حسابات واشنطن وحسابات طهران في دعم العبادي

[rtl]حسابات واشنطن وحسابات طهران في دعم العبادي[/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl]حميدي العبدالله

تقاطع الموقف الإيراني والموقف الأميركي في دعم ترشيح حيدر العبادي لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

بعض التحليلات استنتجت وجود صفقة بين طهران وواشنطن أفضت إلى هذا التوافق على دعم العبادي.

لكن في الواقع انّ هذا الاستنتاج غير منطقي وثمة وقائع كثيرة تنفيه. التقاطع الإيراني الأميركي في دعم حيدر العبادي أملته حسابات مختلفة:

ـ حسابات إيران تنطلق من واقع أنّ رئيس الحكومة نوري المالكي، الذي شغل أيضاً منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فشل في بناء جيش قوي، وانهيار الجيش الذي هو القائد الأعلى لـه في أول مواجهة وقعت مع تنظيم داعش، وحتى لو لم يكن نوري المالكي وحده المسؤول عن ذلك، يتحمّل المالكي مسؤوليته، لأنه فشل أولاً، في إشراك مكوّنات التحالف الوطني الذي يشكل جزءاً منه في إدارة شؤون البلاد، وسعى إلى تهميش وإضعاف هذه المكوّنات داخل الحكومة وداخل أجهزة الدولة العراقية، مما دفع هذه المكوّنات إلى مناصبته العداء، أو على الأقلّ الاعتراض على سياسته، وثانياً تدهورت علاقاته مع المكوّنات الأخرى مثل الأحزاب الكردية والجماعات المشاركة في العملية السياسية والممثلة للمكوّنات التي تنشط في محافظة الأنبار، كلّ ذلك أثر على وحدة وفعالية الجيش والقوى الأمنية.

في ضوء هذه المعطيات بات من الصعب تقديم الدعم لنوري المالكي من قبل إيران وإلا سوف تخسر الكثير من نفوذها، ولا سيما لدى أطراف التحالف الوطني، كما أنّ التصدي لخطر داعش وتمدّدها الكبير، وإجهاض نية الأكراد بالانفصال التي عبّر عنها مسعود البارزاني، تتطلب البحث عن شخصية جديدة لتشكيل الحكومة العراقية، شخصية توحّد صفوف التحالف الوطني، وتحرج المكوّنات الأخرى، مثل الأكراد والجماعات السياسية التي تذرّعت بسياسة المالكي وتواطأت مع تنظيم داعش وسهّلت عليه الانتشار في مناطق واسعة من العراق.

ـ أما حسابات الولايات المتحدة في دعمها لحيدر العبادي، فهي تستند إلى أمور أخرى، فهي تراهن على إمكانية إعادة جميع المكونات التي دعمتها ومكنتها من السيطرة على أجهزة الدولة المختلفة عندما كانت تحتلّ العراق، حيث تؤمّن لها هذه التركيبة إعادة فرض وصايتها والحفاظ على نفوذها في العراق، من دون وجود قواتها العسكرية، وعندما تدعو إدارة أوباما إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية فإنها تقصد ذلك وليس أيّ شيء آخر، فهي تريد إعادة الأحزاب الكردية وقوى سياسية سنية تعاملت مع الاحتلال ليكون لها حصة كبيرة في الحكومة العراقية الجديدة تضمن نفوذ ووصاية الولايات المتحدة على هذه الحكومة، حيث سيكون الشلل سيّد القرارات التي تتخذها هذه الحكومة إذا كانت القضايا المطروحة تتعارض مع المصالح الأميركية.

التوافق على ترشيح العبادي واستبعاد المالكي بين إيران والولايات المتحدة، لا يعني التوافق على تشكيل الحكومة المقبلة، أو السماح بعودة الوصاية الأميركية مرة أخرى إلى أرض الرافدين، ولذلك فإنّ رهان الولايات المتحدة معقود الآن على الأكراد الذين بدأت بمدّهم بالسلاح من دون المرور بالحكومة المركزية، وحصرت نطاق هجماتها الجوية ضدّ «داعش» في المناطق التي تهدّد الأكراد فقط، وأحجمت عن التقديم الدعم للحكومة العراقية في مواقع أخرى انتشرت فيها «داعش».[/rtl]
[rtl]البناء[/rtl]

» كتب محمد صادق الحسيني : واشنطن، طهران...بينهما برزخ لا يبغيان
» جنيف و حسابات واشنطن: غالب قنديل
» واشنطن طهران المعادلة الصفرية...!
» كتب محمد صادق الحسيني : واشنطن، طهران...بينهما برزخ لا يبغيان
» كتب محمد صادق الحسيني : واشنطن، طهران...بينهما برزخ لا يبغيان