيار... وحتى في هذه الحالات، يخضع العقل والمنطق لإيحاءات الإيمان الغريبة على التحليل البشري، لأنها أصبحت تحت تأثير تفكير وقوة إلهية مباشرة... قد يسأل القارىء:
هل كانت العذراء القديسة حقيقة هكذا؟ أم هو نسيج خيال خصب، أراد أن يلبس العذراء في آخر الأزمان ثوباً غير ثوبها؟
منهاج الخدمة:
ليس للخدمة منهاج بالمعنى الحصري، وإن كان التقدم فيها على مراحل: الإبتعاد عن الخطيئة أولاً، وهي العقبة الأولى الأداء، التي تعترض الطريق، إذا أخذنا الخطيئة كعمل. لكن التجربة لا تفارق الخادم أبداً، وإن إختلفت حسب درجة سموه الروحي.
لا تعتبر الخطيئة عملاً فحسب، بل قبولاً لكل ما يعاكس مشيئة الله في حياة الخادم الأمين، وإن بدت هذه الأعمال في بعض الأحيان عادية أو حتى صالحة. عندئذ لا يكون العمل خطيئة بالمعنى الحصري، بل مخالفة لمبدأ الخدمة. على الخادم إذاً معرفة إختيار أعماله الحرة، يومياً إستناداً إلى إشارات ودلائل تساعده على إختيارها: منها واجبه اليومي الذي يجب أن يرافق كل عمل، أو الإبتعاد عن كل مجد يجنى من وراء الأعمال. البحث عن الأعمال البسيطة التي لا تلفت الأنظار كثيراً، مع أن مصدرها الحب المجرد والتضحية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عقيدة العذراء مريم عبر الأجيال
» «داعش» تنسف كنيسة السيدة مريم العذراء في الموصل
» «داعش» يفجر كنيسة مريم العذراء شمالي الموصل
» المنزل الذي ربّت فيه السيدة مريم العذراء ابنها المسيح عليه السلام (مصور)
» «داعش» يفجّر كنيسة السيدة العذراء في الحسكة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عشاق سوريا الأسد :: شبكة عشاق الأسد الأحبارية :: اخبار محلية منوعة (علوم -صحة -تعليم -الخ..)-
انتقل الى:  
مواقع صديقة
فضيلة الخدمة عند مريم العذراء Uousuu10>