ماذا سيكتب التاريخ لو انتصرت «داعش»؟

ماذا سيكتب التاريخ لو انتصرت «داعش»؟

انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي “هشتاك” يقول : #ماذا_سيكتب_التاريخ_لو_انتصرت_داعش؟،الخطوة في ظاهرها تبدو بسيطة و لا تحتاج إلى البحث في تفاصيلها، و لكن ما الغاية من هذا السؤال، هل هو تحضير لشيء أعظم من الممارسات التي يديّنُ من خلالها التنظيم إرهابه.

الممارسات التي يقوم بها تنظيم داعش في كل من سوريا و العراق اعتمدت على تهويل الخوف لدى المتلقي، حتى تحول التنظيم إلى حالة من “الفوبيا” التي تجتاح المجتمعات العربية تباعاً، و يحافظ التنظيم على الظهور و إن من خلال أعداد قليلة في دول لا تعنيه في المعركة الحالية، كتونس و الجزائر و ليبيا و الأردن، و لكي لا يظهر الأمر على حقيقته تعلن بعض مجموعات التنظيم الموجودة في الأردن و السعودية و بقية دول الخليج عن وجودها من خلال ممارسات توحي بأن هذه الدول مهددة، وبهذا يحافظ التنظيم على فعالية التخويف الممنهج الذي دربت قياداته عليه من قبل أجهزة مخابرات دولية على رأسها المخابرات الأمريكية و الإسرائيلية، ودور هذه المخابرات في نشأة التنظيم اعتراف أمريكي دعمته تسريبات موظف وكالة الامن القومي السابق “إدوارد سنودن”.

أن يُسأل عما سيكتبه التاريخ في حال انتصار داعش، وعبر قناة أمريكية ناطقة بالعربية مثل الـ CNN، فذاك يعني أن عملية التهيئة النفسية للشعوب العربية لقبول داعش كمكون طبيعي من مكونات المجتمعات العربية بدأت في خطوة تمهد لإقامة الدولة “سنة ستان” التي وضعتا أمريكا على خرائط مخابراتها كواحدة من الأهداف الإستراتيجية لوجود داعش، وهي مرحلة تنذر بأن الدعم الأمريكي للتنظيم سيصل إلى مرحلة الأوج، وما ظهور الطائرات بدون طيار في حوزة التنظيم إلا جزء من الحرب الدعائية التي تفيد بإيصال رسالة إلى العالم العربي بأن داعش كيان متطور تقنياً، وهي مرحلة تذهب إلى فتح سماوات الحرب بين داعش و الدولة السورية و العراقية، و ستكون الكيانات الطائفية حلاَ استراتيجياً للأقليات الموجودة في المنطقة لضمان بقاءها مع تزايد وحشية التنظيم، و للمال الخليجي و فتاوى التكفير الصادرة من كنف آل سعود و آل ثاني دورها الكبير.

و سينقل التاريخ ما يدركه الواقع من إن حكام كيانات الخليج هم من شاركوا في تفتيت المنطقة في مقابل الحفاظ على كياناتهم القائمة على التطرف و التعصب الديني و بالأخص آل سعود، بعيدة عن رياح خماسين “الربيع العربي”، الذي بدأت عواصفه تهب بفعل احتراق النفط الخليجي في آلة السياسة الامريكية التي حركت التنظيم المتشددة بدءً من الإخوان في مصر (بعد الثورة)، و ميليشيات القاعدة في ليبيا، وماكينة القتل الطائفي في العراق، و أشعلت نيران سوريا في أزمة كان داعش نتاج طبيعي لـ التقاء المصالح القذرة للخليج و أمريكا و إسرائيل، و مفرز غير مستغرب من مفرزات السياسات التي تتبعها “واشنطن وتل أبيب” لتحقيق ملف أمن إسرائيل.

ما سيكتبه التاريخ في حال انتصار داعش على الحياة في سوريا و العراق بأن الخليجيين حكاماً استهانوا بالدم العربي الذي كان و مازال للكيان الإسرائيلي “سكيناً و ذباحا”.

عربي برس

» من سيكتب التاريخ في مؤتمر “جنيف 2″..؟
» تنظيم «داعش» أعاد إحياء «فصل كريه» من التاريخ.. تعرفوا عليه
» ماذا سيسجل التاريخ في جبين العرب؟ ...سهيل بن ناصر النهدي
» «داعش» يعيد التاريخ 90 عاماً إلى الوراء
» «داعش» ترتكب أكبر مجزرة في التاريخ